آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

جبران خليل جبران

حكم جبران خليل جبران

أنت أعمى،وأنا أصم أبكم ،إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر .

بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم ولولابياض بعضنا لكان السواد اعمى .

العقل اسفنجةٌ، والقلب جدولٌ، أفَليسَ بالغريب أن أكثر الناس يؤثرون الإمتصاص على الإنطلاق .

ليست حقيقةُ الإنسان بما يظهرهُ لك ، بل بما لايستطيع أن يظهرهُ . لذلك إذا أردت أن تعرفه، فلا تصغِ إلى مايقوله بل إلى ما لا يقوله .

نصف ما أقوله لك لامعنى له،ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر .

الحقيقي فينا صامت ولكن الإكتسابي ثرثار .

مع ان امواج الألفاظ تغمرنا أبداً فإن عمقنا صامتٌ أبداً .

ما أنبل القلب الحزين الذي لايمنعه حزنه على ان ينشد أغنية مع القلوب الفرحة .

يغمسون اقلامهم في دماء قلوبنا ثمَّ يدَّعون الوحي والإلهام .

ليس الشعر رأياً تعبِّرُ الألفاظُ عنهُ ، بل انشودةٌ تتصاعدُ من جرحٍ دام ٍ أو فم ٍ باسم .

منبر الإنسانية قلبها الصامت لاعقلها الثرثار.

الوحدة عاصفة هوجاء صمَّاء تحطِّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا ولكنها تزيد جذورنا الحيِّة ثباتاً في القلب الحيِّ للأرض الحيَّة.

إنما الرجل العظيم ذلك الذي لا يسود ولا يُساد.

ربما عدم الإتفاق أقصر مسافة بين فكرين.

لقد تعلمت الصمت من الثرثار ، والتساهل من المتعصِّب ، واللطف من الغليظ،

والأغرب من كل هذا أنني لا أعترف بجميل هؤلاء المعلِّمين.

 

إذا كنت لا ترى إلا ما يظهرهُ النور ، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات بالحقيقة لاترى ولا تسمع.

لا تستطيع أن تضحك وتكون قاسياً في وقتٍ واحد.

لا يدرك أسرار قلوبنا إلا من امتلأت قلوبهم بالأسرار.

إذا تعاظم حزنك أو فرحك صَغُرَتْ الدنيا.

ليس من يصغي للحق بأصغر ممن ينطق بالحق.

يقولون لي : لو عرفت نفسك لعرفت جميع الناس فأقول لهم : ألن اعرف نفسي أولاً حتى أعرف جميع الناس.

ما أشبه بعض أرواح الناس بالاسفنج انك لا تستقطر منها الا ما امتصته منك أنت.

جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته.

إن أيامنا مثل أوراق الخريف تتساقط وتتبدد أمام وجه الشمس.

إن ما تشعرون به من ألم هو انكسار القشرة التي تغلف إدراككم وكما أن قشرة النواة الصلدة يجب أن تتحطم وتبلى حتى يبرز قلبها من ظلمة الارض الى نور الشمس هكذا انتم ايضا يجب أن تحطم الآلام قشوركم قبل أن تعرفوا معنى الحياة .

إن القلب بعواطفه المتشبعة يماثل الارزة بأغصانها المتفرقة فإذا ما فقدت شجرة الارز غصنا قويا تتألم ولكنها لا تموت بل تحول قواها الحيوية إلى الغصن المجاور لينمو ويتعالى ويملأ بفروعه مكان الغصن المقطوع .

 

 

 

1) جبران خليل جبران

شاعر وكاتب ورسام لبناني من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان زمن متصرفية جبل لبنان، في سوريا العثمانية ونشأ فقيرًا، كانت والدته كاميلا في الثلاثين من عمرها عندما وُلد وكان والده خليل هو زوجها الثالث. ولم يتلق التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، أمتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز ذروة وازدهار عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.

