آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الجاحظ

حكم الجاحظ

أوفى صديق إن خلوت كتابي *** ألهو به إن خانني أصحابي
لا مفشيا سرا إذا أودعته *** و أفوز منه بحكمة صواب

لا مروؤة لكذوب ، و لا ورع لسيء الخلق

الحسد أول خطيئة ظهرت في السموات، وأول معصية حدثت في الأرض

لا تجالس الحمقى فإنه يعلق بك من مجالستهم يوما من الفساد ما يعلق بك من مجالسة العقلاء دهرا من الصلاح فإن الفساد اشد التحاما بالطبائع.

خير الحلال الأدب.

فإذا كان الحٌبّ يُعمِي عن المساوئ فالبُغض أيضاً يُعمِي عن المحاسـنْ

تعرف حماقة الرجل في ثلاث: في كلامه في ما لا يعنيه، وجوابه عما لا يسال عنه، وتهوره في الأمور.

لولا السلطان لأكل الناس بعضهم بعضا، كما انه لولا الراعي لأتت السباع على الماشية.

منْ لمْ ينشطْ لحديثك فارفع عنْه مؤونـة الإستماع منْك

لا تبقى في المكان الذي لا تعرف فيه قيمتك.

الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال لك بكذب.

الشورى بقاح العقل، ورائد الصواب، والمستشير على طرف النجاح

ما رأيت سنانا أنفذ من شماتة الأعداء

الحاكم العادل من لم يعجل بفصل القضاء دون استقصاء حجج الخصماء

إن القرابة يد واحدة على من ناوأهم وسيف واحد على من عاداهم

إن تباغض الأقرباء عارض دخيل وتحابهم واطد أصيل

لا خير فيمن كان خيره محضاً ، وشرٌ منه من كان شره صرفاً

ليس كل صامت عن حجته مبطلا في اعتقاده ، ولا كل ناطق بها لا برهان له محقا في انتحاله

لا أعرف رفيقاً أطوع , ولا معلم أخضع ولا صاحباً أظهر كفاية ولا أقل جناية ولا أقل تصلفاً وتكلفاً من كتاب.

لا يعرِفُ الخطأَ مَنْ يَجهَلُ الصَّوابَ.

الفرزدق زير نساء، ومع ذلك لا نجد له فيهم بيتَ شعر، بينما كان جرير عفيفا لم يعشق إمرأةً قط فمات وهو أغزلَ الناس شعرا ، الأمر هو مجرد لون أدبي يروق لهم، ويجدون أنفسهم به

ما رأيت أحداً يعيب الناس إلا لفضل ما به من العيوب.أوَّلُ العيبِ أَن تعيبَ ما ليس بعَيبٍ

يذهب الحكيم وتبقى كتبه، ويذهب العقل ويبقى أثره.

إن أمر الحُسن أدقُّ وأرقُّ من أن يُدركه كلُّ مَن أبصرَه.

من أرادَ معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما، فإن حقَّ المعنى الشريف اللفظُ الشريف.

 

1) الجاحظ

الجاحظ الكناني هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري  أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. . وفي رسالة الجاحظ اشتهرت عنه حيث مدح فيها نفسه حيث قال: «أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة»

 

كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب عدها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها.

 

نشأة وحياة الجاحظ

ولد في مدينة البصرة نشأ فقيرا، وكان دميما قبيحا جاحظ العينين عرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة، ومن ثم كانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.

 

كانت ولادة الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين سنة 150 هـ وقيل 159 هـ وقيل 163 هـ، وتوفي في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك 12 خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.

 

أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة مؤلف كتاب نقائض جرير والفرزدق، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش[؟] ، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.

 

كان متصلا -بالإضافة لاتصاله للثقافة العربية- بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كحنين بن إسحق وسلمويه، وربما كان يُجيد اللغة الفارسية لأنه دوّن في كتابه المحاسن والأضداد بعض النصوص باللغة الفارسية . توجه إلى بغداد، وفيها تميز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون.

