آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

المعرفة بين العقل والنقل

مقال للباحث ثروت الغلبان

الخوف من إعمال العقل في معرفتنا الدينية له أسباب مثل:

1- نحن نعتقد أن النص الديني يَضُم كل الحقائق في كل الموضوعات بداخله

ولا حاجة لأي معرفة من خارجه فلن تأتي بجديد

(مثال: الاعجاز العلمي للقرآن).

2- نؤمن أن النص هنا لا يُمثل معرفة قديمة أبداً

بل هو ماض وحاضر ومستقبل

وأن الماضي أو الرجوع للأصل هو الأفضل دائماً.

3- النص يُمثل سُلطة في حد ذاته (أعلى سلطة)

والتمسك بالنص يَنقل هذه السلطة مباشرة إلى (حُرّاس النص)

باعتبارهم يملكون الحقيقة المُطلقة.

4- التمَسُّك بظاهر النص أسهَل من الإجتهاد وإعمال العَقل

فالإجتهاد من الجَهد والتعب.

5- التمسك بالنص يَعني الثبات والاستقرار وعدم المطالبة بالتغيير

وهو هدف السُلطتان السياسية والدينية.

6- التمسك بالنص يَبدو لنا أأمن في عواقبه

حيث لا مسئولية هنا.

7- نعتقد أن التمسك بالنص يُحقق الإجماع ووحدة الأُمة

بَينما إعمال العقل يؤدي لاختلاف الآراء

وهو ما لا تحبذه السلطة السياسية والدينية.

لكن المُشكلة الكُبرى هي أننا أصبحنا نخاف من إعمال العقل

حتى في المعرفة غير الدينية، بل ونُعاديه

وبِخَلل عقلي ونفسي نُعلن ونؤكد احترامنا للعقل.

النَقل لا يُنتِج معرفة، وإنما يُكرّر فقط ما قاله السابقون!