آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

تكفير العلماء و المفكرين العرب

مقدّمة

1- حسن بن الهيثم

2- إبن رشد

3- إبن سينا

4- أبو بكر الرّازي

5- الفارابي

6- يعقوب إبن إسحاق الكندي

7- جابر بن حيّان المعرّي

8- أبو العلاء المعرّي

9- الجاحظ

10- إبن المقفّع

12- ابن الراوندي

13- نصير الدّين الطوسي 

14- إبن بطوطة 

15- الطبري

16- الحجاج

17- إبن المنمّر

18- الغزالي و الأصفهاني

19- طه حسين

20- إبن الخطيب

 

مقدّمة

"العلم المستقر هو الجهل المستقر"

الإمام الصوفي محمد بن عبد الجبار النفري

 "كتاب المواقف"

 

 

عرف أبو حامد الغزالي العلم في القرن الخامس الهجري كمايلي

العلم هو الخشية

والعالم من يخشى الله تعالى

ويعرفه أيضًا بالمعرفة العبودية، والربوبية، وطريق العبادة !!.

ومنذ ذلك العهد تقريبا و بلاد المسلمين تشهد تراجعا علميا وحضاريا تدريجيا

لصالح بلاد الغرب الذين بنوا على حضارة الدولة الإسلامية منذ ذلك العصر .

وإلى يومنا هذا يسمى بالعالم

راوي القصص الذي يحفظ الروايات التاريخية غير المؤكدة

و يلقيها علينا في بلادنا  ..

Ammar Arab

 

- التكفير والرمي بالإلحاد تهمة مارسها بعض “فقهاء” المسلمين منذ ظهور الإسلام…

كل من حكم عقله وقدّمه عن النقل، قالوا إنه كافر…

كل من رفض التخلف والجهل وخالف رأي الحكام والسائد من الفكر، قالوا إنه كافر…

وليتهم اكتفوا، بل الأدهى من ذلك أنهم استباحوا دماءهم!

 

- الدّين لا يصنع حضارة بل هو جزء منها

و الدّليل على ذلك أنّ اليهود و النصارى لم يصنعوا حضارة في الجزيرة العربية

بينما في مصر و الشام و العراق أنتجوا حضارة كبيرة

لو كانت للعرب حضارة عظيمة لأسسوا لها في بلدانهم الأصلية في شبه الجزيرة العربية

فلا توجد عمارة إسلامية هناك, لكن ستجدها في الشام و مصر و العراق

المسلمون العرب هم الوحيدون الّذين يتباهون بحضارة لا توجد في بلدانهم الأصلية 

 

كثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين الذي نقدمهم اليوم كـ “مفخرة” في التاريخ الإسلامي

قد تعرضوا في زمانهم أو في زمن لاحق للتكفير

وأحيانا للعنف والتنكيل والقتل.

تكفير التفكير وتكفير السؤال والشك وإعمال العقل

هي عادات دأب عليها العديد من فقهاء التاريخ الإسلامي…

ومازالوا إلى اليوم!

 

العلماء المزوّرون يقتلون و يعذّبون العلماء الحقيقيين

هل تعلمون

1- أنّ رجال الدّين أحرقوا كلّ كتب إبن رشد؟

2-  أنّ إبن سينا كان ملقّباً بإمام الملحدين أو شيخ الملحدين؟

3-  أنّ الرّازي أعلن كفره بكلّ مذاهب شيوخ الدّين وكان يسخر منهم في كلّ مجالسه؟

4-  أنّ التّوحيدي أحرق كتبه بنفسه بسبب القهر واليأس من رجال الدّين في عصره؟

5- وأنّ المعرّي فرض السّجن على نفسه لنفس الأسباب؟

6-  أنّ ابن المقفّع مات مقتولاً وهو لم يتجاوز الثّلاثينات من عمره؟

 

هل تعلمون

1-  أنّ خيرة رجال الدّين، وفي مقدّمتهم الإمام الشّافعيّ

كانوا يعتبرون أنّ بعض علوم الطّبيعة والكيمياء والفلسفة من المحرّمات

مثلها مثل التّنجيم والضّرب بالرّمل والسّحر !!!