 

نزعة الجاحظ العقليّة

امتازت مدينة البصرة في العصر العباسي بنزعتها العقلية في مختلف الميادين، والتي قامت على تحكيم العقل في الأمور مثل أسطورة أو قول مأثور أو عقيدة أو حتى حقيقة، وتقبُّل ما قد يصل إليه العقل حتى وإن خالف هذا ظنه أو اعتقاده، وكان من الطبيعي أن يتأثر الجاحظ بهذه النزعة خاصة مع قابليته الطبيعية المهيئة لذلك نتيجة للظروف البيئية التي عاشها، فقد كان كثير المطالعة والقراءة، محبّاً للاطلاع على كل علمٍ، فلم يكن يقع بين يديه كتاب إلا قرأه.

 

منهجه العلمي

انتـهج الجاحظُ في كتبه ورسـائله أسلوباً بحثيًا أقلُّ ما يقال فيه إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك لِيُعْرَضَ على النَّقد، ويمرُّ بالاسـتقراء على طريق التَّعميم والشُّـمول بنـزوعٍ واقعيٍّ وعقلانيٍّ، وهو في تجربته وعيانه وسماعه ونقده وشكِّه وتعليله كان يطلع علينا في صورةِ العالم الذي يُعْمِلُ عقله في البحث عن الحقيقة، ولكنه مع ذلك، استطاع برهافة حسِّه أن يصبغ على بحثه صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرافة، يرفُّ بأجنحته المهفهفة رفرفة العاطف الحاني على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني.

 

المؤلفات

صنف الجاحظ ما يقارب 360 مؤلفا في موضوعات متنوعة .

 

صفحة من كتاب الحيوان.

البيان والتبيين في أربعة أجزاء.

كتاب الحيوان في ثمانية أجزاء.

البخلاء.

المحاسن والأضداد.

البرصان والعرجان.

التاج في أخلاق الملوك.

الآمل والمأمول.

التبصرة في التجارة.

البغال.

فضل السودان على البيضان.

كتاب خلق القرآن

كتاب أخلاق الشطار

العديد من الرسائل التي حقق بعضا منها الدكتور عبد السلام هارون وطبعت تحت عنوان (رسائل الجاحظ (كتاب)).

 

كتاب البخلاء

كتاب البخلاء، وهو كتاب ادب وعلم وفكاهة. وهو من أنفس الكتب التي يتنافس فيها الادباء والمؤرخون. فلا نعرف كتابا يقوقه للجاحظ، ظهرت فيه روحه الخفيفة تهز الارواح، وتجتذب النفوس. ولا نعرف كتابا يفوقه للجاحظ، تجلى فيه اسلوبه الفياض، وبيانه الجزل الرصين، وقدرته النادرة، على صياغة النادرة، في اوضح بيان، وادق تعبير، وابرع وصف. ولا نعرف كتابا غيره للجاحظ أو لغيره، وصف الحياة الاجتماعية في صدر الدولة العباسية كما وصف: فقد اطلعنا على اسرار الاسر، ودخائل المنازل، واسمعنا حديث القوم في شؤونهم الخاصة والعامة، وكشف لنا عن كثير من عاداتهم وصفاتهم واحوالهم.

وقد كان الذي يغلب على الظن ان يكون الجاحظ قد كتب (كتاب البخلاء) وهو في سن الشباب، وابان الفتوة، لان هذه السن في الغالب سن العبث والسخرية، والتندر والدعابة، والتفكه بعيوب الناس. ولكنا نقرأ في كتاب البخلاء من الاخبار ما يحملنا على انه كتب الكتاب أو جمعه وهو هرم، يحمل فوق كتفيه اعباء السنين.

والجاحظ يشير في طليعة كتاب البخلاء انه قدمه إلى عظيم من عظماء الدولة، ولكنه لم يبح باسمه. واننا نرجح ان يكون الكتاب كتب لواحد من ثلاثة، هم: محمد ابن عبد الملك الزيات، وزير المعتصم والواثق، لما كان بينه وبين الجاحظ من وثيق الصلة، والفتح بن خاقان وزير المتوكل، لما اثر عن الفتح من الاعجاب بكتب الجاحظ، وحثه على التأليف في مختلف الشؤون، وابن المدبر، وقد كان للجاحظ صديقا حميما.

و قد صور الجاحظ في كتابه البخلاء الذين قابلهم وتعرفهم في بيئته الخاصة خاصة في بلدة مرو عاصمة خراسان، وقد صور الجاحظ البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم واطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا.

ـ وقصص الكتاب مواقف هزلية تربوية قصيرة.

ـ والكتاب دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لهذا الصنف من الناس وهم البخلاء.

