آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

مقتل الحسن بن علي

بعد وصول  الحسن للخلافة

كان معاوية فى الشام

وكان لابد لأحدهما أن يبايع الآخر للحكم.

معاوية كان يرى أنه أكثر خبرة

و الحسن كان يرى أنه الأحق

ووصلت الأمور لحرب وشيكة

ثم قرر  الحسن حقن الدماء

وعقد الرجلان معاهدة جاء فيها:

أولا

أن يسالم معاوية من سالمه الحسن

وأن يحارب معاوية من حاربه الحسن

وألا يعتدى على أى فئة إلا من يحارب الإسلام.

ثانيا

أن تتم إعادة أمر الخلافة إلى الشورى بين المسلمين

وليس لفكرة المبايعة.

 

ثالثا

ألا يقوم معاوية بتوريث الخلافة من بعده لأهله.

 

أهم شرطين

أن يكون الأمر شورى بعد معاوية

وألا يورث الخلافة لأحد من أهله

وهو ما لم يلتزم بهما معاوية

لأنه رأى أن يستخلف ولده يزيد

لما فى ذلك من قوته فى الحكم

 

سبب ثان

دعا الحسن إلى وضع شروط تنازله عن الخلافة..

إذ رأى الخوارج وقد أحاطوا بالبلاد

وكان واضحا له أنه إن انشغل بحرب معاوية

استولى الخوارج على البلاد

وإن انشغل بالخوارج استولى معاوية على البلاد.

 

أما السبب الرئيسى الذى دفعه للتنازل عن الخلافة

كان أنه تذكر وعد جده الرسول محمد الحبيب فى قوله

«إن ابنى هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

وبتسليم الحسن الحكم لمعاوية

أصلح الله تعالى به بين أهل الشام وأهل العراق

بعد حروب طويلة عانت منها البلاد.

 

سُمي ذلك العام «عام الجماعة»

لاجتماع الكلمة فيه على رجل واحد..

ولاجتماع المسلمين بعد الفرقة

وتفرغهم للحروب الخارجية والفتوح

(الغزوات - الإستعمار بإسم الدين)

 

و الله أعلم

 

اختُلِف في زمن وفاة الحسن بن علي بن ابي طالب

قد اختُلِف في زمن وفاة الحسن بن علي

 الذي يعتبر خامس الخلفاء الراشدين،

ويعتقد أنها كانت بعد أحداث الصلح

و تنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان

ويجمع الكثيرون أنه توفي سنة 49 هـ الموافق 669م

ومات وهو ابن 47 سنة.

 

حسن مات مسموما على يد معاوية؟

قد  نُقِل أن الحسن  مات مسموماً

واختلفوا في من سمّه؛ فقيل معاوية

وقيل يزيد بن معاوية، وقيل زوجته،

ولم يتم إثبات هذا ولا دليل عليه

 

قال ابن تيمية في منهاج السنة

وَأَمَّا قَوْلُهُ: (يعني ابن المطهر الحّشلي الرافضي)

" إِنَّ مُعَاوِيَةَ سَمَّ الْحَسَنَ ".

فَهَذَا مِمَّا ذَكَرَهُ بَعْضُ النَّاسِ

وَلَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ بِبَيِّنَةٍ شَرْعِيَّةٍ، أَوْ إِقْرَارٍ مُعْتَبَرٍ، وَلَا نَقْلٍ يُجْزَمُ بِهِ.

وَهَذَا مِمَّا لَا يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِهِ، فَالْقَوْلُ بِهِ قَوْلٌ بِلَا عِلْمٍ.

وَقَدْ رَأَيْنَا فِي زَمَانِنَا مَنْ يُقَالُ عَنْهُ

إِنَّهُ سُمَّ، وَمَاتَ مَسْمُومًا مِنَ الْمُلُوكِ وَغَيْرِهِمْ

وَيَخْتَلِفُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، حَتَّى فِي نَفْسِ الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ذَلِكَ الْمَلِكُ

وَالْقَلْعَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا

فَتَجِدُ كُلًّا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ بِالشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا يُحَدِّثُ بِهِ الْآخَرُ

وَيَقُولُ: هَذَا سَمَّهُ فُلَانٌ

وَهَذَا يَقُولُ: بَلْ سَمَّهُ غَيْرُهُ

لِأَنَّهُ جَرَى كَذَا

وَهِيَ وَاقِعَةٌ فِي زَمَانِكَ، وَالَّذِينَ كَانُوا فِي قَلْعَتِهِ هُمُ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَكَ.

 

وَالْحَسَنُ  قَدْ نُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ مَاتَ مَسْمُومًا.

وَهَذَا مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يُعْلَمَ، فَإِنَّ مَوْتَ الْمَسْمُومِ لَا يَخْفَى

لَكِنْ يُقَالُ: إِنَّ امْرَأَتَهُ سَمَّتْهُ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، وَمُعَاوِيَةُ بِالشَّامِ

فَغَايَةُ مَا يَظُنُّ الظَّانُّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَرْسَلَ إِلَيْهَا، وَأَمَرَهَا بِذَلِكَ.

