آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

كونفوشيوس

من أقوال وحكم كونفوشيوس

التعلم بلا تفكير مضيعةٌ للوقت. أما التفكير بلا علم, شيء خطير.

كل الأشياء الناجحة سببها إعداد ناجح. فبدون الإعداد الناجح, لا غرابة من حدوث الفشل.

ما يبحث عنه الرجل الرفيع موجود في نفسه. وما يبحث عنه الرجل الدنيء موجود عند الآخرين.

من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة.

هنالك ثلاثة أشياء يجب على الرجل الرفيع الاحتراس منها. عند الصغر، الرغبة. و عند القوة، الشّجار. و عند الكبر، الإشتهاء لما يملكه الغير.

الأب يخفي أخطاء ابنه، والابن يخفي أخطاء أبيه. الحذرون يخطئون نادراً.

إن الرجل النبيل معتدل في أقواله، ولكن يتجاوز ذلك في أعماله.

قد يكون الناس مخلوقين للسير على طريق العمل، ولكنهم قد لا يكونوا مخلوقين لفهم هذا العمل.

ما لا ترغب بأن يحدث لك لا تقم به للآخرين.

على الإنسان أن يفعل ما يعظ الناس به، كما عليه أيضا أن يعظ الناس بما يفعله.

في ضل حكومة فاضلة يكون الفقر عارا . وفي ضل حكومة سيئة يكون الغنى هو العار. فليقم الأمير بدوره كأمير، والتابع كتابع، وليقم الأب بدوره كأب، والابن كابن.

 

 

الضمير هو نور الذكاء لتمييز الخير من الشر.

عندما يبدو لك تحقيق الهدف محال، لا تغيره بل غيّر طريقة عملك لتحقيقه.

لا يهمّ مدى السرعة التي تتجه بها نحو هدفك، المهم هو أن لا تتوقف.

الثبات، والتحمل، والبساطة، والتواضع أقرب إلى الفضيلة.

ما أقدس الرجال لو كان حبهم لله يعادل حبهم للمرأة.

كنت أحسد من له حذاء إلى أن رأيت رجلاً بلا قدمين.

 يتماثل الناس أجمعين فى طبيعتهم، لكنّهم يختلفون فى العادات التى يكتسبونها.

عدم الرجوع عن الخطأ هو خطأ أكبر.

أريد زوجتي لا تسمع ولكن ليست صماء، لا ترى ولكن ليست عمياء، لا تتكلم ولكن ليست خرساء، فأين أجد هذه المرأة؟ إنّني ما زلت أبحث عنها.

لست حزيناً لأن الناس لا تعرفني ولكنّي حزينٌ لأنّي لا أعرفهم.

مهما بلغت درجة انشغالك فلا بدّ أن تجد وقتاً للقراءة، وإن لم تفعل فقد سلّمت نفسك للجهل بمحضِ إرادتك.

شعورك بالظلم لا شيء، لأنّه ليس أكثر من ذاكرةٍ تعود بك إلى ما حدث لك مسبقاً.

الجهل ليل العقاب، ولكنّه ليل لا قمر فيه ولا نجوم.

كل شيء يملك قدراً من الجمالِ ولكن ليس كلّ شخص يمكنه أن يشاهده.

من يعرف ومع ذلك يعتقد أنّه لا يعرف يكون على جانب كبير من الحكمة، ومن لا يَعرف ويعتقد أنّه يعرف يكون مريضاً.

لا فقر في ظلّ الحكومة الفاضلة، ولا غنىً في ظل الحكومة السيئة.

 كافئ الظلم بالعدل، وكافئ اللين باللين.

الرجل الذي يحرك الجبال يبدأ أولاً بحمل الحجارة الصغيرة بعيداً.

لكي تتّقي حقد الناس، كن قاسياً على نفسك وكريماً معهم.

ما يبحث عنه الرجل الرفيع موجود في نفسه، وما يبحث عنه الرّجل الدنيء موجود عند الآخرين.

