إبن تيمية
1- إبن تيمية
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني المشهور باسم ابن تيمية. هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري.
نشأ ابن تيمية حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.
نبذة عن ابن تيمية
نسبه
هو:«تقي الدين أبو العباس أحمد بن شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر (بن إبراهيم) بن علي بن عبد الله الحراني.» ابن تيمية النميري الحراني، ثم الدمشقي. ، أبوه فقيه حنبلي هو عبد الحليم ابن تيمية، وأمه "سِتُّ النِّعَمِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الْحَرَّانِيَّةُ" ذكرها ابن كثير الدمشقي في وفيات سنة 716 هـ، ، ونسبته النميري إلى قبيلة بني النمير العربية وقد ذكر هذه النسبة أكثر المؤرخين الذين عُنوا بابن تيمية، بينما ذكرَ محمد أبو زهرة أن ابن تيمية كان كردياً.
النشأة والعلم وطلبه للعلم
نشأ ابن تيمية في حرّان حتى بلغ سنّ السابعة، ثم هاجر مع والده وإخوته إلى دمشق، نشأ رحمه الله في أسرة عريقة معروفة بعلمها،
اتجّه بدايةً إلى حفظ القرآن الكريم، حفظ ابن تيمية القرآن في صغره، واتجه بعد حفظ القرآن بدراسة الفقه والأصول وعلوم اللغة العربية وتفسير القرآن، وأصول الفقه والفرائض والخط والحساب والجبر والمقابلة، والحديث، وكان أول كتاب حفظه في الحديث "الجمع بين الصحيحين" للحميدي؛ يقول الحافظ ابن رجب: «عُني بالحديث، وسمع "المسند" مرات، والكتب الستة، و"معجم الطبراني الكبير".» وتلقى الفقه الحنبلي على يد والده.
ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه واللغة، وبرع في النحو، والتفسير، وأصول الفقه وعمره لم يتجاوز بضع عشرة سنة، عُرِف بالذّكاء، وقوّة الحفظ، والنّجابة، وسرعة الإدراك منذ صغره، كان فريد عصره في الزهد، والعلم، والشجاعة، والسّخاء، وكثرة التصانيف. تأهّل للتدريس والفتوى وهو ابن سبعة عشر سنة، كان قويّ التوكّل على الله دائم الذكر، كان أوّل كتاب حفظه في الحديث كتاب الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي، توسَّع رحمه الله في دراسة العلوم وتبحّر فيها، واجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فصار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم، والفضل، والإمامة، أثنى عليه شيوخ عصره وتلاميذه. وُلِدَ رحمه الله ونشأ في مرحلة كانت فيها الدولة والأمة الإسلامية في حالة من التمزق والضعف، وقت ظهر فيها التتار؛ فقتلوا العباد، ونهبوا الديار، فلم يمنعه طلبه للعلم من المشاركة في الأحداث في عصره، بل شارك رحمه الله في ذلك مشاركة العالم المجاهد؛ شارك بسيفه ولسانه وقلمه في محاربتهم.
أصوله
لم يكن ابن تيمية صاحب مذهب فقهي معروف باسمه، وإنما كان يرجع في أصوله إلى مذهب أحمد بن حنبل ليستنبط منه أحكامه، لذلك كانت أصوله في مجملها هي أصول أحمد بن حنبل. وأصول أحمد هي: الكتاب والسنة النبوية والإجماع والقياس والاستصحاب والمصالح المرسلة. وعند عدم الوقوع على النص كان يلجأ إلى فتوى الصحابة، وإذا تعددت آراء الصحابة في المسألة الواحدة كان يلجأ إلى اختيار أقربها إلى الكتاب والسنة.