ولكتاب البخلاء أهمية علمية حيث يكشف لنا عن نفوس البشر وطبائعهم وسلوكهم علاوة على احتوائه على العديد من أسماء الأعلام والمشاهير والمغمورين وكذلك أسماء البلدان والأماكن وصفات أهلها والعديد من أبيات الشعر والأحاديث والآثار فالكتاب موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية

 

الوفاة

يتحدّث كتّاب السير عن نهايته الحزينة في عام 868 م الموافق لسنة(255) هـ وقد نيف على التسعين سنة. فقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما سقطت الكتب التي أحبّها عليه في البصرة.

 

المراجع

 تاريخ النقد الأدبي عند العرب، الدكتور عبد العزيز عتيق (أستاذ بجامعة بيروت العربية)، دار النهضة العربية للطباعة والنشر - بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ -1986 م،

 

 تاريخ النقد الأدبي عند العرب، الدكتور عبد العزيز عتيق (أستاذ بجامعة بيروت العربية)، دار النهضة العربية للطباعة والنشر - بيروت، الطبعة الرابعة 1406 هـ -1986 م،

 

كتاب سير أعلام النبلاء  الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذهبي

.

 ميخائيل نعيمة, ، www.wikipedia.com

، اطُّلع عليه بتاريخ 3-06-2020، بتصرف

 

الجزيرة، من موقع الجزيرة (بتصرف)

 

(بتصرف)

 

 

 

2) الجاحظ

هو من من كبار أئمّة الأدب فهو إمام الأدباء في العصر العباسي الثاني، وهو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي بالولاء الذي وُلد في البصرة سنة 159هـ بحسب بعض المؤرّخين، وسُمّي بالجاحظ لجحوظ عينيه، كما عمل جمالاً عند عمرو بن قلع الكناني، ومن صفاته أنّه كان حاد الذكاء، ذا جلدٍ وصرامةٍ وقدرةٍ على الكلام، وبديهة ورأي جيِّد، كما كانت له أساليب ومذاهب وآراء في الأدب واللغة خاصة به، ووضع طريقة بالإنشاء عُرفت باسمه، لذا اعتُبر قدوة المنشئين وإمامهم في ذلك العصر مثلما كان ابن المقفع إمامهم في العصر الأول.

ولادة و تسمية الجاحظ 

سمي الجاحظ بهذا الاسم نسب ومولد الجاحظ ينتسب الجاحظ إلى بني كنانة فهو بصريٌّ، وقد نشأ عصامياً معتمداً على نفسه في كسب رزقه، كما أحبّ العلم واللغة والأدب فتعلم على أيدي العلماء البصريين وكان واسع الثقافة والعلم، فجمع مختلف ضروب الثقافة والعلم في زمانه، أما تاريخ ولادته فلم يحدده المؤرخون بدقة، كما أنّه هو نفسه كان لا يعلم ذلك التاريخ، وقد روى ياقوت أنّه وُلد سنة 150هـ مستنداً إلى خبر للجاحظ نفسه الذي جاء فيه: (أنا أسنّ من أبي نواس بسنة، وُلدت في أول سنة خمسين ومائة وهو ولد في آخرها)، لكن ياقوت الرومي لم يضع إسناداً لهذا الخبر، ومن جهةٍ أخرى فإنّ تاريخ ولادة أبي نواس ليس معروفاً، وقد جعل بعض المؤرخين ولادة الجاحظ سنة 150هـ، أو 159هـ، أو 160هـ، أو 163هـ، أو 164هـ، 165هـ، كما جعل أصحاب التراجم أبا يوسف القاضي المتوفي سنة 182هـ أستاذاً للجاحظ في علم الحديث، أما التاريخ الصحيح المعروف هو تاريخ وفاة الجاحظ وهو سنة 255هـ، وقد حسب المؤرخون عمره مستندين على نكتة زعموا أنّه قالها في أواخر حياته جاء فيها: (والأمر في ذلك أنّي قد جزت التسعين)، وفي خبر آخر: (أنا في هذه العلل المتناقضة التي يتخوّف من بعضها التلف وأعظمها ستة وتسعون سنة).