2-  أنّ الإمام الغزالي والذّهبي وابن القيّم وابن الجوزي وابن تيمية، وغيرهم من "كبار"رجال الدّين

أفتوا بتكفير وهدر دم كلّ من يمتهن أنواع العلوم العقليّة

الّتي قد تتسبّب في كفر المسلمين وابتعادهم عن دينهم الحنيف؟

3-  أنّ الغزالي الذي كفّر الفلاسفة

تمّ تكفيره هو الآخر في عهود متأخرة؟

4- هل تعرفون الطّبري؟

طبعا تعرفونه، ومن لا يعرف الطّبري؟!

صاحب أشهر كتاب تفسير للقرآن، وصاحب أشهر كتاب

تاريخ كتبه المسلمون .

هل تعلمون كيف مات الطّبري؟

الطّبري مات كمداً وقهراً بعد أن رجمه الحنابلة واتّهموه بالكفر والإلحاد

بسبب اختلافه مع مذهب الإمام ابن حنبل .

الحنابلة رجموا منزله بالحجارة إلى درجة أنّ باب منزله لم يعد يُفتح

بسبب أكوام الحجارة المتراكمة عليه.

5- صلب الحلاج  و حُبِس المعري الضرير

وسفك دم أبن حيان ، ونفي ابن المنمر

وحرقت كتب الغزالي وابن رشد والأصفهاني ، و الفارابي والرازي وابن سيناء والكندي والغزالي

اضطهدوهم و كفّروهم  ثمّ أُهدر دمهم .

 

 وربما لا تعلمون

أنّ السهروردي مات مقتولاً

و قطعوا أوصال ابن المقفع ، ثم شويت أمامه ليأكل منها

قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب

وان الجعد بن درهم مات مذبوحا,

وعلقوا رأس (أحمد بن نصر) وداروا به في الأزقة

وخنقوا (لسان الدين بن الخطيب) وحرقوا جثته

 

1- حسن بن الهيثم

ولد ابن الهيثم في العصر العباسي، عام 354هـ وتوفي عام 430هـ.

يعد واحدا من أعظم علماء الإنسانية

وقد ألف أكثر من 200 كتاب في مجالات عديدة

كالرياضيات وعلم الفلك والفيزياء والهندسة والفلسفة العلمية.

عالم البصريات و الطبّ 

ابن الهيثم لم يسلم هو أيضا من التسفيه

بعدما اعتبره البعض ملحدا من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام

سفيه زنديق كأمثاله من الفلاسفة إتُهم بالجنون

ابن تيمية كعادته، كفر ابن الهيثم

وقال في “درء التعارض” إنه “من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام

من أقران ابن سينا علما وسفها وإلحادا وضلالا…

كان كغيره من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات”.

أجبر على البقاء في بيته وحيدا حتّى مات

 

2- إبن رشد

ولد ابن رشد في قرطبة عام 520هـ وتوفي بمراكش عام 595هـ.

عرف بشرحه لكتابات أرسطو

اشتهر ابن رشد بكتابه

“تهافت التهافت”، و”فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”.

هذا الأخير أكد فيه ابن رشد على التفكير التحليلي كشرط لتفسير القرآن

خلاف ما هو متداول من التفسير.

اعتقد ابن رشد بقدم العالم وأزليته.

اعتبره الحافظ الذهبي في “سير أعلام النبلاء” وابن تيمية في “درء تعارض العقل والنقل”

فيلسوفا “ضالا ملحدا يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع”.

قالا إنه حاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو

وهو في موافقته هذه وتعظيمه لأرسطو وشيعته “أعظم من موافقة ابن سينا”

وأضافا أنه “انتصر للفلاسفة الملاحدة في “تهافت التهافت”، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، وإلحادياته مشهورة”.

إبن رشد: فيلسوف ومفكّر عاش بالأندلس

إتهم بالإلحاد و ثمّ نفيه إلى المغرب و أحرقت كلّ كتبه

 

 

إتضح جليا بعد قرون من نفي إبن رشد من إسبانيا

بسبب أفكاره التقدّمية

و التي أثرت بمصالح أصحاب الإختصاص

الأمر الذي دفعهم لتكفيره.

الا أن التاريخ نصفه

حيث يوجد في عصرنا الحالي

كرسي في أحد الجامعات الغربية الكافرة بإسم إبن رشد.

بل الأكثر من ذلك هناك جماعات في أوروبا تسمّى الرّشديين

لأنّ من أهمّ أسباب النّهضة في أوروبا

هو إتباع أفكار إبن رشد .

 

3- إبن سينا

ولد في بخارى (أوزباكستان) عام 370هـ، وتوفي في همدان (إيران) عام 427هـ.

كان طبيبا بارعا، من أشهر آثاره كتاب “القانون في الطب”، لذا لقبه البعض بـ”أبو الطب”.

مما سجلته بعض المراجع التاريخية، أن ابن سينا كان، كما الفارابي

يعتقد بأن العالم قديم أزلي، لم يخلقه أحد

وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، كما اعتقد بأن الأجسام لا تقوم مع الأرواح في يوم القيامة.

نتيجة هذا الرأي، وصفه ابن القيم الجوزية في “الصواعق المرسلة” بـ”الملحد، بل رأس ملاحدة الملة”

وفي “إغاثة اللهفان” قال إنه “إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر”.

ابن سينا كفره أبو حامد الغزالي أيضا في كتابه “المنقذ من الضلال”

ووصفه الكشميري في كتابه “فيض الباري” بـ”الملحد الزنديق”

له كتب في جميع المجالات من أشهرها القانون في الطّبّ و علم التشريح

صورته و صورة أبو بكر الرّازي تتواجد بكلّيّة الطّبّ بباريس 

 

قال عنه إبن القيّم

إمام الملحدين الكافرين

باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر

(إغاثة اللهفان 2/374)

 

قال عنه إبن تيمية

ابن سينا رافضي قرمطي

يسب الصحابة ويتنقصهم

 

قال عنه الكشميري 

ملحد زنديق قرمطي

(فيض الباري 1/166) 

 

قـال ابن باز

« لا ينبغي للمسلمين أن يُسَموا محلاً بأسماء ابن سينا الفارابي قبحه الله »

الفوائد الجلية للزهراني (صـ 37)

 

وقـالـ ابن الصَّلاح

« كان شيطاناً من شياطين الإنس »

فتاوى ابن الصلاح (جـ 1 صـ 209)

.

وقال الإمام الذهبي

ما أَعْلَمُهُ عنه - أي ابن سينا - روى شيئاً من العلم

ولو روى لما حلَّت له الرواية عنه

لأنه فلسفي النحلة

ضال 

ميزان الاعتدال

  

4- أبو بكر الرّازي

اسمه الكامل أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي.

ولد في الري (إيران) عام 250هـ، وتوفي في ذات المدينة عام 311 هـ.

يعد الرازي واحدا من علماء العصر الذهبي للعلوم

ويصفه البعض بـ”أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق”.

ألف الرازي كتاب “الحاوي في الطب”، الذي ضم جميع المعارف الطبية منذ أيام الإغريق وحتى عهده بالحياة.

هذا الكتاب ظل المرجع الرئيسي في الطب بأوروبا بعد ذلك بـ400 عاما.

الرازي برع أيضا في الرياضيات والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب.

آمن الرازي، كما ابن الراوندي، أن العقل وحده يكفي لمعرفة الخير والشر.

لذا، لا توجد أي مدعاة لإرسال أناس يختصون بهذا الأمر من الله.

والافتراض هذا، يؤيده مدح الرازي للعقل، بخاصة في بدايات كتابه “الطب الروحاني”.

الرازي، على خلاف ابن الراوندي، يزيد في توكيد مناقب العقل

فينسب إليه ما لا يتصل بالأخلاق فقط

إنما أيضا ما يتصل بالمسائل الإلهية.

يتضح ذلك في قوله: “به (العقل) وصلنا إلى معرفة البارئ عز وجل”.

