آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

طه حسين

حكم طه حسين

لا أنكر الحياة الجاهلية وإنما أنكر أن يمثلها هذا الشعر الذى يسمونه الشعرالجاهلى

إن من الحق على الدولة أن تعلم البخلاء كيف يكون الكرم والجود بسلطان القانون، إذا لم يصدر عن يقظة الضمائر وحياة النفوس.

– مهما يبلغ الفقر بالناس، ومهما يثقل عليهم البؤس، ومهما يسيء اليهم الضيق، فإن في فطرتهم شيئاً من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه.

– إن من النفاق ما هو أصعب احتمالاً على أصحابه من الصراحة.

– أكثر الناس تزدهيهم الأماني، ويعبث بعقولهم الاغراء، فإذا هم من صرعى الغرور.

– أحسن المعرفة معرفتك لنفسك و أحسن الأدب وقوفك عند حدك.

– بورك من جمع بين همة الشباب و حكمة الشيوخ.

– ألم تكن غريبة هذه الصداقة بيني و بين هذا الشاب على ما كان بيننا من الائتلاف و الاختلاف؟ أكانت صداقة خالصة ام كان وراءها أكثر من الود الذي يكون بين الأصدقاء؟.

– فمتى يستكشف العلم هذه الجراثيم المعنوية التي تفسد الود ، وتفتك بالحب ، وتقطع أمتن ما يكون بين الناس من صلات.

– المال يأتي في الصباح ويذهب في الليل.

– نفوس البشر كالمعادن … منها ما يعلوه الصدأ و منها لا يجد الصدأ إليه سبيلا.

– إن الناس على دين ملوكهم»… كان ذلك يقال قبل أن تتحرر الشعوب، فأما الآن فأحرى أن يقال إن الملوك على دين شعوبهم.

– نحن نستأذن السادة في ان نرغب في ألا تكون حياتنا كلها خلا، وإنما نريد ألا تخلو من الفكاهة واللذة.

– إنني لأخشى إن انجابت عنا هذه الظلمة و غمرنا الضوء أن يكره كل واحد منا النظر في وجه صاحبه آمنة.

– و سلك حديثي هذا سبيله إلى قلب أختي كما يسلك النور و الحياة سبيلهما إلى نفسها.

– إذا أسرف الشيء في الوجود فهو غير موجود، سواء رضيت الفلسفة عن هذا الكلام أم لم ترض.

– أكبر الظن أن شقاء الأشقياء، هو الذي أذكى سعادة السعداء.

– الأبوة والأمومة لا تعصم الأب والأم من الكذب والعبث والخداع.

– التاريخ سخيف لا خير فيه إن كان يعيد نفسه، لأن ذلك يدل على أنه لم يستطع للناس وعظاً ولا إصلاحاً.

– الجمال لا يستقيم الا اذا جاوره القبح والنعيم لا يكمل الا إذا جاوره الجحيم.

–  السعادة هي ذلك الاحساس الغريب الذي يراودنا حينما تشغلنا ظروف الحياة عن أن نكون أشقياء.

– السلو عن الإثم لا يكفي لمحوه، وإنما الندم وحده هو الذي يطهر القلوب ويهيئ النفوس للتوبة النصوح.

– القوانين حين تشتد في مصادرة حرية الرأي لا تحمي الفضيلة وإنما تحمي الرذيلة وتخلي بينها وبين النفوس.

– المرأة لا تغلب الا اذا أحبت، ولا تقهر الا اذا أرادت، ولا تذعن الا اذا رغبت في الاذعان.

– إن الصنيعة لا تزال محتفظة بقيمتها ما دام شكرها يسيراً، فإذا جلت عن الشكر جوزيت بالكفر والجحود.

– أن في حياتنا أشياء إن رضيها ضمير الوزراء و أعوان الوزراء فلا ينبغي أن ترضاها ضمائر الشعوب.

– إنما هو الهيام في الأرض والسكر بهذا الشراب الخطر الذي نسميه حب الحرية والذي يكلفنا.

– كان يعتمد على نفسه ما واتته قوة الشباب فلما أدركته الشيخوخة اتخذ من التملق عصاً يدب عليها.

– مصر خليقة أن يُحسب لها حساب حين ترضى، و أن يُحسب لها حساب حين تغضب، و أن يُحسب لها حساب حين تريد.

