الصوفية
الصّوفية
إن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان، مقام التربية والسلوك، مقام تربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، الذي هو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان،
قال العارف بالله، أحمد بن عجيبة: "مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة.
فالشريعة: تكليف الظواهر. أن تعبده
والطريقة: تصفية الضمائر. أن تقصده
والحقيقة: شهود الحق في تجليات المظاهر. أن تشهده
وقال أيضاً: "مذهب الصوفية:
- أن العمل إذا كان حدّه الجوارح الظاهرة يُسمى مقام الإسلام
- وإذا انتقل لتصفية البواطن بالرياضة والمجاهدة يُسمى مقام الإيمان
- وإذا فتح على العبد بأسرار الحقيقة يُسمى مقام الإحسان.
والإحسان كما تضمنه الحديث بإسم جبريلهو: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج يقولون أنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن و السنة واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فهو علم كعلم الفقه له مذاهبه ومدارسه ومجتهديه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده - كغيره من العلوم - جيلاً بعد جيل حتى جعلوه علما سموه بـ علم التصوف، وعلم التزكية، وعلم الأخلاق، وعلم السلوك، أو علم السالكين إلى الله
انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بفقهاء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل:أحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني،و أبو الحسن الشاذلي،و محي الدين العربي، وشمس التبريزي، وجلال الدين الرومي و النووي و الغزالي كما القادة مثل: صلاح الدين الأيّوبي، ومحمّد الفاتح، و الأمير عبد القادر،و عمر المختار
نتج عن كثرة دخول غير المتعلمين والجهلة في طرق التصوف إلى عدد من الممارسات خاطئة عرّضها في بداية القرن الماضي للهجوم باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات, ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام