آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

جواب135

أوّلا و قبل كلّ شيء و من باب الثقافة العامّة

خلق الله الإختبار 

لتقييم و عرض و إشهار طبيعة الإنسان الحقيقية

أمام نفسه و أمام الجميع

و هو ممتلك لحرّيّة الإختيار الّتي تميّزه عن الإنسان الآلي

و ليس لتقييم  مدى إنصياعه للأوامر  و التّحريمات

فالله غنيّ عن العالمين 

 

و كما يعلم الجميع فإنّ لكلّ إختبار

==>  أدوات إختبار 

و من أهمّ أدوات الإختبار الّذي أعدّها الله لنا

أولائك الأشخاص الّذين شرّعوا

أديانا موازية للدّين الإلاهي الواحد في كلّ كتبه

تلبية لشهواتهم و مصالحهم الشخصية

و لمصلحة الخلفاء و القياصرة و الحكّام

وجودهم رئيسي و ضروري بل محوري و حاسم 

 لأنّ إفتراءاتهم و تشريعاتهم المناقضة للعقل و الفطرة و المسيئة للإنسان

س تُمكِّن من تأكيد و تسجيل

الشرك و (أو) الإجرام و (أو) الإستكبار و (أو) الظّلم

بالأدلّة الدّامغة

عليهم و على متتبّعيهم بعقل أو بدون عقل 

فلا أحد منهم يستطيع نفي هذه التسجيلات يوم الحساب

و سيقبل مرغما بعقابه لأنّه تحصيل حاصل

لحقيقة نفسه الّتي إستعملت حرّيّة الإختيار

في كلّ ما هو سلبي

 

قد يكون هذا العالم

هو جحيم عالم آخر

ألدوس هكسلي

 

و لهذا السبب

فإنّ تدخّل الله

لإزالة هذه الإساءات بإسمه

سيُفقد الإختبار كثيرا من قيمته و مفعوله

 

 

1-

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51)

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ

 ==> إِلَّا إِذَا تَمَنَّى

أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ

فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ

ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ

وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)

لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ

1- فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ

وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)

2- وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ

فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ

وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)

وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ

حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ

فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57)

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 51 - 57)

كلّ من يسعى في إلغاء آيات القرآن الواضحة

مستعملا روايات ظنّيّة الثبوت

مستغلّين في ذلك حجّة الناسخ و المنسوخ و التفسير و أسباب النّزول

(من وصيّة و قتل و رجم و تزوير في المعاني و المواضيع القرآنية )

سيكونون من أصحاب الجحيم و ليس من أصحاب النّعيم

من أدوات إختبار الّتي أحكم الله بها آياته (الأدلّة)

1- نسخ (تسجيل) كلّ ما يُلقي (يَرمي - يُؤلّف) الشيطان

من تشريعات على لسان بشر مخلوقين

في أمنيّة الرُّسل و الأنبياء (الّتي هي تبليغ آيات الله حصريا)

مستغلاّ حبّ الناس الكبير و اللامشروط لهم

 

2-  هذه التشريعات

a- عبارة عن إبتلاء بالنسبة للمريضة و القاسية قلوبهم

 (الكافرون ==> المستكبرين على آيات الله و المنكرين لها)

فيبقى الجدل و الشّكّ من سماتهم

إلى غاية إنتهاء الإختبار

b- تُمكّن الأشخاص الّذين يستخدمون عقولهم بإخلاص و صدق

بأنّ الحقّ هو الوحي الإلاهي حصريا

فيهديهم الله إلى الصراط المستقيم

 

3- يوم الحساب يكون الحكم لله 

بعد تقديم الأدلّة الّتي لا يمكن إنكارها 

فلن يستطيع الكافرون رفض عقوبتهم

و سيرجع الصالحون إلى الجنّة الّتي أُخرجوا منها نتيجة خطإهم الأوّل

 

2-

وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ

عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ

فَإِنْ تَوَلَّوْا

فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ

أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ

وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 49)

 يريد الله أن يسجّل ذنوب كلّ شخص تولّى

عن الوحي المُنزّل على نبيّنا محمّد

 كدليل ضدّهم يوم الحساب

 لن يستطيعوا إنكار أفعالهم  و سيتقبّلون حقيقتهم المرّة

 

