آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

العمر الّذي يتوجّب فيه الصيام

لقد وهب الله تعالى العقل للإنسان

 للتمييز بين الأوامر و النّواهي 

الأوامر الإلاهية عبارة عن مواعظ تكبّ في مصلحة الإنسان

لأنّ

الله غنيّ عنّا

و النّواهي عبارة أيضا عن مواعظ

 تساعدنا على تفادي المشاكل في حياتنا

فنجتاز إختبار الحياة بنجاح و بأقلّ الأضرار الممكنة 

 

والإنسان لا يعد مسؤولاً ومكلفاً في الإسلام

إلا إذا بلغ وكمل عقله وأصبح رشيداً.

 

1- الرّشد بالنسبة للعلم و المنطق

و التجربة عبر القرون

هو بلوغ سنّ 18 

 

2- الشدّة و الرّشد حسب القرآن

A- يبدأ الحساب الحقيقي في سنّ الأربعين (الشدّة)

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا

حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا

حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ

وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

قَالَ: رَبِّ أَوْزِعْنِي

1- أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ

2- وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ

3- وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي

إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)

أُولَئِكَ الَّذِينَ

1- نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا

2- وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ

3- فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ

وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)

(سورة : 46 - سورة الأحقاف, اية :15-16)

منح الله الإنسان امتيازًا عظيمًا من خلال هذا الدعاء!

امتيازٌ يتيح له محو جميع السيئات

التي ارتكبها حتى سن الأربعين

ليبدأ بعدها الحساب الحقيقي للحسنات والسيئات

في هذا العمر.

فمن مات قبل بلوغ الأربعين

قد يعترض بحجة أنه لم يُمنح هذه الفرصة الثمينة

لتطهير ذنوبه.

لكن يجب أن نعلم أن الله عادل

ولن يمنح امتيازات تفرّق بين عباده.

 

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ

1- صِدْقًا

2- وَعَدْلًا

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ

وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 115)

قرارات (كلمات) الله

1- تامّة

2- صادقة

3- عادلة

 

B- هل الرّشد

مرتبط بالبلوغ أم بالمقدرة على التعامل

الجيّد مع الناس؟

وَابْتَلُوا الْيَتَامَى

حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ

فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا

فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ .....

(النساء - 6) 

شرط إعطاء المال

من قبل الولي لليتيم في الآية

هو بلوغ سن النكاح

والتأكد من الرشد.

وقد حدّد القرآن الكريم سن الرشد

باعتباره سن اكتمال العقل البشري

وقدرته على الإدراك والاختيار

مما يجعله قادرًا على تحمل تبعات أفعاله وأعماله.

وهذا الرشد المقترن بالتكليف وتحمل المسؤولية

يتحقق عند بلوغ سن 18.

 

3- الرشيد حسب السنّة

الشخص الذي بلغ سن الرشد

هو من أصبح أهلا لتحمل المسؤولية

والتكليف ورعاية الأمانة.

وقد اختلف العلماء والأئمة

في معرفة السن

الذي يصل فيه الإنسان إلى الرشد.

1-

قال ابن حجر

«أجمع العلماء على أن الاحتلام في الرجال والنساء

يُلزَم به العبادات والحدود وسائر الأحكام.

 

 2-

 بينما  يقول الإمام أبو حنيفة

 أن سن البلوغ ثماني عشرة في الذكور

وسبع عشرة سنة في الإناث

وهو المروي عن ابن عباس.

 و أضاف

ينتظر إلى خمس وعشرين سنة

لأن مدة بلوغ الذكر  عنده بسن ثماني عشرة

فإذا زادت عليها سبع سنين

وهي مدة معتبرة

في تغير أحوال الإنسان.

 

3-

وذهب جمهور الفقهاء

وصاحبا أبي حنيفة – أبو يوسف

على أنهما خمس عشرة سنة

في الذكور والإناث جميعاً.

 ويستندون إلى حديث ابن عمر :

 «أن رسول الله عرضه يوم أحد

وهو أربع عشرة سنة فلم يجزه

ثم عرضني يوم الخندق

وأنا ابن خمسة عشرة فأجازني.

قال نافع: تقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة

فحدثته هذا الحديث

فقال: إن هذا الحد بين الصغير والكبير

وكتب إلى عماله

أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة سنة».

 

واتجه كثير من المفسرين

إلى أن المراد بالرشد هو اكتمال العقل

واكتمال العقل يكون بحسن التصرف في الأموال.

لأن كمال البلوغ لا يكفي

كسبب لدفع أموال اليتيم إليه.

 

و تَظهر قدرات العقل بالتصرف الحسن

فيما يزاول الإنسان من أعمال

وبالأخص فيما يتعلق بالأموال.