آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

حكم سبّ الرسول

مقدّمة

1- حديث البخاري

2- ترتيل القرآن؟

3- لزوم الإختبار ترك الظالمين و الكافرين و المجرمين في فسادهم لكي يثبت عليهم

فلا يستطيعون الدّفاع عن نفسهم السيّئة بعد عرض شريط حياتهم

ولهذا السبب يتوجّب عدم التدخّل في شؤونهم ماداموا لا يعتدوا علي حرّيتك الشخصية

3- تناقضات التراث

 

مقدّمة

يقولون تحث ذريعة إجماع العلماء من سبَّ الرسول فحكمه القتل

حتى و لو تاب !!

ولا يقتل من سبّ الله ثمّ تاب !!

 

- و يبررون ذلك بقولهم أنّ الله لا يلحقه نقص أو ضرر إذا سبّه أحد

- وأنّ الرسول له كامل الحرّيّة أن يتنازل عن حقّه أمام شاتمه

لكنّ الحاكم ليس له الحقّ في التنازل عن حقّ النبيّ بعد موته (حقّه لا يسقط) ؟!! 

لأنّه لا يعلم إن كان الرسول سيعفو أم لا 

لا ندري أأسقط حقّه أم لا!!؟  

 

 إذا كنتم لا تعلمون أنّ الرسول سيعفو أم لا!!

من أين لكم هذا اليقين بأنه لن يعفو ؟!

أليس حكمكم مبني على الرجم بالغيب ؟!

لماذا إتخدتم أنتم قرار عدم العفو؟

هل هذه هي سنّة الرّسول أم سنّتكم أنتم؟

 

كتاب الفقه على المذاهب الأربعة 5 أجزاء

الجزء الخامس

من أبغض رسل الله و لو بقلبه يُقتل و لا تقبل منه توبة ص 335-336

 

1- حديث البخاري

مَن لِكَعْبِ بنِ الأشْرَفِ؟

فإنَّه قدْ آذَى اللَّهَ ورَسولَهُ

فَقامَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُحِبُّ أنْ أقْتُلَهُ؟

قالَ: نَعَمْ......

قالَ: فَأْذَنْ لِي
فأقُولَ قالَ: قدْ فَعَلْتُ.

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الرقم: 3032 - 4037 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (3032)،

ومسلم (1801) مطولاً

(فاسْتَمْكَنَ مِن رَأْسِهِ، ثُمَّ قالَ: دُونَكُمْ، قالَ: فَقَتَلُوهُ)

==> (قطع رأسه)

 

2- ترتيل القرآن؟

نعلم علم اليقين أن الرسول سوف يعفو عمن أخطأ في حقه ثم تاب

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 199)

و الرسول قطعاً لن يُخالف أمر الله و سوف يأخذ بالعفو

القرآن فيه أيات تذكر سبَّ المشركين للرسول بقولهم عنه أنه ساحر و كاهن و كذاب

 و مع ذلك لم يأمر الرسول بقتلهم ، فلا تنسبوا إلى رسول الله ما لم يقل

 

وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟ أَذى كَثِیراۚ

وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ

آل عمران 186

الله أمر رسوله أن يصبر ليس على مجرد الأذى بل على الأذى الكثير

فإذا كان الرسول يصبر على سماع الأذى ، ألآ يعفو عمن تاب من قول الأذى ؟!

 

فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ

وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)

إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 94 - 95)

أعرض عن المشركين المستهزئين لأنّ الله ستكفّل بهم 

 

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 57)

إنّ الّذين يؤذون نبيّنا الكريم يلعنهم الله و أعدّ لهم العذاب 

وليس أمر بقتلهم

 

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ

قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 61)

 

وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ

وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا

(سورة : 73 - سورة المزمل, اية : 10)

أحسن وسيلة لمواجهة من يهاجمك بالكلام هو عدم الرّدّ و التجاهل

محاولة إثبات أنّك على حقّ دفاعا أو أنّ الآخرين مخطئون لإرجاعهم للطريق الصّحيح لا يجدي نفعا 

أحسن الطّرق هو التجاهل

 

 

كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)

أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)

(سورة : 51 - سورة الذاريات, اية : 52 - 54)

تولّ عن القوم الطّاغين يا محمّد مهما قالوا عنك و سوف لن تلام  

 

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) 

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 97 - 98)

إصبر يا محمّد على ما يقولون و عظِّم فضل الله

 

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ

وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى

(سورة : 20 - سورة طه, اية : 130)  

 

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ

وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ

(سورة : 50 - سورة ق, اية : 39) 

 

فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ

وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ

(سورة : 46 - سورة الأحقاف, اية : 35)  

 

فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

(سورة : 36 - سورة يس, اية : 76)

لا يوجد قتل بأيّ حال من الأحوال للمخالفين و المستهزئين

 

وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ

وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا

وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا

وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 12)

يصبر الرّسل على الأذى و يتوكّلون على الله ليمشوا قُدما 

 

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا

وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا

(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 63) 

الحكماء هم الّذين يمشون بتواضع و يتفادون التورّط في مشاكل مع الجاهل 

 

وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ

وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 48)

  آية مدنية تدلّ على أن نبيّنا لا يبحث و لا يدخل في حروب من نفسه

 

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ

فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 85)

 

 

3- لزوم الإختبار ترك الظالمين و الكافرين و المجرمين في فسادهم لكي يثبت عليهم

فلا يستطيعون الدّفاع عن نفسهم السيّئة بعد عرض شريط حياتهم

ولهذا السبب يتوجّب عدم التدخّل في شؤونهم ماداموا لا يعتدوا علي حرّيتك الشخصية

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 61)

 

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا

(سورة : 35 - سورة فاطر, اية : 45)

 

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 42)

 

 

3- تناقضات التراث

مقال للباحث سامح عسكر

في التراث حكايتان

الأولى

شتم كعب بن الأشرف للرسول فأمر النبي بقتله غيلة (أي اغتيال)

والثانية

شتم مربع بن قيظي للرسول فعفى النبي عنه وقال أتركوه فهو أعمى القلب والبصر..

 

قام ابن تيمية والسلفيون بالاستدلال بالأولى على جواز قتل شاتم الرسول

وصمتوا عن الثانية بأن وضعوها في مناقب النبوة..

هذا السلوك منهم يدل على أن رغبة القتل سبقت رغبة العفو

فلو كانوا من الذين تطهرت قلوبهم من الغل والحقد

لوضعوا قصة مربع بم قيظي في الواجهة كدليل وقانون على العفو والتسامح مع الآخر..

الشيوخ بالعموم يضعون كل أخبار التسامح والقبول للنبي (في المناقب)

لزوم التقديس والمبالغة في المدح والإطراء

بينما يضعون كل أخبار الحرب والقتال والعنف (في الأحكام) لتصبح دليلا على الشريعة..

اسأل أي شيخ: ماذا لو فعلتم العكس؟

أي تضعون أخبار المناقب كأحكام وأدلة للشريعة

والجواب السريع منه أنه (لا يجوز)

والسر في أن الشريعة التي يتخيلوها في أذهانهم يلزمها العنف والقوة لضبط المجتمع

فعندما بحثوا في التراث وجدوا أن أخبار العنف تصلح كأحكام..

وهكذا سائر الفقه الإسلامي التقليدي الذي نثور عليه..