يقول هناك:

“إن البارئ… أعطانا العقل وحبانا به…

وإنه أعظم نعم الله عندنا وأنفع الاشياء لنا وأجداها علينا…

وبه أدركنا الأمور الغامضة البعيدة منا الخفية المستورة عنا…

وبه وصلنا إلى معرفة البارئ عز وجل…

وإذا كان هذا مقداره ومحله وخطره وجلالته

فحقيق علينا أن لا نحطه عن رتبته ولا ننزله عن درجته

ولا نجعله وهو الحاكم، محكوما عليه، ولا وهو المتبوع، تابعا

بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه…”.

نكار النبوة عند الرازي، كما يزعم خصومه، قام أساسا على:

  • العقل وحده كاف لمعرفة الخير والشر في حياة الإنسان، ولمعرفة أسرار الألوهية، ولتدبير أمور المعاش وطلب العلوم والصنائع (ما الحاجة إلى الأنبياء لهداية الناس إلى هذا كله؟).
  •  لا معنى لتفضيل بعض الناس واختصاص الله إياهم بإرشاد الناس جميعا، إذ الكل يولدون متساوين في العقول والفِطَن. التفاوت يوجد في تنمية المواهب الفطرية وتوجيهها وتنشئتها.
  •  الأنبياء متناقضون فيما بينهم. وما دام مصدرهم واحدا فيما يقولون، وهو الله، فإنهم لا ينطقون عن الحق، ومن ثم فالنبوة باطلة.

قال عنه إبن القيّم ماجوسي ضالّ مضلّل

يظهر أن الرازي كان مؤمنا بالله… ملحدا بالأنبياء وما جاؤوا به… ومعليا قدر العقل وسلطانه

علينا أن نتذكر في المقابل، إن للرازي، كتابا مهما وهو “إن للعبد خالقا”.

اتهام الرازي بالإلحاد والزندقة، أدى بطبيعة الحال، إلى النتيجة التي سعى لها خصومه منذ البداية… فتم قتله.

 

5- الفارابي

ولد أبو نصر الفارابي في فاراب “كازاخستان”، عام 260هـ، وتوفي عام 339هـ.

يعد واحدا من أبرز الفلاسفة في التاريخ الإسلامي

كما ذاع صيته في الطب. بسبب اهتمامه بالمنطق، لقب بـ”المعلم الثاني”، إسوة بأرسطو، المعلم الأول.

يبدو واضحا أن الكثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين الذي نقدمهم اليوم كـ “مفخرة” في التاريخ الإسلامي

قد تعرضوا في زمانهم أو في زمن لاحق للتكفير، وأحيانا للعنف والتنكيل والقتل.

فرق الفارابي بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف

بكون معارف الأول منزلة من عند الله

بينما الثاني يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال ولذلك فطبيعتها عقلية وليست حسية.

ينسب إلى ابن تيمية قوله إن “الفارابي يزعم أن الفيلسوف أكمل من النبي”، فكفره.

ويقول ابن العماد في “شذرات الذهب” إن “العلماء قد اتفقوا على كفر الفارابي وزندقته”.

قال عنه إبن العمّاد (منذرات الذّهب2/353) إتفق العلماء على كفره و زندقته

 

6- يعقوب إبن إسحاق الكندي

عالم كامل أوّل من أدخل كلمة موسيقى إلى اللغة العربية

ولد الكندي عام 185هـ وتوفي عام 256هـ. برع في علوم كثيرة كالفلسفة والمنطق والطب والرياضيات والفلك، وقد كتب فيها جميعا ما لا يقل عن 260 كتابا، ويلقبه بالبعض بـ”مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية”.

حظي الكندي بعناية الخليفتين العباسيين المأمون والمعتصم بالله. عناية افتقدها في آخر حياته في زمن المتوكل على الله، الذي عرف باضطهاده للفكر، فكان أن تعرض الكندي لانتقاد لاذع لكونه رأى أن العقل هو جوهر التقرب من الله.

تكفير التفكير وتكفير السؤال والشك وإعمال العقل،

هي عادات دأب عليها العديد من فقهاء التاريخ الإسلامي… ومازالوا إلى اليوم!

انتقاد، بخاصة من جانب الغزالي، الذي رأى أن الكندي أخطأ في الاعتقاد بأن الكون خالد

وأن الأجساد لا تبعث، وأن الله يعلم المسلمات المجردة وحسب، دونا عن الأمور الخاصة.

