عاشوراء
1- بعاشوراء
1-
يحتفل السنيون
لأنّ الله نجّى النبيّ موسى و اليهود
و يحزن الشيعيون
لمقتل حفيد الرسول الحسين إبن عليّ بن أبي طالب
على يد الأمويين
2-
يصوم السنيون
لأنّ الله نجّى النبيّ موسى و اليهود
و لا يصومون ابتهاجاً
بذكرى نجاة رسولنا من القتل في مكة مثلاً
2- معلومات متنوعة
A-
أولا
تقديس يوم عاشوراء هو بدعة أموية ناصبية لتعظيم يوم مقتل الإمام الحسين بن علي
وهو اليوم الموافق لقتل الإمام وعائلته في كربلاء.
ثانيا
الأمر بصيام اليوم كان من فقهاء بني أمية
اخترعوا الأحاديث ونسبوها للنبي
ومن ضمنها حديث تاسوعاء وأنه اليوم الذي نجى فيه موسى من فرعون..كل هذه اختراعات بني أمية..
ثالثا
أحاديث عاشوراء مضطربة جدا ومتناقضة مع نفسها
فمرة تقول الأحاديث أن النبي صامه في مكة
وأحاديث تقول أول مرة صامه في المدينة..
وهذا يعني أن اختراع هذه الأحاديث ظل على فترات متباعدة حيث لم يدر الوضّاعون ما كتبوا.
رابعا
لا توجد فضائل لأيام على أخرى إلا بنص قطعي الثبوت والدلالة
وأحاديث عاشوراء كلها خبر آحاد ظنية الثبوت ولاضطرابها أصبحت ظنية الدلالة
يعني يستحيل معرفة ماذا تريد هذه النصوص وهل هي صادقة أم لا..
خامسا
على فرض صدق هذه الأحاديث
فاليوم الذي صامه اليهود كان بتقويمهم اليهودي المخالف للتقويم الإسلامي المعتمد بهجرة الرسول وهو العاشر من محرم
يعني لا يعدو كونه التقاء صدفة بين تقويمين.
الخلاصة
لا يوجد شيء اسمه صيام عاشوراء
هذا اختراع أموي لتعظيم انتصار يزيد بن معاوية على ثورة الإمام الحسين
والأفضل في هذا اليوم ذكر محاسن ومساوئ الثورات
واستذكار الظلم وأهله دون أي انحراف نفسي وعقلي ومادي
منقول عن الباحث سامح عسكر
B-
عرف التراث الإسلامي الخلاف في موعد وحكم عاشوراء..
1- من حيث الحكمة فهو اليوم الذي نجى فيه الله موسى من فرعون
أو اليوم الذي ركب فيه نوح السفينة
وأخيرا هو اليوم الذي تاب فيه الله على آدم..
والاختلاف دليل على الاختلاق على أصل غير معلوم ومؤكد..
2- أما من حيث الموعد فقالوا هو في شهر محرم
ومرة في شهر رجب عن قتادة
وأول رمضان عن ابن عباس.
الادعاء الأول خلط فيه الراوي بين عيد الغفران وعيد الفصح اليهوديين
لأن توقيت عاشوراء يوم 10 محرم بالتوقيت الهجري
جاء مرافقا لعيد الغفران اليهودي قبل إلغاء النسئ في عهد عمر بن الخطاب
أما عيد الفصح فهو الذي نجى الله فيه موسى من فرعون حسب التوراه...
وهذا الخلط لم ينتبه له كثير من الدارسين للتراث
لاعتقادهم بأن الفصح اليهودي هو المسيحي المعروف بعيد القيامة..
وبتوضيح أكثر..فالتقويم اليهودي قمري مثل العربي القديم (قبل إلغاء شهر النسئ)
لأصول تعود لتقديس شعوب هذه المنطقة الإله "سين" إله القمر في حضارة الساميين القدماء
فكانت السنة تبدأ في المحرم العربي بينما تبدأ السنة في تشرين اليهودي (شهر أكتوبر)
فيصبح بالتالي يوم 10 محرم العربي هو يوم 10 أكتوبر اليهودي..
