لا ترادف في القرآن
1- آيات القرآن محكمة و مفصّلة
2- تعريف الترادف
3- العقل الترادفي غير دقيق
4- تاريخ الترادف
5- القرآن و الترادف
6- أمثلة لكلمات متشابهة في المعنى حسب المعتقدات السائدة لكنّها ليست كذلك
1- آيات القرآن محكمة و مفصّلة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ
ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 1)
أُحْكِمَتْ أَلْفَاظُهُ، وَفُصِّلَتْ مَعَانِيهِ
فَكُلُّ لَفْظِةٍ مِنْ أَلْفَاظِهِ، وَكُلُّ مَعْنًى من مَعَانِيهِ في أعلى درجاتِ الفصَاحةِ
وأرفعِ مقاماتِ البلاغةِ، لَا يُجَارَى وَلَا يُدَانَى.
أحكمت آياته : نظمت نظماً متقناً ورصفت رصفاً لا خلل فيه
وفصلت : (جميع التفاصيل) أي ميز بعضها عن بعض
وبُينت بياناً في أعلى أنواع البيان ؛ ولذلك فهو في غاية الإحكام وقوة الاتساق
2- تعريف الترادف
كلمتان أو أكثر تدلّ على نفس المعنى بالضّبط
الألفاظ المفردةُ الدالة على شيء واحد باعتبارٍ واحد.
الترادف يعني أنه توجد كلمتين أو أكثر
تختلفان بالمبنى اللغوي
ولكن تتشابهان في المعنى !!!
مثل (القول والكلام والنطق واللفظ ) وغيرها ..
محاولة تغيير كلمة بأخرى تشبهها يؤثّر على معنى الآية لا محالة
الحديث و الشّعر وردا على المعنى
و لم يردا على اللّفظ
كالقرآن
3- العقل الترادفي غير دقيق
إذا أُلغي الترادف سقط الحديث
لأنّه مبني على التعبير
الّذي يقرّب إلى المعنى أو المراد
و ليس مبنيا على التدقيق
4- تاريخ الترادف (بحث للأستاد القدير رشيد أيلال)
الخليل بن أحمد الفراهيدي (100 هـ 170 هـ)
الذي شكّل القرآن (عماني الأصل)
معجم العين
ثعلب الكوفي إمام النُحاء الذي عاش في القرن الثالث الهجري
يقول
ما يُظَنّ في الدراسة اللغوية من المترادفات
هو من المتباينات (المختلفات)
==> ما تظنّه متشابها هو في الحقيقة مُختَلَف
جاء لا تعني أتى و لكلّ منها مجالاتها و دلالاتها
و النبأ لا يعني الخبر
و العمل غير الفعل
و الفقراء لا تعني مساكين
و الرّوح ليست هي النفس
و القلب ليس هو الفؤاد
أبو الفتح عثمان الملقّب بإبن جنّيّ (322 هجرية - 392 هجرية)
يوناني الأصل و ولد بالعراق تلميذ ثعلب الكوفي
كتاب الخصائص
أحد أشهر الكتب التي كتبت في فقه اللغة وفلسفتها
وأسرار العربية ووقائعها
أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين (329 هجرية - 395 هجرية)
تلميد ثعلب الكوفي
معجم مقاييس اللغة
عبد القاهر الجرجاني (400 هجرية - 471 هجرية)
صاحب كتاب
دلائل الإعجاز في علم المعاني
يقول مؤسس علوم البلاغة
A-
دلالة و بلاغة الكلمة يقتضيها السياق
هناك فرق بين إشتعلت النار و إشتعل الشعر شيبا
إشتعلت النار ==> لا بلاغة في هذه العبارة
إشتعل الشعر شيبا ==> تعبير بلاغيا مجازي رائع
تغيّرت دلالة اللفظة - الكلمة من خلال السياق
B-
القواعد و الأسس المنهجية لمدرسة الترادف
1-
عندما يخاطب المتكلّم السامع
لا يقصد إفهامه معاني الكلمات المفردة
و إنما هو النّظم و السياق الذي يُحدّد المعنى
==> المعنى العام للجملة و ليس معنى كلّ كلمة على حدى
مثال: فعل قطع
2-
اللغة مرتبطة بالتفكبر الإنساني
لا يمكن أن يُفهم نصّ لغوي
إلاّ بنحوِِ يقتضيه المنطق و العقل
مثال: نساء رجال
3-
الزيادة في اللفظ تتبعها الزيادة في المعنى
a-
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ
وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 97)
إستطاع ليست هي إسطاع
التاء التي أضيفت , زادت من شدّة المعنى
b-
خرج من الجامعة ليست هي تخرّج من الجامعة
5- القرآن و الترادف
A-
القرآن ألغى الترادف و أعطى لكلّ كلمة معنى دقيق جدّا
فلا يستخدم أكثر من لفظ
ليصل القارئَ أو السامعَ إلى المعنى المراد من الكلام.
كلّ كلمة في الذكر الحكيم
قائمةٌ بذاتها بدلالتها الخاصّة ومعناها الفريد
ولا يمكن استبدال كلمة بكلمة
بدون تغيير الدّلالة أو المعنى
فالعام غير السّنة
والغيث غير المطر
والرّجوع غير العودة.
كلمة أب أو والد تدلان في الوهلة الأولى على أنّ لهما نفس المعنى
لكنّ الحقيقة أنّ لكلّ كلمة معنى خاصّ بها
فالوالد هو اللأب البيولوجي
و الأب هو الّذي تكفّل بتربية الأولاد
و يمكن أن يكون بيولوجبا كما يمكن أن يكون متبنّيّا
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ
وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ
وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ
فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ
وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ
وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 23)
بما أنّ الله ذكر لنا أبناء من الأصلاب
فإنّ هناك حتما أبناء من غير الأصلاب و تعني بالتبني
وكذلك الأمر بالنسبة للأب و الوالد
الوالد أب بيولوجي
و الأب هو المربي فيكون والدا أو متبنّيا
اختيار الألفاظ القرآنية بمواضعها ليس عشوائياً
والتقديم والتأخير في السياق القرآني ليس عبثا ً.