إنّنا لم نعرف شيئاً حتى الآن عن الحياة، فكيف نعرف عن الموت؟

من يرى الصواب ولا يفعله فهو جبان.

 النجاح يعتمد على التحضير؛ فدون التحضير سيكون الفشل مؤكداً.

الحياة بسيطةٌ جداً، إلا أننا غالباً ما نصرّ على جعلها معقّدة.

 الصمت هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً.

الكلمات اللبقة والمظهر الأنيق نادراً ما ترافقهما فضيلة حقيقية.

حيثما ذهبت فاذهب بكل قلبك.

للسعادة رافدان أزليان: البساطة والطيبة.

التاجر الذي يكنز التحف تحت الأرض ليس أفضل من المعوز.

اعتق ما أحببت؛ فإذا عاد إليك فهو ملك لك إلى الأبد.

إنّ ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاتهِ هو، أمّا الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين.

الرجلُ النبيل معتدلٌ في أقوالهِ، لكنهُ يتخطى ذلك في أعمالهِ.الرّجل السامي يتواضع في كلامه، ويكثر في فعله.

الرّجل العظيم يكون مطمئناً، مُتحرّراً من القلق، بينما الرّجل ضيق الأفق فعادةً ما يَكون مُتوتّراً.

اختر وظيفة تحبّها ولن تضطرّ إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك.

يعترف الأب بابنه سواءً كان موهوباً أو بلا مَوهبة.

المتكبّر والبخيل مهما تكن مزاياهما، لا يستحقّان الاهتمام.

العجب عنوانه الحماقة.

المرأة أبهج ما في الحياة. عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يُمكننا أن نعرف ما هو الموت.

لا يُمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلّم كيف يفكر.

ثلاثة على الرجل الشريف أن يحذر منها، في مرحلة الشباب حيث بداية الحيوية والنشاط، يجب أن يحذر من فتنة النساء، وفي مرحلةِ الكهولة حيث تتوّهج الحيوية والنشاط يجب أن يحذر من المغالبة، وفي مَرحلة الشيخوخة حيث تذبل حيويته ونشاطه يجب أن يحذر من الطمع.

إذا كان هناك مركب من ثلاثة أشخاص، فمن المؤكد أنّ واحداً منهم جديراً بأن يكون أستاذاً لي، حتى أستفيد من مزاياه، و أتنزه من خطاياه.

قل لي وسوف أنسى، أرني ولعلّي أتذكّر، أشركني وسوف أفهم.

 لا يهم إن كانت خطواتك بطيئة، المهم هو ألّا تتوقف.

حتى أعظم حيتان البحر ليست لديها أيّ قوّة في الصحراء.

للسعادة رافدان أزليان، بَساطة وطيبة.

لا تستخدم مدفعاً لتقتل بعوضة.

ليست العظمة في أن لا تسقط أبداً، العظمة أن تنهض كلما سقطت

دراسة الماضي مهمة لمن يُريد التخطيط للمستقبل.

كي تصبح حكيماً هناك ثلاث طرق: التفكير؛ وهي أنبل الطرق، والثانية بالتقليد؛ وهي أسهل الطّرق، والثالثة بالتجربة؛ وهي أكثر الطرق مذاقاً.

الضمير هو نور الذّكاء لتمييز الخير من الشر.

أفضل للعالم أن يوقد شمعة، من أن يَلعن الظلام.

تكمن الفضيلة في الوسط.

الحكم يعني الاستقامة، ومن هو الشخص الذي يجرؤ على الانحراف إذا كنتَ مستقيماً.

بدل أن تلعَنَ الظلام، أوقد شمعة.

لا تتردّد أبداً أن تسأل من هو دونك.

 

 

 


 

1) كونفوشيوس

كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى.