وعيد الغفران كان في اليوم العاشر من بدء السنة اليهودية..
الرواه المسلمين كتّر خيرهم نقلوا الاحتفال بعيد الغفران لكي يكون إسلاميا صرفا
وادعوا هذه الادعاءات فوق أنه عيد للنبي نوح ومرة لآدم ومرة لموسى
وفي مرة من المرات فكر أحد الرواه وخرج بقرار عبقري ينم عن ذكاء خارق
وهو أن عاشوراء هو الذي نجى الله فيه موسى..
وهو لا يعلم أن عاشوراء القديم كان بعد عيد الفصح ب 6 أشهر..
ونجاة موسى من فرعون كانت في بداية فصل الربيع بمنتصف العام لليهود..
حتى عندما روى المحدثين أن عاشوراء هو (كفارة لسنة ماضية)
أي يغفر ذنوب العام الماضي مأخوذ من شريعة اليهود بأن صيام يوم الغفران/ كيبور يغفر ذنوب العام الماضي
ليبدأ اليهودي عامه الجديد على طهارة..
ومن إسمه يظهر (غفران) وبالتالي نربط فورا بين ثواب صيامه في اليهودية والسُنة معا..
مع العلم بأن فتوى ابن عباس بأن عاشوراء هو أول رمضان مرهون بنقصان شهر شعبان ليكون 29 يوم..
وهو نفس عدد أيام الشهر الأخير في السنة اليهودية (أيلول/ سبتمبر) في السنة اليهودية..
أن تسمية عاشوراء لا علاقة لها بيوم العاشر من السنة العربية أو اليهودية
بل بالإلهة عشتار، ربة الخير والنماء عند الساميين القدماء
وأسطورتها أنها كانت (تبكي وتولول) على زوجها الإله تموز بعد موته في شهر (أيلول) وهو آخر شهور السنة العبرية
فتسمية اليوم بعاشوراء كان لجذور من أديان قديمة
على الأرجح من الدولة البابلية التي كانت تستعمل نفس التقويم العربي واليهودي ، سنة قمرية بإضافة شهر نسئ..
وأيا كانت التسمية ومصدرها فعاشوراء هو طقس ديني لشعوب الشرق الأوسط منذ آلاف السنين
الفارق أنه تطور حسب الديانة وورث الناس معتقداته حسب ظروفهم السياسية
من ذلك أن استشهاد الإمام الحسين حدث في ذلك اليوم
فاتخذه الشيعة مأتم وطقوس للحزن واللطم..إلخ
وعندي أن ذلك قد يكون له علاقة بأسطورة عشتار وتموز
لأن البابليين كانوا يفعلون نفس الشئ وفي نفس اليوم
أما السنة فاتخذوه عيدا وعظّموا منه لأسباب سياسية أيضا
خاصة بمقتل الحسين على أيدي الأمويين
والدارس لروايات عاشوراء في كتب السنة يجد جزء كبير منها عن معاوية
ومحدثين عُرِفوا بالانحياز الأموي أو عملهم في بلاط الخلفاء.