كعادة الفلاسفة، كفر الكندي نتيجة لفكره، واعتبره الكثير “منجما ضالا متهما في دينه”.

زنديق ضالّ لأنّه قال بأنّ الفقهاء تجّار دين أصحاب كراسي مزوّرة

أمر الخليفة المتوكّل بضربه و مصادرة كتبه 

مات وحيدا مهملا

 

7- جابر بن حيّان المعرّي

جابر بن حيّان أبو الكيمياء و الصيدلة و المعادن و الفلسفة

ولد في طوس (إيران) عام 721م، وتوفي عام 815. عاش في العصر العباسي، وكان واحدا من أبرع العلماء في مجالات عدة، أبزرها الكيمياء، حتى اعتبر أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ، فلقب نظير ذلك بـ”أبو الكيمياء”.

ولأنه كذلك، لم يسلم من تهمتي الزندقة والكفر. بل وثمة من أنكر وجوده أصلا. يقول ابن تيمية في كتابه “مجموع الفتاوى”: “وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عن الكيماوية، فمجهول، لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم، ولا بين أهل الدين”.

“ولو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحرا من كبار السحرة في هذه الملة، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات”، يضيف ابن تيمية، الذي لم يسلم من عقله التكفيري عالمٌ.

سفك دمه بتهمة الإلحاد

 

 

8- أبو العلاء المعرّي

ولد عام 363هـ في معرة النعمان (شمال سوريا)، وفيها توفي عام 449 هـ.

المعري أحد أشهر شعراء العصر العباسي. كان فيلسوفا أيضا.

فقد المعري بصره مبكرا بسبب مرض الجذري

فظل محبس العمى وكذا محبس بيته، بعد اعتزاله الناس، ولذلك لقب بـ”رهين المحبسين”.

مما يعرف عن المعري أيضا، أنه كان نباتيا؛ لا يأكل لحوم الحيوانات. تأثر في ذلك بالفلسفات الهندية

في رأي الأديب المصري، طه حسين

 فالمعري “لم يجتمع لأحد ممن سبقوه أو أتوا من بعده

مثل ما اجتمع له من إتقان العلم وسعة المعرفة والعمق، إلى أقصى غايات السعة والعمق”.

لا يسكن إلى الرأي السائد.

الشك ظل منهجه في الوصول إلى قناعاته عن الأشياء كلها.

يجمع الكثيرون أن أهم ما دعا إليه المعري، إعمال العقل، اصطدم بكل ما هو متوارث.

ليس ثمة من شيء مقدس بالنسبة إليه، والفضل ليس للمتقدمين، فهو يجزم أنه آت بما لم يستطعه الأوائل.

انتقاد المعري لنظرية النبوة، كان كافيا ليدخل خانة ملحدي التاريخ الإسلامي الّذي يقوم عادة على إنكار النبوة والأنبياء.

رأى المعري، حسب ما ينسب إليه، أن الأديان أورثت للناس التباغض والعداوة

واتهم النبوات بالتسبب في الحرب، وإباحة استرقاق الإنسان:

“إن الشرائع ألقت بيننا إحنا (بمعنى أحقادا)، وأورثتنا أفانين العداوات.

وهل أبيحت نساء الروم عن عرض للعرب، إلا بأحكام النبوات؟”.

لم ينكر الألوهية… يقول طه حسين إن أبا العلاء “قد هداه عقله إلى أن لهذا العالم خالقا، وإلى أن هذا الخالق حكيم.

لا يشك في ذلك، أو على الأقل لا يظهر فيه شكا…

وهو إذا تحدث عن هذا الخالق الحكيم، تحدث عنه في لهجة صادق يظهر فيها الإخلاص واضحا جليا”.

أما هو، أي المعري، فيفصح عن ذلك في كتابه اللزوميات، فيقول

“الله لا ريب فيه، وهو محتجب باد… أثبت لي خالقا حكيما، ولست من معشر نفاة…”.