B-
الترادف إساءة لكتاب الله العظيم
وأختلاف المبنى يؤدي حتما الى إختلاف المعنى
ولكل كلمة دلالاتها فكل كلمة تضيئ جانب معين من المعنى
ولو كانت: الظالمون هي ذاتها الكافرون وهي ذاتها الفاسقون
لأصبح القرآن العظيم أربع صفحات !!
C-
ولعل القائلين بوجود الترادف في القرآن الكريم
لا يتتبعون استخدامات المفردة القرآنية
ولا يعرفون متى تستعمل وفي أي سياق يكون ذلك الاستعمال
ولا يلاحظون الفروق الدقيقة بين الكلمات المتقاربة
ولعلهم يلتفتون إلى القدر المشترك من المعنى العام بين تلك الألفاظ المتقاربة
ولا يدركون أن كل كلمة منتقاة بدقة متناهية
وموضوعة في سبك رائع قوي يظهر معه استواء كل كلمة في محلها اللائق بها
وما فقدناه من عدم إدراك ذلك إنما بسبب التساهل في استعمال الألفاظ
حتى أصبحت في أغلب الحالات تحمل معنىً واحدا حسب التفاسير القديمة.
D-
هناك ألفاظاً متقاربةً في القرآن الكريم وألفاظاً متشابهةً
ولكن لا يوجد ألفاظٌ مترادفةٌ تحمل نفس المعنى
إذ إن ذلك حشو وزيادة وكلام الله بعيد كل البعد عن ذلك
وما نفعله عند تفسيرنا للكلمات القرآنية بكلمات أخرى
إنما هو من باب التقريب لا التحديد الدقيق لمعنى الكلمة
ليكون في متناول فهم من لم يدرك هذه الفروق الدقيقة
E-
قال ابن تيمية
الترادف في اللغة قليل
وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر وإما معدوم،
وقَلَّ أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه
بل يكون فيه تقريب لمعناه
وهذا من أسباب إعجاز القرآن.
6- أمثلة لكلمات متشابهة في المعنى
حسب المعتقدات السائدة لكنّها ليست كذلك
(الْخَوْفُ وَالْخَشْيَةُ)
الْخَشْيَةَ هي الْخَوْفُ الشديدُ، فَهِيَ أَشَدُّ مِنَ الْخَوْفِ
(الشُّحُّ وَالْبُخْلُ)
الشُّحَّ هُوَ الْبُخْلُ الشَّدِيدُ
(السَّقْيُ وَالْإِسْقَاءُ)
سَقَى تفيد السلاسة والسهولة واليسر
وَأَسْقَى تدل على التكلف
(العَمَلُ وَالفِعْلُ)
عَمِلَ وَفَعَلَ، فالأول يدل على التريث والتمهل في الشيء،
والثاني يدلُ على السُّرْعَةِ، وأيضًا العَمَلُ يشتمل على القولِ وَالفَعْلُ معًا
(بَلَى وَنَعَمْ)
بَلَى تأتي جوابًا لاسْتِفْهامٍ مُقْتَرنٍ بنَفْيٍ، كقول القائل لغيره: ألم أحسن إليك؟
فيقول صاحبه: بلى. فيكون إقرارًا بإحسانه، ولو قال: نعم. كان إنكارًا لقوله.
أنس العمايرة
مقال لعادل عصمت
عربية القرآن تختلف في الدقة عن
العربية التي درسناها في المدرسة
فهي مختلفة مبينه واضحة دقيقة الدلالة وحصرية الدلالة
فنجد مثلا
الزوج ليس هو البعل
الاسلام غير الايمان
والمسلمين ليس هم المؤمنين
والفقراء ليس هم المساكين
والمساكين ليس هم القواعد
وجاء غير أتى،
والنبى غير الرسول،
الرحمن غير الرحيم
النبأ غير الخبر
الاسراف غير التبذير
التمام ليس هو الكمال
والكتاب غير القرآن
الفرقان غير القرآن
الاجرام غير الشرك
والاب غير الوالد
والروح غير النفس
والعرش غير الكرسى
والموت غير الوفاة
الهلاك غير الموت
العباد غير العبيد
والذنب غير السيئة
الشاهد غير الشهيد
القلب ليس هو الفؤاد
والصدر غير القفص الصدرى
والام غير الوالدة
الانزال غير التنزيل
الشيطان غير ابليس
البشر غير الانسان
والركوع غير السجود
والهبوط ليس معناه النزول من اعلى
القيامة غير الساعة، غير الحساب،
والقبور ليست هى الاجداث،.
والكفر غير الشرك
وطه ويس ليست اسماء للنبى محمد الحبيب
واسطاعوا ليست هى استطاعوا
ويسطع غير يستطيع
وامرآة غير امرآت
ورأى غير رءا
ونعمة غير نعمت
ورحمة غير رحمت
و صاحبه غير صحبه
ياعزيزى ربى دقيق للغاية ومعجز وقدراته لانهائية وبلا حدود
وعربية القرآن غير عربية العرب
وعندما يستخدم ربى اللغه يكون الامر مختلفا
لكل لفظة دلالة حصرية
واذا تغير شكل اللفظ فى حرف واحد منه
تغيرت دلالته فورا
وكلما زاد المبنى زاد المعنى.