آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

كرونولوجية سقوط المغرب الأقصى

قبيل وفاته عام 1198

كان الفيلسوف ابن رشد قد طُرد بشكل مهين من مجلس السلطان أبو يوسف يعقوب الموحدي

الذي استُدرج إليه لإغناء النقاش

وكان قد استجاب وفق ما تقتضيه الآداب العامة

غير أن استدراجه في النقاش قد عرضه لشتائم الفقهاء الذين تكالبوا عليه

وسارعوا إلى اتهامه بالكفر والزندقة

وأكثروا في استعمال الأوصاف الساقطة أمام أنظار السلطان وعلى مسامعه.

لكن بدل أن ينصفه السلطان ويوقف المهزلة

تماهى مع المتحاملين، وأمر بطرد ابن رشد من المجلس وإبعاده عن الأندلس.

هكذ اضطر فيلسوف قرطبة إلى مغادرة مجلس السلطان مهانا أمام أعين الشامتين من الفقهاء والمتملقين.

بعد ذلك سيأمر السلطان بكتابة وتوزيع منشور يؤلب الناس على ابن رشد

فأُحرقوا مؤلفاته، واعتدوا على تلاميذه.

لم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل سيأمر السلطان بتأليف عشرات الكتب في مختلف مناطق البلاد

تلزم الناس بترك الفلسفة والمنطق ومختلف العلوم

ما عدا المعارف الحسابية والفلكية التي تساعد في معرفة أوقات الليل والنهار

ومواقيت الصلاة، وتقسيم الإرث، ونسبة الزكاة، واتجاه القبلة لأداء شعيرة الصلاة.

بعد سنوات قليلة عن وفاة الفيلسوف الكبير ابن رشد وتسلط الفكر الفقهي التقليدي

وبالضبط في عام 1212 ميلادية

اندحر المسلمون في معركة العُقاب، وكانت البداية.

في عام 1236 ميلادية "سقطت" قرطبة.

وفي عام 1492 ميلادية "سقطت" غرناطة

وكانت النهاية.

بعد ذلك ستتوالى على المغرب الأقصى الهزائم، والمجاعات، والجائحات

وسيطرة الزوايا الطرقية، و"قياد" المخزن التقليدي

وبين الفينة والأخرى كانت القبائل تهيج على بعضها البعض فيما يسمى بـ"السيبة"..

إلى أن جاء الاستعمار بداية في القرن العشرين لكي يمثل الفصل الأخير من الاندحار.

سعيد ناشيد