نشأة وحياة الجاحظ

عاش الجاحظ قرابة المئة عام وكان العصر الذي عاش به عصر ازدهارٍ لكافة العلوم العربيّة والإسلاميّة، فقد تبوّأت اللغة العربية مكانة رفيعةً في تلك الفترة، كما نشطت حركة الترجمة والنقل عن الثقافات الأجنبيّة، وقد شهدت الدولة الإسلاميّة أيضًا نهضةً ورقيّاً في كافة ميادين الحياة، ويعود الفضل في ذلك التقدم والازدهار للخلفاء والوزراء، كما انتشرت الأسواق الأدبية التي كانت تُقام فيها حلقات الشعر ويُعرض فيها كلّ جديد في اللغة والأدب مثل سوق المربد.

كان الجاحظ ذكياً جداً وصبوراً على طلب العلم، وقد تتلمذ على أيدي فحول العلم والأدب حينذاك، فقد أخذ اللغة والأدب عن الأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي يزيد الأنصاري، والنحو عن الأخفش، والحديث عن حجاج بن محمد، وأبي يوسف صاحب أبي حنيفة، ثمّ تثقف ثقافة الاعتزال وكان أهم أستاذ له في ذلك النظّام، فكان المعتزلة يهتمون بالاطلاع على الديانات الأخرى ومعرفتها جيداً لأنّهم جعلوا من أنفسهم دعاةً للإسلام، وكانوا يعتقدون أنّ عليهم أن يكونوا على معرفة تامة بدينهم وبالديانات الأخرى، فدرسوا الفلسفة اليونانية لأنّ أعدائهم كانوا قد اتخذوها وسيلةً للدعوة إلى دينهم، لذا درسوا ثقافة أرسطو وما فيها عن علم الحيوان، وصبغوها بطابعهم الديني.

كان الجاحظ شديد الولع بالقراءة والمطالعة، حتى أنّه كان يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها للقراءة والدراسة، وقد اندمج في الحياة الواقعيّة واستفاد منها، وتنوّعت المواضيع التي درسها وكتب فيها، ومنها الحيوانات والنباتات، وقد كان لاندماج الجاحظ في المجتمع واختلاطه بكافة فئاته ومجالسته للأدباء والشعراء والملوك والأمراء الأثر الواضح في تنمية معرفته وزيادة تجاربه.[٢] علم وثقافة الجاحظ كان الجاحظ في بداياته يعيش حياةً بسيطة، فقد نشأ في طبقةٍ اجتماعيةٍ فقيرةٍ مكتسبًا قوته من عمل يديه، ورغم ذلك فهو لم يترك العلم والمطالعة، فكان يعمل ويتعلم في آنٍ واحد، وكان يحضر الدروس في المسجد، ثمّ اتصل بالشيوخ والأئمة آنذاك وأخذ عنهم كما سبق الذكر، كما خالط أعلام الترجمة والكتابة وقرأ ما تيسر له من الكتب المترجمة أيام المنصور والرشيد والبرامكة والمأمون، ومن الجدير بالذكر أنّ المكتبات العامة لم تكن متوفرة في تلك الفترة أي في أواخر القرن الثاني للهجرة، كما كانت الكتب نادرة وغالية جداً، فلم تكن إمكانيات الجاحظ المادية تسمح له بشرائها، لذا كان يحصل عليها عن طريق أساتذته وأصدقائه الذين كانوا يضعون مكتباتهم تحت تصرفه.

اشتملت ثقافة الجاحظ على كافة العلوم المعروفة في عصره، فدرس المنطق والفلسفة والرياضيات والطبيعيات والسياسة والأخلاق والفراسة، وقد أبدع فيها جميعها، وتكوّنت لديه ثقافة متنوعةٍ وغزيرةٍ، وحين ذاك انتقل إلى بغداد ليزيد من معرفته واطلاعه، ثمّ اتصل فيها بالكبار من رجال الدين وعلماء اللغة.

اعتبر الجاحظ من أغزر المؤلفين إنتاجاً، فكتب عن الأدب والشعر والديانات والعقائد، والإمامة والنبوة، والمذاهب الفلسفية، وبحث في السياسة والاقتصاد والأخلاق وطبائع الأشياء، وتكلم عن العصبية وتأثير البيئة، ونظر في العلوم التاريخية، والجغرافية والطبيعة، فكتب في المدن والأمصار والمعادن وجواهر الأرض، والكيمياء والنبات والحيوان، والطب والفلك، والموسيقى والغناء وكتب في الجواري والغلمان، والعشق والنساء، والنرد والشطرنج، وغير ذلك مما يتناول الحياة الاجتماعيّة والأدبيّة والعلمية في عصره وقبل عصره،