كتب ابن تمية
مؤلفات ومصنفات كثيرة، من أبرزها ما يلي
كتاب الْإِيمَان الأوسط فِي مُجَلد
كتاب الاستقامة فِي مجلدين
كتاب تلبيس الْجَهْمِية فِي تأسيس بدعهم الكلامية فِي سِتّ مجلدات
كتاب دَرْء تعَارض الْعقل وَالنَّقْل، أَربع مجلدات
كتاب العُبُودِيَّة، مجلد واحد
كتاب الْجَواب عَمَّا أوردهُ كَمَال الدّين الشريشي على كِتَابه تعَارض الْعقل وَالنَّقْل
منهاج السّنة النَّبَوِيَّة فِي نقض كَلَام الشِّيعَة والقدرية، أَربع مجلدات
الرسالة التدمرية، بحث فِيهَا فِي حَقِيقَة الْجمع بَين الْقدر وَالشَّرْع
الفتوى الحموية، سِتُّونَ ورقة كتبهَا بَين الظّهْر وَالْعصر
كتاب جَوَاب الاعتراضات المصرية على الْفتيا الحموية فِي أَربع مجلدات
كتاب الْجَواب الصَّحِيح لمن بدل دين الْمَسِيح فِي مجلدين
الْفرْقَان بَيَان أَوْلِيَاء الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان نَحْو سِتِّينَ ورقة
الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول
اقْتِضَاء الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي الرَّد على أَصْحَاب الْجَحِيم
دفع الملام عَن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام، مُجَلد
السياسة الشَّرْعِيَّة في إصْلَاح الرَّاعِي والرعية
كتاب فِي الْوَسِيلَة فِي مُجَلد
التحفة العراقية في الأعمال القلبية، نَحْو سِتِّينَ ورقة
العقيدة الواسطية، وَهِي فتيا فِي عقيدة الْفرْقَة النَّاجِية نَحْو ثَلَاثِينَ ورقة
كتاب شرح أول المحصل فِي مُجَلد
كتاب الرَّد على أهل كسروان الرافضة فِي مجلدين
الهولاكونية وَهُوَ جَوَاب سُؤال ورد على لِسَان هولاكو ملك التتار فِي مُجَلد
كتاب فِي الرَّد على الْبكْرِيّ فِي الاستغاثة فِي مُجَلد
شرح على أول كتاب الغزنوي فِي أصُول الدّين فِي مُجَلد
كتاب فِي الرَّد على الْمنطق فِي مُجَلد كَبِير
شرح عقيدة الْأَصْفَهَانِي
شرح مسَائِل من الْأَرْبَعين للرازي فِي مجلدين
الْمسَائِل الإسكندرانية رد فِيهِ على ابْن سبعين وَغَيره فِي مُجَلد
كتاب فِي محنته فِي مصر فِي مجلدين وَتكلم فِيهِ على الْكَلَام النَّفْسِيّ وأبطله من نَحْو ثَمَانِينَ وَجها
كتاب الْكَلَام على إِرَادَة الرب وَقدرته نَحْو مائَة ورقة
الكيلانية وَهُوَ جَوَاب فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن فِي مُجَلد لطيف
قَوَاعِد فِي إِثْبَات الْمعَاد وَالرَّدّ على ابْن سينا فِي رسَالَته الأضحوية نَحْو مُجَلد
تَحْقِيق الْإِثْبَات فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات
المراكشية وَهِي فتيا فِي الصِّفَات خَمْسُونَ ورقة
فتيا فِي مَسْأَلَة الْعُلُوّ نَحْو خمسين ورقة
فتيا تَتَضَمَّن صِفَات الْكَمَال مِمَّا يسْتَحقّهُ الرب سُبْحَانَهُ نَحْو سِتِّينَ ورقة
جَوَاب فِي تَعْلِيل مَسْأَلَة الْأَفْعَال نَحْو سِتِّينَ ورقة
جَوَاب فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن وَردت من مصر نَحْو سبعين ورقة
البعلبكية تكلم فِيهَا على اخْتِلَاف النَّاس فِي الْكَلَام نَحْو عشْرين ورقة
القادرية وَهِي مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن نَحْو عشر وَرَقَات
جَوَاب مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن هَل هُوَ حرف وَصَوت أم لَا نَحْو ثَلَاثِينَ ورقة