 

نشأة وحياة جبران خليل جبران

نشأته في لبنان

ولد جبران لعائلة مسيحية مارونية، كان والده يعمل كبائع في صيدلية، حتى فقد عمله لكثرة الديون المتراكمة عليه وأنشغاله بلعب القمار، وكانت والدته هي "كاميليا رحمة" التي أنجبته وعمرها 30 عاماً، لم يتلقى جبران التعليم الرسمي، وكان يتعلم العربية والكتاب المقدس من كاهن القرية.

 

في عام 1891 تم إلقاء القبض على والده وسجنه بتهمة الفساد المالي وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، أما عائلته التي بقيت مشردة عاشت فترة من الوقت في منزل أحد اقاربهم، وبسبب تصرفات الوالد غير المسؤولة ابتعدت العائلة عنه، حتى بعد خروجه من السجن بعد ثلاث سنوات إلا أن العائلة هاجرت إلى الولايات المتحدة في 25 حزيران/يونيو 1895.

 

في المهجر

سكنت عائلة جبران في بوسطن. بالخطأ تم تسجيل اسمه في المدرسة خليل جبران. هناك، بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجراً صغيراً، أما جبران فبدأ بالذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895. وضع جبران في صف خاص بالمهاجرين للتركيز على تعليمهم الإنجليزية، وفي نفس الوقت بدأ جبران بارتياد مدرسة فنون القريبة حيث نمّت مواهبه الفنية، وتعرف جبران على فريد هولاند داي المصور الفوتوغرافي الذي شجع جبران ودعمه في مساعيه الإبداعية، بدأ جبران بتزيين الكتب ورسم الصور الشخصية، في النهاية بدأ داي بتقديم جبران إلى أًصدقائه في عام 1898 تم استخدام إحدى رسماته كغلاف لأحد الكتب، وعندما لاحظت والدته أنه بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية قرروا إرساله إلى لبنان حيث سيكون بإمكانه أن يتعلم عن تراثه الشرقي.



العودة إلى بيروت

في 1898 عند سن الخامسة عشر، عاد جبران إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة. بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشرّي ولكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه. وجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الظاهر. ومن علاقة الحب بينه وبين سلمى كرامة التي استوحى منها قصته (الأجنحة المتكسرة) بعد عشر سنوات. بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902،  وقبل عودته بأسبوعين توفيت شقيقته سلطانة بالسل في سن الرابعة عشرة. وفي العام التالي توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان. وأما شقيقته ماريانا فقد عملت في متجر للخياطة.

 

عرف عن جبران علاقته العاطفية والفكرية بالكاتبة والأديبة مي زيادة، حيث تعارفا عبر المراسلة ولم يلتقيا أبدًا. بدأت العلاقة بينهما حين راسلته مي عقب اطلاعها على قصته الأجنحة المتكسرة، وأبدت إعجابها بأفكاره وآراءه وناقشته فيها. استمرت علاقتهما زهاء 20 عامًا حتى توفي جبران في العام 1931.



المؤلفات

الأدبية

الأعمال المعربة لجبران. 

بالعربية

دمعة وابتسامة، 1914

الأرواح المتمردة، 1908

الأجنحة المتكسرة، 1912

العواصف/المواكب 1918

البدائع والطرائف: مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة ومن مقالاته "الأرض". نشر في مصر عام 1923.

 

أعماله الأدبية

بالعربية

دمعة وابتسامة، 1914

الأرواح المتمردة، 1908

الأجنحة المتكسرة، 1912

العواصف/المواكب 1918

البدائع والطرائف: مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة ومن مقالاته "الأرض". نشر في مصر عام 1923.

الأعمال المعربة

المجموعة الكاملة

عيسى إبن الإنسان

النبي

رمل وزبد

 

بالإنگليزية

النبي، مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم إلى ما يزيد على 20 لغة، 1923

المجنون، 1918

السابق 1920

رمل وزبد، 1926

عيسى ابن الانسان، 1928

حديقة النبي. 1933

آلهة الأرض. 1931

الأعلام للزركلي

التائه 1932

 

الفنون البصرية

لجبران أكثر من سبعمائة صورة تشمل پورتريهات لأصدقائه و.ب. يتس، كارل جونگ وأوگست رودين.هناك لوحة قد تكون لجبران كانت موضوع لحلقة يونيو 2012 من المسلسل التلفزيوني تاريخ المباحث على قناة پي بي إس.