أما عن العلماء والشيوخ الذين أخذ عنهم الجاحظ فقد قال في ذلك أبو الحسن الدهماني: (لا ريب أن للجاحظ علماء وشيوخ، أخذ عنهم العلم في شتى فروعه، فقد سمع من الأصمعي وكان كثير الرواية عنه، وأبو عبيدة عمر بن المثنى، وأبي زيد الأنصاري، وأخذ النحو عن أبي الحسن الأخفش، وكان صديقه، وأخذ الكلام عن النظام، ثم إنه تلقف الفصاحة من العرب شفاهةً بالمربد، وكذلك أخذ عن أستاذ الأصمعي خلف الأحمر، الذي اشتهر برواية الشعر ونحله، وكان الجاحظ معجب بخلف كثيراً، رغم أنّه لم يجالسه إلا قليلاً، فقال الجاحظ في ذلك: (لقد جلست إلى أبي عبيدة، والأصمعي ويحيى بن نجيم، وأبي مالك عمرو بن كركره، مع من جالست من رواة البغداديين، فما رأيت أحداً منهم قصد إلى شعر في النسيب فأنشده، وكان خلف يجمع ذلك كله)،

ثمّ إنّ الجاحظ كان قد اكتسب الثقافة اليونانية عن طريق علماء الكلام، وعن طريق مصاحبته لحنين بن إسحق وسلمويه).

نزعة الجاحظ العقليّة

امتازت مدينة البصرة في العصر العباسي بنزعتها العقلية في مختلف الميادين، والتي قامت على تحكيم العقل في الأمور مثل أسطورة أو قول مأثور أو عقيدة أو حتى حقيقة، وتقبُّل ما قد يصل إليه العقل حتى وإن خالف هذا ظنه أو اعتقاده، وكان من الطبيعي أن يتأثر الجاحظ بهذه النزعة خاصة مع قابليته الطبيعية المهيئة لذلك نتيجة للظروف البيئية التي عاشها، فقد كان كثير المطالعة والقراءة، محبّاً للاطلاع على كل علمٍ، فلم يكن يقع بين يديه كتاب إلا قرأه.

أبرز مؤلّفات الجاحظ

كتب الجاحظ في كافة العلوم وفنون الأدب المعروفة في زمانه، كما أنّ كتبه تجمع بين العلم والفائدة والبراعة في التعبير وسحر البلاغة في الأسلوب، كما يجد القارئ متعة في قراءتها لما فيها من تشويق ونوادر وسخرية، ويقال إنّ الجاحظ هو أول من بدأ التأليف في الأدب وعلى نهجه سار الأدباء والمؤلفون، كما تعتبر مؤلفات الجاحظ التي تعدّ بالمئات مراجع مهمة فلولاها لاندثر الكثير من أدب العرب، وقد وردَ في مقدمة كِتاب التاج أن الجاحظ ترك نحوًا من ثلاثمائة وستين مؤلَّفًا رآها سبط ابن الجوزي كلها تقريبًا في مشهد أبي حنيفة النعمان ببغداد.

أما أبرز مؤلفات الجاحظ فهي كالآتي:

الحيوان هو أوّل كتاب جامعٍ وضع في علم الحيوان والذي يتكون من سبعة أجزاء ويبحث عن طبائع الحيوان وما ورد فيه من الأخبار والقصص والنوادر والخرافات والفكاهة والمجون، والذي تحدث فيه الجاحظ عن العرب، وأحوالهم، وأخبارهم، وأشعارهم، إضافةً لما قام به من تجاربٍ بنفسه، وقد تميز الكتاب بالاستطراد، فقد كان الجاحظ يستطرد داخل الموضوع نفسه لإمتاع القارئ فينتقل به من موضوع إلى آخر، وقد ضم الكتاب موضوعات شتى وأخبار ممتعة وفوائد قيِّمة تمثل معظم المعارف الإسلامية وما بلغته في القرن الثالث، كما احتوى كتاب الجاحظ على الكثير من تفسير آيات القرآن الكريم والحديث الشريف، والأشعار الجاهلية والإسلامية لكبار الشعراء المخضرمين، وآراء المتكلمين ومذاهب الفرق الإسلامية، وشبه الملحدين والزنادقة والرد عليهم، بالإضافة إلى معارف الهنود واليونان والفرس، مما ترجمه العرب ومما تسوق إليه المناسبة في ذلك الكِتاب.

