آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أمر

يرجع الفضل في إكتشاف معنى فعل أمر

للباحث محمّد بشارة

الترتيل مع إضافات مهمّة لبنفضيل فيصل

 

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

- الإكراه يولّد النّفاق

 

- يتجلّى الغِنى عن العالمين

حينما نتحدّث عن المواعظ و النصائح

و ينتهي عندما نبدأ بالحديث عن الأركان

 

- وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ

لِتَرْكَبُوهَا

وَزِينَةً

وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 8)

لكلّ من يظنّ أنّ الله يُعطي الأوامر 

ما عليه إلاّ أن يُطبّق الأمر التالي

 

1- الأمر أربعة أنواع

A- أمر واجب التّطبيق - أمر يكبّ في مصلحة الآمر

B- أمر واجب التّطبيق - أمر يكبّ في مصلحة الآمر و المأمور

C- أمر واجب التّطبيق - أمر يكبّ في مصلحة المأمور

و أخيرا

D- أمر غير واجب التّطبيق و غير مُلزِمو هو أمر يكبّ في مصلحة المأمور

 

سأبدأ ب

A- أمر واجب التّطبيق - أمر يكبّ في مصلحة الآمر

مثال 1

كالضابط الّذي يعطي أوامره للجندي بالذّهاب في مهمّة حربية قد تؤدّي إلى وفاته

(هذا الأمر فيه إكراه و يكبّ في مصلحة الضابط و الجيش)

لا يمكن أن يعطي الضابط أمرا للجندي و يضيف بأنّه موعظة له

 

مثال 2

أو المدير الّذي يعطي أوامره للموظّف

(هذا الأمر فيه إكراه و يكبّ في مصلحة المدير و المؤسسة)

لا يمكن أن يعطي المدير أوامره للموظّف و يضيف بأنّها موعظة له

 

مثال 3

أو ربّة البيت الّتي تعطي أوامرها للمساعدة المنزلية

(هذا الأمر فيه إكراه و يكبّ في مصلحة ربّة البيت و العائلة)

لا يمكن أن تعطي ربّة البيت أمرا للمساعدة المنزلية و تضيف بأنّه موعظة لها

 

B- أمر واجب التّطبيق - أمر يكبّ في مصلحة الآمر و المأمور

تأمر الحكومة المواطنين بالحجر الصّحّي أو بالتلقيح الإجباري العامّ 

المصلحة في هذه الحالة عامّة على الجميع

a- الآمر ==> الحكومة

الّتي تسعى إلى تفادي الإضطرابات الإجتماعية

b- و المأمور ==> الشعب

الّذي سيأمن من العدد الكبير للوفيات جرّاء الإنتشار السريع للفيروس 

 

C- أمر واجب التّطبيق - أمر يكبّ في مصلحة المأمور

الأبوين يأمران طفلهما بفعل شيء أو تفادي شيء معيّن

هذا الأمر يكبّ في مصلحة الطّفل و يكون

1- إمّا بالإكراه لمصلحة الطّفل (و هو الّذي يهمّنا في هذه النّقطة)

a- إذا إفتقد الوالدان حسّ المناقشة و الإقناع

b- أو إذا كان الطّفل لا يمتلك بعد المؤهّلات العقلية الأساسية

الّتي تسمح له بحرّية الإختيار في بعض المواضيع

 

2- أو يكون بالموعظة الحسنة

 لمصلحة الطّفل (هذه الطّريقة من التعامل هي المثالية لتربيّة الأولاد)

و هاذ النّوع هو الرّابع و الأخير

D- أمر غير واجب التّطبيق و غير مُلزِمو هو أمر يكبّ في مصلحة المأمور

 

عدم الإمثتال لأوامر الأبوين في الحالتين C- و D-

يؤدّي إلى مضرّة الإبن

 

مثال آخر

طبيب يأمر المريض بتناول الدّواء

(هذا أمر ليس فيه إكراه و يكبّ في مصلحة المأمور و ليس الآمر)

في هذه الحالة يأمر الطبيب المريض

و يضيف بأنّ هذا الأمر عبارة عن نصيحة للمصلحة

عدم الإمثتال لأوامر الطّبيب

يؤدّي إلى مضرّة و خسارة المريض حصريا و بالتالي ظلم النّفس

 

آخر مثال و هو بيت القصيد

الله يأمر عباده (و ليس عبيده)

بفعل أشياء و تجنّب أشياء أخرى

و يرشدنا إلى ما ينفعنا

هذا أمر ليس فيه إكراه

بل مصلحة العبد حصريا

لأنّ الله غنيّ عنّا

عدم الإمثتال لهذه الأوامر الإلاهية

الّتي هي عبارة عن مواعظ

يؤدّي إلى ظلم النفس و مضرّتها

 و خسارة (الدّنيا و الآخرة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ

لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ

وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ

فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ

لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا

(سورة : 65 - سورة الطلاق, اية : 1)

