آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أصحاب الفيل و حجارة من سجيل

1- معلومات متنوعة

2- أبرهة الحبشي أو أبرهة الأشرم

3- رأي السلمين المزعوم في واقعة غزو الكعبة

4- رأي بعض الستشرقين في غزو الكعبة

 

1- معلومات متنوعة

يزعمون أنّ إبراها الحبشي ملك اليمن

هجم على الكعبة بواسطة فِيَلة

وعقوبته كانت الحجارة من سجّيل

a-

كيف لفيلة أن تصمد في جوّ الصحراء

القاحلة بساعات من المشي

b-

النقوش التي تركها أبراها في اليمن

على بقايا جدران سدّ مأرب

تُظهر أنّه مسيحي ولم يكن وثنيا

هل يقف الله مع الوثنيين بإلقاء حجارة ضدّ المسيحيين؟

c-

سورة الفيل لا تذكر الكعبة ولا أبراها الحبشي

مع العلم أنّ هناك تفسير آخر لمعنى الفيل 

1-

المقصود منهم قوم لوط

فالشذوذ الجنسي عند بعض اللغويين العرب

كان يطلق عليه.."فيل"..

ويوجد تشابه بين نهاية قوم لوط في القرآن

ونهاية أصحاب الفيل..

(يبقى تأويلا و ليس تأكيدا)

2-

 المقصود بأصحاب الفيل

هو جيش الملك.."بهرام"..الفارسي

الذي حارب الدولة البيزنطية بالأفيال

في القرن السادس الميلادي

وبهرام كان زرادشتي-أي مجوسي-

فكان في نظر البيزنطيين كافر

وأفياله لا تهزم إرادة الله..

لاحظ تشابه .."بهرام"..مع .."أبرهة"..

وكلاهما كان يستعمل الأفيال في الحرب

d-

لا توجد أيّ وثيقة تاريخية تدلّ على أنّ أبراها غزا مكّة

قالوا أن أبرهة قتل في عام الفيل أثناء غزوه مكة

وهذا غير صحيح تاريخيا

تُوفّي أبرهة الحبشي  سنة 535 م  

قبل ميلاد النبي ب 18 عام

قبل هجومه المفترض بالفيلة سنة 570م

وسجل التاريخ أنه حارب بعض القبائل الموالية للفرس على أطراف اليمن

لكن لم يذهب لمكة على الإطلاق

ولم يدون أي مؤرخ معاصر لتلك الفترة حروب لأبرهة في الشمال..

يوجد مؤرخ روماني كان معاصرا لتلك الفترة

إسمه.."بروكوبيوس القيسراني"..

ذكر حروب أبرهة كلها في اليمن وأثيوبيا

وعاش لما بعد وفاة أبرهة

لكن لم يذكر مطلقا أنه ذهب لمكة..

أبرهة كان ملكا مسيحيا

حكم اليمن لحساب إمبراطورية.."أكسيوم"..الحبشية المسيحية،

وهي إمبراطورية ذات حضارة ما زالت أثيوبيا فخورة ومشهورة بها إلى الآن

ولو كان ذهب لمكة أو قتل هناك

لسجل الأحباش ذلك

خصوصا أن الرجل هو (ملك)

وتاريخ الملوك يكتب قبل كل شئ

ومسألة إهمالة غير منطقية

خصوصا أن روايات المحدثين قالت

أن الجيش (أبيد عن آخره)

وهو ما لم يذكره الأحباش .

e-

لماذا لم يرسل الله

الطير الأبابيل على الأمويين و القرامطة

 عندما هدّموا الكعبة

 

 

2- أبرهة الحبشي أو أبرهة الأشرم

(لاتينية:Abramus آبراموس وتعني إبراهيم)

هو أبرهة بن الصّباح

كان عاملاً لملك الحبشة على اليمن

وهو قائد عسكري من مملكة أكسوم

وأعلن نفسه ملكا على حِميَّر.

حكم بلاد اليمن والحجاز

من الفترة مابين 531 أو 547 وحتى 555 أو 565.

