آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أمثلة لمنتقدي الحديث

لقد اكتشف كبار أهل الحديث ضرره

وهنا سأسرد شواهد من تلك الأقوال

لكبار أهل الحديث من شيوخ شيوخ أهل الصحاح

أي أنهم المحدثون المؤسسون للرواية والجرح والتعديل

فما أقوالهم؟

تمّ تجريح البخاري من طرف شيوخه 

- قال عنه إبن المديني

دعوكم منه إنه معجب بنفسه لا يرى إلاّ نفسه, بعدما قال عن شيخه إبن المديني : ما إستصغرت نفسي عند أحد إلاّ عند إبن المديني 

- الدارقطني إجتهد في إنتقاد بعض أحاديث البخاري في كتاب الإلزامات و التتبع وردّ 170 حديثا   

- الذهلي أستاد البخاري و مسلم

حرّم الأخد منهما و حرّم حضور مجلسيهما في كتاب الذهبي و كان يقول عليه بأنّه مدلّس

- ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري قال: أنّ شيوخه الأربعة ردّوا 4 أحاديث من صحيح البخاري

- إبن تيمية ردّ أحاديث البخاري

 

 

مقال لحسن فرحان المالكي

A- سفيان الثوري كبير أهل الحديث وقرين شعبة - توفي 161هـ وهي سنة مولد أحمد بن حنبل

يقول كما في جامع بيان العلم لابن عبد البر - (ج 3 / 257)

1) - بسند ابن عبد البر إلى سفيان الثوري -

(لو كان في هذا الحديث خير لنقص كما ينقص الخير ولكنه شر فأراه يزيد كما يزيد الشر)! وصدق سفيان!

فقد أصبح الحديث شغل الناس الشاغل، حتى العامة تجدهم يقولون ( في حديث يقول كذا وكذا) ولا تجده يسأل عن آية قط

الهوس بالحديث له دفع شيطاني.


2) وقد رواه ابن عبد البر بسند آخر عن حماد بن زيد

قال: قال لي سفيان (يا أبا إسماعيل ، لو كان هذا الحديث خيرا لنقص كما ينقص الخير)! 

 

B- وقال أبو خالد الأحمر - وهو من رجال الكتب الستة- توفي نحو 188هـ

يصف ضرر الحديث وصفاً مخيفاً كما روى ابن عبد البر في المصدر السابق بقوله

(يأتي على الناس زمان تعطل فيه المصاحف،لا يُقرأ فيها،يطلبون الحديث والرأي،

ثم قال: إياكم وذلك ؛ فإنه يصفق الوجه ويكثر الكلام ويشغل القلب)!

وصفاقة الوجه هي الوقاحة كما في تاج العروس ( 1 / 6429): (وجْهٌ صَفيقٌ بيّن الصَّفاقَةِ أي: وقِح)!

والمشتغلون بالحديث يظهر فيهم هذا فعلاً. فهم يفرطون في الثقة بالوهم ويجادلون بجهل ويقبلون بفراغ قلب ويدبرون بحقد أعمى مع قلة عقل وسوء خلق وتعاظم وغرور.. نعوذ بالله من الجهل.

وفي أهل الحديث قلة يقدمون القرآن على الحديث ويعرفون أن معظمه معلول، ويضعونه في مكانه المناسب فلذلك تجدهم ذوي أخلاق وسكينة وفضل وعلم. ولكن الجهلة يغترون بذكر بالحديث والتفاخر به والدوران حوله مع هجر تدبر القرآن، وكأن القرآن ليس نوراً وإنما ما دونه فلان وفلان هو النور!

C- الضحاك بن مزاحم (توفي بعد 100هـ) من رجال السنن

يقول - كما ذكر ذلك بإسناده ابن عبد البر في جامع بيان العلم ( 3/ 271)

(يأتي على الناس زمان يُعلّقون المصحف حتى يعشش فيه العنكبوت، لا ينتفع بما فيه ، وتكون أعمال الناس بالروايات والحديث)

لقد صدق رحمه الله!