C-
أوّل الادعاءات التي قامت عليها خرافة صيام عاشوراء هي انه يوم كانت العرب تصومه في الجاهلية كما ورد في حديث عائشة الذي ورد في صحيح البخاري - كتاب الصيام - باب صوم يوم عاشوراء طبعة دار ابن كثير – الطبعة الاولى سنة 2002 ، الحديث رقم 2002 ــ ( حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسْلمةَ عن مالكٍ عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيهِ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: كان يوم عاشوراءَ تصومُه قُريشٌ في الجاهلية. وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُه في الجاهليةِ، فلما قَدِمَ المدينةَ صامَهُ وأمَرَ بصِيامهِ، فلما فُرِضَ رمضانُ تَرَكَ يومَ عاشُوراءَ، فَمنْ شاءَ صامَهُ ومَن شاءَ ترَكه) . وكذلك حديث عائشة الذي ورد في صحيح مسلم - كتاب الصيام - باب صوم يوم عاشوراء الحديث رقم 1125 (حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن نمير عن هشام بهذا الإسناد ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه وقال في آخر الحديث وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم كرواية جرير. 1125 حدثني عمرو الناقد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن يوم عاشوراء كان يصام في الجاهلية فلما جاء الإسلام من شاء صامه ومن شاء تركه.1125 - حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا عن الليث بن سعد قال ابن رمح أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن عراكا أخبره أن عروة أخبره أن عائشة أخبرته أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره ) وحديث ابن عمر رقم 1126 (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير واللفظ له حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع أخبرني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه وحدثناه محمد بن المثنى وزهير بن حرب قالا حدثنا يحيى وهو القطان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة كلاهما عن عبيد الله بمثله في هذا الإسناد . 1126 وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما يصومه أهل الجاهلية فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن كره فليدعه. 1126 حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن الوليد يعني ابن كثير حدثني نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم عاشوراء إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية فمن أحب أن يصومه فليصمه ومن أحب أن يتركه فليتركه وكان عبد الله رضي الله عنه لا يصومه إلا أن يوافق صيامه وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا أبو مالك عبيد الله بن الأخنس أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم صوم يوم عاشوراء فذكر مثل حديث الليث بن سعد سواء.
نلاحظ في هذه الروايات اولا ان البخاري يجزم انها مسندة الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما مسلم ففي بعض الاحاديث يشير الى انها مسندة الى عائشة او ابن عمر دون اسنادها الى الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم . ثانيا انها تشير الى ان قريش كانت تصوم هذا اليوم وان الرسول صام اليوم اتباعا لسنة الجاهلية قبل الرسالة . ثالثا ان لا البخاري ولا مسلم لم يبينا ما هو الشهر الذي كانت قريش تصوم يوم العاشر منه لان العرب كانت لها اسماء للاشهر تختلف عن اسماء الاشهر بعد الاسلام وكذلك كان ترتيبها مختلف حيث ان البيروني يقول " ويوجد للشهور العربية أسماء أخرى قد كان أوائلهم يدعونها بها، وهي هذه: المؤتمر، ناجر، خوان، صوان، حَنْتَم، زبّاء، الأصم، عادل، نافق، واغل، هواع، بُرَك وقال ابن دريد: " المؤتمر المحرم، وناجر صفر، وخوان ربيع الأول، وقالوا خوان، وبصان ربيع الآخر، وقيل خوان يوم من أيام الأسبوع من اللغة الأولى، والحنين جمادى الأولى، ويسمى كذلك شيبان، وقيل هو كانون الأول، وربى جمادى الآخرة، ويسمى ملحان، وقيل هو كانون الثاني وسميا شيبان وملحان لبياض الثلج فيهما، شبها بالشيب والملح. والأصم رجب، وعاذل شعبان، وناتق رمضان، ووعل شوال، وورنة ذو القعدة، وبرك ذو الحجة. وللمسعودي رواية تقول: " وكانوا يسمون الشهور المحرم ناتق، وصفر ثقيل، ثم طليق، ناجر، سماح، أمنح، أحلك، كسع، زاهر، بزط، حرف، نعس وهو ذو الحجة ". وقيل " وكانوا يسمون الشهر المحرم ناتق، صفر ثقيل، طاليق، ناجر، أسلخ، أميح، أحلك، كسع، زاهر، برك، حرف أو نعس وهو ذو الحجة ". وهناك رواية ابن الكلبي، تقول: " كانت عاد تسمي المحرم مؤتمرا، وصفرا ناجرا، وربيعا الأول خوانا، وربيعا الآخر بصانا، وجمادى الأولى ربى، وجمادى الاخرة حنينا، ورجب الأصم، وشعبان عاذلا، ورمضان ناتقا، وشوالا وعلا، وذا القعدة ورنة، وذا الحجة برك . وذكر البيروني أن ثمودا كانوا يسمون الشهور بأسماء أخر، وهي: موجب وهو ( المحرم )، ثم موجر ( صفر )، مورد ( ربيع الأول )، ملزم (ربيع الثاني )، مصدر ( جمادى الأولى ) هوبر ( جمادى الثانية )، هوبل ( رجب )، موهاء ( شعبان )، ديمر ( رمضان )، دابر ( شوال )، حيفل ( ذو القعدة )، مسبل ( ذو الحجة ). قال وإنهم كانوا يبتدئون بها من ديمر، وهو شهر رمضان . بالاضافة الى ذلك فان الدكتور سعدي أبو جيب ذكر في كتابه (القاموس الفقهي) اصدار دار الفكر دمشق – سورية في الصفحة 251 ذكر ان (عاشوراء : اليوم العاشر من شهر المحرم عند جماهير العلماء وهو إسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية) . رابعا اذا اخذنا بصحة هذه الاحاديث فهذا يتضارب مع الادعاء الثاني الذي قامت عليه تلك الخرافة وهو ان الرسول اخذ صيام عاشوراء من اليهود .
