آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

جواب134

مقدمة

الأمة التي ترى أن القيامة

سوف تقوم عند كل كارثة طبيعية

ليس لديها من الحلول سوى الموت !

محمد حامد

 

1- تساؤلات منطقية

تهدم إستغلال تجار الدين للكوارث

من أجل تعزيز نفوذهم

المؤسف في الأمر أن الثراثيين يستغلون الكوارث و المصائب

من أجل بث الرعب في قلوب الناس 

بغية إحكام القبضة على عقولهم

يعزفون على الوتر الحساس

الزنا - شرب الخمر - الخوف - الذنب - المعصية

الموت - علامات الساعة - عذاب جهنم

 

جهل حراس المعبد بالقرآن و بالمنطق السليم

جعلهم يحمّلون مسؤولية هذه الكوارث

لله سبحانه و تعالى

بدون أن يعلموا أنّهم يسيؤون له أيما إساءة

 

1-

كيف يعقل أن ينذرنا الله

بواسطة قتل الأبرياء و الفقراء من أطفال و نساء 

إنّهم بذلك يعتبرون الله إرهابيا ظالما إنتقائيا

2-

كيف يعقل أن يعقل أن يغضب الله بتدمير المساجد

و ترك الحانات و قاعات القمار سليمة و الكباريهات

إنّهم بذلك يعتبرون الله مشجعا على الفساد

و ناهيا عن العبادات

 

3-

ماذا يمكن أن تنتظر من شخص

بٌرمج من طرف شيوخه

على أنّ الله يقتل الأبرياء

غضبا أو إنذارا أو إنتقاما من المذنبين العاصين

إنّه خطاب عنصري خطير 

يعطي الضوء الأخضر للإرهابيين

بقتل الجميع بدون إستثناء

دفاعا عن الدين

 

4-

كيف يعقل أن يعاقب الله اليابانيين مرات عديدة في السنة

و يترك الأوروبيين بدون عقاب لعشرات السنين

إنّهم بذلك يعتبرون الله عنصريا إنتقائيا في العقاب

 

5-

إذا كان الزلزال عقوبة من الله

فمعنى ذلك أن هذه العقوبة قد عُطِّلت في اليابان

لأن أقوى الزلازل

أصبح الآن بلا مفعول في ذلك "الكوكب" المتقدم.

 

يظن الشيوخ أنهم ينصرون الدين بعملهم هذا

لكنهم في الحقيقة يسيؤون له

مستغلين في ذلك معاناة الناس 

من أجل تحقيق مصالح دنيوية دنيئة.

 

يتكلّمون يإسم الله كما لو كانوا يمتلكون

 وكالة حصرية من عنده تضمن لهم آخر الأخبار

بما في ذلك أسباب الكوارث

 

2- معلومات لأولي الألباب

الزلالزل و  الكوارث التي تصيب الإنسان

عبارة عن ظواهر طبيعية

رافقت الكرة الأرضية طيلة وجودها

تحكمها قوانين كونية ثابتة

و عمياء

منذ البداية (الإنفجار العظيم) و إلى غاية النهاية

قوانين لا تفرق بين مؤمن و كافر  و لا بين مسلم و ملحد

لا تميز بين البشر.


مثال بسيط لتوضيح الأمر

الماء يتبخر عند درجة الغليان

لا عند تدخل الله
والزلازل تحدث بسبب إنزلاق طبقتين من القشرة الأرضية

لا عند تدخل الله

Hoballah Almukhtar

 

لاتنقص الزلازل بالإستغفار

ولا تزيد بالمعاصي

محمد حامد

 

الكوارث الطبيعية حدثت في بلاد المسلمين

في زمن السلف وفي أزمان غيرها.

كالمجاعات، والطاعون، والحرائق...الخ

حتى مكة لم تسلم من الكوارث الطبيعية والسيول.

 أيضا و بالمثل في بلاد غير المسلمين.. على مر الأزمان.

الحياة الدنيا دار إبتلاء

للمؤمن والكافر على حد سواء.

ولو كانت تلك الكوارث خاضعة لمعيار

إيمان و تقوى أهل البلد ..

لضربت لاس فيغاس وماشابهها من المدن..

وليس تركيا وسوريا (2023)

و لا مراكش الحمراء الغالية (2023) !!

فيأتي ذكي من الأذكياء

شخص يظن نفسه وصل الحقيقة المطلقة

فيبرر ذلك

بأن المعاصي كثرت في الدول الإسلامية

ولذلك يعاقبهم الله بالكوارث 

لكنّه في الحقيقة

 يقول للناس بصفة غير مباشرة

عليكم أن تَكْفروا كالأمريكيين في لاس فيغاس

 لتسلموا من الكوارث!!