الأزهرية بضع وَعِشْرُونَ ورقة
البغدادية وَهِي مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن
مسَائِل فِي الشكل والنقط
كتاب إبِْطَال قَول الفلافسة بِإِثْبَات الْجَوَاهِر الْعَقْلِيَّة
كتاب إبِْطَال قَول الفلاسفة بقدم الْعَالم فِي مُجَلد كَبِير
الصعيدية
الحوفية وَهِي عقيدة أَيْضا
شرح رِسَالَة ابْن عَبدُوس فِي أصُول الدّين
كتاب فِي تَوْحِيد الفلاسفة على نظم ابْن سينا مُجَلد لطيف
شرح الْعُمْدَة فِي أَربع مجلدات
شرح الْمُحَرر
التَّحْرِير فِي مَسْأَلَة الْخضر مُجَلد
تَحْرِيم السماع فِي مُجَلد
تعليقة على فتوح الْغَيْب لسيدي عبد القادر الجيلاني
شرح دُعَاء أبي بكر رَضِي الله عَنهُ
الدّرّ المنثور فِي زِيَارَة الْقُبُور
الْفرْقَان بَين الْحق وَالْبَاطِل نَحْو سِتِّينَ ورقة
الواسطة بين الحق والخلق
الرد على من قال بفناء الجنة والنار
شرح حديث النزول
شرح العقيدة الأصفهانية
نقد مراتب الإجماع
الصفدية
الكلم الطيب
بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والباطنية والقرامطة
سجود التلاوة معانيه وأحكامه
القواعد النورانية
الرسالة العرشية
مقدمة في أصول التفسير
الاحتجاج بالقدر
وفاته
توفي ابن تيمية في 20 ذو القعدة/22 ذو القعدة سنة 728 هـ في حبسه في قلعة دمشق وقد بلغ من العمر 67 سنة بعدما استمر به مرضه قرابة الثلاثة أسابيع.
لائحة المراجع
"أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني لفضيلة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
بكر أبو زيد الجامع لسيرة شيخ الإسلام بن تيمية.
التبيان لبديعة البيان لمحمد بن ناصر الدين الدمشقي، كتاب الجامع
ابن كثير الدمشقي البداية والنهاية
أبي عبد الله محمد بن سعيد بن رسلان ، حول حياة شيخ الاسلام بن تيمية
أحمد نافذ المحتسب (2008)، شخصيات إسلامية عرفها التاريخ ولن ينساها
2) إبن تيمية
واحد من أبرز من صنعوا نصوص التوحش في التراث الإسلامي. فتاويه أسهمت في إحداث مجازر دينية ما زالت مستمرة إلى اليوم، إذ تستثمرها الجماعات التكفيرية.
سعى ابن تيمية طيلة حياته أن تكون عقيدة ابن حنبل، العقيدة الرسمية لدولة المماليك… كان يريد القول إن مذهب أهل السلف ليس هو الأشعرية الذي كان سائدا في فترته… لكنه لم ينجح في ذلك!
ارتدت عليه رسالته فسجن مرات عديدة حتى مات في سجن الملك ابن قلاوون، وسيكون ما عبر عنه في “العقيدة الواسطية” و”الفتوى الحموية” وغيره من كتبه، بانتظار لحظة أكثر تطرفا وقسوة، هي لحظة محمد عبد الوهاب، الذي سيجعل من تأويلات ابن تيمية عقيدة رسمية للدولة السعودية الأولى.
حين ولد ابن تيمية عام 661هـ، كان العالم الإسلامي مشتت السلطة المركزية، فالخلافة العباسية سقطت، وكذلك الفاطمية، وانتهينا من الدولة السلجوقية والزنكية والأيوبية، وبات المغول هم المسيطرون على العراق وإيران ويهددون الشام…
هنا ظهر المماليك كقوة جديدة… بدأت سلطتهم الفعلية في مصر ثم اتجهوا إلى الشام بعد ذلك.
تزامن ذلك لاحقا مع دخول المغول الإسلام فبدأ صراع آخر مفاده: نحن مسلمون وأنتم مسلمون، فمن الذي يمثل الإسلام؟ من هو الخليفة ومن يمتلك الشرعية؟
صرنا إذن أمام حرب إسلامية-إسلامية… في قلب هذه الحرب يأتي ابن تيمية.
