آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

رأي مالك في الموضوع

اعتبَرَه بدعة، وكرهه ونفاه نفيا قويا وقاطعا

وبأسلوب شديد اللهجة

لكن إخواننا يتلقفون كل تفسير وإن كان متعسفا

محاولين إظهارنا بمظهر الجاهل السفيه الزنديق

ونحن سننقل لهم هذا النقل من "موطأ الإمام مالك"

رقم الحديث: 677

(حديث مرفوع) وَحَدَّثَنِي ، عَنْ مَالِك ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ

" إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ

وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ "

. وَحَدَّثَنِي ، عَنْ مَالِك أَنَّهُ سَمِعَ أَهْلَ الْعِلْمِ لَا يَكْرَهُونَ السِّوَاكَ لِلصَّائِمِ فِي رَمَضَانَ

فِي سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ لَا فِي أَوَّلِهِ وَلَا فِي آخِرِهِ

وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَلَا يَنْهَى عَنْهُ

قَالَ يَحْيَى : وَسَمِعْتُ مَالِكًا

يَقُولُ فِي صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ

إِنَّهُ لَمْ يَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا

وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ

وَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ

وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ

أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ

لَوْ رَأَوْا فِي ذَلِكَ رُخْصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ .

وَقَالَ يَحْيَى : سَمِعْتُ مَالِكًا ، يَقُولُ

لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ وَمَنْ يُقْتَدَى بِهِ

يَنْهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ

وَصِيَامُهُ حَسَنٌ وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَصُومُهُ وَأُرَاهُ كَانَ يَتَحَرَّاهُ .

موطأ مالك رواية يحيى الليثي » كِتَاب الصِّيَامِ » بَابُ جَامِعِ الصِّيَامِ

 

هنا ومن خلال هذا النقل من كتاب الموطـأ للإمام مالك

نرى أن

الإمام مالك ينفي أن يكون قد بلغه

أن أحدا من أهل الفقه ومن سلفه يصوم ستة أيام من شوال

وأن أهل العلم يكرهون ذلك، ويخافون بدعته

أي أنه اعتبر صيامه بدعة

والبدعة تعني أنها من الأمور المحدثة في الدين

والتراثيون يعتبرون أن

كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

ووصف الإمام مالك لصيام ستة أيام من شوال بالبدعة

يعني بشكل قاطع لا مجال لتأويله

على أنه يعتبره دخيلا على الدين

ووصفه لمن يقولون بصيام هذه الأيام بعد رمضان بالجهالة والجفاء

وهو قدح صارم وقوي منه

فهذا إمام دار الهجرة المبجل من طرف جميع المذاهب السنية

لايصفنا نحن بالجهل

بل يصف من يقول بأن هذا الصيام سنة نبوية

ويرغب فيها

ويعتبر من صامها بعد رمضان

كأنما صام الدهر كله بأنه جاهل

لكن رغم ذلك ما زال إخواننا ينعتوننا بالجهل.

ودعك من ممن يؤولون هذا النص الواضح المنسوب لمالك

فلا حجة لديهم في ما يدعون

غير إضافة كلام إلى أصل كلامه

قصد تحميله ما لايحتمل

فمالك لم يقل ما نسب لبعض فقهاء المالكية

بأنه يكره من صام ستة أيام بشكل متتابع وليس متفرقا

فذلك محض تأويل لادليل عليه يؤيده

والنص كما هو في الموطأ

نقلناه لكم بشكل جلي

فابحثوا فيه عما يؤيد طرحكم، فلن تجدوه.

فائدة لمن يعتبرون صحيح البخاري أصح الكتب الدينية

بأنه لايوجد أي حديث في صحيح البخاري عن صيام ست من شوال

كما لاتوجد في القرآن آية تتحدث عن هذا الصيام، إلا صيام رمضان.

Rachid Aylal