 

ذكر أبرهة في المصادر البيزنطية والسريانية ونصوص خط المسند

ونُسجت حوله العديد من الروايات والأساطير

وحسب ما ورد في الموسوعة البريطانية

فهو مسيحي متدين

اشتهر ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء

وبحملته العسكرية نحو مدينة مكة

في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد

في ربيع الأول 53 ق هـ الموافق لأبريل 571م

وقد فشلت الحملة رغم استعانته بالفيلة

وانتهى حكم الحبشة وسيطرتهم على اليمن نهائيًا

بالغزو الساساني الفارسي لليمن عام 575 م

بعد وفاة أبرهة بأربع أعوام

 

المصادر الأساسية لحياة أبرهة

هي ستة كتابات بخط المسند

أربع منه كتبها بنفسه

أطولها معاركه مع يزيد بن كبشة سيد قبيلة كندة

وزعيم تحالف قبلي كان قد قاتل المسيحيين إلى جانب يوسف أسأر

وقد أُكتشف نص بخط المسند لكاتب مجهول

يذكر كندة وبكيل و"ذي يزن" و"ذي خليل" و"ذي سحر"

وبنائها لتحصينات مقابل البحر لقتال أبرهة

ورد في النص ذاته أن أقيال حضرموت والأشاعرة و"ذي معاهر" و"ذي كلاع" و"ذو ذبيان" و"ذو رعين" (يافع) كانوا إلى جانب أبرهة ضد سيد كندة.

 

3- رأي السلمين المزعوم في واقعة غزو الكعبة 

يروي الفيلم قصة إقدام أبرهة على هدم الكعبة في عام الفيل

وهو العام الذي ولد فيه رسول الله

فأبرهة يتقدم نحو الكعبة يقتل النساء والأطفال.

ويتصدى عبدالمطلب لأبرهة ويساعده رجال قريش لمنعه من هدم الكعبة .

باسم الفيل نزلت سورة من القرآن الكريم

سجَّل الله فيها أروع تسجيل في أوجز عبارة وأوضح أسلوب

قصة الفيل الذي خرج به أصحابه

يريدون هدم الكعبة بيت الله الحرام، فأبادهم الله، 

 قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ

تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول».

 أبرهة الأشرم – كما ذكر ابن إسحاق -

لمَّا أصبح تهيأ لدخول مكة

وهيأ فِيله، وعبَّأ جيشه

وكان اسم الفيل محموداً

وأبرهة مُجْمعٌ لِهدم البيت

ثم الانصراف إلى اليمن،

فلما وجَّهوا الفيل إلى مكة

أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي

حتى قام إلى جنب الفيل

ثم أخذ بأُذنه، فقال: ابْرُكْ محمودا، أو ارجع راشدا من حيث جئت

فإنك في بلد الله الحرام

فَبَرَك الفيل...

ووجَّهوه إلى مكة فبرك

فأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبَلَسَان

- ضربان من الطير - مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها

حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحُمّص والعدس

لا تُصيب منهم أحداً إلا هلك

وليس كلهم أصابت

وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاؤوا

ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن

فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته:

أين المفر والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب

 فخرجوا يتساقطون بكل طريق

ويهلكون بكل مهلك على كل منهل.

 

وفي كتابي البخاري و مسلم أيضا

أن رسول الله  قال يوم فتح مكة:

«إن الله حبس عن مكة الفيل

وسَلَّط عليها رسوله والمؤمنين

وإنه قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس

ألا فليبلغ الشاهد الغائب».

 

4- رأي بعض الستشرقين في غزو الكعبة

فسر عدد من المستشرقين النص

بأنه يشير إلى المعركة التي ذكرت في قصة أصحاب الفيل

ولكن اكتشافات حديثة تفند هذا الرأي لعدة أسباب:

لم يشر النص أن جيش أبرهة كان يحوي أي فيلة

ولم يتطرق لمكة بل لمكانين اسمهما تربة وحلبان.

الفيلة تستهلك الكثير من الماء ولا تحتمل الصحراء

ومن غير المنطقي أن يسير أبرهة مسافة تتجاوز 1000 كيلو متر راكبا على فيل.

تاريخ نقش مريغان قد حدد توقيت الحملة

بعام 662 من التقويم اليمني الحميري اليعفري

والذي يناظر سنة 552 من التقويم الميلادي

بمعنى أنه متقدم على غزو الكعبة بحوالي 19 سنة.

 

المصدر لرأي المستشرقين

The Oxford Handbook of Late Antiquity edited by Scott Fitzgerald Johnson 

 The Oxford Handbook of Late Antiquity edited by Scott Fitzgerald Johnso p.287

لائحة المصادر

 The Oxford Handbook of Late Antiquity edited by Scott Fitzgerald Johnson

الموسوعة البريطانية المفتوحة على موقع واي باك مشين.

تفسير الطبري، تفسير سورة الفيل، الجزء الرابع والعشرون ص 610