 

نشأته

ولد كونفوشيوس أو كونك المعلم في عام 551 ق.م. في منطقة زو (鄒邑) بالقرب من تشيوفو الحالية بمقاطعة شاندونغ في شرق الصين. كانت المنطقة وقتها تخضع لسيطرة ملوك تشو، لكن بشكل مستقل تحت حكم اللوردات ليو المحليين. مات أبوه وهو طفل. فعاش مع أمه في فقر شديد. وعندما كبر عمل موظفاً في الحكومة. ثم اعتزل العمل الحكومي وبعدها أمضى ستة عشر عاماً من عمره يعظ الناس متنقلاً من مدينة إلى أخرى. وقد ألتف حوله عدد كبير من الناس، ولما بلغ الخمسين من عمره عاد إلى العمل في الحكومة. و لكن استطاع بعض الحاقدين عليه أن يطردوه من الحكومة، فترك لهم البلاد كلها. وأمضى بعد ذلك ثلاثة عشر عاماً مبشراً متجولاً. ثم عاد ليقيم في بلدته الخمس سنوات الأخيرة من عمره. وتوفى سنة 479ق.م.

 

وكان والد كونج في السبعين من عمره حين ولد له ولده، ومات حين بلغ ابنه سن الثالثة. وكان كنفوشيوس يعمل بعد الفراغ من المدرسة ليساعد على إعالة والدته، ولعله قد تعود في طفولته تلك الرزانة التي هي من خصائص كبار السن، والتي لازمته في كل خطوة خطاها طوال حياته. لكنه مع هذا وجد متسعاً من الوقت يحذق فيه الرماية والموسيقى؛ وبلغ من شدة ولعه بالموسيقى أنه كان يستمع مرة إلى لحن مطرب، فتأثر به تأثراً حمله على أن يمتنع عن أكل اللحوم، وظل بعدئذ ثلاثة أشهر لا يذوق فيها اللحم أبداً. ولم يكن يتفق اتفاقاً تاماً مع نيتشه في أن ثمة شيئاً من التناقض بين الفلسفة والزواج، ذلك أنه تزوج في التاسعة عشرة من عمره، ولكنه طلق زوجته وهو في الثالثة والعشرين، ويلوح أنه لم يتزوج بعدها أبداً. ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره بدأ يشتغل بالتعليم، واتخذ داره مدرسة له، وكان يتقاضى من تلاميذه ما يستطيعون أداءه من الرسوم مهما كانت قليلة. وكانت الموارد التي يشملها برنامجه ثلاثاً: التاريخ والشعر وآداب اللياقة.


 

مؤلفاته

اللي - جي أو سجل المراسم وهو كتاب يشتمل على القواعد القديمة من آداب اللياقة ، والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها ، بما يساعد على استقرار النظام الاجتماعي.

كتب ذيولا وتعليقات على كتاب "إلاي - جنج" أو "كتاب التغيرات" وموضوعه علم ما وراء الطبيعة ، رغم حرصه على ألا يلج بفلسفته إلى هذا المجال المستعصي على عقل الإنسان وحسه.

كتاب "الشي - جنج" وهو كتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه، كما شرح فيه كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة.

كتاب "التشو - شيو" وهو كتاب تاريخ سجل فيه أهم الأحداث التي وقعت في مدينته "لو".

"الشو - 

جنج" وهو كتاب تاريخ آخر ولكنه أشمل، حيث جمع فيه أهم وأرقى ما وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص .

كما أن اتباعه ومريديه قد جمعوا أقواله وتعاليمه في أربعة كتب هي:

 

كتاب "لوق يو" أو "الأحاديث والمحاورات" المعروف عند قرّاء اللغة الإنجليزية باسم " مجموعة الشذرات " أي شذرات كنفوشيوس.

ما جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الشو الثاني وهو المؤلف المعروف عند الصينيين بإسم "الداشوه أو التعليم الأكبر"، ويعزو الفيلسوف والناشر الكنفوشي جوشي هاتين الفقرتين إلى كنفوشيوس نفسه ، كما يعزو باقي الرسالة إلى دزنج - تسان أحد أتباعه.

كتاب "جونج يونج" أو "عقيدة الوسط" وهو الكتاب الفلسفي من كتب الصين.

"كتاب منشيس" وهذا الكتاب هو خاتمة الآداب الصينية القديمة.