البيان والتبيان تناول الجاحظ في هذا الكتاب موضوعات متفرقة، مثل علم الأدب والبيان، وفنّ القول، ووجوه البلاغة والفصاحة، وآفات اللسان، وميّز بين عيوب الناس في النطق مثل اللثغة واللكنة والحصر والعيّ، كما خصص باباً واسعاً للخطابة لأنّها كانت في عصره رمزاً للفصاحة والبلاغة، وطريقة من طرائق الجدل وعلم الكلام، فتحدث الجاحظ عن أصولها وقواعدها وذكر شيوخها وأعلامها، ووضّح عيوبها ودعا إلى تجنبها وذكر صفات الخطيب الناجح، كما تناول الكثير من نماذج الشعر والحكم والأقوال، وقام بتحليل ونقد بعض المقطوعات الشعرية، وذكر أيضاً بعض القضايا النقدية التي كانت موجودة على أيامه، كثنائيّة اللفظ والمعنى، والقديم والحديث والسرقات، والمذهب البديعي، وتعرض أيضاً إلى القصص والأخبار والرواية، كأخبار الشعراء والخطباء والقُصاص وغيرهم، وقد جمع الجاحظ في تصانيف كتابه بين الجد والهزل، وملأه بروح الدعابة والفكاهة، مما جعله مميزاً ونادراً.

البُخلاء كتاب البُخلاء هو كتاب علم وأدب وفكاهة، وهو عبارة عن وصف للحياة الاجتماعيّة في صدر الدولة العباسيّة، بأسلوبه المعروف ببيانه الجزل الرصين، كما أضفى عليه من روحه الخفيفة، فأخبر في كتابه عن أسرار البيوت وخفاياها، وأحاديث الناس في أمورهم الخاصة والعامة، وكشف عن الكثير من صفاتهم وعاداتهم وأحوالهم في أوضح بيان، وأدق تعبير، وأبرع وصف، وقد يبدو للوهلة الأولى أن الجاحظ كان قد كتب كتاب البخلاء وهو في سنّ الشباب، وهو سنّ العبث والسخرية والتندر والتفكّه في عيوب الناس، لكن ما يظهر في الكتاب من أخبار يقود إلى أنّه كتب الكتاب أو جمعه وهو هرِم يحمل فوق كتفيه أعباء السنين.

كتاب التّاج في أخلاق الملوك اشتهر هذا الكتاب باسم (أخلاق الملوك)، وقد وضعه الجاحظ أيام كانت بغداد عاصمة الخلافة العباسيّة وقبّة الإسلام، أيام كان العراق مزدهراً بالعلوم والمعارف، وكان طلاب العلم والآداب يقصدون مُدنه وقراه، فيروي هذا الكتاب قصصاً نادرة عن حياة الملوك والأمراء في عصرالجاحظ ويقدم فيه أسلوب حياتهم، وقد وصف فيه الخلفاء والأكابر في حفلاتهم الرسمية وحشودهم العامة إلى ما هنالك من طرائف ملوكية وترتيبات سياسية اقتبس العرب بعضها من الفرس خاصة في عهد المأمون، وفي الكتاب يظهر التأثير الكبير للحضارة الفارسية في الحضارة الإسلاميّة على عهد العباسيين.شرح الجاحظ في كتابه أحوال أمراء المؤمنين، وسادات المسلمين في خلواتهم وأنديتهم ووصفهم في ليالي أنسهم وسهرهم، ومسارح لهوهم ومراتع طربهم، وتحدث أيضاً عن أساليبهم في اللبس والطيب وغير ذلك من الرسوم والآداب، هذا ودلت عبارات الكتاب على أنّ الجاحظ استخدم بعض التصانيف التي وضعها الفرس في هذا المعنى، وأورد بعض سننهم التي لم يبقى لها مجال بعد ظهور الإسلام، لذلك يُعتقد أنّ الجاحظ كان قد استعان بالكتب التي نقلها المترجمون من الفارسية إلى العربية.