Ala Mohammed

 

3- ملخّص لنظرية الوجود

هناك 4 أنواع من الخلق !!!!

1- خلقُُ غير عاقل و غير واع

ينقسم إلى قسمين

A- الجماد

B- المخلوقات الحيّة البسيطة

(النباتات - الفطريات - الميكروبات - الفيروسات)

2- خلقُُ عاقل لكنّه غير واع بنعمة العقل

==> الحيوان

3- خلقُُ عاقل و واع بنعمة العقل

ممتلك لحرية الاختيار

متحكّم في قراراته و مصيره بنفسه

==> هذا الخلق هو الإنسان

و هو أرقى هذه الأنواع الأربعة

لأنه يمتلك حرية الاختيار !!!!

معضلة حرية الاختيار

التي يتمتع بها

هذا الخلق الرابع (الإنسان)

هي الخير و الشر!!!!

الإختيار الحرّ

مرتبط ارتباطا وثيقا بالخير و الشرّ

فلا يمكن فصلهما عن بعض!!!!

تَمتُّع البشر

بحرية الاختيار بين الخير و الشر

مكَّن من تقسيمه

إلى أربعة أنواع

1-

مجموعة الأخيار 

المقتنعون بعمل الخير

عمل صالح + إحسان + سلام (إسلام)

2-

مجموعة المتردّدين بين الخير و الشرّ

المذبذبين

لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء

3-

مجموعة الأشرار

تنقسم بدورها إلى ثلاثة أنواع

A-

أشرار و يفتخرون بشَرِّهم

أشرار مستكبرون و مفتخرون (كُفار - نرجسيين - Ego)

B-

أشرار

اختاروا الصلاح 

رغما عن أنفهم

خوفا من العقاب (السجن)

أو من نظرة الناس  .... إلخ

أشرار جبناء

أشرار منكرون (كُفار)

C-

أشرار يظنون أنفسهم أخيارا 

و لا يستوعبون حقيقتهم.

بالدارجة المغربية نقول

راسهوم قاسح ==> لا يعترفون أبدا بشرهم

أشرار مستكبرون معاندون (كُفار - نرجسيين - Ego).

 

عاقبة إختلاط هذه المجموعات الخمسة

سواء كانوا متأكّدين من وجود الله أم لا

هي

المصائب - الخراب (في بعض الحالات)

مما استوجب فرز الأشرار

عن مجموعة الصالحين  !!!!

لكن إذا قام الله

الذي يعلم حقيقتهم

بفصلهم منذ البداية

تفاديا للمصائب,

لاعترضت المجموعتين B و C

بحجة انعدام الدليل

فالمجموعة B ستُنكر حقيقتها 

نظرا ليقينها بعدم وجود دليل يؤكّد شرها

و المجموعة C سترفض بكل استكبار

نظرا ليقينها بصلاحها !!!!

زيادة على أنّه لا يمكن تقرير مصير

مجموعة المتردّدين

بدون دليل واضح و عادل

ما الحلّ إذن؟؟؟؟؟

بقي حلّ وحيد

يسمح بعزلهم  !!!!

هذه الوصفة السحرية

هي التدخّل الغير المباشر

بواسطة اختبار

يُظهر حقيقة المجموعات الثلاث

بالدليل و البرهان

و بدون أي إمكانية للإنكار في آخر المطاف!!!

إختبار سيمكن أيضا من حسم موقف 

أولائك المتردّدين

 

4- لكن أي الإختبارين هو القابل للتطبيق؟؟؟

a- السيناريو 1

خلق عالم مشابه لعالمنا و لكن بشرط 

لا تصيب الكارثة و الفاجعة إلاّ الأشرار فقط 

فيُحسّ النّاس بالعدل الإلاهي

هذا السيناريو مكنني من 

اكتشاف الجواب المنطقي

على التساؤل

الذي طالما حيّر المفكرين عبر العصور

مثال من ملايين الأمثلة

لماذا يموت الاطفال و العجزة في غزة؟؟؟

أو يموت الاطفال بأمراض فتاكة أو في الزلازل و الفيضانات ؟؟؟

لو كان هناك إلاه لما ترك

كل هذه المآسي!!!!!

جواب

في هذه الحالة

سيُحسّ المجرمون

بأنّ هناك تدخّلا خارجيا من الفضاء 

يتحكّم في مجريات الإختبار.

