آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الطّاعون عبر التاريخ

كان الطاعون قديما وباء يعتقد أنه من (غضب الآلهة)

والوعي بطبيعته كمرض غير موجود، وبالتالي علاجه كان بدائي جدا، الأول الذي فطن لطبيعته كمرض هو الفيلسوف والطبيب اليوناني "أبقراط" في القرن 4 ق. م رفض تفسير الطاعون بالغضب الإلهي وبحث عن علاج له من الطبيعة.

جاء المسلمون بعد أبقراط ب 1000 سنة في العصر العباسي ووضعوا أحاديث غضب الله على أهل الشام

بالطاعون المشهور ب (عمواس)

فقال "معاذ بن جبل" بل هو دعاء نبيكم..يقصد أن النبي دعا على الأمة بالطاعون لتفرقها بعد موته ، والحديث في مسند أحمد (22136)

علما بأن الصحابي "أبو عبيدة بن الجراح" مات في هذا الطاعون، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وبالتالي فالحديث يقول أن النبي دعا على أبي عبيدة بالموت لعصيانه وتفرقه..رغم أنه كان مبشرا بالجنة..

هذه من سقطات وتناقضات وأكاذيب التراث التي لا تنتهي..!

كذلك وضعوا أحاديث في الصحيحين بأنه لا عدوى للأمراض، والطاعون حسب الحديث ظل المسلمين يعتقدون أنه مرض غير معدي فلم يأخذوا احتياطهم حتى هلك منهم الكثير، وأحاديث نفي العدوى في الصحيحين بالذات ليست لها إجابة عند الشيوخ، يقفون كأن على رؤوسهم الطير..!!

الصور لقناع الأطباء في أوروبا خلال العصور الوسطى لعلاج الطاعون، قناع منهم حقيقي محفوظ في متحف التاريخ الألماني Deutsches Historisches Museum ، ويظهر أن تخلف أوروبا الطبي ظل إلى ما قبل الثورة العلمية بقليل، حتى أنه أهلك (ثلث أوروبا) في القرن 14 فيما سمي بالموت الأسود..ثم طاعون لندن في القرن 17 الذي أهلك (ربع ) سكان المدينة..

ويقال أن طاعون أوروبا هذا صنع زلزالا في عقول النبلاء والأمراء والمفكرين أحدث بعد ذلك عصر النهضة، وتأثيراته ما بين أدبية وعلمية ودينية نزعت كثير من خرافات الشارع والتجارب الفاشلة لمحاصرة المرض..

كان العلاج قديما عن طريق العزل وأحيانا تصفية الدماء، ثم تطور إلى مكافحة الفئران والبراغيث بعد الوقوف على مسئوليتهم المباشرة عن المرض، لكن الطاعون عموما كان أشهر وباء فتك بالإنسان على مر العصور، وضحاياه بمئات الملايين، ويقال أن 40% من سكان مصر ماتوا في طاعون أوروبا في القرن 14 بعد زحف الوباء على الشرق الأوسط..

الآن بعد الثورة العلمية والطبية الأمور أصبحت أفضل، ومكافحة الطاعون أكثر سهولة بالمضادات الحيوية الفعالة، وهذا ما كان ليحدث لولا العقل الذي نكفّره ونُحرّم استخدامه، ولولا نهضة أوروبا العقلية لما زال العالم والمسلمين يدفنون ضحايا الطاعون بالملايين، وربما تفنى البشرية كلها بعد تنوع الأمراض، لكن نحمد الله أن وهبنا (كفارا) عاقلين ليهبونا الحياه والأمل من جديد

منقول عن الباحث سامح عسكر