آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

مطففون

ونحن صغار سمعنا قوله تعالى ( ويل للمطففين ) 

وشرحوها لنا إنها البائع اللي يغش في الميزان

ويعطي الناس أقل من حقوقهم

ولكن هل هذا فقط هو معنى المطففين

و ماذا تعني كلمة

مطفف التطفيف ومشتقه من الشيء الطفيف

الذي لا يهتم به الناس لقلته

يعني مثلاً ينقص البائع خمسين جراماً فقط من عدة كيلو جرامات

و هو شئ بسيط وقليل

لكن الله توعده بـــسورة خاصة في القرآن

من هم المطففين

هم الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون

وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون

يعني الذين يأخذون حقَّهم من الناس كاملاً .

وإذا حصل العكس

 ينقِصوا أو يُخسِئون حق غيرهم

الآية لا تنطبق على البائعين فقط

بل إن معناها أشمل وأعم بكثير

المطفف

زوج يريد من زوجته أن تعطيه حقوقه كاملة

ويجبرها أن تفعل المستحيل لإرضاء غروره

وهو في المقابل يظلمها وبجرحها ويُنقِصها حقَّوقها

المطفف

مدرس في نهاية كل شهر يأخذ مرتَّبه كاملاً.

وفي الوقت ذاته

يهمل الطلاب ولا يراعي ضميره في الشرح

ولا يهتم إلا بأصحاب الدروس الخصوصيه

المطفف

طبيب يأخذ حقه المادى والحوافز

و يترك الفقراء فى المستشفى وقت الدوام

ويذهب لعيادته الخاصه ليرعى ويهتم بمن يدفعون له .

المطفف

شخص يريد من كل أقاربه أن يهتمّوا به ويسألون عنه

وهو فى المقابل قاطع لرحمه

المطفف

هو مسئول التموين الثري

الذى يصرف الأغاثة من البضائع للجمهور

ويحتفظ بالجيد لمن له مصالح ومنافع معهم

المطفف

هو ذلك الموظف الذى يعطل مصالح الناس ومقدراتهم

ولا يأبه لهم

وفى المقابل يوصل الحقوق لأصحاب الوسائط فى بيوتهم

لمنافع تسدى له

المطفف

هو كل صاحب عمل يعطى الفرص والحوافز لأشخاص بعينهم

ويحرم منها عموم العاملين لأغراض فى نفسه المطفف

المطفف

هو الكفيل الذى يأخذ من مكفوله أكثر من حقه

ويبخسه راتبه أو يمنعه إياه

المطفف

هو أستاذ الجامعه والقاضى ومدير المؤسسه الذى يعين إبنه فى مجال عمله

ويحرم منها من هو أكفأ منه

 

الآية تجعل كل ذى عقل يفكر

إن معناها الجامع يشمل أدق جوانب حياتنا

هل كلنا مراعي لضميره في عمله في حياته

في علاقاته الاجتماعية أو حتى في علاقاته المادية ؟؟

 

ويلٌ للمطفِّفين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون

وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون

ثلاث آيات فقط تجعلنا نمعن التفكر في حياتنا العلمية والعملية قليلا.

وأخيراً وللأسف في منطقتنا

تجد الكل يعمل وبمهارة مع كل تلك النواهي وما اكثر المطففين في زماننا 

قال تعالي

وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ

الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ

وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ

المطففين هم الذين يبخسون حقوق الآخرين

وفي نفس الوقت لا يرضون ذلك على أنفسهم

هؤلاء هم مرضي القلوب

وهؤلاء لا يحبهم الله تعالي

ولا يدخلهم في رحمته

 

الكيل

==> يخص الأمور المادية الملموسة مثل البيع والشراء

أما الوزن

==> يخص الأمور المعنوية الغير ملموسة التواصل والمعاملات القلبية بين الناس

أمثلة على هؤلاء المطففين حتى تتذكروا وتعرفوا من هم في حياتنا

قد تكون انت واحد منهم دون ان تشعر فلنتذكر معا

١.

البائع الذي يتلاعب في أسعار المنتجات

او يغير في وزنها

وفي نفس الوقت يتحرى الدقة الشديدة

عندما يكون هو المشتري فهذا يخسر المكيال

٢.

الشخص الذي يتعدى دوره لإنجاز معاملته قبل الناس

ولا يقبل أن يحدث معه ذلك

فهذا يخسر المكيال

٣.

السائق الذي يزاحم الأخرين

ليكون هو أول من يمر بسيارته

ولا يسمح لأحد أن يفعل معه ذلك

فهذا يخسر المكيال

٤.

الشخص الذي عندما يزوج ابنته

يطلب طلبات كثيرة

وفي نفس الوقت عندما يزوج ابنه

لا يقبل بطلباتهم

فهذا يخسر المكيال

٥.

الشخص الذي يعامل الناس علس حسب مناصبهم ودرجة ترفهم

ثم يغير معاملته مع الأقل وضعا ومالا

فهذا يخسر الميزان

٦.

صاحب العمل الذي يقلل من موظفيه

بسبب الجنسية أو قلة حيلتهم

ويعاملهم بسوء

وفي نفس الوقت لا يفعل ذلك مع الذين من شيعته

ومع من يملك الحيلة والمال

فهذا يخسر الميزان

٧.

الشخص الذي ينظر للفقراء نظرة دونية

ويعاملهم معاملة سيئة

متباهيا بنفسه وماله ومنصبه

ولا يستطيع فعل ذلك مع الأغنياء أصحاب المناصب

فهذا يخسر الميزان

فيصل صعنون