 

عمله

عمل كونفوشيوس في أعمالٍ بسيطةٍ، وفي سن الثانية والعشرين قرَّر أن يعمل في مجال التّعليم، وكان بيته بمثابة منبرٍ يلقي فيه العلوم على مريديه وطلابه، وقد بلغ عدد تلاميذه ثلاثة آلاف طالب، ، لقد تقلّد كونفوشيوس العديد من المناصب كوزارة الأشغال العمومية ووزارة العدل. وقد تحسّن الوضع في الإنتاج وساد العدل والوفاء في زمانه، وعندما تولّى منصب رئيس الوزراء لمدينة لو، ترجم مبادئه وطبقها بشكل عمليٍّ، وكان من اهتمامات كونفوشيوس النّظام التربوي وتاريخ الصّينين، وعدَّ نفسه ناقل الأفكار ولم يكن صانعها، وقد خلت فلسفته من التّطرق إلى المسائل الكبرى كالآخرة وبداية الخلق والأمور الغيّبية، فهذا يؤكد فكرة أنّ فلسفة كونفوشيوس كانت في الأخلاق والسّياسة والاجتماع، ولكن مع مرور الزّمن اتخذها النّاس مذهبًا دينيًّا وخاصةً بعد بناء التماثيل والمعابد تخليدًا لذكراه،

 

فكر كونفوشيوس

ووصف نفسه بأنه مجرد ناقل وليس مبدعا. ووردت بمأثورات كونفوشيوس عبارات يتحدث فيها عن السماء، معبود الصين الرئيسي ويبدو من استقراء كتاباته أنه كان يحس بأن السماء قد استودعته رسالة إبراء العالم الصيني من أوجاعه، وآمن بأن السماء لن تخذله وفي ذات مرة أظهر استهجانه لعدم ثقة أحد به لكنه أضاف بأن السماء تفهمه.. ولقد انبهر المبشرون الغربيون عندما علموا ما عند الصينيين من حكم موروثة ووصايا وآراء خلقية سامية ولذا قرروا أن الصينيين لا بد أن قد بعث فيهم رسل ولقد أخذوا لهذا يوازنون بين التوراة والكتب الصينية في الأخلاق والحكم والوصايا.. بل إن كونفوشيوس قسم الناس بالنسبة للمعرفة إلى أربع درجات فقال عن صاحب الدرجة الأولى: (رجل وهبته السماء المعرفة وأوتي الإلهام وهي من أعلى الدرجات)..



 

وفاته

توفي كونفشيوس في نهاية 479 قبل الميلاد ودُفن في مقاطعة تشوفو في إمارة لو، 




المراجع

معرف موسوعة بريتانيكا على الإنترنت: https://www.britannica.com/biography/Confucius — تاريخ الاطلاع: 18 مارس 2019 — المؤلف: Andrew Bell — العنوان : Encyclopædia Britannica —

المجلد: 22 — الناشر: الموسوعة البريطانية، المحدودة


 Stanford Encyclopedia of Philosophy — تاريخ الاطلاع: 2 يناير 2017 — الناشر: جامعة ستانفورد و Center for the Study of Language & Information

 

كونفوشيوس - موسوعة المعرفة

 

 صانعو التاريخ - سمير شيخاني .

 

 1000 شخصية عظيمة - ترجمة د.مازن طليمات .

 

 