في معركة شقحب (702هـ) سينتصر المماليك على المغول… كان ابن تيمية بطلا لهذه المعركة.
أرسى مشروعيتها، وأنتج في خضمها الكثير من النصوص التكفيرية المتأثرة بهذا الجو… كان يحث على الجهاد، يساعده صوته الجهوري على ذلك، مفتيا للجنود بإفطار رمضان لتحسين أدائهم.
كان بطلا للمعركة حتى بدا أنه سينازع السلطان في النجومية، فلما خاف الأخير أن ينقلب عليه، جاءت مقولة ابن تيمية الشهيرة: “أنا رجل ملة لا رجل دولة”.
بعد هذا الانتصار، ستأتي سلسلة انتصارات أخرى حد أن بقيت فقط الأقليات المسلمة المصنفة بأنها ليست من أهل السنة والجماعة، التي جعل ابن تيمية سيوف المماليك في رقابها، بإصداره لفتاوى تبيح قتلهم، حدثت باسمها مجازر كبرى في جبل لبنان آنذاك.
أبرز تلك المجازر، تلك المعروفة باسم “مذبحة كسروان”، التي أشارت إليها أغلب المصادر التاريخية المتعلقة بتاريخ لبنان.
أضفى ابن تيمية المشروعية الدينية على تلك المذبحة، ووصلها بلحظة قضاء الخلفاء الراشدين على أهل الردة، ليعطي لهذا الفعل مشروعيته المقدسة الكبرى التي تصله بالسلف الصالح.
شرعن ابن تيمية قتلهم بل وقطع أشجارهم وتخريب عمرانهم. باختصار… أمعن في التوحش والقتل.
في الواقع، كان التكفير لدى ابن تيمية موضوعا سياسيا يتحدد بالموقف من الخليفة، فمن لا يدخل تحت شرعيته يسلط عليه سيف التكفير.
كان خطابه التكفيري يجري وفق محددات السياسة، بمعنى أن ما حددته السياسة كفرا فهو بالنسبة لابن تيمية كفر، ذلك أن أحد مقتضيات الدين لدى أهل السنة والجماعة، عدم جواز الخروج على الخليفة.
عدم الخروج هنا يشمل الجانب العسكري أساسا، والمحددات الكبرى التي يرسيها الخليفة، بخاصة المتعلقة بأعداء الدولة.
إضافة إلى من لا يدخل ضمن شرعية الخليفة، تتسع قائمة التكفير في خطاب ابن تيمية لتشمل:
من رد شرع الله بالكتاب والسنة أو شك فيه أو آمن ببعضه وكفر ببعضه؛ من لم يأت بالشهادتين، أو جحد وجوب شيء من أركان الإسلام؛ من ترك الصلاة؛ من كان ملتزما بأداء أركان الإسلام ولم يقم بها تهاونا أو كسلا، فإن تركها كلية فهو كافر؛ من أنكر معلوما من الدين بالضرورة؛ كل قول يفهم منه الاستخفاف أو الانتقاص أو الاستهزاء بالله وبآياته؛ من سب أحد الكتب المنزلة أو أهانها؛ من سب نبيا معلوم النبوة أو موصوفا بالنبوة؛ الفلاسفة؛ القائلون بوحدة الوجود من المتصوفة؛ الباطنية (الإسماعيلية والروافض والشيعة)؛ المعتزلة (أحيانا) والجهمية.
لكننا في الحقيقة، نجد أن نصوص ابن تيمية مضطربة في التكفير بشكل عام، إذ يمكن أن تكفر وفقها طائفة أو جماعة، كما يمكن أن تنفي عنها التكفير استنادا إلى نصوص أخرى من فتاويه… بيد أن الغالب على نصوصه: الميل إلى التكفير أو الإيحاء به.
