آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

بارانويا المتعصّب

في علم النفس يوجد مرض يسمى "وهم الاضطهاد" Persecutory delusion

ويعني اعتقاد فرد ما بحدوث ضرر يصيبه بشكل مباشر، أو تربص شخص ما به ليضره..بينما في الواقع هذا غير موجود..

وهم الاضطهاد هذا أكثر ما يصيب السلفيين والمتعصبين من كل الأديان والطوائف، فكلما حدثته بمعلومات جديدة (توهم) أنك تريد فرضها عليه وبالتالي يعنفك أو يؤذيك كسلوك دفاعي يحمي به نفسه، رغم أنك في الحقيقة لم تعرض سوى رأيك..

مجرد ما يسمع منك كلمة مخالفة لعقيدته (يتوهم) أنك تتربص به وتريد إذلاله واستعباده..

هذا لو استمر معه فترة طويلة يخلق لديه "عقدة اضطهاد" يُشكك فيها ويُخوّن نوايا الآخرين، فكل فعل أو إشارة صغيرة من الآخر تحمل معنى هجومي ضده، وهذا تفسير نظرية المؤامرة التي يعاني منها أصحاب هذا المرض.

مع الوقت وبعد أن يتعايش أحدهم مع "عقدة الاضطهاد" هذه تتطور معه المشكلة لبارانويا Paranoia أو جنون العَظَمة، فهو وحده القادر على كسر المؤامرات، وهو الناجح الذي تآمر ضده الفاشلين، وهو الطيب الذي يعاديه الأشرار...لذلك تم تصنيف الدكتاتوريات بمعاناتها من هذا المرض، أي دكتاتور عمليا هو مريض بالبارانويا التي تطورت لديه من وهم اضطهاد سابق..

الباحث سامح عسكر