آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الكذب من أجل الله

تعودنا على نسبة أقوال لكبار مفكري البشرية يمدحون فيها الإسلام والرسول.

فصرنا نتداولها دون تمحيص

عبارات تمجيد للرسول على لسان غاندي وجوته وتولستوي ولامارتين ومونتغمري وات..

وعدد آخر من المستشرقين والأسماء المجهولة مثل "رئيس مرصد طوكيو" و "استاذ علم الأديان في انجلترا"!.... إلخ.

وصارت هذه المرويات غذاء ضروريا لنرجسيتنا الدينية وغرورنا المقدس

باعتبارنا وحدنا فقط من يمتلك الحقيقة وسط عالم من الأديان والأفكار الضالة.

وإذا كان ممكنا أن يمدح مستشرقون أو مفكرون غربيون ذوي نزعة تصوفية شرقية مثل غوته وتولستوي الرسول والإسلام

الا أن الغرابة كل الغرابة ان تنسب عبارات مديح في النبي والإسلام لشخصيات سخرت من كل الأديان والشخصيات الدينية

مثل برناردشو، ومثل فولتير الذي كان معاديا للاديان وألف مسرحية اسمها "محمد أو التعصب" نقد فيها الرسول أشد أنواع النقد.

بل وصلت الطرافة ان ننسب مدحا في الرسول وإقرارا بدين الإسلام لكارل ماركس نفسه

رغم انه أحد آباء الإلحاد الفلسفي المعاصر.

لكن هذا الملحد تحول بقدرة قادر على يد "رواة الحديث" المعاصرين إلى مسلم موحد يقول عن الرسول

" جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض."

ليس هذا فقط بل انهم حولوا ماركس إلى ابن تيمية جديد يؤكد أن تعاليم محمد

" هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير"!

صحيح أن ابو هريرة مات لكن صار له أحفاد فاقوه مهارة في صناعة المرويات.

فقد صار أصدقاؤنا الشيعة يؤمنون ان الأمم المتحدة اختارت علي بن أبي طالب كأعدل حاكم في التاريخ،

وأنها بنت مواثيقها واهدافها بناء على أفكاره وسيرته.

وإذا قلت لهم ان هذا كذب وتزوير اتهموك بمعاداة الدين.

والقضية هنا ان تلفيق هذه المرويات، والزيادة فيها سنه بعد سنة يدمر مصداقية الدين نفسه

فليس هناك دين حقيقي يحتاج إلى اكاذيب وأقوال ملفقة وشهادات مزورة.

عندما كان رواة الأحاديث والسير في عصر التدوين يخترعون الأحاديث ويزورونها

كان هناك من يحذرهم ويذكرهم بحديث منسوب للرسول يقول فيه

" من كذب على عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".

لكنهم كانوا يردون عليهم بكل ببرود

"نحن لا نكذب عليه ولكننا نكذب من أجله".

هكذا لا زال فريق "الكذب في سبيل الله" أحياء فاعلين نشطين إلى يومنا هذا.

منقول عن حسين الوادعي مشكورا