هذا الاحتراز جاء لأن ابن تيمية وسع من خطاب التكفير لأسباب سياسية…
كان يحصن خطاب التكفير لديه ليحمي نفسه من التصادم مع السلطة السياسية، ولكي لا يفتح على نفسه نار جهنم، خصوصا وأنه فتح هذه النار حين اختلف معها في موضوع تأويل الصفات، وتحديد المذهب الذي يمثل السلفية وأشياء أخرى.
بسبب ذلك وبسبب حكايات أخرى كما أسلفنا الذكر، سجن ابن تيمية أكثر من مرة، حتى إنه توفي في السجن، وكان ذلك عام 728هـ.
توفي أو كذلك نظن… فابن تيمية ما زال إلى اليوم يُدرّس نصوصه في المدارس والجامعات، وما زال يعقد تحالفاته في أروقة السلطة، ويواصل بعض الحكام والجماعات القاتلة، الحكم، بناء على كتب فتاويه، التي جعلوها دستورا.
تلك النصوص المتوحشة ذات الغلاف الديني أنتجت في سياقات سياسية محضة، فظلت صالحة لكل ظرف سياسي مدى الزمان. ما زال البعض يستغلها إلى اليوم في قتل آلاف الأبرياء وفي تدمير الإنسانية، لا لشيء… إلا بحثا عن شرعية للحكم، في زمن بلغ فيه البعض الآخر ما بلغ من الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
مقال منقول عن مرايانا
منقول عن محمد عبد الوهاب الرفيقي بتصرّف بسيط
a- عاش حياته أعزبا , لم يتزوّج و كان عنيفا و متطرّفا
نصّب نفسه حاكما على الكلّ
أخد التراث و قنّنه
كان يتبادل العداء مع الشيعة, فإذا إنتقده شخص ما يتهمونه بالتشيّع
b- لم يسجن ابن تيمية أبدا في أي قضية مرتبطة بالدفاع عن حق طائفة أو ردا لعدوان واعتداء، أو مطالبة بحق من حقوق الناس، أو احتجاجا على ظلم حاكم أو استبداد أو استعباد.
سجن ابن تيمية سبع مرات لكن بعضها كان مجرد توقيف أو استنطاق ثم إطلاق سراح ، أما أهمها فهي:
سجنه بالقاهرة مدة سنة ونصف، من 705 إلى 707 ه، وسببها مخالفته لعلماء عصره في قضايا متعلقة بالأسماء والصفات والنزول والكلام والاستواء على العرش، وهي قضايا عقدية كلامية اتهم فيها بالتشبيه، ولا ثمرة لها في الواقع.
سجنه بدمشق لستة شهور عام 721 ه ، بسبب رأيه في الحلف بالطلاق ومخالفته لفقهاء عصره في قضية فقهية محضة.
سجنه بدمشق عام 728 ه لمدة عامين وثلاث أشهر، حتى مات بالسجن، بسبب موقفه من زيارة قبر النبي واعتبار شد الرحال إليه بدعة، وهي أيضا قضية فقهية.
هذه هي القضايا التي اعتقل وحبس بسببها ابن تيمية بين قضايا كلامية وآراء فقهية، بل يمكن القول أيضا أن ابن تيمية حتى في آرائه هذه لم يكن بما يتصور من صلابة وثبات على الرأي، فقد نقل ابن حجر العسقلاني في كتابه " الدرر الكامنة" أن خروجه من السجن عام 707 ه كان بعد توبته من كل آرائه السابقة، وذكر نص ما كتبه ابن تيمية وشهد عليه جمع من الفقهاء جاء على ذكرهم جميعا، ومما جاء فيها: " أنا اشعري، ورفع كتاب الأشعرية على رأسه، إلى أن قال: كتبه ابن تيمية وأشهد عليه أنه تاب إلى الله تعالى مما ينافي هذا الاعتقاد.."
وقد ذكر غير واحد قصة هذه التوبة وأنها سبب خروجه من سجن القاهرة، مما يرجح صحة وقوعها..
يحقّ لنا التساؤل !!!!! : هل يدفعنا هذا لتغيير تلك الصورة البطولية التي جعلت من ابن تيمية ملهما لكثير من هذه الحركات؟