بالنسبة للادعاء ان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخذ صيام عاشوراء عن اليهود كما ورد في صحيح البخاري الحديث رقم 2004 ـ ( حدَّثنا زِيادُ بن أيوبَ حدَّثَنا هُشيمٌ حدَّثنا أبو بشرٍ عن سعيد بن جُبير عنِ ابن عباسٍ رضي اللّهُ عنهما قال: لما قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسُئلوا عن ذلك فقالوا: هذا اليومُ الذي أظفرَ اللّهُ فيه موسىٰ وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومُه تعظيماً له، فقال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسىٰ منكم. ثم أمر بصومه) . والحديث رقم 2005 ــ (حدّثنا عليُّ بنُ عبدِ الله حدَّثَنا أبو أُسامةَ عن أبي عُمَيسٍ عن قَيسِ بنِ مُسْلمٍ عن طارقِ بنِ شهابٍ عن أبي موسى رضيَ الله عنهُ قال: «كان يومُ عاشوراءَ تَعُدُّهُ اليهودُ عِيداً، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: فصوموهُ أنتم ) . ومن صحيح مسلم الحديث رقم 1130 (حدثني ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه).
وفي هذا الادعاء يجعل من اليهود معلمين للرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهو لم يكن يعلم بان هذا اليوم (العاشر من محرم ) هو اليوم الذي نجى الله به موسى من فرعون . ثانيا ان هذه الاحاديث اذا افترضنا صحتها تضرب الاحاديث الاولى التي تقول ان قريش كانوا يصومون العاشر من محرم وصامه الرسول اتباعا لقريش . ثالثا ان كل من البخاري ومسلم لم يشرحا لنا كيف تطابقت السنة الهجرية التي تقوم على دورة القمر مع التقويم العبري الذي يقوم على اساس اجتماع دورة الاشهر القمرية ودورة السنة الشمسية كما اشار الى ذلك ابن تيمية ( وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الشَّرَائِعَ قَبْلَنَا أَيْضًا إنَّمَا عَلَّقَتْ الْأَحْكَامَ بِالْأَهِلَّةِ وَإِنَّمَا بَدَّلَ مَنْ بَدَّلَ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ كَمَا يَفْعَلُهُ الْيَهُود فِي اجْتِمَاعِ الْقُرْصَيْنِ، وَفِي جَعْلِ بَعْضِ أَعْيَادِهَا بِحِسَابِ السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ، وَكَمَا تَفْعَلُهُ النَّصَارَى فِي صَوْمِهَا حَيْثُ تُرَاعِي الِاجْتِمَاعَ الْقَرِيبَ مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ وَتَجْعَلُ سَائِرَ أَعْيَادِهَا دَائِرَةً عَلَى السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ بِحَسَبِ الْحَوَادِثِ الَّتِي كَانَتْ لِلْمَسِيحِ . وكذلك اشار ابن عثيمين الى ذلك في في مجموع فتاواه بقوله ( وقد روى غير واحد من أهل العلم أن أهل الكتابين قبلنا إنما أمروا بالرؤية أيضاً في صومهم وعبادتهم، ولكنهم بدلوا ) . حيث ان الاشهر العبرية هي : تشْري، حشفان، كسلف، طيفيت ، شفاط، ادار ، نيسان ، أيار، سيفان، تموز، آف، أيلول. تتكون الأشهر من 30 و 29 يومًا بالتبادل. في خلال كل 19 عامًا، يضاف شهر إضافي قوامه 29 يومًا سبع مرات بين شهري أدار ونيسان، ويطلق على هذا الشهر اسم أدارالف. وفي الوقت ذاته يصبح أدار 