– وما أعرف شيئاً يدفع النفس ولا سيما النفوس الناشئة إلى الحرية و الإسراف فيها احياناً كالأدب.

– قد يكون المرء غبيا في طبعه، لكن الغباء غباء القلب.

– محبة المعرفة لا تفترق عن الإيمان.

– إن الجامعة تتألف من طالب حر وأستاذ حر.

– أكثر الناس تزدهيهم الأماني، ويعبث بعقولهم الاغراء، فإذا هم من صرعى الغرور.

– إياك و الرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، وإياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها إلا عليك.

– إن الحب لا يسأم ولا يمل ولا يعرف الفتور، ولا بد أن تلحّ في حبك حتى تظفر بمن تحب أو تفنى دونه.

– أحسَن المعرفة معرفتك لنفسك، وأحسَن الأدب وقوفك عند حدك.

 

 



 

1) طه حسين

طه حسين هو أديب وناقد مصري، لُقّب بعميد الأدب العربي. غيّر الرواية العربية، مبدع السيرة الذاتية في كتابه "الأيام" الذي نشر عام 1929. يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة. لا تزال أفكار ومواقف طه حسين تثير الجدل حتى اليوم.

 

مولده ونشأته

ولد "طه حسين علي بن سلامة" يوم الجمعة 15 نوفمبر 1889، وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، وخامس أحد عشر من أشقائهِ، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ولم يمر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما إلى الأبد؛ ويرجع ذلك إلى الجهل وعدم جلب أهله للطبيب بل استدعوا الحلاق الذي وصف لهُ علاجا ذهب ببصره، وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر. أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.



دراسته 

دخل طه حسين جامع الأزهر للدراسة الدينية والاستزادة من العلوم العربية في عام 1902، فحصل فيه على ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة، لكنه ضاق ذرعاً فيها، فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيها، وهذا ما ذكره هو نفسه، وكأنها أربعون عاماً وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة، وعقم المنهج، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس.

 

ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية، وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية. ودأب على هذا العمل حتى سنة 1914، وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراة وموضوع الأطروحة هو: "ذكرى أبي العلاء" ما أثار ضجة في الأوساط الدينية، وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.

 

وفي العام نفسه، أي في عام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبلييه بفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها، وعلم النفس والتاريخ الحديث. بقي هناك حتى سنة 1915، سنة عودته إلى مصر، فأقام فيها حوالي ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة، محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية ما حدا بالمسؤولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد لمتابعة التحصيل العلمي، ولكن في العاصمة باريس فدرس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراة الثانية وعنوانها: ((الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون))، وكان ذلك عام 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الامتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان قد تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية الجنسية التي ساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر باللغة الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.

 

عمل طه حسين في الصحافة

عمل طه حسين في العديد من الصحف والجرائد كانت أوّلهم صحيفة الجريدة التي بدأ العمل فيها منذ عام 1908م وحتى عام 1914م، كما كتب ونشر في عدّة صحف أخرى، مثل: صحيفة اللواء، ومصر، والفتاة، والشعب، وصحيفة الاثنين، والاستقلال، وغيرها، ثمّ في عام 1925م عمل في صحيفة الاتّحاد، أمّا في الفترة الواقعة بين عاميّ 1926-1932م فقد عمل في صحيفة السياسة الأسبوعية، وفي عام 1933م نشر طه حسين بعض كتاباته في صحيفة كوكب الشرق، ثمّ في عام 1934م تولّى الإشراف على صحيفة الوادي، وبعد ذلك كتب في عدّة صحف أخرى، مثل: صحيفة الثقافة، والرسالة، ومجلتي، والمصور، وصحيفة الأهرام ، وأخبار اليوم، وغيرها، ثمّ أسّس مجلة الكاتب المصري وعمل رئيساً لتحريرها في الفترة الواقعة بين عاميّ 1945-1948م، أمّا في الفترة الواقعة بين عاميّ 1959-1964م فقد عمل رئيساً لتحرير صحيفة الجمهورية.