من البلادة و الغباء

أن لا يؤمن هؤلاء بهذا المتدخّل الخارجي

و سيُصبحون من الأخيار

مجبرين مرغمين بدون إقتناع  

 

إذا ظهر دليل يقيني 100%

على وجود الله

لانضبط الجميع بالرغم عن أنفهم

خوفا من العقاب

فلا يبقى داع للإختبار

سيضطرّ جميع الناس بدون إستثناء

إلى الالتزام بالقوانين الإلاهية

نفاقا - مُجْبَرين - مرغَمين

مثال لتوضيح الأمور

سؤال

لماذا يقوم المجرم بعملية السرقة أو القتل؟؟؟

جواب

يأمل المجرم دائما 

أن يفلِت

من قبضة الأجهزة الأمنية !!!!

ذلك الأمل مع الطمع في الغنيمة

هما الدافعان الأساسيان للإجرام!!!!

قتْلُ هذا الأمل من الأساس

سيمنع المجرم من القيام بعملياته الإجرامية 

ولو كان طامعا !!!!

لنفترض جدلا أن جميع البشر

يمتلكون في رؤوسهم

شريحة إلكترونية

تفضح أعمالهم السيئة.

النتيجة المباشرة لشريحةِِِِِ

بهذه الإمكانيات الخارقة

هي إمتناع السارق

عن السرقة

لأنّه سيكون متأكّدا 100%

من القبض عليه مباشرة بعد عملية السرقة

و من تطبيق عقوبة سجنية قاسية عليه.

سينعدم الأمل في الإفلات من العدالة

 

سيمتنع المجرمون

عن إجرامهم

إذا كانوا متأكّدين

من تطبيق عقوبة سجنية قاسية عليهم .

 

نفس الشيء ينطبق على الظالمين أنفسهم

(الكافرون - مشركون - مجرمون.....)

سيمتنعون عن ظلمهم لأنفسهم

إذا كانوا متأكّدين

من تطبيق عقوبة الدخول إلى جهنّم .

ظهور دليل يقيني على وجود الله

سيجبر المجرمين الفاسدين

على الصلاح نفاقا

إلى غاية الفوز بالجنة

التي وعدنا بها الله سبحانه و تعالى.

لكن سرعان ما

ستظهر حقيقتهم المؤسفة

مباشرة بعد استقرارهم بها

الشيء الذي سيؤدي إلى تدميرها

و تحويلها إلى جهنم

تماما كما تُدمّر الأرض حاليا

 

هذا سيناريو عقيم و لا جدوى منه

لأنه لا يسمح بفضح حقيقة الأشرار

 

يتبقى لنا السناريو الثاني

b-  السيناريو 2

خلق العالم الّذي نعيش فيه

بمحاسنه و مساوئه

في ظروف عشوائية و غير مبرمجة سلفا

هذا النّوع من الخلق

يسمح بإجتياز البشر للإختبار

في ظروف مثالية

لحرّيّة الإختيار.

هذا الإختبار

يمَكِّن من عزل الصالحين المحسنين المسالمين

عن أولائك المجرمين الفاسدين 

الذين لم يتمكنوا من ترقية أنفسهم

إبان كل تلك الحيوات التي عاشوها .

 

أتمنى بعد هذا التسلسل المنطقي للمعطيات

التي ذكرتها لكم

أن تكونوا قد إقتنعتم بأنّه

لا يوجد حلّ من غير هذا الحل

==> الإختبار الذي نمرّ منه

مرحلة ضرورية

و نتيجة حتمية

 

لا بديل لحل الاختبار نهائيا

و من فكّر بحلّ آخر 

غير ظالم للمجموعات الأربع

فليتفضّل مشكورا

 

في وصف دقيق ومُبهر عن الخير والشر

وحقيقة الإنسان..

لا أستطيع أن أقول عن إنسان أنّه طيب

إلا إذا كان لديه القدرة على فعل الشر ولم يفعل.

يجب أن يكون لديك الخيارات لتعرف حقًا من أنت.

الكاتب البرتغالي أفونسو كروش

 

لطالما ضحكتُ من الضعفاءِ

الذين يظنون أنفسهم أخيار

لأن ليس لديهم مخالب.

ويقول فريدريك نيتشه

 

ستيفن واينبرج Steven Weinberg

من أروع المقولات

التي صادفت في مسيرتي البحثية

يقول

هناك دائما أخيار يصنعون خيرا !!!

و هناك دائما أشرار يصنعون شرا !!!

لكن لِكي يَصْنَعَ

الأخيارُ الشَّرَّ

==> هذا يحتاج إلى دين.

لكنني قمت بإدخال تعديل على مقولته

لأنّ الأخيار لا يقومون بالشرّ

إلا إذا كانوا مرغمين عليه

فأصبحت كالتالي

هناك دائما أخيار يصنعون خيرا !!!

