سلاح الترهيب بالقداسة
إن سلاح الترهيب بالقداسة هو غطاء لكل فكر هش و مرتعش وضعيف - يلجأ إليه رجال الدين حين يفشلون فى الإقناع بمنطق إذا لم تقنعه فأرهبه - وكما يقول سقراط (أن الخوف يجعل الناس أكثر طاعة وأكثر حذرا وأكثر عبودية)
فحين يفشل رجال الدين فى الإقناع فإنهم يلجأون لإشهار سلاح التخويف المغطى برهبة القداسة فى وجه كل ناقد أو متساءل أو مصلح
وقد نجحوا على مدار نصف قرن من ترسيخ وصم كل من يخرج عن إطارهم بالكفر أو الإنحلال أو إزدراء الدين
أمام مجتمع تعرض لجرعات دينية مشوهة مركزة طيلة عقود
مما سبب عدم قدرتنا على معالجة وتحجيم أمراضنا المجتمعية ذات البعد الديني والجرائم المترتبة عليها والمنتشرة بمجتمعنا من تمييز وعنف وذكورية وفساد وتحرش وإنتهاك للخصوصيات وغيرها
ولتغييب المجتمع والمحافظة على عروشهم شوه رجال الدين منهج التفكير وحذروا من البحث وتبادل المعارف والثقافات الإنسانية خارج الإطار الدينى و المذهبي مما سبب جمود للعقل الجمعى فنتج التنافر بين مكونات المجتمع الواحد وعدم تقبلنا للرأي الآخر ورفضه والخوف من التجديد فأصبحنا نقرأ التاريخ بلا نقد ونردد الموروث بلا سؤال فبقيت مملكة رجال الدين معصومة
وقد حان الوقت لنهدم تلك العصمة ونفصل بين الأديان كمعتقدات وبين سلطة الأديان متمثلة فى مؤسساتها الجامدة برجالها وأى تراث يعادى حرياتنا الإنسانية كما فعل الأوربيين بعد مئات السنين من الهيمنة الكهنوتية الدموية والمتسلطة
وعلينا ألا نخضع لسلاح الترهيب والتخويف الذى واجهه طه حسين وكادوا أن يسجنوه وواجهه الشهيد فرج فودة حتى إغتالوه وواجهه نصر حامد حتى نفوه وكذلك القمنى
وواجهته نوال السعداوى فحاولوا إغتيالها معنويا ولكنها بقيت كالصخرة
التى جثمت على جبل بكل ثقله فهزمته وأحببت أن أضع صورتها من بين كل التنويريين لأنها تمثل مصر متوجة المرأة كأول إلهة فى الحضارات القديمة وكأول ملكة تحكم
والأن فإن سلطة هؤلاء الأوصياء تتراجع وتخندقوا للدفاع بعد عقود من الهجوم والترهيب.
أحمد علام