 

الوفاة

توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931وهو في الـ 48 من عمره. كان سبب الوفاة هو تليف الكبد وسل. وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.



المراجع

موقع كتب عربية - جبران خليل جبران

 

ترجمة: محمد الدنيا، "خليل جبران، مؤلف النبي"، بالفرنسية، تأليف ألكسندر نجار، دار نشر "بيغماليون" /باريس ـ فرنسا، أيلول/ سبتمبر 2002 

 

 جبران خليل جبران, ، www.wikipedia.com

، اطُّلع عليه بتاريخ 3-06-2020، بتصرف

 

2) جبران خليل جبران

هو أديب عربيّ من شعراء العصر الحديث، لمع نجمه واشتهر في الغرب لا سيما في أمريكا كما اشتهر في الشرق، وحمل كلمته كرسالة بكل جرأة، وعبّر عن رأيه بحزم وثبات، وله العديد من المؤلفات الأدبية التي ساهم من خلالها بتطوير الأدب العربي الحديث، حيث اتبع فيها المذهب الرمزي، وأسلوب التشكيل الفني.

مولد ونشأة جبران خليل جبران

ولد جبران خليل ميخائيل سعد في 6 كانون الثاني/يناير عام 1883م في قرية بشرّى الواقعة شمال لبنان، وهو سوري الأصل، وقد نزح أحد أجداده قديماً من دمشق إلى لبنان، وكان أبوه رجلاً فقيراً، وكغيره من سكان القرية كان يعمل في تربية المواشي، أمّا أمّه فهي السيدة كاملة رحمة، وهي سيدة حنونة وعطوفة، وابنة أحد العلماء المسيحيين، قامت بتربية أولادها تربية صالحة، وكان لها دور وأثر كبيرين في حياة وشخصية جبران، إذ كانت تشجعه وتحثه على تنمية موهبته في الرسم، والكتابة الأدبية، وهي التي عرّفته على القصص العربية المشهورة كقصة ألف ليلة وليلة، كما عرفته على أشعار أبي نواس، وظلت تساندة وتدعمه منذ طفولته حتى أصبح أديباً معروفاً ومشهوراً.

تعليم وثقافة جبران خليل جبران

بدأ جبران بتلقي تعليمه في سن الخامسة في مدرسة (إليشاع)، وهي مدرسة تدرس مبادئ اللغة العربية، والفرنسية، والسريانية، ثمّ انتقل مع والدته إلى بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتسب هناك إلى مدرسة تُعلِّم مبادئ اللغة الإنجليزية، وكان جبران طفلاً شديد الذكاء وطموحاً إلى أبعد الحدود، وقد أُحيط بالكثير من الاهتمام من قِبَل معلميه في المدرسة، لا سيما بعد ملاحظتهم ميوله الفنية المُبشرِّة بمستقبل مشرق، فأمضى فيها ثلاث سنوات، ثمّ عاد إلى لبنان، وانتسب إلى مدرسة (الحكمة) حيث أمضى فيها ثلاث سنوات أخرى أتقن خلالها اللغة العربية، ثمّ اضطر إلى العودة إلى بوسطن بسبب وفاة أمه وأخيه بمرض السل، وفي عام 1908م سافر إلى فرنسا لإتمام دراسته في فنون الرسم في أكاديمية (جوليان) في باريس، وقد حقق هناك نجاحاً كبيراً.