3-

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ

عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ

يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ

فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 112)

لو شاء الله ما ترك البشر يؤلّفون و يفترون تشريعات بشريّة بإسم الأنبياء

لكنّه يتركهم بإعتبارهم أداة من أهمّ أدوات الإختبار

فلا أحد يستطيع نفي الأدلّة الواضحة يوم الحساب

أعداء النبيّ لأنّهم يؤذونه بالإستئناس لحديثه

A-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا

وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ

إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ

فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ

وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ

 وَمَا كَانَ لَكُمْ

1- أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ

2- وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ

مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا

إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا

(سورة : 33 - سورة الأحزاب, اية : 53)

فعل كان في القرآن

يدلّ على الماضي و الحاضر و المستقبل

1- ِيا أيّها الّذين آمنوا 

حسب النّصف الأوّل من الآية ما الّذي يؤذي نبيّنا؟

الجواب: الإستئناس لحديث النبيّ في منزله يؤذيه

2- يا أيّها الّذين آمنوا 

في النّصف الثاني من الآية يأمرنا الله بأن لا نؤذيه من بعد موته أبدا

 وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ==> مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا

بأيّ طريقة يمكننا إيذاء نبيّنا بعد موته؟

حسب الآية إيذاء نبيّنا بعد موته يكون بالإستئناس لحديثه

 ليس لكم الحقّ أيّها الّذين آمنوا

أن تؤذوا النبيّ (في كلّ الأزمنة)

بالإستئناس لحديثِِ قالَهُ من بعده

(من بعد موته) نهائيا , أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا

ليس لأحد الحقّ أن يستعمل حديث النبيّ أو يستأنس به

بأيّ حال من الأحوال

لأنّ ذلك يؤذيه

 

4-

وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)

أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)

إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ

فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)

لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟

قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)

لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ

أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)

قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ

فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ

وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)

ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ

وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ؟

قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 20 - 27)

يترك الله المضلّين و المفترين المستكبرين

كأداة إختبار

سيتحمّلون مسؤولية أعمالهم

و مسؤولية  الأشخاص الّذين أُضِلّوا بسببههم

لا يؤمنون بآخرة القرآن

و لكن يؤمنون بآخرة حبل الصراط المستقيم و الشفاعة و عذاب القبر و و عذاب جهنّم المؤقّت

إلخ من الإفتراءات على الله

عندما تسألهم ماذا أنزل الله؟

يجيبون: أساطير الأولين ==> حكايات وجدنا عليها آباءنا - أساطير أمّة قد خلت 

 

5-

وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)

فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا

كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)

فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)

أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)

نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ

بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)

(سورة : 23 - سورة المؤمنون, اية : 52 - 56)

يتفرّفون إلى شيع لأنّهم يظنّون إمتلاك الحقيقة المطلقة

كلّ فرقة تخلق تشريعات خاصّة بها

 تعظّمها

على حساب الفرق الأخرى

تشريعات مخالفة للقرآن مليئة بالتناقضات و الإفتراءات

يتركهم الله في طغيانهم يعمهون

لتسجيل كلّ صغيرة و كبيرة كدليل محكم ضدّهم

 

فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ

إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 81)  

لا يجب إنتظار المعجزات

بتدخّل الله في عمل المفسدين

المشرّعين بإسمه

ما لم ينزّل به من سلطان

لا يصلح عملهم

لكي يظهروا على حقيقتهم يوم الحساب

بالأدلّة الدّامغة التي يستحيل إنكارها

 

خاتمة

كل ما هو مخالف للعقل و الفطرة و العلم 

و يهين رسولنا الحبيب 

و ينسخ القرآن 

و ينقص من قيمة المرأة 

ما هو في الحقيقة إلاّ أداة من أدوات الإختبار

تركها الله

كدليل إثبات يوم الحساب

 على سَوْءة الإنسان

==> إجرامه و فساده

تلبية لرغباته و شهواته الجامحة

 

بإزالة هذه التفاهات

سيَفقِد الإختبار

أحد أهمّ الوسائل

التي تُمكّن من كشف

حقيقة الإنسان الباطنة