من لم يمتثل لأوامر الله فقد ظلم نفسه فقط

لأنّها تكبّ في مصلحتنا

أمّا الله فهو غنيّ عن كلّ الخلق

لا يحتاجنا ==> طبّقنا أوامره أم لم نطبّقها

بنفضيل فيصل

 

2- المعجم العربي

 من بين معاني فعل أمر في المنجد

وأَمَرْتُهُ أَمرَه: بما ينبغي له من الخير

أَمَرَ فلاناً: أَشار عليه بأَمر

 

3- الآيات التي تدلّ على أنّ فعل أمر يعني النُّصح للمصلحة أو للمضرّة

recommander

 

حتّى نتمكّن من فهم المقصود

لا بأس من التذكير بفعل

نهى

 

إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ

مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ 

نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ

وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 31)

يظهر جليّا أن النّهي في هذه الآية

عبارة عن نصيحة غير واجبة الإتباع

عادة ما يكون النّهي للمصلحة تفاديّا للمضرّة

الإنسان يبقى حرََّا و غير مُجبرِِ

على الأخذ بعين الإعتبار هذا النّهي 

 

A- الأمر ضدّ النّهي

من أهمّ قواعد تفسير القرآن (التّفسير بالضدّ)

تواجد الكلمة و عكسها في نفس الجملة 

1-

وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 104)

 

2-

 إِنَّ اللَّهَ

يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ

يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 90)  

 

3-

يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 114)

 

4-

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ

يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ

فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 157)

 

5-

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 71)

 

6-

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ

تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 110)  

 

7-

الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ

يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ

وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ

نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 67)

 

B- الأمر يتماشى مع الموعظة

1-

آية في غايى الأهمّية لفهم معنى أمر

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ

بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى

عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ

يَعِظُكُمْ

لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 90)

أمر ضدّ فعل نهى

يأمر الله الناس و يعظهم في نفس الوقت

لن تكون للآية معنى

إلاّ إذا كان معنى فعل أمر هو النّصح للمصلحة

 

2-

قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)

يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ

فَمَاذَا تَأْمُرُونَ؟ (35)

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 34 - 35)  

هل يُعقل أن يطلب فرعون الأمر من الملإ من قومه 

الملوك لا تتلقّى أوامر واجبة التّنفيد و الإتباع

الحلّ الوحيد لهذه المسألة

هو أنّ فعل أمر في هذه الآية يعني المشورة و النّصيحة للمصلحة

و هاته النّصيحة هي ما يبحث عنها في قضية موسى الّتي إستعصت عليه

Qu'est ce que vous me recommandez?

 

3-

أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا

أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ

(سورة : 52 - سورة الطور, اية : 32)

لا تُعطي الأحلام أوامر واجبة الإتباع

إنّما آراء و أفكار توحى في النّوم للمصلحة او للمضرّة 

 

4-

وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ

يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 104)

الدعوة لا تتوافق مع إعطاء الأوامر

 

C- الكتب الإلاهية تحتوي على مواعظ وليس أوامر

1-

وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ

a- مَوْعِظَةً

b- وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ

فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ

وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا

سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 145)

الموعظة لا تنسجم مع فرض الرّأي

 

2-

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ

a- مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ

b- وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ

c- وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 57)

 

3-

هَذَا

a- بَيَانٌ لِلنَّاسِ

b- وَهُدًى

c- وَمَوْعِظَةٌ

لِلْمُتَّقِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 138)

 

4-

وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ

a- آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ

b- وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ

c- وَمَوْعِظَةً

لِلْمُتَّقِينَ

(سورة : 24 - سورة النور, اية : 34)

 

D- هل يعطي الشيطان أوامر؟

1-

يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ

وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 120)

يخبرنا الله بأنّ الشيطان يدعو الناس و لا يأمرهم بضرورة الإتباع

 

2-

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ

إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ

وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ

وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ

دَعَوْتُكُمْ

فَاسْتَجَبْتُمْ لِي

فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ

مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ

إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ

إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 22)  

الشيطان دعا الناس و لم يامرهم مع وجوب الإتباع

 بإعتراف شخصي منه

هذا يعني أنّ فعل أمر في الآيات التالية

لا يمكن أن يكون بفرض الرّأي 

إنّما معناه الدّعوة و إعطاء نصيحة شريرة قصد المضرّة

 

3-

وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ

وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ

وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ

وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 119)  

 

4-

الشَّيْطَانُ

يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ

وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ

وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا

وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 268)

 

5-

إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ

وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 169)

 

 E- نشر المنكر يكون بالدعوة والنصيحة المضلّة

وليس بإعطاء الأوامر

الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ

يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ

وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ

نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 67)

 

F- لا يمكن إعطاء أمر بالبخل لكن يمكن إعطاء نصيحة بالبخل

الَّذِينَ يَبْخَلُونَ

وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ

وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 37)

 