رسائل الجاحظ رسائل الجاحظ هي من الآثار الأدبيّة الشهيرة التي انتشرت قديماً وحديثاً وطُبعت عدة مرات، وشرحها علماء معروفون، وهي مجموعة من الرسائل النادرة التي تبحث كلّ واحدة منها في موضوع واحد بعمقٍ واستفاضةٍ تثير الإعجاب والتقدير لهذا العقل الجبار، فيعتقد القارئ أنّ هذا الكاتب متخصص بهذا الموضوع فقط، كما يأتي بالإثباتات والأدلة التي تدعم فكرته، مما يجعل قوته الفكرية تبرز دهشتنا بعظمته، ومما يزيد من أهمية هذه الرسائل أنّها حفظت لنا نوادر من الشعر لا توجد في مصادر أخرى، مثل شعرٍ لأبي دلف، ولابن أبي فنن، وسعيد بن حميد، والعكوك وغيرهم.

أسلوب الجاحظ اللغويّ والأدبيّ

اشتُهر الجاحظ بأسلوبه الإنشائي الذي لا يوجد من كتّاب العربية من يتفوق عليه فيه، فهو في النثر كالبحتري في الشعر، فامتاز أسلوبه الإنشائي برقيّ الألفاظ والجمل، والسهولة والوضوح، وسحر البيان، كما تظهر شخصية الجاحظ بقوة في كتاباته، كما يكثر فيه أيضاً من الاستطراد حتى يخرج بالقارئ عن الموضوع الرئيسي ليتناول موضوعاً غيره ثمّ يعود للموضوع الأول، وهذا يدل على غزارة مادته وطاعة الألفاظ له وكثرة المران على الجدل، فلم يترك الجاحظ موضوعاً من مواضيع الحياة إلا وكتب فيه، فقد كتب في التوحيد والقرآن ومذاهب الفِرَق الإسلامية، وكتب في الأدب وفنونه شعرًا ونثرًا، وجِدًّا وهزلًا، وكتب في الأخلاق والاجتماع وطبائع الناس، ولم يَفُتْهُ أن يكتب في الطب والكيمياء، وأبدع في دقة التصوير وحكاية الواقع ووصف الحديث، ثمّ إنّ أدب الجاحظ واقعي صريح يصور الحقيقة كما هي، ويرى في ذلك السبيلَ الأقوم فيدعو إليه ويعيب من يرغب عنه.

امتاز أسلوب الجاحظ أيضاً بالسخرية والنظر الثاقب، وخصوبة الخيال، وخلط الجد بالهزل، ويعتبر الجاحظ هو مبتكر هذا الأسلوب، وهو يرى أنّ المزاح شعبة من شعب السهولة، وصور ذلك فقال: (وليس ينبغي لكتب الآداب والرياضيات، أن يُحمل أصحابها على الجد الصرف، وعلى العقل المحض، وعلى الحق المر، وعلى المعاني الصعبة، التي تستكد النفوس، وتستفرغ المجهود، وللصبرغاية وللإحتمال نهاية، ولا بأس بأن يكون الكتاب موشحاً ببعض الهزل).

  الجاحظ شاعراً وناقداً في الشعر

كان الجاحظ شاعراً وناقداً في الشعر، فكان يرى أن الشعر يقوم على أربعة أركان؛ الصبغة، والصياغة اللفظية، والوزن، والتصوير، وهذه بعض آراء الجاحظ حول الشعر:

اعتقد الجاحظ أنّ الشعر حديث الميلاد، فعاد به إلى امرئ القيس والمهلهل، كما أرجع جذوره إلى أرسطو وأفلاطون في الأدب اليونانيّ القديم. رأى الجاحظ أنّ للشعر قيماً منها فردية تعود إلى الشاعر المادح والممدوح، ومنها اجتماعيّة، وهي التثقيف وما يلعبه الشعر في حياة العرب، فهو الذي أشاد بمُثلهم العليا، كالمروءة والكرم والشجاعة، فالشعر هو سجل مآثرهم، كما ذكر الجاحظ وظيفة أخرى للشعر فنيّة ووظيفة نفسيّة كذلك. لا يعتبر الشعراء كلهم في رأي الجاحظ في مرتبة واحدة من حيث إجادة الشعر، فكان يرى أنّهم مقسمون إلى طبقات مختلفة، فمنهم الذين يهتمون بتنقيح شعرهم وتهذيبه وإعادة النظر فيه، فهو يعتبرهم متكلفون ومتصنعون في شعرهم، أما من لا يبالغوا في تنقيح أشعارهم، ولا يتكلفوا في صنعتها فقد أطلق عليهم اسم الشعراء المطبوعين؛ أي الذين يكونون على طبيعتهم دون تكلُّف وتصنُّع.