 

9- الجاحظ

رديئ الإعتقاد تنسب إليه البدع و الضلالات 

قال عنه الخطيب أنّه كان زنديقا كذّابا على الله و رسوله و على الناس 

 

10- إبن المقفّع

روزبه بن داذويه، مترجم وأديب فارسي ولد عام 106هـ،

قيل في قرية بفارس اسمها حور، وقيل في البصرة.

عاش الخلافتين الأموية والعباسية معا

ولما أسلم، اختار له “عبد الله” اسما، وكان ينادى بـ”ابن المقفع”

لأن والده اتهم بسرقة أموال المسلمين، فعاقبه الحجاج بن يوسف الثقفي وضربه على أصابع يديه حتى تقفعت (اعوجت وتقلصت)

أحد أشهر الكتب التي عرف بها ابن المقفع، كتاب “كليلة ودمنة”. كتاب أصله باللغة الهندية،

حين حصل ابن المقفع على نسخة من الكتاب، ترجمه عن الفارسية إلى العربية، وزاد عليه فصولا من عنده.

النهاية المأساوية لابن المقفع جاءت لكونه “اتهم بالزندقة حتى أفسد الناس”… كان في ذلك

يقول عبد الرحمن بدوي في كتابه “من تاريخ الإلحاد في الإسلام”، إراحة لضمير قاتليه.

كان على خلاف شديد مع سفيان بن معاوية، وكان هذا واليا للبصرة أثناء حكم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور.

كان ابن المقفع يستخف كثيرا بسفيان. مثلا، قيل إن أنف سفيان كبير، فكان كلما دخل عليه ابن المقفع يقول له: السلام عليكما؛ أي سفيان وأنفه. وهذا غيض من فيض ما يرد في روايات كثيرة.

حين استنفد سفيان صبره على ابن المقفع، أمر بإحضار فرن وأوقده حتى اصطكت فيه ألسنة اللهب، ثم أمر بتقطيعه عضوا عضوا، كلما قطعوا واحدا منه، قال لرجاله: ألقوه في النار.

عندما كان يحتضر، قال سفيان لابن المقفع: “ليس علي في المثلة بك حرج، لأنك زنديق قد أفسدت الناس”. كان ذلك عام 142 هـ. كانت تهمة الزندقة والإلحاد هنا، كافية للتنكيل بواحد من أهم أدباء التاريخ الإسلامي.

“كان ابن المقفع مع سعة فضله، وفرط ذكائه، فيه طيش؛ فكان يقول عن سفيان: “ابن المغتلمة” (الفاجرة في القواميس العربية)، مما تسبب في قتله”، يقول المؤرخ شمس الدين الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء.

من خلال ذلك، يزعم البعض أن ابن المقفع كان لديه بغض ممزوج بالشك نحو الإسلام، إذ اعتنقه ظاهريا وحسب، وأنه كان يتسم بحرية فكرية في تناوله لمسائل الدين وقلة احترام للقرآن بعدما حاول أن يعارضه (أن يكتب مثله).

هم عادة، يقول بدوي، يذكرون أنه زنديق، تشبع بالزندقة، ويذكرون عن الخليفة المهدي، الذي كان يضطهد الزنادقة، أنه تعود القول إنه لم ير مطلقا كتاب زندقة إلا ويرجع إلى ابن المقفع… بمعنى أنه لا توجد زندقة إلا ولها أصل في “باب برزويه”!

وثمة في بعض المراجع كـ”الأغاني” (أبو الفرج الأصفهاني) ما يبين اتصالا وثيقا جمع بين ابن المقفع وعدد من الأدباء والشعراء، الذين عاشوا في بداية الدولة العباسية واتهموا جميعا بالزندقة.

الحقيقة أن الكتب الباقية المنسوبة إلى ابن المقفع، تخلو من أي فكرة تتيح اتهامه بالزندقة. على أنه يبدو أنه آمن بالمانوية ومن آمنوا بهذه العقيدة وصفوا في كتب التاريخ الإسلامي بالزنادقة.

 تم تعذيب وقتل ابن المقفع بطريقة وحشية وهو في 36 من العم، قطّعت أوصاله و شويت أمامه ثم قتل من شدّة العذاب

وتقول بعض الروايات إن آخر ما نطق به، قوله لسفيان بن معاوية:

“والله إنك لتقتلني، فتقتل بقتلي ألف نفس، ولو قُتِل مائة مثلك لما وفوا بواحد”.