G- لا يمكن إعطاء أمر بالقسط لكن يمكن إعطاء نصيحة بالقسط

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ

وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ

فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 21)

لا يمكن أن نعطي أمرا واجب التنفيذ بالقسط

لكنّنا نعطي نصيحة للمصلحة بالقسط 

  

H- لا يمكن إعطاء أمر بالعدل لكن يمكن إعطاء نصيحة بالعدل

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ

أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ

هَلْ يَسْتَوِي هُوَ

وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 76)

لا يمكن أن نعطي أمرا واجب التنفيذ بالعدل

لكنّنا نعطي نصيحة للمصلحة بالعدل

 

I- لا يمكن إعطاء أمر بالبرّ لكن يمكن إعطاء نصيحة بالبرّ

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ

وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 44)

لا يمكن أن نعطي أمرا واجب التنفيذ بالبرّ

لكنّنا نعطي نصيحة للمصلحة بالبرّ

 

J- لا يمكن إعطاء أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس لكن نُعطي موعظة للمصلحة بكلّ ذلك

لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ

إِلَّا مَنْ أَمَرَ

بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 114)

 

K- مثال لأَمْرِِ في القرآن

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ

وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ

وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ

بِأَمْرِهِمْ هَذَا

وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

(سورة : 12 - سورة يوسف, اية : 15)  

وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ 

أَمْرِهِمْ هَذَا

الأمر في هذه الآية يعني الإتفاق على شيء ما

يكون الإتفاق عادة

على أحسن موعظة و نصيحة حول موضوع ما

 

4- الأوامر الإلاهية على شكل مواعظ للعبد لمن أراد أن يستقيم

 إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)

لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)

(سورة : 81 - سورة التكوير, اية : 27 - 28)

الأوامر الإلاهية على شكل مواعظ للعبد

لمن أراد أن يستقيم

 

5- الحرام في القرآن موعظة وو صية للمصلحة

 

6- الأوامر إجباريّة تتنافى مع حرّيّة في الإختيار و مع الفطرة التي فطرنا الله عليها

الله غنيّ عن كلّ البشر و لا يحتاجنا

1- لا يعطينا

أوامر واجبة التنفيذ

بل أوامر عبارة عن مواعظ للمصلحة

2- و لا يطبّق علينا عقوبات

لعدم إمتثالنا لهذه الأوامر

الإختبار في الحياة الدّنيا

يمكّن من تصفية البشر و تنقيتهم

و هم ممتلكين حرّيّة الإختيار

لتفادي وقوع نفس شِجار (نزاع) الحياة الأولى

الجنة

مكان يجتمع فيه

الصالحون الّذين علِموا بقيمة السلام

من تجربة الحياة الأولى و الإختبار 

نتيجة عملية التصفية

الشيء الّذي سيُمكّنهم من الحفاظ عليها

جهنّم

مكان يجتمع فيه المجرمون

الّذين إختاروا الإجرام

في كلّ حياة عاشوها إبان الإختبار

 

الجنّة عالم السلام و الحرّية و الطّمأنينة

جهنّم عالم عدم الإستقرار

نتائج طبيعية لقرارات الإنسان و إختياراته

 

جَزَاءً وِفَاقًا

(سورة : 78 - سورة النبأ, اية : 26) 

 جهنّم

جزاء توافقي مع الإجرام الّذي قام به الشّخص في الدّنيا

 

جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا 

(سورة : 78 - سورة النبأ, اية : 36) 

الجنّة

بنفضيل فيصل

 

- هناك ملحدون لا يؤمنون بالله

لكنّهم يعملون الحسنات أكثر من ملايين المسلمين

- و هناك ملحدون لا يؤمنون بالله

و يعملون من السيّئات ما يندى له الجبين

الحسنة و السيّئة متعلّقان ب:

a- حرّيّة الإختيار (تتنافى مع مبدأ الإجبار) 

مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ

وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ

وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 79)

b-  و الفطرة الّتي فطرنا الله عليها

 

 

خاتمة

الطّاعة هي إتباع شخص حيّ بإقتناع

الأمر هو إعطاء موعظة للمصلحة

في كلتا الحالتين لا يوجد إجبار و إكراه

 

لأننا نرجو العيش بوجه واحد فإننا

1- نكافح من أجل إلغاء أحكام الردة

حتى لا يضطرّ اللاّدينيون بيننا إلى العيش بوجهين

2- نكافح من أجل إلغاء تجريم العلاقات الرضائية

حتى لا يضطرّ العاشقون بيننا إلى العيش بوجهين

3- نكافح من أجل إلغاء تجريم العلاقات المثلية

حتى لا يضطر المثليون بيننا إلى العيش بوجهين

4- نكافح من أجل إلغاء تجريم إفطار رمضان

حتى لا يضطر المفطرون بيننا إلى العيش بوجهين

أي نعم، ما أشق العيش بوجهين، وما أشقاه على الإنسان.

سعيد ناشيد