لقد كان لنشأة جبران في أمريكا -التي كانت تشهد آنذاك نهضة فكرية- أثر كبير في شخصيته، فقد شعر بالتناقض بسبب الفرق بين البيئة الغربية والبيئة الشرقية بكل جوانب الحياة الفكرية، والاجتماعية، والسياسية، ما جعله يثور ويسخط على التقاليد والأنظمة التي كانت سائدة في الشرق في تلك الفترة، ويصب جام غضبه عليها، وقد كان جبران واسع الثقافة كثير القراءة لا سيما لكّتاب الغرب أمثال (شكسبير)، والشعراء الرومنسيين أمثال (بليك كيتش)، و(شلي)، و(نتشه)، إضافة إلى قراءته للأساطير الكلدانية، واليونانية، والمصرية، وقد تأثر جبران ببعض شعراء الغرب، وتجلى ذلك بمحاكاة قصائد النثر للشاعر الأمريكي (والت ويتميان)، الذي يُعدّ مبتدع هذا الفن، كما تأثر كذلك بفلسفة (أفلاطون) من حيث الرومانسية والتصوف.

بدايات جبران خليل جبران الأدبيّة

بدأ جبران بنشر مقالاته الأدبية في شهر آذار/ مارس عام 1904م، حيث نشر أول مقال له في صحيفة المهاجر، وكان المقال بعنوان (رؤيا)، وقد أعجب به القراء كثيراً لما اتسم به من جمال في الأسلوب، وسعة في الخيال، ما شجع جبران على نشر سلسلة مقالات أخرى في نفس الصحيفة اتّسمت بالرومانسية، أطلق عليها اسم (رسائل النار)، ونشرت معظم هذه المقالات فيما بعد في كتاب (دمعة وابتسامة)، ثمّ بعد مرور عام نشر مقالاً طويلاً بعنوان (الموسيقى)، بعد ذلك أصدر مجموعتين قصصيتين الأولى بعنوان (عرائس المروج)، والثانية بعنوان (الأرواح المتمردة) عبّر فيهما عن نقمته على المجتمع الإقطاعي الظّالم والفاسد، وعن رفضه لتقييد الحب بتقاليد كان يرى أنّها بالية، وفي نفس تلك الفترة كان قد أقام معرضاً للرسم في بوسطن.

مؤلّفات جبران خليل جبران

مؤلّفاته باللغة الإنجليزيّة

ألّف جبران مجموعة من الكتب باللغة الإنجليزية نوردها مرتبة حسب صدورها كالآتي:

المجنون: صدر عام 1918م، وقد امتاز هذا الكتاب بعمق التفكير، والاختصار في التعبير، واتّسم باستخدام أسلوب السخرية الشديدة، والرمزية.

السابق: صدر عام 1920م.

النبي: صدر عام 1923م، وهو من أشهر كتب جبران وأروعها، وقد كتبه بأسلوب نثري جعله كالشعر، وتميّز بالرؤيا، والإيقاع، والصورة، ورقة المشاعر، وفيه تجسيد للقِيَم والمعاني الإنسانية.

رمل وزبد: صدر عام 1926م، اختصر جبران في هذا الكتاب الفكرة المرجوة منه، وجاء مليئاً بالأمثلة والحكم.

يسوع ابن الإنسان: صدر عام 1928م، وفي هذا الكتاب يرى جبران أنّ المسيح إنسان وليس آلهة يحمل أعلى درجات الإنسانية.

آلهة الأرض: صدر عام 1931م، وصف جبران كتاباته في هذا الكتاب بأنّها (صادرة من جحيم الشاعر)، وظهرت فيه فلسفة العبث، والتحكم بمصائر الناس، مع ذلك كان هناك بصيص أمل واحد في هذا المحيط القاتم، ألا وهو الحب الخالد.

التائه: صدر عام 1932م، امتاز هذا الكتاب بالسخرية المريرة الصادرة عن الإنسان اليائس والمتشائم.

حديقة النبي: صدر عام 1933م، وكان قد خيّم الموت على الكاتب جبران، ولم يستطع أن ينهي هذا الكتاب، حيث أراد الحديث فيه عن علاقة الإنسان بالطبيعة، بعد أن تحدث عن علاقة الإنسان بالإنسان في كتاب (النبي)، فقامت بربارة يونغ بجمع كتابات كان قد ألّفها جبران في أوقات متفرقة وأضافتها إلى الكتاب لإنهائه.

