آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

يتيم

معنى اليتيم حسب  المعجم

1- من فقد أباه ولم يبلغ مبلغ الرّجال 

و إذا بلغ النّكاح يفقد لقب يتيم

 

2- اليُتْمُ: الانفرادُ

واليَتيم: الفَرْدُ

 delessé - seul

.sans famille et sans amis sur qui compter...

 

التعريف الأوّل 

هو الّذي أخد به الفقهاء على حساب الثاني 

لأنّ الثقافة السائدة في ذلك العصر ثقافة ذكورية بإمتياز

و تجعل من الطّفل البالغ راشدا مهما كانت حالته

نظرا  للظروف الصّعبة في ذلك الزّمان 

زيادة على أنّ الحرب شرّدت عائلات كثيرة بترك الأمهات  بدون عائل و أولادهنّ بدون أب 

يعتبر تعريفا محدودا و يحرم فئات كثيرة من الرّعاية و الخير و الإنفاق

 

سأعطي أمثلة لأبيّن بأنّ التعريف الأوّل غير عادل

a- حسب كتب التراث نعتبر أنّ هناك عائلتين بنفس عدد الأفراد و نفس المكانة الإجتماعية

العائلة الأولى يصرف فيها الأب, إذا مات فإنّ الأولاد يعتبرون أيتاما

والعائلة الثانية تصرف فيها الأمّ, إذا ماتت فإنّ الأولاد لا يعتبرون أيتاما 

هذا يعني أن الأولاد فاقدي الأب أولى بالرّعاية من الأولاد فاقدي الأمّ 

ليس هناك منطق و عدل في هذه الحالة 

 

b- ولد عمره 9 سنين بصحّة تامّة فقد أباه يعتبر يتيما

شاب عمره 15 سنة بالغ لكنّه مريض بقصور عقلي

إذا فقد أباه لا يعتبر يتيما مع أنّه أحقّ بالرّعاية من الطّفل ذو 9 سنين

ليس هناك منطق و عدل في هذه الحالة 

 

التعريف الثاني

يعتبر أكثر عدلا و رحمة من التعريف الأوّل و الآية التالية تناصره

وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ

فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا

فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا

وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 6)

فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا (فقد صفة اليتم)

 فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا

لكن إن لم تأنسوا منهم رشدا فلا تدفعوا لهم أموالهم

و بالتالي إعتنوا بهم ماداموا غير راشدين (يحتفظ بصفة اليتم إلى أن يصبح راشدا)

المتخلّف عقليا يبقى يتيما حتّى موته

 

اليتيم هو كلّ شخص غير راشد لا يستطيع التصرّف بالمال

و يحتاج إلى الرّعاية مهما كان سنّه

 مقال مقتبس من أفكار الباحثة مجد خلف مشكورة