آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

موهبة الخطابة عند الشيوخ

مقال للباحث سامح عسكر

من أسباب إنتشار ثقافة ومذاهب الشيوخ شعبيا

رغم كمّ الانحراف العقلي والشرعي الكبير الذي يحتويها..

مخاطبة الناس وحُسن التواصل اللفظي معهم

تعلموا من الشيوخ

1- عندما يتحدثون فلا يُسرعون في الخطاب بحيث تصل معلوماتهم كلها

فالسرعة في الكلام تفقد نصف المعلومات على الأقل.

صديق تنويري عزيزي كلما يتحدث فيتحدث بسرعة

ورغم عمق كلامه ودقة تصويباته لكن يظهر الكلام كأنه مرتبك رغم صحته

بينما العكس عند الشيوخ تجده هادئ جدا ومتزن

رغم أن كلامه في الميزانين العلمي والعقلي (صفر)

 

2- حركات جسد الشيوخ أثناء الخطبة معبرة وتنجح أدبيا في تصوير المعاني العقلية لشئ واقعي

هذا غير موجود عند كل التنويريين تقريبا، مفيش ناقد أو أديب أو مثقف يستعمل لغة جسده في تصوير كلامه..

 

3- الشيوخ في غالبهم مهما اختلفوا لا يطعنون ولا يفحشون القول في بعضهم

بل يلتمسون الأعذار رغم أن حقائق مذاهبهم تكفيرية

هنا يعتقد الشيخ بكفر أو ضلال زميله لكن لا يُصرّح بذلك

خدمة للدعوة ولتفويت الفرصة على أعداء الإسلام كما يظن..

أما التنويريين فكلما وقف أحدهم على خطأ زميل له

يمعن في طعنه وتشويهه بل تكفيره وتشبيهه أحيانا بالدواعش

رغم إنه ناقد مثله للتراث ومتمرد على مذهب المشايخ

فتكون النتيجة أن الشيوخ أصبحوا عند العامة مذهب واحد هو الدين الحق

أما خصومهم متفرقون مصداقا لحديث افترقت أمتي إلى 73 فرقة..

 

4- الشيوخ يُقسّمون حديثهم للعامة إلى شقين

a- يبدأون به دائما وهو قصير مختزل دقيق المعاني يهدف للوصول بسرعة إلى وجدان الناس

b- هو (الدليل) يستفيضون فيه ويُكثرون في الاستدلال على مذهبهم بأكثر من طريقة محببة عند الناس

بالقرآن والسنة وكلام الأئمة، وأحيانا بالعقل.

أما التنويري فيبدأ بالعكس

يعني مهتم جدا بالدليل ويشرح ثم يسهب جدا في الشرح حتى يستهلك طاقة الناس

فإذا وصل للخلاصة القصيرة التي هي رأيه النهائي يكون الناس قد ملّوا السماع أو ضعفوا

وقتها لن تصل المعلومة أبدا

 فالناس لا تتعلم وهم ضعفاء..بل أقوياء حاضري الذهن والتركيز..

هذا له علاقة أحيانا بجُبن وخوف التنويري أو الناقد

فهو يحرص على عدم الصدام المباشر مع الجمهور برأيه

ولن أعطي أمثلة لهؤلاء لأنهم يتحدثون كثيرا في الشاشات دون وضوح

أفكارهم رائعة وتنويرية وعقلانية متوافقة مع روح الدين والعدل..

لكن للأسف لا يصل كلامهم للناس بسبب جُبنهم وخشيتهم من التصريح المباشر .

 

5- خطباء الشيوخ عامة يتحدثون في اهتمامات الناس

خصوصا في المسائل الحساسة التي تثير حافظتهم واستفهاماتهم..

أما التنويريين والناقدين مهتمين أكثر برأي الفيلسوف فلان في علان

الفارق بين البرجوازية والبروليتارية

يختارون مواضيع غريبة عن الناس ليست محل اهتمام ولا يفهموها.

والنتيجة أن أصبح الخطيب شخص مألوف من الناس وعليهم

أما التنويري أو الناقد هذا رجل غير مألوف

شخص غريب جاء ليفرض علينا ثقافة غريبة لا نفهمها..

 

أخيرا

يستحيل عليك أن تصلح مجتمع المسلمين إلا بالثقافة الإسلامية نفسها

وباستعمال طرق المشايخ

أنا لا أتحدث عن الكتب، خطباء المنابر لا يخطبون بأساليب المصنفين والمحدثين

بل بموهبة خطابية للتواصل مع الناس فطرية منها ومكتسبة

أي لو لم تمتلك موهبة الخطابة فبإمكانك الحصول عليها بالتدريب..

هذا شئ يفعله كل خطيب منبر في بيته

يغلق الباب على نفسه ويتدرب على مواجهة الناس..

وهذا سر من أسرار هيمنتهم على العامة

وسيبقون مهيمنين إلى أن يظهر جيل تنويري ناقد يهتم بالخطابة.