30 يومًا بدلاً من 29 يومًا. رابعا ان الصوم الوحيد المفروض على اليهود في التوراه هو صيام يوم كيبور، يوم هاكيپبوريم أو عيد الغفران وهو اليوم العاشر من شهر (تشريه) وهو أول الشهور في سنتهم المدنية وإن كان سابعها في سنتهم الدينية، لأن سنتهم الدينية تبدأ بشهر نيسان ويسمى هذا اليوم عندهم يوم (عاشور) لوقوعه في العاشر من الشهر ويخصص للصلاة والصيام فقط وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية. ويوم كيبور مذكور في سفر اللاويين الاصحاح 16، 29-34 (ويكون لكم فريضة دهرية - أنّكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون نفوسكم وكل عمل لا تعملون، الوطني والغريب النازل في وسطكم. لأنه في هذا اليوم يكفَّر عنكم لتطهيركم من جميع خطاياكم - أمام الرب تطهرون. سبت عطلة هو لكم وتذللون نفوسكم - فريضة دهرية. ويكفر الكاهن الذي يمسحه ، والذي يملأ يده للكهانة عوضا عن أبيه، يلبس ثياب الكتان الثياب المقدسة. ويكفر عن مقدس القدس، وعن خيمة الاجتماع والمذبح يكفّر، وعن الكهنة وكل شعب الجماعة يكفّر. وتكون هذه لكم فريضة دهرية للتكفير عن بني إسرائيل من جميع خطاياهم مرة في السنة، ففعل كما أمر الرب موسى) . مما تقدم يتضح ان الصوم في العاشوراء اليهودي ليس له علاقة بنجاة موسى من فرعون . ولو رجعنا الى التوراة لوجدنا ان يوم نجاة موسى من فرعون يسمى (عيد الفصح ) المذكور في سفر الخروج اصحاح 13 ، 3-10 (ةوقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا ولا يؤكل خمير. اليوم أنتم خارجون في شهر أبيب ويكون متى أدخلك الرب أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والحويين واليبوسيين التي حلف لابائك أن يعطيك أرضاً تفيض لبناً وعسلاً أنك تصنع هذه الخدمة في هذا الشهر. سبعة أيام تأكل فطيراً وفي اليوم السابع عيد للرب. فطير يؤكل السبعة الأيام ولا يرى عندك مختمر ولا يرى عندك خمير في جميع تخومك. وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلا من أجل ما صنع إلي الرب حين اخرجني من مصر. ويكون لك علامة على يدك وتذكاراً بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك لانه بيد قوية أخرجك الرب من مصر. فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة ) وفيه يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافقة بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية، وتعرض تفاصيل منهاج الصلوات والطقوس وتطرح في هذه الليلة أسئلة عن العيد وأجوبة يغنيها جميع أفراد العائلة وهي عبارة عن واجبهم لسرد قصة الخروج لأبناء الأجيال القادمة.
بمراجعة الحسابات الفلكية نجد ان الرسول من الثابت انه وصل الى المدينة في هجرته يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول الموافق 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية وكان هذا اليوم يوافق اليوم السابع من شهر تشرى العبري سنة 4383 العبرية ولم يشرح لنا من وضعوا خرافة صيام العاشر من محرم كيف تحول الثامن من ربيع الاول الى العاشر من المحرم .