 

نشاطات طه حسين الثقافية والأدبية

مارس طه حسين في حياته العديد من النشاطات الأدبية والثقافية، ففي عام 1954م شغل مركز رئيس اللّجنة الثقافية في الجامعة العربية، وفي الفترة الممتدّة بين عاميّ 1953-1973م شغل منصب رئيس نادي القصّة، كما كان عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب منذ تأسيسه في عام 1956م وحتى عام 1973م، وفي عام 1940م كان عضواً في مجمع اللّغة العربية في القاهرة، ثمّ شغل منصب الرئيس فيه بين عاميّ 1963-1973م، وبعد ذلك أصبح عضواً في مجمع اللّغة العربية في دمشق، ثمّ مديراً لدار الكتب المصرية.

 

زواج طه حسين

تعرّف طه حسين أثناء دراسته في مونبلييه على السيدة الفرنسية السويسرية سوزان بريسو، وتزوّج منها في عام 1917م، وقد كان لها أثر كبير في حياته، فكانت بالنسبة له الزوجة والصديقة التي وقفت بجانبه في مسيرته العلمية، وقدّمت له الدعم الدائم، فقد كانت تقرأ له الكثير من الكتب، وتحضر له الكتب المكتوبة بطريقة بريل حتى يتمكّن من القراءة بنفسه، كما ساعدته على التعمّق أكثر في الثقافة الفرنسية واللاتينية، ممّا جعله يلمّ إلماماً كبيراً بالثقافة الغربية، وقد رُزق طه حسين من سوزان باثنين من الأبناء، هما: أمينة التي تزوّجت من الدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر الأسبق، ومؤنس الذي حصل على شهادة الدكتوراة وعمل في من منظمة اليونسكو في باريس.


المؤلفات

كتبه الفكرية  

على هامش السيرة.

الشيخان.

الفتنة الكبرى عثمان.

الفتنة الكبرى علي وبنوه.

مستقبل الثقافة في مصر.

مرآة الإسلام.

فلسفة ابن خلدون الإجتماعية.

نظام الإثينيين.

من آثار مصطفى عبد الرزاق.

حديث المساء.

 

كتبه النقدية 

في الشعر الجاهلي.

في الأدب الجاهلي.

الحياة الأدبية في جزيرة العرب.

فصول في الأدب والنقد.

حديث الأربعاء.

حافظ وشوقي

صوت أبي العلاء

مع أبي العلاء في سجنه

تجديد ذكرى أبي العلاء

مع المتنبي

من حديث الشعر والنثر

من أدبنا المعاصر

ألوان

خصام ونقد

من لغو الصيف

من الشاطيء الآخر (كتابات طه حسين بالفرنسية)

أدبنا الحديث ما له وما عليه

صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان

الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا

قادة الفكر

 

كتبه الإثرائية 

المعذبون في الأرض.

الأيام.

أحلام شهرزاد.

أديب.

رحلة الربيع.

أيام العمر (رسائل خاصة بين طه حسين وتوفيق الحكيم).

دعاء الكروان.

شجرة البؤس.

الحب الضائع.

الوعد الحق.

في الصيف.

بين بين.

أحاديث.

جنة الحيوان.

ما وراء النهر.

مدرسة الأزواج

مرآة الضمير الحديث

جنة الشوك

لحظات

نقد وإصلاح

من بعيد

من أدب التمثيل الغربي

صوت باريس (قصص مترجمة)

من هناك (قصص مترجمة)

أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية.

في مرآة الصحفي.

مذكرات طه حسين.

 

وفاة طه حسين

توفي طه حسين في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1973م، وبوفاته خسر الأدب العربي أحد أهمّ أعمدته، إذ قال عنه عباس محمود العقّاد: "إنّه رجلٌ جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدّي، فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث، من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير"، وقد أثرى طه حسين خلال حياته المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، من أهمّها: في الشعر الجاهلي، وحديث الأربعاء، ومستقبل الثقافة في مصر، ومع أبي العلاء المعري في سجنه، وغيرها.

 

المراجع

 طه حسين، مؤلف مصر. (الموسوعة البريطانية) نسخة محفوظة 12 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.

