حقيقية لقب شيخ الإسلام
مقال للباحث سامح عسكر
لقب "شيخ الإسلام" كان دارجا أواخر العصر العباسي
ثم طوال العصرين المملوكي والعثماني
آلاف الفقهاء كانوا متصفين به من باب الإحترام، لا من باب المرجعية العلمية
من أشهر هؤلاء الذين اتصفوا بشيخ الإسلام هو الإمام "سراج الدين البلقيني"
الذي ذكره المقريزي بشيخ الإسلام أكثر من ابن تيمية..
العثمانيون في القرن 15م هم الذين غيّروا معنى "شيخ الإسلام"
ليصبح (المرجعية العلمية الأعلى) المرتبطة بالباب العالي
ومعناه (مفتي الديار الأعظم)
ثم قلّدهم السلفية في القرن 20م وحصروه لابن تيمية
وتوقفوا عن وصف أي إمام غيره بشيخ الإسلام خلافا لأئمتهم وأسلافهم..
نعم..ابن تيمية لم يُعرَف بشيخ الإسلام سوى عند المتأخرين
ولم يُقدّس بهذا الإسم سوى عند الوهابية في القرن 20
حتى الحنابلة المعاصرين لابن تيمية لم يعرفوه بشيخ الإسلام
بل بإسم "تقي الدين"
ومن هؤلاء الإمام "شمس الدين محمد بن مفلح"
لم يعرّفه أبدا بشيخ الإسلام في كتابه المسمى بالفروع
وفي كتابه الآخر بعنوان "الآداب الشرعية والمنح المرعية"
لم يصف أبدا ابن تيمية بشيخ الإسلام
بل احتكر هذا اللقب "لعبد الله بن محمد الأنصاري"
مما يعني أن قدسية ابن تيمية لم يعرفها حتى الحنابلة المعاصرين للرجل
برغم أن بن مفلح كان تلميذا لابن تيمية على الورق..
معلومة أخرى في نفس السياق
أن الحنابلة في هذا العصر كانوا يحتجون بابن تيمية (الجد) لا (الحفيد)
فالجد هو عبدالسلام ابن تيمية صاحب كتاب "المحرر في الفقه "
أما الحفيد فهو الإرهابي الدموي "تقي الدين" معبود السلفية الأول..
الذي حدث أن الوهابية في القرن 20 وعن طريق المطابع والمكتبات ودور النشر
(أدخلت) لقب شيخ الإسلام عنوة في تصريح الفقهاء السابقين عن ابن تيمية (الحفيد) في الهوامش
وألغوا ذكر ابن تيمية الجد تماما حتى شاع أن ابن تيمية الحنبلي رجل واحد برغم أنهما اثنين
يعني دلسوا حتى على فقهائهم الحنابلة
وحصل ذلك إما من المُحرر أو المحقق..أو تعديلات من المطبعة نفسها..
فورث المسلمون بالعصر الحديث هذا اللقب محصورا بابن تيمية (الحفيد)
وتغير التاريخ جذريا ليصبح الرجل (مرجعية عليا) لا يجوز نقده أو القفز عليه
برغم أن ابن تيمية بميزان المنطق كان (غبيا فقير الذهن وكثير الخلط والتعصب)
وكتبه مليئة بكافة مغالطات المنطق من الاستدلال الدائري ومصادرات المطلوب ورجل القش والتوسل بالمجهول ..وغيرها
مما أثر فعليا على أتباعه ومريديه بأن ظهروا معظمهم أغبياء ورثوا نفس الطريقة بالتفكير..
عملية نصب ودجل وغسيل مخ كبيرة تعرض لها المسلمون
جعلوا من فقيه حنبلي متواضع وهو ابن تيمية لأن يكون (المرجع الأعلى للمسلمين)
واستتروا جميعا خلفه بحيث لو أفتى أحدهم بشئ أخرج من كتب ابن تيمية ما يفيد صحة دعواه
جعلوا الرجل (دليلا شرعيا بحد ذاته - القداسة في أبهى صورها) وهي مرتبة لم ينلها معظم الأنبياء..