مؤلّفاته باللغة العربيّة

- عرائس المروج: صدر هذا الكتاب عام 1906م، ويحوي ثلاث قصص اتّسمت بالواقعية، وهي: (رماد الأجيال والنار الخالدة)، و(مرتا البانية)، و(ويوحنا المجنون)، وقد نشر جبران هذه القصص أول مرة في جريدة المهاجر، حيث كان يعاني من الألم والحزن بسبب وفاة أمه وأخيه.

- الأرواح المتمردة: صدر هذا الكتاب للمرة الأولى عام 1908م في نيويورك، وهو عبارة عن مجموعة قصصية تحتوي على أربع قصص، هي: وردة الهاني، وصراخ القبور، ومضجع العروس، وخليل الكافر، وتدور هذه القصص في فلك فكرة واحدة، وهي تمرد الأرواح على التقاليد والقوانين القاسية التي تحدّ من حرية الفكر والقلب، والتي تسمح لفئة من البشر أن تتحكم بالناس باسم القانون وباسم الدين.

- الأجنحة المتكسرة: صدرت عام 1912م، وهي رواية رومانسية يحكي فيها جبران قصة عشق عفيف لم يكتب لها النجاح في الحياة، وفي هذا الكتاب يُقدس جبران الروح، ويرى أنّها تتحرر من الجسد بالموت.

- دمعة وابتسامة: صدر عام 1914م، جاء هذا الكتاب بأسلوب متميز رائع وجديد تفرّد به جبران عن كتاب العرب الحديثين ولم يسبقه إليه أحد، وامتاز بجمال المعاني وروعة الخيال.

- العواصف: صدر عام 1920م، وضع جبران هذا الكتاب بأسلوب أدبي فلسفي رمزي، وهو يتحدث فيه عن الحب، والحياة والموت عن طريق محاكاة الطبيعة واستنطاق الأزهار والأشجار، ويتبرم جبران بالناس وتقاليدهم، ويُمجد التمرد على العبودية، ويُشيد بفكرة الاعتزال بدل الانقياد وراء التقاليد.

- البدائع والطرائف: صدر عام 1923م، وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الفلسفية الصوفية، وفيها يُحلل جبران النفس البشرية في جميع نزعاتها وأهوائها، مخاطباً إياها في كل زمان ومكان داعياً إلى الإصلاح، كما يتوجه إلى وطنه لبنان مصوراً فيه مواطن الجمال بعيداً عن السياسة، وتطرق أيضاً في الكتاب إلى الحديث عن بعض أعلام الفكر العربي مثل: ابن سينا، والإمام الغزالي، وابن الفارض، وتحدَّث عن مستقبل اللغة العربية وما يواجهها من تحديات، وفي الجزء الأخير من الكتاب يعرض الكاتب بعض الأشعار التي تعبّر عن فلسفته الروحية.

- مناجاة أرواح: قدّم هذا الكتاب فكرة بديعة عن رؤية جبران للقيم الإنسانية الراقية، مثل: الصدق، والعطاء، والصداقة، وقد انبثقت هذه الفكرة من نزعة روحية اتّسمت بها كتابات جبران في غالبية كتبه، وقد أتى جبران في هذا الكتاب على ذكر بعض المعاني التي جاءت في كتاب (البدائع والطرائف)، كاستحضار صورة الشيطان الذي يمثل قوة خفية تسعى إلى سلب إرادة الإنسان في التحلي بالفضائل، وتغذي الأهواء بالرغبة في ممارسة الأفعال السيئة.