أثار الجاحظ مسألة اللفظ والمعنى، فكان يدعو إلى الاهتمام بصياغة الجمل والعبارات بأسلوب وسط، وألفاظ لا عامية ولا غريبة، ويدعو إلى مطابقة الكلام مع مقتضى الحال.

اعتنى الجاحظ أيضاً بموضوع الانتحال والسرقات الشعرية، ورأى أنّها حالة معيبة ومزرية.

درس الجاحظ أيضًا مسألة التشابه والموافقه، فمن آرائه في تلك القضية أنّه رفض بناء القصيدة على وتيرة واحدة وفي موضوع واحدٍ.

هذه بعض الأبيات الشعريّة للجاحظ:

كَسحِ الهَجرِ ساحَةَ الوَصلِ لِما

غَبَرَ البَينِ في وُجوهِ الصَفاءِ

وَجَرى البَينُ في مَرافِقِ ريش

هِيَ مَذخورَة لِيَومِ اللِقاءِ

فَرَشَ الهَجرُ في بُيوتِ هُمومِ

تَحتَ رَأسي وَسادَةَ البَرحاءِ

حينَ هَيَّأَت بَيتُ خيشٍ مِنَ الوَصل

لِأَبوابِهِ سُتورُ البَهاءِ

فَرَشَ البَحرُ لي بُيوتَ مَسوح

مُتَكاها مُطاوِعُ الحَصباءِ  

رَقَّ لَلصَّبِ مِن بَراغيثِ وَجد

تَعتَري جِلدَهُ صَباحَ مَساءِ

مكانة الجاحظ اللغويّة والعلميّة

إنّ للجاحظ مكانة عظيمة بين اللغويين العرب، فهو بالنسبة لهم قدوة فقد ساروا على نهجه، واستطاع بما تمتع به من مؤهلات البحث اللغوي أن يترك آراء قيّمة في نشأة اللغة وتطورها، والكثير من الآراء في الظواهر اللغوية والنحوية والصرفية والصوتية، فكتب في اللغة عن نشأة اللغة، والعلاقة بين اللغات وبعضها، وتفضيله بعض اللغات على بعض، وأول من تكلم بالعربية، وأثر المجتمع على اللغة، والتطور اللغوي، وعيوب الكلام،

وأما النحو فلم يتوسع الجاحظ في دراسته لتحفظه على هذا العلم والخوض في بحوثه على الرغم من علمه بقضايا النحو الكبرى التي عرض بعضها في كتبه، مثل قضية الجمع، وقضية التركيب الإضافي، وقضية المؤنث والمذكر، وقضية التصغير، كما اهتم الجاحظ بالثقافة الصوتية، فتحدث عن الجهاز الصوتي، ومخارج بعض الأصوات، ومخرج الهواء والقوانين الصوتية، وأصوات الأمم.

شيخوخة ووفاة الجاحظ

قدر للجاحظ أن يعيش طويلاً فقد قلب الأيام وقلبته، ونهل من تجاربها ما أغنى علمه وفكره، لكنّ المرض هدّه في شيخوته، فقد أصيب بالفالج، وفي هذا كان يقول: (اصطلحت على جسدي الأضاد، إن أكلت بارداً أخذ برجلي، وإن أكلت حاراً أخذ برأسي، وكان يقول أنا جانبي الأيسر مفلوج، فلو قرض بالمقاريض ما علمت به، ومن جانبي الأيمن منقرس فلو مر به الذباب لألمت، وبي حصاة لا ينسرح لي البول معها، وأشد ما علي ستٌ وتسعون سنة)،

وقد مات الجاحظ وفق القصة المشهورة تحت كتبه التي انهارت عليه، وكان الجاحظ قد اشتهر وذاع صيته في العالم الإسلامي، ورغم مرضه فقد قدم إليه الناس لمشاهدته والسماع منه، فلا يمر أديب أو عالم إلا طلب أن يرى الجاحظ ويكلمه، وكان إذا طلب أحد أن يراه يقول: (وما تصنع بشق مائل ولعاب سائل، ولون حائل؟)،وقد توفي الجاحظ في محرم سنة خمس وخمسين ومائتين بالبصرة عن عمر يناهز خمس وتسعين سنة ونصف رحمه الله.

 

منقول بتصرف من mawdoo3.com مشكورا