فتوى ماردين
عام 1915 ذبح العثمانيون 11 من قساوسة المسيحية في بلدة ماردين التركية
أشهرهم الكاهن الأرمني "إغناطيوس (شكرالله) مالويان"
بناء على فتوى الشيخ ابن تيمية بقتال وقتل من خرج على شريعة الإسلام في ماردين قبل 700 عام
فتوى ابن تيمية الشهيرة بقتال وقتل أهل ماردين من أشهر الفتاوى الإرهابية للرجل
لكن السلفيين وبعض محبيه التمسوا له العذر مؤخرا
وقالوا أن كلام ابن تيمية أسئ فهمه وتم تزويره من مخطوطة أصلية،
ولو كلامهم ذلك صحيحا لماذا لم يتم تصويب وتعديل النسخ الحديثة والمتداولة بين العامة؟
ملخص قصة ماردين أن هذه البلدة كان يحكمها التتار بينما أهلها مسلمين
فأفتى ابن تيمية بقتال الخارج عن شريعة الإسلام فيها
أي حكامها وكل من يتعاون معهم فيدخلون في نفس الحكم ،
وقد اعتمد الإرهابيون منذ السبعينات على هذه الفتوى
بجواز قتل وقتال الحكومات التي لا تطبق الشريعة التي نادى بها ابن تيمية..
لكن السلفيين وبعض الأزاهرة مؤخرا قالوا أن الفتوى المتداولة للرجل (مزورة)
ولم يقل بقتال الخارجين عن الشريعة بل (معاملتهم) بما يستحقون
ولو كان فيهم ذرة ذكاء لفطنوا أن معاملة الكافر بما يستحق يلزمها (قوة عليا) أو (سلاح) لفرض السيطرة
وهذا لن يتحقق سوى بعد القتال وإثخان العدوّ أي الظهور عليه وقهره..
ولأن ابن تيمية نفسه ضمن سياق الفتوى
قال أن ماردين جمعت بين دار الحرب ودار السلم
أي لم ينفِ عنها الكفر والقتال
فيكون جمعه بين معاملة المسلم فيها بما يستحق وقتال غير المسلم ومعاونيه فيها متفقا مع السياق
وغير ذلك سيعد تضاربا في الفتوى وحمل مقاصد الرجل لغير مضمونه..
جرائم العثمانيين في ماردين كانت ضد الأرمن ولم يميزوا بين مسيحي وغيره، فالكل لديهم مستهدف ، وقتل رجال الدين في المعابد بالذات عمل شنيع كون هؤلاء في الغالب (مُسالمون) ولا تنطبق عليهم أي شروط للحرب، لكن المتعصب والطائفي أول ما ينظر لأعدائه يسلك سلوكا مختلفا ويصبح أي رجل دين أو قائد سياسي هدف مشروع..
منقول عن سامح عسكر