 

D- الجويني من كبار الأشاعرة (المؤسسة الرسمية الدّينية في مصر تبني عليه (أشعريين))

كتاب الإرشاد ص 161 يقول وأمّا الأحاديث الّتي يتمسّكون بها فآحاد لا تفضي إلى العلم ولو أضربنا عليها جميعا كان سائغا


 

النّدم

1- ويقول سفيان الثوري أيضاً

- جامع بيان العلم (3/ 273) بسنده عن الثوري

« ليس طلب الحديث من عدد الموت، ولكنه علة يتشاغل به الرجل »

والثوري يتمنى أنه ينجو منه عندما يقول

(أنا فيه، يعني الحديث، منذ ستين سنة، وددت أني خرجت منه كفافا لا لي ولا علي »

قول سفيان - وهو في جامع بيان العلم 3/ 274-

أصرح من تلك الأقوال المنسوبة للرازي والشهرساني في ترك علم الكلام

فلماذا يكتمون هذا الرجوع؟

أعني هم علمونا أن أهل الكلام رجعوا عن الكلام في أواخر أعمارهم وذموه،

فلماذا لا يعلموننا أن كبار أهل الحديث أيضاً رجعوا عن الحديث وذموه؟

خاصة وأن تلك الأسانيد متعددة هم الّذين رووها ،

وهناك لفظ آخر للثوري يقول

« ليتني انقلب منه كفافا لا لي ولا علي »

وهذا يعني غلبة الشر في الحديث وهذا قاله سفيان بعد أن وصل الغاية

« ما تريد إلى شيء إذا بلغت منه الغاية تمنيت أن تنقلب منه كفافا »

المصدر نفسه والموضوع نفسه

2- وهذا يحيى بن سعيد القطان

- شيخ أحمد وابن معين-

يقر بأن رواية الشعر أفضل من رواية الحديث، لأن أهل الحديث يروون الكذب ولا يميزون.
 

 ففي جامع بين العلم ( 3/ 275) بسنده عن يحيى بن سعيد القطان قال

( رواة الشعر أعقل من رواة الحديث ، لأن رواة الحديث يروون مصنوعا كثيرا

ورواة الشعر ساعة ينشدون المصنوع يتفقدونه ويقولون : هذا مصنوع)

وهذا صحيح فهم يتفاخرون بالحديث وتصرفهم فتنة ويلهيهم عن القرآن والذكر.

3- وقال عمرو بن الحارث

- من رجال الكتب الستة -

« ما رأيت علما أشرف ولا أهلا أسخف من أهل الحديث »

- جامع بيان العلم 3/ 285


 4- وهذا مسعر بن كدام

من أوائل أهل الحديث كالثوري وشعبة يقول

(ووددت أن هذا العلم كان حمل قوارير حملته على رأسي فوقع فتكسر فاسترحت من طلابه)

 

5-  سفيان بن عيينة

شيخ أحمد وطبقته لما رأى طلبة الحديث عنده قال

(أنتم سخنة عيني لو أدركنا وإياكم عمر بن الخطاب لأوجعنا ضربا »

 

6-  مغيرة بن مقسم الضبي

- من رجال الكتب الستة- يذم أهل الحديث بقوله

(والله لأنا أشد خوفا منهم مني من الفساق » يعني أصحاب الحديث)

 

7- شعبة بن الحجاج

يحكي تحول موقفه ورجوعه عن الحديث كما رجع قرينه سفيان الثوري بعد أن رأى فساد أهل الحديث فيقول

« كنت إذا رأيت أحدا من أهل الحديث يجيء أفرح، فصرت اليوم ليس شيء أبغض إلى من أن أرى واحدا منهم »

- جامع بيان العلم 3/ 285 بسنده-

وهذا الشعور الذي ذكره شعبة هو عندي (حسن فرحان المالكي عن نفسه) الآن نسبياً كنت أحضر دروس الحديث وأفرح بهم،

ثم الآن لا أحبهم لأنهم مفتونون به عن كتاب الله وعن العقل. 