2) من هو كونفوشيوس

يعدُّ كونفوشيوس من الأشخاص الّذين صنعوا اسمهم بأنفسهم وبعملهم الدؤوب، فقد ولد سنة 551 قبل الميلاد في قريةٍ صغيرةٍ تدعى لو، وهو ينحدر من أصول إمبراطورية، لقد عمل كونفوشيوس في أعمالٍ بسيطةٍ، وفي سن الثانية والعشرين قرَّر أن يعمل في مجال التّعليم، وكان بيته بمثابة منبرٍ يلقي فيه العلوم على مريديه وطلابه، وقد بلغ عدد تلاميذه ثلاثة آلاف طالب، شغل من بينهم اثنان وسبعون طالب وظائف حكوميةً ومرموقة، وقد عمل هؤلاء على نشر مذهبه حتى أصبح مذهبه مذهبًا بشكل رسمي في أواخر القرن الثاني إلى أوائل القرن العشرين، وقد عدّه تسو ماشين الملقب بأبي التاريخ فيلسوف الصين الأول، لقد تقلّد كونفوشيوس العديد من المناصب كوزارة الأشغال العمومية ووزارة العدل. وقد تحسّن الوضع في الإنتاج وساد العدل والوفاء في زمانه، وعندما تولّى منصب رئيس الوزراء لمدينة لو، ترجم مبادئه وطبقها بشكل عمليٍّ، وكان من اهتمامات كونفوشيوس النّظام التربوي وتاريخ الصّينين، وعدَّ نفسه ناقل الأفكار ولم يكن صانعها، وقد خلت فلسفته من التّطرق إلى المسائل الكبرى كالآخرة وبداية الخلق والأمور الغيّبية، فهذا يؤكد فكرة أنّ فلسفة كونفوشيوس كانت في الأخلاق والسّياسة والاجتماع، ولكن مع مرور الزّمن اتخذها النّاس مذهبًا دينيًّا وخاصةً بعد بناء التماثيل والمعابد تخليدًا لذكراه،

توفي كونفشيوس في نهاية 479 قبل الميلاد ودُفن في مقاطعة تشوفو في إمارة لو، وقد اتّخذ طلابه أكواخًا حول قبره يبكونه فيهم وبقوا فيهم حوالي الثلاث سنوات.

أثر كونفوشيوس في الصين

لقد كان لكونفوشيوس التأثير الواضح في الصّين وفي تاريخها حتى قيل عنه أنه هو والسّماء صنوان، لقد كان الأدباء والحكماء بعد موت كونفوشيوس يستمسكون بفلسفته استمساكًا واضحًا، وانتشرت الطائفة الكونفشيّة في الصّين، ومن كان يريد أن يصل للسّلطة عليه أن يتعلم مبادئها، ونشأت المدارس العديدة لتعليم مبادئ كونفوشيوس وأصبحت المراكز العقلية والثقافية، وفي نفس الوقت نشأت طائفة القانونيين، والّذين ناهضوا آراء كونفوشيوس السّياسيّة، فقد قالوا أن الطّيبة المتمثّلة بقلوب المحكومين والمثاليّة الموجودة في الحاكمين ستعرض الدّولة للخطر، وقد أكّدوا على فكرة وجوب اتّباع الشّعب لفكرة القانون، فهو الأقدر على حكمهم، ورفضوا أن تكون التّجارة في أيدي الشّعب، بل يجب أن تحتكرها الدّولة. وبقي هذا الصّراع بين أنصار مبادئ كونفوشيوس وبين أنصار القانونيين، حيث إنّ شي هوانج دي أمر بحرق الكتب الكنفوشيّة، وقتل كل من يحاول الاحتفاظ بها، إلى أن انقضى وقته ليتولى الحكم بعده امبراطور يدعم المبادئ الكونفوشيّة، وسلّم علماء هذا المذهب مناصب الدّولة، وأدخل آراء هذا المذهب في برامج التّعليم، وأمر الامبراطور أن تُنقش نصوص الكونفوشيّة على الحجارة ليصبح الدّين الرئيس في الدّولة، وقد كانت البوذيّة في بعض الأحيان تناهض الكونفوشيّة، ولكن ما يلبث أن يعود لها نظام الحكم، وقد كان للكونفوشيّة الفضل الواضح في تحويل النّاس من غلظة ووحشيّة إلى رقيٍّ وليونة، ولكن الصّبغة التي اتّصفت بها الكونفوشيّة حوّلت البلاد لطريقٍ جامدٍ يصعب فيه التّطور، فقد كانت قيود هذا المذهب مادية لا تهتم بالدّوافع الطّبيعية الحيويّة، ولكن هذه الحركة أذلّت المرأة وحقّرتها، وكانت بداية تأليه كونفشيوس على يد حفيده كونج جي.