أسلوب جبران خليل جبران الأدبيّ

فيما يأتي تلخيص لأهمّ ما يميّز أدب جبران من حيث المضمون والشكل: اتبع جبران في أدبه أسلوبين،

امتاز الأول بالقوة، والتمرد على القيود العقائدية والتقاليد، والدعوة إلى الحرية ورفض الموروث،

وامتاز الأسلوب الثاني بتقصي الأهواء، وحب الاستمتاع بالحياة، فهو يثور ليهدم، ثمّ يُعاود البناء.

اتبع جبران عدة أساليب للتعبير عن فكره، كاستخدام الأسلوب القصصي، وأسلوب التأمل، وأسلوب المثل. غلبت الرمزية على معظم كتابات جبران، عدا كتابي (آلهة الأرض)، و(حديقة النبي)، وقد أسهم في رمزيته متأثراً بذلك بالكتاب الغربيين أمثال (شلي)، و(بليك).

اتسمت كتابات جبران بالصور الفنية الجميلة الخيالية المليئة بالمعاني والعبارات العميقة.

تميّز أسلوبه بسلاسة الألفاظ، والبساطة في التعبير.

استخدم الكثير من الترادف وتكرار الجمل والعبارات التي تُغني النص بموسيقى عذبة.

واقعيّة ورومانسيّة أدب جبران خليل جبران

عُرِفت الواقعية في العصر الحديث كحركة مهمة في أغلب مجالات الحياة في الأدب، والفن، والفلسفة، والسياسة، وقد ظهرت في فرنسا، وأمريكا، والعديد من دول أوروبا بعد أن ضَعُف المذهب الرومانسي، وقد اختلف الأدباء في معناها، فتشعب الاتجاه الواقعي إلى عدّة اتجاهات اختلفت فيما بينها في المبادئ والأهداف، فظهرت الواقعية الفلسفية التي تقوم على الأساس المادي الذي يربط جميع الأشياء بالواقع، والمعرفة، والطبيعة المستقلة عن العقل والتفكير.

أمّا الواقعية الأدبية فهي تمثيل الواقع كما هو دون إضافات أخرى كالتخيل والرومانسية إلى الروايات والقصص، فقد عمدت على سرد القصص حول الأشخاص والتجارب اليومية الحياتية خاصة حياة الطبقات الوسطى والدنيا في المجتمع، مع ترك الحرية للكاتب لاستخدام عاطفته في تصوير ذلك الواقع، ومن الجدير بالذكر أنّ الواقعية الغربية تختلف عن الواقعية الشرقية، حيث إنّ الواقعية الغربية تنظر إلى الواقع بنظرة تشاؤمية، وتصور انحطاط المجتمع ومآسيه، بينما تعارضها الواقعية الشرقية التي تتسم بنظرة تفاؤلية، حيث إنّها ترفض أن يكون الإنسان مركز الشرور والآثام.

لقد تجلت الواقعية في أدب جبران لا سيما في كتاباته القصصية، حيث استوحى هذه القصص من الواقع، وما يحيط به من آلام البشر ومآسيهم، فهو يطرح القضية بكل أبعادها، ثمّ يشخص العلّة داعياً إلى رفضها ومعالجتها، وقد طرح جبران العديد من القضايا الاجتماعية وقضايا الإنسان المجرد، كقضية ظلم المجتمع للمرأة، وقضية ظلم رجال الدين المتسترين باسم الدين، إضافة إلى طرح القضايا السياسية، كدعوته لأبناء أمته للثورة على الحكم القائم.

أمّا الرومانسية الجبرانية، فقد تجلت في تمجيد الإنسان الذي اعتبره جبران أساس الكون ومحوره، وفي تمجيد الطبيعة التي شغفه حبها، واعتبرها الملاذ الوحيد للإنسان من الحزن، والألم، والظلم، بل واعتبرها الجنة، ودعا الناس إلى العودة إلى أحضانها، كما ظهرت الرومانسية في أدب جبران عن طريق تقمصه لظواهر الطبيعة، إضافة إلى حبه لمناجاة هذه الظواهر، كالليل، والقمر، والبحر، والرياح، وتتجلى رومنسية جبران أيضاً في نغمة الحزن وأنين الألم الدائمة في أدبه.