اذا رجعنا الى الحديث الذي رواه البخاري برقم 2003 ــ (حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلَمةَ عن مالكٍ عنِ ابن شِهابٍ عن حُمَيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ أنهُ سمعَ معاويةَ بنَ أبي سُفيانَ رضيَ الله عنهما يومَ عاشُوراءَ عامَ حَجَّ على المِنبَرِ يقولُ: يا أهلَ المدينةِ، أينَ عُلمَاؤكم؟ سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يومُ عاشوراءَ، ولم يَكتُبِ اللهُ عليكم صِيامَه، وأنا صائمٌ، فمن شاءَ فلْيَصُمْ ومَن شاءَ فلْيُفطِر) . فمن خلال سياق الحديث يتبين ان اهل المدينة وفيها الصخابة الاوائل الذين عاشوا مع الرسول اكثر مما عاشه معاويه لم يسمعوا بصيام عاشوراء ختى ذكره لهم معاوية في ايام خلافته .
اذا رجعنا الى الحديث الذي رواه البخاري برقم 2000 ــ ( حدّثنا أبو عاصم عن عُمرَ بنِ محمدٍ عن سالمٍ عن أبيهِ رضيَ اللهُ عنهُ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يومَ عاشوراء إن شاءَ صامَ ) . والاحاديث التي وردت في صحيح مسلم بالرقم 1127 ـ (وحدّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا إِسْحَـٰقُ بْنُ مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ: دَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ. وَهُوَ يَأْكُلُ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَـٰنِ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ. فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ، تُرِكَ. فَإِنْ كُنْتَ مُفْطِرَاً فَاطْعَمْ) . والحدبث رقم 1128 ــ ( حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ مُوسَىٰ. أَخْبَرَنَا شَيْبَان عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللّهُ عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ. وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ. فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ، لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا، وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ) . يتبين ان الصيام اصبح متروكا من قبل الرسول والصحابة . وهنا تبرز مشكلة ثانية وهي ان صيام رمضان قد فرض في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة كما ورد في كتاب المجموع شرح المهذب ليحيى بن شرف النووي محي الدين أبو زكريا تحقيق محمد نجيب المطيعي ، الجزء السادس ، الصفحة 251 ، طبعة مكتبة الارشاد في السعودية ، (صام رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان تسع سنين ، لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة) . واذا تذكرنا ان الرسول وصل المدينة في ربيع الاول فهذا معناه ان الرسول صام عاشوراء مرة واحدة وبعد ذلك لم يامر ولم ينهى ولم يحث على صيام العاشر من محرم
ذكر محمد ناصر الدين الالباني في كتابه ( تمام المنة في التعليق على فقه السنة ) نقلا عن المناوي قوله (عن المجد اللغوي أنه قال: "ما يروى في فضل صوم يوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والإدهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه ) وقد ذكر نفس الاستشهاد ابراهيم ابو شادي في كتاب ( الإختيارات الفقهية للإمام الألباني) ، طبعة الغد الجديد ، سنة 2006 ، الصفحة 220 . وهذا رد على كل من يدعي ان صيام العاشر من المحرم سنة عن الرسول .
مما تقدم نستنتج ان صيام العاشر من محرم لم يرد فرضه في القران الكريم بل ورد في الاحاديث المدونة في كتب (الصحاح) . ان صيام العاشر من محرم لاعلاقة له بنجاة موسى من فرعون لان اليهودلايصومون في عيد الفصح بل يكون صيامهم في يوم كيبور الذي هو للتكفير عن الذنوب وليس احتفالا بنجاة موسى من فرعون والذي يتم الاحتفال به وليس الصيام في عيد الفصح . ان العرب لم تعرف يوم عاشوراء ولا شهر محرم قبل الاسلام . ان الاحاديث تتضارب فيما بينها متنا وكذلك سندا . حتى الاحاديث التي تقول انه مستحب فهي اكدت حقيقة ان الرسول لم يامر ولم ينهى ولم يحث على صيام ذلك اليوم بالتحديد بل اعتبره يوما كاي يوم من ايام الله . ان فرض الصيام كان لاسباب طائفية سياسية كما اوضح ذلك الالباني نقلا عن المجد اللغوي .
بقلم زهير جمعة المالكي