قضية الخضر
محاولة للتفسير
تفسير أوّلي في إنتظار تفسير شامل و كامل
مقدّمة
1- قضيّة قتل الغلام
2- قضيّة إقامة الجدار و الكنز
3- قضيّة السفينة
مقدّمة
أولا
لم ترد كلمة طفل في القصة
ثانيا
لم يرد اسم الخضر
في أي مكان من القرآن
(سأستعمل هذا الإسم من باب تسهيل الفهم فقط
و ليس من باب التأكيد)
ثالثا
قصص القرآن
لا تُفهم بناءا على الإنطباع المسبق
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا
آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 65)
الخُضر عبد من عباد الله
آتاه الله رحمة و علّمه علما
1- قضيّة قتل الغلام
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ
فَخَشِينَا
أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)
فَأَرَدْنَا
أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 80 - 81)
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا
فَقَتَلَهُ
قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً
بِغَيْرِ نَفْسٍ
لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 74)
أَقَتَلْتَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ
و ليس
أَقَتَلْتَ نَفْسًا بِنَفْسٍ
1-
a- ==> الإذلال والإخضاع و التضييق
القتل عند ابن فارس، هو الإذلال والإماتة
b- ==> منع حركة الطّرف الآخر
القتل معناه إنهآء شيء
و السياق هو الّذي يُحدِّد المراد
فهذا الشيء قد يكون ماديا كقتل النفس
أو شيء معنوي كقتل العقل المذكور في قوله تعالى
إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ
فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)
ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
(سورة : 74 - سورة المدثر, اية : 19 - 20)
لا يوجد شخص على وجه الأرض
يمكن أن يُقتل مرّتين قتلا مادّيا - جسديا
الإماتة، أو إزهاق النفس
حالة خاصة من حالات القتل!!!!
2-
a- الغلام هو الخادم
b- الغلام هو من بلغ الحلم (البلوغ)
ليلى الأخيلية وصفت الحجاج بقولها
شفآها من الدآء الذي بها " غلامٌ " إذا هز القناة سقاها
c- معنى غلام عند العرب والغلام في اللغة تطلق على
- الصغير الذي لم يبلغ
- وعلى الكبير البالغ
ويؤكد ذلك لسان العرب
إذ قَالَ الْأَزْهَرِيّ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْمَوْلُودِ حِينَ يُولَدُ ذَكَرًا غُلَامٌ
وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لِلْكَهْلِ غُلَامٌ وَهُوَ فَاشٍ فِي كَلَامِهِمْ.
(المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ) الجزء : 2 صفحة : 452
من خلال لسان العرب نستنتج أن الغلام تطلق على الصغير والكبير
وجميعنا نعلم أن الأطفال غير مكلفين إلا بعد البلوغ
أي نستنتج أن المقصود بالغلام هو الرجل البالغ
3-
ضمير ( فخشينا ) (أردنا) يعود على " الخضر " و الناس
و لا يمكن أن يعود ضمير ( فخشينا ) على " الخضر " و الله
لأن الله تعالى لا يخشى أحد
خشي الخضر و الناس
من بطش الغلام (البالغ) الطّاغية المتكبّر
فلمّا
لَقيَاهْ
و هذا يدل على أنهم كانوا يبحثون عنه
1- إحتمال أوّل ==> قُتِل الغلام (حسب ما وجدنا عليه آباءنا)
الكفر ليس بدافع لقتل الشخص
و إلاّ لساد قانون الغابة
زيادة على أنّه لا حقّ لأحد
أن يتدخّل في الإختبار الإلاهي !!!!!!!
a- هل كانت هناك محاكمة قبل ذلك (الله أعلم)؟
b- قام الخضر بالتنفيذ من أمره و أمر الناس
و ليس من أمر الله
==> فَخَشِينَا - فَأَرَدْنَا
2- إحتمال ثاني ==> قُتِل الغلام فبُدّل
و تعني بُدّلت أخلاقه و معاملاته بخير مما كان عليه
قتله ==> أنهى حالة الطغيان التي كانت به
(إكتشاف لمعنى بدل للباحثة Samia Mokhtar )
فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
==> خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا
يبدلهما و ليس يستبدلهما
لم يتمّ إستبدال الغلام بإبن آخر
و لكن تمّ تبديل الغلام في أخلاقه و معاملاته
فأصبح أكثر زكاة و رحمة
ملاحظة
أي فعل يسبقه (إست)
هو فعل يحتاج لعامل خارجي مساعد
يعني استعين بشيء
استعفاف ==> استعمال أدوات خارجية لتحقيق العفة .
استكبر ==> عنده ما يساعده لتحقيق فعل التكبر.
وهكذا ...
2- قضيّة إقامة الجدار و الكنز
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ
اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا
فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ
فَأَقَامَهُ
قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 77)
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا
أَبُوهُمَا صَالِحًا
فَأَرَادَ رَبُّكَ
أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ
وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 82)
(أراد أبوهما رَبَّكَ تبدو لي منطقيّة أكثر
لأنّ كلّ ما فعله الخضر فعله عن أمره و ليس أمرا من الله)
لم يستضفه أحد من القرية إلاّ الأب الصالح الّذي إستضافهما
و في المقابل أقام له الجدار حماية لكنز اليتيمين من الامّ
وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
كلّ ما فعله الخضر
من قراراته الشخصية
3- قضيّة السفينة
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ
خَرَقَهَا
قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا
لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 71)
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ
فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا
وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 79)
أما في خرق السفينة فقال
( خرقها )( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)
و هذا يدل على أنه هو من إتخذ قرار خرق السفينة
و هي لا تزال في الشاطىء حتى لا تُبحر
خوفاً عليها من القراصنة كانوا يأخذون كل سفينة غصبا
منقول بتصرّف كبير جدّا جدّا جدّا عن حسين عليّ