أثر الطبيعة في نفس جبران وأدبه

لقد كان لحب الطبيعة أثر كبير في شخصية وأدب جبران، فقد عاش جبران في أحضان الطبيعة في طفولته في قريته بشرّى التي تتمتع بجمال خلاب لم تصله يد الحضارة ولم تعبث به، فظلت هذه الطبيعة مرتسمة في خيال جبران رغم تنقله في بلاد العالم التي لم يجد فيها جمالاً يضاهي جمال قريته، وقد اتخذ جبران الطبيعة كرموز يُعبّر من خلالها عما يجيش في نفسه من مشاعر وعواطف شتى، واعتبرها ملهمة لدروس الحياة والحب والإخلاص.

كما استخدم جبران الطبيعة لبيان جمالية المكان، ولأخذ القارئ إلى عالم من صنع الخيال، بعيد عن الواقع الذي نعيش فيه، حيث يجد فيه كل ما يتمناه في واقعه، وما يحلم به من آمال وأمانٍ، فأحيا جبران الطبيعة وجعلها ذات شعور وإدراك مستوحياً منها الأفكار والخواطر والعبر، واستطاع بخياله المجنح ومقدرته الفذة أن يستنطقها معبراً بلسانها عن الحب والجمال، كما اعتبر جبران الطبيعة ملجأ للإنسان من هموم الحياة ومبعث السعادة والسرور في القلوب.

رئاسة جبران خليل جبران للرابطة القلميّة

تأسست الرابطة القلميّة في نيويورك عام 1920م على يد نخبة من أدباء المهجر، وعلى رأسهم جبران خليل جبران الذي تولى رئاستها، وميخائيل نعيمة الذي كان مستشاراً لها، أمّا أعضاءها، فهم: إيليا أبو ماضي، ورشيد أيوب، ونسيب عريضة، وندرة حداد، وعبد المسيح حداد، ثمّ انضم إليها فيما بعد أحمد زكي أبو شادي، وكانت جريدة السائح تتولى مهمة نشر أخبارها وأشعارها، والحديث عن نشاطاتها، وجهودها المبذولة في التجديد.

وقد اتخذ شعراء الرابطة من كتاب (الغربال) لميخائيل نعيمة دستوراً للرابطة ولمذهبهم الشعري، وقد ظهر فيه التأثر بالرومانسية الغربية التي أصبحت سمة من سمات الشعر العربي الحديث، ويظهر هذا التأثر جلياً من خلال المعايير التي وضعها ميخائيل نعيمة للشعر وقرنها بحاجات الإنسان النفسية وهي: الحاجة إلى الإفصاح، والحاجة إلى الحقيقة، والحاجة إلى الجمال، والحاجة إلى الموسيقى، وجعل ميخائيل هذه المقاييس هي مقياس جودة الشعر، وقد امتثل أعضاء هذه الرابطة لها، وأخذوا على عاتقهم أمر التجديد في الشعر العربي، فقاموا بحملة عنيفة ضد الدين، واللغة، والتقاليد، ونادوا بالتحرر من اللغة التقليدية في الشعر، وبالرومانسية، والتصوف، والتأمل في أسرار الحياة والوجود، وقد سعى أعضاء الرابطة لأن يكون أدبهم حراً من كل قيد، فسطع نجمهم وحققوا شهرة عالمية واسعة.

وفاة جبران خليل جبران

توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 نيسان/إبريل عام 1931م، وعن عمر يناهز 48 عاماً، نتيجة إصابته بمرض السل وتليف الكبد، وكانت رغبة جبران أن يدفن في لبنان، لذلك فقد نقل رفاته عام 1932م إلى لبنان حيث دفن في صومعته القديمة، والتي عرفت فيما بعد بمتحف جبران، وكان قد أوصى أن تكتب هذه الجملة على قبره: (أنا واقف الآن إلى جانبك؛ فأغمض عينيك والتفت تراني أمامك).

 

منقول بتصرف من mawdoo3.com مشكورا