وَقَدْ يُقَالُ: بَلْ سَمَّتْهُ امْرَأَتُهُ لِغَرَضٍ آخَرَ مِمَّا تَفْعَلُهُ النِّسَاءُ

فَإِنَّهُ كَانَ مِطْلَاقًا لَا يَدُومُ مَعَ امْرَأَةٍ.

وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَاهَا الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ أَمَرَهَا بِذَلِكَ

فَإِنَّهُ كَانَ يُتَّهَمُ بِالِانْحِرَافِ فِي الْبَاطِنِ عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِهِ الْحَسَنِ.

وَإِذَا قِيلَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَمَرَ أَبَاهَا، كَانَ هَذَا ظَنًّا مَحْضًا.

وَالنَّبِيُّ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ»

(رواه البخاري) .

 

وَبِالْجُمْلَةِ فَمِثْلُ هَذَا لَا يُحْكَمُ بِهِ فِي الشَّرْعِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ

فَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَمْرٌ ظَاهِرٌ: لَا مَدْحٌ وَلَا ذَمٌّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ثُمَّ إِنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ

وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَلِهَذَا لَمْ يُذْكَرْ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

فِي الْعَامِ الَّذِي كَانَ يُسَمَّى عَامَ الْجَمَاعَةِ، وَهُوَ عَامُ أَحَدٍ وَأَرْبَعِينَ

وَكَانَ الْأَشْعَثُ حَمَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

فَلَوْ كَانَ شَاهِدًا لَكَانَ يَكُونُ لَهُ ذِكْرٌ فِي ذَلِكَ

وَإِذَا كَانَ قَدْ مَاتَ قَبْلَ الْحَسَنِ بِنَحْوِ عَشْرِ سِنِينَ

فَكَيْفَ يَكُونُ هُوَ الَّذِي أَمَرَ ابْنَتَهُ أَنْ تَسُمَّ الْحَسَنَ؟

وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ الْحَالِ

وَهُوَ يَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.

فَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ

فَهُوَ مِنْ بَابِ قِتَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا كَمَا تَقَدَّمَ

وَقِتَالُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِتَأْوِيلٍ

وَسَبُّ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِتَأْوِيلٍ

وَتَكْفِيرُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِتَأْوِيلٍ:

بَابٌ عَظِيمٌ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ حَقِيقَةَ الْوَاجِبِ فِيهِ وَإِلَّا ضَلَّ. انتهى.

 

وامرأته المشار إليها هي جعدة بنت الأشعث بن قيس.

 

وممن نقد قصة سمّ معاوية له

أبو بكر بن العربي في العواصم من القواصم.

 

وقيل إن الذي سمه هو يزيد بن معاوية، ولا دليل على ذلك.


قال ابن كثير في البداية والنهاية

وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ

بَعْثَ إِلَى جَعْدَةَ بِنْتِ الْأَشْعَثِ أَنْ سُمِّي الْحَسَنَ

وَأَنَا أَتَزَوَّجُكِ بَعْدَهُ

فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بَعَثَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ

إِنَّا وَاللَّهِ لَمْ نَرْضَكِ لِلْحَسَنِ، أَفَنَرْضَاكِ لِأَنْفُسِنَا؟

وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ

وَعَدَمُ صِحَّتِهِ عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بِطَرِيقِ الْأُولَى والأحرى. اهـ.

 

وقد ذكر ابن كثير أيضاً أنه: لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ

قَالَ الطبيب وهو يختلف إليه: هذا رجل قَطَّعَ السُّمُّ أَمْعَاءَهُ

فَقَالَ الْحُسَيْنُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؛ أَخْبِرْنِي مَنْ سَقَاكَ؟

قَالَ: وَلِمَ يَا أَخِي؟ قَالَ: أَقْتُلُهُ وَاللَّهِ قَبْلَ أَنْ أَدْفِنَكَ، ولا أَقْدِرَ عَلَيْهِ، أَوْ يَكُونُ بِأَرْضٍ أَتَكَلَّفُ الشُّخُوصَ إِلَيْهِ.

فَقَالَ: يَا أَخِي إِنَّمَا هَذِهِ الدُّنْيَا لَيَالٍ فَانِيَةٌ، دَعْهُ حَتَّى أَلْتَقِيَ أَنَا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَبَى أَنْ يُسَمِّيَهُ. اهـ.

 

وسياق الذهبي في تاريخه لقصة موته يدل على أنه -رحمه الله- لم يجزم بمن سمّه

قال ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ

قَالَ: عُدْنَا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ

فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي قَلّبْتُهَا بِعُودٍ، وَإِنِّي قَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا

فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ،

فَحَرَّضَ بِهِ الْحُسَيْنُ أَنْ يُخْبِرَهُ مَنْ سَقَاهُ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ

وَقَالَ: اللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً إِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُّ

وَإِلَّا فَلَا يقتل بي، والله، بريء.


المراجع

- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

 الإمام الذهبي

 - كتاب "تاريخ الأُمَم وَالمُلُوك"

 تأليف محمد بن جريرالطبري

 - كتاب " البداية والنهاية "

تأليف ابن كثير

- ابن تيمية

 في منهاج السنة