آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

معلومات حول كتاب البخاري

1- تحريف كتاب البخاري ثابت في مقدمة فتح الباري لابن حجر العسقلاني

" قال إسحاق إبراهيم المستملي : انتسخت كتاب البخاري من أصله الذي كان عند صاحبه محمد بن يوسف الفربري ، فرأيت فيه أشياء لم تتم ، وأشياء مبيضة ، منها تراجم لم يثبت بعدها شيئا ، ومنها أحاديث لم يترجم لها ، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض"

(فتح الباري 1/ 8)

ومعنى كلام المستملي أن أصل صحيح البخاري كان موجود عند شخص آخر إسمه "الفربري" وهذا الرجل من تركمان هو الذي نشر صحيح البخاري وزعم للمسلمين أنه سمعه من البخاري شخصيا، وبالتالي فصحيح البخاري في الحقيقة هو (كلام وادعاء) هذا الشخص المسمى بالفربري ولم يكن هناك أصلا لصحيح البخاري عند شخص آخر سوى هذا الرجل، والفربري بحكم تركمانيته أو قوميته التركية كان يفهم اللغة الخوارزمية المنتسبة للدولة الخورازمية التي قضى عليها المغول لاحقا، وبالتالي فترجمة الصحيح كانت من عنده أو من شخص يعرفه ، وعندما علم السلفيون ورواة الحديث بتلك المصيبة ما كان لهم إلا أن (يوثقوا الفربري) ويعطوه صفة (الثقة الثبت) لتعلق كتاب البخاري به، ولأن أصل وموضوع وجوهر وقداسة الصحيح ومذهب السنة بالكامل يتعلق به فلا خيار لديهم سوى توثيقه.

 

2- أصل البخاري

كان شخصا (أسيوي تركي) تغلب عليه صفات التُرك الجسمية الأٌقرب شبها بالمغول والإيجور، وهؤلاء أسلاف العثمانيين الأوائل الذين سكنوا الأناضول وكوّنوا ما يُعرف بجمهورية تركيا المعاصرة، ومنزلته الفقهية والسياسية حصل عليها في عصر الخليفة العباسي "المتوكل بالله" الذي كان تُركيا أيضا يغلب عليه صفات الترك الشبيهة بالمغول والإيجور، فالعلاقة بين البخاري والمتوكل إذن كانت (قومية لغوية) ولسبب أن أم المتوكل التي اسمها "شُجاع" هي من موالي الترك الذين حصل عليهم المسلمين من غزو أوزبكستان في العصر الأموي ، فالعاطفة التركية للمتوكل غلبت عليه وشرع في تأسيس عصر الموالي الأتراك الذين حكموا طوال العصر العباسي الثاني.

 

وأهمية ذكر الجنس والعرق ليست في هذا السياق فحسب، بل لتصدير صورة صحيحة عن البخاري في ذهن المسلمين أنه لم يكن يشبههم وأن أصوله العرقية واللغوية والجسمانية كانت مختلفة، وفي علم النفس يلعب للشكل دور كبير في القبول حيث توافق هذه الصفات الانتماء الذاتي والتفرد والاعتقاد الوهمي بالتميز، ويمكن ملاحظة ذلك في اختلاف صور المسيح عليه السلام عند الشعوب، فالأفارقة يتصورونه أسود اللون، والأوربيون يتصورونه أبيض اللون واسكندنافي، وبعض مسيحيين الشرق الأوسط يتخيلونه كجنس سامي شرق أوسطي..لكن ولأن صورة المسيح الأولى التاريخية ظهرت في العصر البيزنطي فترسخت صورة المسيح الرسمية بشكل أبيض يوناني جرى تعميمها على الكنائس..

مما سبق تبين أن البخاري حصل على قدسيته في زمنه بالسياسة المختلطة بالعرق واللغة، وأنه لم يكتب "صحيح الجامع" في الحقيقة لكون الأتراك غير مؤمنين بالتصنيف والقلم..لكن بالحفظ والترديد، وأن الإمام "الفربري" التركماني هو الذي تولى تلك المهمة بترجمة صحيح الجامع من الخوارزمية التي هي لغة الأوزبك المحلية، للغة التركية عند قبائل الذين عرفوا لاحقا ب (الأوغوز) والذين عرفوا بعدها بالتركمان، فالإمام الفربري كان غزّيا تركيا يفهم لغة خوازرم قبل انقراضها، وأن هذا المترجم لم يكن أمينا في نقل كلام البخاري حين ظهر كتابه ناقصا وصفحات بيضاء وأحاديث ناقصة، ومن يدعي القول أن الفربري كان أمينا أقول له: كيف تكون الصفحة ناقصة والحديث ناقص بينما يدعي في نفس الوقت أنه سمع الحديث من البخاري؟

هذا يعني أن الفربري كان يضيف ويحذف من عنده، فلو سمع الحديث أو رسخ في ذاكرته سيكتبه كاملا سواء باللفظ أو المعنى، لكن أن تظل صفحات الكتاب بيضاء وأحاديثه منقوصة هذا يعني أن هناك عملا لم يكتمل لوفاة المُترجِم وعدم وجود من يسد هذه الثغرات التي شهد بوجودها ابن حجر ..

 

منقول بتصرّف عن الباحث سامح عسكر