 طه حسين بين التحرير والتغريب: دراسة نقدية لكتاب مستقبل الثقافة في مصر. نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

 مؤسسة هنداوي - طه حسين نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

 هذه هي الكتب المفضلة لطه حسين من بين مؤلفاته | اليوم الجديد نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

 رحلة طه حسين إلى الحجاز،القاهرة - صلاح حسن رشيد، الحياة

 

2) نبذة عن طه حسين

يُعدّ طه حسين علي سلامة الملقّب بـِ عميد الأدب العربي أديباً وناقداً م) صرياً، وعلماً من أعلام الحركة الأدبية العربية في العصر الحديث، ومن أهمّ إنجازاته تطوير الرواية العربية، أمّا أشهر مؤلفاته فهو كتاب الأيام الذي نشره في عام 1929م وتناول فيه سيرته الذاتية بأسلوب إبداعي.

مولد طه حسين ونشأته

وُلِد طه حسين يوم الجمعة في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني عام 1889م في قرية الكيلو التي تقع في محافظة المنيا في صعيد مصر الأوسط، كان ترتيبه السابع بين إخوته، وفي طفولته وقد فقد طه حسين بصره بسبب رمد أصابه في عينيه، إذ يقول البعض أنّه فقده في عمر الأربع سنوات، بينما يقول آخرون أنّه فقده في عمر الثلاث أو الخمس سنوات، وعلى الرغم من ذلك فقد أصرّ والده على إلحاقه بالكتّاب ليتعلّم، وبالفعل استطاع طه حسين أن يحفظ فيه القرآن الكريم، بالإضافة إلى الكثير من الأدعية، والأشعار، والقصص التي حفظها عن طريق السمع.

تعليم طه حسين

استمرّت رحلة طه حسين التعليمية، فبعد أن أتمّ حفظ القرآن الكريم كاملاً، واطّلع على معظم أصول ومفردات وألفاظ اللّغة العربية، انتقل إلى الأزهر في عام 1902م، واشترك في دروس المبتدئين لمدّة ثلاث سنوات، كما حضر آخر درسين ألقاهما الشيخ الإمام محمد عبده قبل وفاته في عام 1905م، ثمّ تدرّج ليشترك في دروس المتوسطين في الفقه والنحو في الفترة الممتدّة بين عاميّ 1905-1907م، وبعد ذلك حضر الدروس مع الطلبة المتقدّمين.

أراد طه حسين متابعة تعليمه، فالتحق في عام 1908م بالجامعة الأهلية التي كانت قد أُنشأت حديثاً في مصر، فكان من أوائل المنتسبين إليها، وقد حصل منها على شهادة الدكتوراة في عام 1914م عن رسالته التي كانت بعنوان تجديد ذكرى أبي العلاء، وبعد ذلك أرسلته هذه الجامعة ببعثة دراسية إلى جامعة مونبلييه في فرنسا، ثمّ في عام 1917م حصل طه حسين على شهادة الليسانس في الآداب من جامعة السوربون، فكان ذلك بمثابة نقلة نوعية في حياته العلمية والاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك فقد تمكّن من دراسة اللّغة اللاتينية، والاطّلاع على الكثير من مصادر الأدب الفرنسي، وفي عام 1919م حصل على شهاد دبلوم الدراسات العليا في التاريخ التي تؤهّل حاملها للانتساب إلى دروس التبريز في الأدب.

حياة طه حسين العملية والمهنية الوظائف التي تولّاها طه حسين

عاد طه حسين من فرنسا إلى مصر ليبدأ رحلته العملية، فعُيّن أستاذاً للتاريخ اليوناني والروماني القديم في الجامعة الأهلية في الفترة الواقعة بين عاميّ 1919-1925م، وبعد تحويل الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية عُيّن أستاذاً لتاريخ الأدب العربي في كلية الآداب في الفترة الواقعة بين عاميّ 1925م و1928م، ثمّ في عام 1930م عُيّن عميداً لكلية الآداب ليصبح بذلك أول مصري يشغل ذلك المنصب، إلّا أنّه قدّم استقالته من عمادة الكلية بعد عامين، وعاد إلى الجامعة مدرّساً في عام 1934م، واستمرّ في ذلك حتى عام 1936م، وفي الفترة الممتدّة بين عاميّ 1936-1939م عاد من جديد عميداً لكلية الآداب.

