يعتبر موقع ترتيل القرآن
أوّل موقع أخد على عاتقه
مسألة الترتيل المفصل للقرآن الكريم منذ 1450 سنة.
و هو ثمرة مجهود شخصي
إستغرق زهاء سبع سنوات من العمل المتواصل و الدّؤوب
عبارة عن مصدر مجّاني شامل و كامل للمعلومات
(لا أسألكم عليه مالا إن أجرِيَ إلاّ على الله)
متمثلا في التدبّر العقلي (و ليس النّقلي) للقرآن
ذلك الكتاب العظيم، المليء بالأسرار و الألغاز المثيرة
والمسكوت عنها طيلة 15 قرنا.
تم التطرق من خلال هاته الدراسة
إلى مجموعة من المواضيع المتعلقة
بالدّين مع البحث في خبايا التراث الموروث,
و التاريخ و المرأة و العلوم الإنسانية
و مواضيع أخرى متنوّعة و شيّقة ...
و الّتي تُعبِّر عن رؤيتي الخاصة والمنسجمة مع العقل و المنطق.
أودّ أن أشير إلى أنّ كتاباتي
ليست أدبيّة بالمرّة
حيث حاولت ما أمكن أن تكون
برهانية معتمدة على المنطق.
ستكتشفون العجب العجاب من المفاجئات المثيرة
و المعلومات المخبّأة بعناية في الكتب
دون أن تنسوا أحد أهمّ المواعظ القرآنية
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ
فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ
(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 18)
إبذلوا الجهد بالبحث الدّائم
عن أحسن الأقوال
من بين كلّ الأقوال
إنّ هذا العمل الّذي أعتبره عظيما و تاريخيا
يبقى عملا بشريا يصيب و يخطئ
ويعتبر جوهر هاته الدراسة المتواضعة و قلبها النابض
هو قضية الترتيل
وما شابها من سوء فهمِ
الكثيرِ من المسلمين على مر العصور والأزمان.
وفي هذا الصدد أقدم للقارئ الكريم من خلال نظرة موجزة
المعنى الحقيقي لكلمة ترتيل كما جاء في آيات القرآن الكريم.
ففي الوقت الذي يذهب فيه تيار المحافظين
إلى كون الترتيل
رتَّل القارئُ القُرآنَ يعني
جوَّد تلاوتَه وتأنَّق فيها ولم يعجل
كما يتضح من الآية الكريمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)
قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)
(سورة : 73 - سورة المزمل, اية : 1 - 5)
إستنادا على معنى هاته الآية
فالترتيل في هذه الآية
يدلّ على أيّ فعل متعلّق بالقرآن
و ليس القراءة فقط.
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً
كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا
(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 32)
هل يمكن أن يجوّد الله القرآن و يتأنّق فيه؟
لم يستطع التيار المحافظ إيجاد حلّ لهذه الآية
و إكتفى بتفسيرها كالتالي
بيّنّاه في تثبّت و مهلة
و هو تفسير لا ينسجم مع التجويد نهائيا
ويبقى المعنى الحقيقي الأقرب لفهم كلمة الترتيل الّذي لا يذكره أحد
هو التناسَق، الإنتظام وحسُن التأليفُ
رَتِلَتِ الأَسْنَانُ : اِسْتَوَتْ وَانْتَظَمَت
رَتَلٌ مِنَ الجُنُودِ: صَفٌّ مِنَ الجُنُودِ مُتَرَاصٌّ، الجَمَاعَةُ مِنَ الجُنُود
الرَّتَلُ: جماعةُ من الخيل أو السيارات يتبع بعضها أثر بعضَ.
مما يجعل معنى كلمة ترتيل بعيدة كل البعد
عن فهمها لدى جمهور المحافظين.
وكما نعلم فإنّ القرآن نزل على النبيّ محمّد حسب ترتيب زمني محدّد
لكنّ الله أمره بتغيير (ترتيل) أماكن السور حسب ترتيب إلاهي آخر
لكي ينسجم مع البيّنة 19
وهذا الأمر هو المقصود في الآيتين أعلاه.
إستلهمت إسم الموقع من هاتين الآيتين
يقينا منّي على أنّ القرآن تبيان لكلّ شيء
حاولت إستخراج ما إستطعت إليه سبيلا من المواضيع
و جمعها (ترتيلها) بطريقة تسهّل على المهتمّ بالرسالة الإلاهية
التدبّر و الغوص في أعماق و أسرار
القرآن الرّائعة و المدهشة و التي لا تنتهي.
وفي ختام هاته المقدمة
أود أن يعرف القارئ الكريم
أن هذا العمل الّذي أعتبره عظيما و تاريخيا
يبقى عملا بشريا قد يصيب أو يخطئ.
أتمنّى أن يساعد هذا الموقع المهمّ
على تفعيل العقل و إعادته إلى الواجهة
بعد سبات دام 15 قرنا
بفضل التنوير.