ويصيبك هذا الشعور بعد أن تعرف أن معظم الحديث الذي يدور على ألسنة أهل الحديث هو من انتاج الشيطان وأولياؤه لمزاحمة القرآن وعزله والكفر به. يكفرون ببعض القرآن لا محالة، وينتقصونه، ويستصغرونه، ويأطرونه على طريقهم أطراً، ويخضعونه إلى رواياتهم قسراً

 

 

رواية ضدّ الحديث لشعبة وبالإسناد، ففي جامع بيان العلم لابن عبد البر - (ج 3 / ص 286)

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: أنا قاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير

قال: حدثنا عبيد الله بن عمر قال:  يحيى بن سعيد القطان قال: سمعت شعبة يقول

« إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون»

والسند صحيح غاية وصدق شعبة رحمه الله

لكنهم لم ينتهواوأبقوا الحديث مرفوعاً على القرآن، محاصراً لهديه، معاكساً لمبادئه

يزرع خلاف ما يزرعه القرآن، من تواضع وخوف ومراقبة لله، فالحديث على الضد.

 

8- الأعمش

شيخ أهل الحديث في عصره وهو أكبر من شعبة وأوسع رواية- ومن رجال الجماعة

يكشف أن أهل الحديث يحملون شيوخهم على الكذب، فيقول

قال حفص بن غياث سمعت الأعمش يقول لأصحاب الحديث

« لقد رددتموه حتى صار في حلقي أمر من العلقم ، ما عطفتم على أحد إلا حملتموه على الكذب)!

والخلاصة هنا أن الحديث وأهل الحديث ذمهم العقلاء كافة، حتى من أنفسهم وكبارهم، لأنهم يكثرون ويلتهون به ويزاحمون به القرآن ويشغلهم عن الهدى والإجماع على ذم أهل الحديث أكثر من الإجماع على ذم المتكلمين والمعتزلة والفلاسفة، لأن كبار أهل الحديث كالثوري وشعبة والأعمش يذمونهم.
وماذلك إلا لشرههم في الرواية وتفاخرهم بها وامتلاؤهم بها،وتكبرهم وتعاليهم وتلحظ هذا في ألفاظهم الجبروتية وعقولهم المنغلقة وقلوبهم الضيقة. وبعد هذا لا نعمم.. ففي أهل الحديث الصادق والعابد والمتقي لله ..

ولكن للأسف السمة الغالية عليهم هو هذا التحجر وسوء الأخلاق ومزاحمة القرآن.

 

خاتمة

نحن أيضاً لا ننكر الحديث ولا السنة، وإنما ندعو لوضعه في حجمه الطبيعي، بعد القرآن الكريم، وأن نبدأ بالقرآن ثم ننظر ما يشبهه من الحديث. وهذا عكس ما يفعله غالب أهل الحديث فهم يجعلون الحديث أصلاً ثم فهمهم له أصل الأصل ثم يكون القرآن تابعاً صغيراً قد يتذكرونه وقد لا يتذكرون! ولا يدرك عناد ثقافة أهل الحديث للقرآن الكريم - والتي تكونت من تلك الأحاديث المصنوعة - إلا بعد أن يتثقف ثقافة قرآنية، أما بدونها فلا.. لو كان في الوقت متسع لاستعرضنا معظم الأحاديث المشهورة، وعرضناها على القرآن الكريم ورأيتم ضعف أكثرها، وقد ضربنا مثلاً بحديث أركان الإسلام.

وذكرنا الفرق بين (إسلامات الحديث) وإسلام القرآن وأن حديث بني الإسلام على خمس يخالف ما هو أوثق منه في الحديث فضلاً عن القرآن. ولكن أهل الحديث لهم غلبة صوتية، ولا تستطيع أن تكشف شبهة من شبهاتهم إلا بأن تكشف قبلها مئة شبهة، لأن بناءهم كله شبهات، ويدعم بعضها بعضاً. ولذلك فالحل هو العودة الصادقة المتواضعة الجادة لمنبع الهدى منبع النور كله مصدر الهداية الذي يهدي للتي هي أقوم ثم بعدها يمكن معرفة ماصح

 

حسن فرحان المالكي