لم تقتصر حياة طه حسين المهنية على التدريس فحسب، بل شغل أيضاً منصب مراقب للثقافة في وزارة المعارف في الفترة الممتدّة بين عاميّ 1939-1942م، ثمّ عمل كمستشار لوزير المعارف في الفترة المحصورة بين عاميّ 1942-1944م، وفي عام 1943م ساهم في تأسيس جامعة الإسكندرية، وعُيّن أول مدير لها، واستمرّ في ذلك حتى عام 1944م، ثمّ في عام 1950م شغل منصب وزير المعارف لمدّة عامين، وكانت من أهمّ إنجازاته في هذه الفترة أنّه أقرّ مجانية التعليم، وأنشأ جامعة عين شمس، إلّا أنّ هذا كان آخر منصب سياسي يشغله، فقد تفرّغ بعد ذلك للكتابة.

عمل طه حسين في الصحافة

عمل طه حسين في العديد من الصحف والجرائد كانت أوّلهم صحيفة الجريدة التي بدأ العمل فيها منذ عام 1908م وحتى عام 1914م، كما كتب ونشر في عدّة صحف أخرى، مثل: صحيفة اللواء، ومصر، والفتاة، والشعب، وصحيفة الاثنين، والاستقلال، وغيرها، ثمّ في عام 1925م عمل في صحيفة الاتّحاد، أمّا في الفترة الواقعة بين عاميّ 1926-1932م فقد عمل في صحيفة السياسة الأسبوعية، وفي عام 1933م نشر طه حسين بعض كتاباته في صحيفة كوكب الشرق، ثمّ في عام 1934م تولّى الإشراف على صحيفة الوادي، وبعد ذلك كتب في عدّة صحف أخرى، مثل: صحيفة الثقافة، والرسالة، ومجلتي، والمصور، وصحيفة الأهرام ، وأخبار اليوم، وغيرها، ثمّ أسّس مجلة الكاتب المصري وعمل رئيساً لتحريرها في الفترة الواقعة بين عاميّ 1945-1948م، أمّا في الفترة الواقعة بين عاميّ 1959-1964م فقد عمل رئيساً لتحرير صحيفة الجمهورية.

نشاطات طه حسين الثقافية والأدبية

مارس طه حسين في حياته العديد من النشاطات الأدبية والثقافية، ففي عام 1954م شغل مركز رئيس اللّجنة الثقافية في الجامعة العربية، وفي الفترة الممتدّة بين عاميّ 1953-1973م شغل منصب رئيس نادي القصّة، كما كان عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب منذ تأسيسه في عام 1956م وحتى عام 1973م، وفي عام 1940م كان عضواً في مجمع اللّغة العربية في القاهرة، ثمّ شغل منصب الرئيس فيه بين عاميّ 1963-1973م، وبعد ذلك أصبح عضواً في مجمع اللّغة العربية في دمشق، ثمّ مديراً لدار الكتب المصرية.

زواج طه حسين

تعرّف طه حسين أثناء دراسته في مونبلييه على السيدة الفرنسية السويسرية سوزان بريسو، وتزوّج منها في عام 1917م، وقد كان لها أثر كبير في حياته، فكانت بالنسبة له الزوجة والصديقة التي وقفت بجانبه في مسيرته العلمية، وقدّمت له الدعم الدائم، فقد كانت تقرأ له الكثير من الكتب، وتحضر له الكتب المكتوبة بطريقة بريل حتى يتمكّن من القراءة بنفسه، كما ساعدته على التعمّق أكثر في الثقافة الفرنسية واللاتينية، ممّا جعله يلمّ إلماماً كبيراً بالثقافة الغربية، وقد رُزق طه حسين من سوزان باثنين من الأبناء، هما: أمينة التي تزوّجت من الدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر الأسبق، ومؤنس الذي حصل على شهادة الدكتوراة وعمل في من منظمة اليونسكو في باريس.

وفاة طه حسين

توفي طه حسين في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1973م، وبوفاته خسر الأدب العربي أحد أهمّ أعمدته، إذ قال عنه عباس محمود العقّاد: "إنّه رجلٌ جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدّي، فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث، من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير"، وقد أثرى طه حسين خلال حياته المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، من أهمّها: في الشعر الجاهلي، وحديث الأربعاء، ومستقبل الثقافة في مصر، ومع أبي العلاء المعري في سجنه، وغيرها.

 

منقول بتصرف من mawdoo3.com مشكورا