آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

تدبّر يقبل الخطأ و الصّواب

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

تجد أن الرّوايات و القصص تتحدث دائماً

عن ملائكة نزلت لتقاتل مع المؤمنين ضد الكفار

لكن لن تجد نهائياً ملاكا واحدا فقط من هؤلاء الملائكة

نزل ليساعد أو يُطعم المشردين والفقراء واليتامى مثلاً..!

 

بليد هذا المشرك الكافر الّذي رأى مَلَكََا

ثُمَّ حاربه بدل أن يؤمن بخالق هذه المعجزة

مشكلة التراثيين أنّهم لا يستخدمون عقولهم و يصدّقون بعمى

لا يضعون أنفسهم مكان الآخرين ولا يتخيّلون مشهد الحادثة

 

القول بأن الملائكة نزلوا لقتال المشركين

هو خرق لقوانين وسنن الله في الكون

 

1- آية تنزيل الملائكة لمساعدة أصحاب الرّسول في الحرب

إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ

أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ

بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ؟ (124)

بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا

وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا

يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ

بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 124 - 125)

آية تحتاج تركيزا كبيرا

لا يجب أن ننسى أبدا أنّ القرآن شفاء و رحمة للمؤمنين

و لا يزيد الظالمين أنفسهم إلاّ خسارا 

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ

مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ

وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 82)

 

2- ماذا يقول التراث عن الحادثة

يسود اعتقاد شائع بأن الملائكة حاربت مع المسلمين في غزوة بدر

 حسب تفسير الطبري

" عن الضحاك، كان هذا موعدا من الله يوم أحد

عرضه على نبيه محمد : أن المؤمنين إن اتقوا وصبروا

أمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين

ففر المسلمون يوم بدر وولوا مدبرين، فلم يمدهم الله"

(تفسير الطبري 7/ 180)

والمعنى أن الملائكة كانوا 3 آلاف لكن فرار المسلمين منع عنهم الخمسة..

 

2-

وروايات أخرى أنها في غزوة أحد

وهو قول ابن عباس والكلبي والواقدي ومقاتل وابن أسحاق

(تفسير الرازي 8/ 349)

 

فكيف ينزل الملائكة محاربين مع المؤمنين وتكون النتيجة هي الهزيمة؟..

ألا يعد ذلك إهانة للملائكة؟

مقتطف من مقال لسامح عسكر

 

3- محاولة لتدبّر الآيتين (و الله أعلم)

إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ

أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ

بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ؟ (124)

بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا

وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا

يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ

بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)

 

تبدأ الآيتين ب إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ

إذ تقول: تدلّ على الحاضر و المستقبل

 و ليس قُلْتَ للمؤمنين الّتي تدلّ على الماضي

عندما يتلو عليهم هاتين الآيتين فإنه يقول للمؤمنين المعلومات المتواجدة بها

==> لم يكن على علم بهذه المعلومات إلاّ بعد توصّله بوحي الآيتين فتلاها عليهم 

 

أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ؟ 

بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا

وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا

يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ

 

يخبر الله على طريق نبيّه في القرآن

بواسطة هاتين الآيتين

أنّه سيُمِدّهم (يساعدهم) ب3000 من الملائكة 

 

- مُنَزِّلين على الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ إستقاموا

- و ليس مُنزَلين (هابطين إلى الأرض)

 

إِنَّ الَّذِينَ

A- قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ

B- ثُمَّ اسْتَقَامُوا

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ

1- أَلَّا تَخَافُوا

2- وَلَا تَحْزَنُوا

3- وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 30)

 

يخبرهم أيضا أنّهم إذا صبروا وإتّقوا

سيساعدهم ب 5000 من الملائكة مسوّمين و ليس فقط 3000 

 

تدبّر يمكن أن يصيب كما يمكن أن يخطئ لأنني بشر 

لكنّه يبقى منطقيا أكثر إلى حدّ الساعة

و الله أعلم

 

4- أرسل الله الرسل بالبيّنات و ليس بالمعجزات

 

5- إذا نزلت الملائكة فإنّ الإختبار سيقف في تلك اللحظة

يخبرنا الله في 4 آيات منفصلة

أنّه في حالة إنزاله لملاك سينتهي الأمر بدون تأجيل

هذا يعني يقينا أنّ 3000 أو 5000 ملاك

لم ينزلوا إلى الأرض مساندين جيش النبيّ محمّد في محاربة قريش 

نزول هذا العدد الكبير من الملائكة إلى الأرض يُعدّ دليلا قاطعا أنّ الله موجود

و بالتالي سيُسلِم له كلّ الناس

بما فيهم قريش و الظّالمون و المنافقون

و هذا ليس هو الهدف من الإختبار

 

6- نبيّنا لم يرى ملكا فكيف لأصحابه أن يروا ملائكة

 

7- لم يوحي الله للنبيّ شيئا من غير القرآن

و على إفتراض أنّه أَوحى له شيئا

فهو يقينا ليس بحديث و لا علاقة له بالتشريعات و لا بالتفسير

لأنّ القرآن كامل و مفصّل و تبيان لكلّ شيء

 

 

تدبّر يمكن أن يصيب كما يمكن أن يخطئ لأنني بشر 

لكنّه يبقى الأكثر منطقا لحدّ الساعة

و الله أعلم