آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

التفاخر و الأنا

هناك مفاهيم بدائية ضروري نتخلص منها.

مثل التفاخر بكُبر مساحة البلد والسخرية من الدول الصغيرة.

أو التباهي بالتطاول في التاريخ مقابل الدول التي ظهرت حديثا.

أو التبجح بكثرة عدد السكان مقابل الدول قليلة السكان.

1-

حجم الدولة لا أهمية له في قوة الدولة أو نفوذها أو حتى قدرتها على ضمان أبسط شروط الحياة لمواطنيها.

هولندا كانت قوة استعمارية ضخمة ابتداء من القرن السابع عشر

وكانت مساحتها أقل من مساحة بعض المحافظات اليمنية

وعدد سكانها لم يزد عن 2 مليون نسمة.

بريطانيا كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس

مع أن حجمها أقل من نصف مساحة اليمن

وعدد سكانها في بداية العصر الاستعماري كان حوالي 5 ملايين نسمة

(نفس عدد سكان صنعاء حاليا) لكنها كانت تحكم شعوبا يسكنها نصف مليار إنسان.

2-

أما بالنسبة للقِدَم فلا أظن أن هناك أسخف من التفاخر بتاريخنا العريق

بينما حاضرنا بائس ومختلف ومستقبلنا مجهول.

هناك نظرية تقول إن الدول ذات الحضارات القديمة

تعاني أكثر من غيرها عندما تحاول النهوض من جديد

بينما تقفز الدول الجديدة بخفة في سلم التطور لأنها متخففة من عبء الماضي.

الماضي عبء وليس قيمة مضافة.

3-

أما التفاخر بكثرة الانجاب والسكان فعجب عجاب..

ولست أظن عاقلا سيدعي ان سكان اليمن الثلاثين مليون

أفضل من سكان الدنمرك الخمسة ملايين

لأنهم أكثر واولادهم الحفاة نصف العراة يملأون الشوارع!

 

- لا تقل لي إن مساحتك كذا، لكن قل كيف استغليتها وعمرتها.

- ولا تقل لي إن عدد سكانك كذا

بل قل لي كم علّمت منهم وما مهاراتهم وثقافتهم وقدرتهم على المنافسة والإبداع.

 

أعتقد أن ما نحتاجه اليوم لنفهم لماذا "تحتلنا" هذه الدول الصغيرة

هو معرفة سبب تفوقها واسباب تخلفنا

بدلا من التفاخر بتفاهات المساحة الكبيره المليئة بالفقر والدمار

والتباهي بعدد السكان الضخم من المُخَدرين بالقات والأمية والقهر.

لقد تحولت النرجسية التاريخية المزيفة الى جدار حديدي

يجعل المتخلف قانعا بتخلفه مكتفيا بخرافات حضارته القديمة.

نريد بلدانا علمانية ديمقراطية خالية من الخرافات والمخدرات

سواء كانت هذه خرافات الدين (حسب الثرات) أو خرافات الماضي المجيد او خرافات العادات والقات والتقاليد.