 

11- ابن الراوندي

اسمه أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي، ويعرف بـ”ابن الراوندي”.

فارسي ولد في قرية تدعى “راوند” تقع اليوم في إيران، وكان ذلك، حسبما يجمع المؤلفون، عام 210هـ.

كان ابن الراوندي أحد أشهر من اعتبروا “ملحدي” القرن الثالث الهجري.

لهذا السبب، ليس لدينا اليوم أي من أعماله، فكلها، لم تنجُ

كان في البداية من علماء المعتزلة، ثم انتقدها لاحقا بشدة في كتابه “فضيحة المعتزلة”

الذي كتبه ردا على كتاب الجاحظ “فضيلة المعتزلة”.

اعتنق ابن الراوندي لفترة وجيزة، الإسلام الشيعي، قبل أن ينتهي به الأمر رافضا للإسلام والدين المنزل

حسب البعض؛ ثم لاحقا، واحدا من أهم “الزنادقة” في التاريخ الإسلامي.

قول أيضا: “إن الرسول أتى بما كان منافرا للعقول

مثل الصلاة وغسل الجنابة ورمي الحجارة والطواف حول بيت لا يسمع ولا يبصر والعدو بين حجرين لا ينفعان ولا يضران

وهذا كله مما لا يقتضيه عقل…

وما الطواف على البيت إلا كالطواف على غيره من البيوت”.

بل ويتساءل: “إن الرسول قد شهد للعقل برفعته وجلالته فلِمَ أتى بما ينافره إن كان صادقا؟”.

يقول عبد الرحمان بدوي في كتابه من تاريخ الإلحاد في الإسلام أن الأنبياء في نظر ابن الراوندي ليسوا إلا سحرة مخرفين

والمعجزات التي تروى عن محمد قائمة على الأكاذيب التي اخترعها المتأخرون ولفقوها.

هذا إلى أن بعض هذه المعجزات، في نظره دائما

مضحك لدرجة أنها لا يمكن أن تروى بهذا الوصف.

مثلا، ينسب لابن الراوندي قوله: “ما أضعف شوكة هؤلاء الملائكة الذين حاربوا في صف محمد والمسلمين في يوم بدر

وأين كان هؤلاء الملائكة في يوم أحد؟”

وينسب إليه أيضا، أنه هاجم في “الزمرد”، نظرية إعجاز القرآن

إذ يقول إن فصاحة أكثم بن صيفي (شاعر جاهلي) تفوق فصاحة القرآن.

 

12- لسان الدّين إبن الخطيب

المهنة

فقيه مالكي وطبيب وفيلسوف أندلسي اشتهر بأنه (ناقد للتراث الديني)

أعماله

مؤلفات كثيرة أشهرها "روضة التعريف في الحب الشريف" انتقد فيها كثير من أحاديث البخاري

الوفاه

سنة 1374 م

تم إعدامه بسبب تأليفه هذا الكتاب

الذي أثبت فيه انتقال الطاعون بالعدوى

وجه إليه القاضي النباهي تهمة الإلحاد والطعن في الشريعة

والوقوع في طعن جناب رسول الله

وذلك لوجود حديث من التراث يقول

لا عدوى ولا طيرة.

فأصدر فتوى بإحراق كتبه الطبية

فأحرقت في ساحة غرناطة

وصودرت أملاكه

طريقة إعدامه كانت بشعة

قتلوه خنقاً في سجنه..!!

 ثم أخرجوا جثته في اليوم التالي لحرقها

ثم إعادتها مرة أخرى للقبر..

 

13- نصير الدّين الطوسي 

نصير الشرك و الكفر و الإلحاد

 

14- إبن بطوطة 

مشرك كذاب 

 

15- الطبري

حرّضوا على قتله

 

16- الحجاج

صُلب 

 

17- إبن المنمّر

نُفي 

 

18- الغزالي و الأصفهاني

أحرقت كتبهم  

 

19- طه حسين

كُفّر بعد إصداره كتاب الشّعر الجاهلي 

 

 منقول عن كريم الهاني بتصرّف