و هناك دائما أشرار يصنعون شرا !!!

لكن

لِكي يَصْنَعَ

الشرَّ

1- التائهونَ - المتذبذبونَ - المتردّدونَ

أو

2- أولائك الذين يخافون من العقاب و من نظرات الناس !!!!!! 

أو

3- أولائك الذين يَظُنّون أَنْفُسَهم أَخيارَََََا  !!!!!! 

==> هذا يحتاج إلى ديانات.

Benfdil Faiçal

 

بصيغة أخرى

هناك 3 سيناريوهات لخلق العالم و الإنسان العاقل

a- خلق عالم لا يوجد فيه ظلم و لا شرّ و لا كذب و طمع و لا حسد

لا تقع فيه حوادث مميتة للأطفال و لا زلازل و لا حرائق إلخ

في هذه الحالة لا يمكن أن أطلق إسم إختبار

على  هذه الطّريقة من الخلق

زيادة على أنّ الإنسان سيُحرم من حرّية الإختيار 

سيصبح كالرّجل الآلي

مبرمج على الخير فقط

يعيش في عالم مثالي

 

b- خلق عالم مشابه لعالمنا و لكن بشرط 

لا تصيب الكارثة و الفاجعة إلاّ الأشرار فقط 

فيُحسّ النّاس بالعدل الإلاهي

في هذه الحالة سيُحسّ المجرمون

بأنّ هناك تدخّلا خارجيا من الفضاء 

يتحكّم في مجريات الإختبار

من البلادة أن لا يؤمن هؤلاء بهذا المتدخّل الخارجي

و سيُصبحون من الأخيار

مجبرين مرغمين بدون إقتناع  

 

c- خلق العالم الّذي نعيش فيه بمحاسنه و مساوئه

في ظروف عشوائية و غير مبرمجة سلفا

هذا النّوع من الخلق يسمح

بإجتياز الإختبار

في ظروف مثالية لحرّيّة الإختيار

 

5- قاعدة عامة في القرآن

بهلك الله القرى بذنوبهم

A-

وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً

أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا

فَفَسَقُوا فِيهَا

فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ

فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 16)

أوّلا

يأمر الله

مترفي القرية (السادة و الكبراء)

ثانيا

يفسق هؤلاء المترفون في القرية

ثالثا

يدمّر الله القرية تدميرا

تبدو من الوهلة الأولى غير منطقية

تحليل

 إذا قرأنا الآية بإنطباع مسبق أو بشكل سطحي

بدون ترتيل الكتاب المبين

و لا تدبّر منطقي متوافق مع كلّ أسماء الله الحسنى

فإننا نقع في إتهام الله سبحانه وتعالى بالظلم 

حيث أنّه يُوجّه الأمر لمترفي القرية بالفسق

 ثم بعد ذلك يُعاقبهم على تطبيق هذا الأمر

و بطبيعة الحال هذا الأمر غير صحيح

لعدم تدبّرنا للقرآن بتوافق مع كلّ أسماء الله الحسنى

تدبّر

(فعل أمر يعني موعظة للمصلحة)

لنرى بماذا يأمر الله سبحانه و تعالى

مترفي القرية

1-

 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ

بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى

عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ

يَعِظُكُمْ

لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 90)

لقد أمر الله سبحانه و تعالى مترفي القرية

بواسطة الرسل

بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَنهاهم 

 عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ

2-

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ

مِنْ نَذِيرٍ

إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا

إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ

(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 34)

لكنّ هؤلاء المترفين

كفروا بما أمرهم الله عن طريق الرسل

كفروا بما أُرسِل الرُّسل

==> ففسقوا فيها

بتبديل ما أُنزل إليهم من ربّهم 

متبعين أهواءهم و ما وجدوا عليه آباءهم

(ديانات بشرية ما أنزل الله بها من سلطان)

3-

وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ

إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا

إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ

وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ

(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 23)  

يتخدون قرارات

تعاكس المواعظ الإلاهية في كتبه المنزّلة

و لا تتماشى مع أسماء الله الحسنى

و لا مع الفطرة السليمة

و النتيجة الحتمية لهذا الإبتعاد عن الحقّ و الفطرة 

هو دمار الدّولة و ظهور دولة جديدة

 

B-

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ

إِلَّا أَخَذْنَا

أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ

لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)

ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ

حَتَّى عَفَوْا

وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ

فَأَخَذْنَاهُمْ

بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 94 - 95)

لو مات أهل القرى

على إثر عقوبتهم بالبأساء و الضراء

لما تمكنوا من التضرّع

==> كيف سيتضرعون بعد موتهم ؟؟؟!!!!

الأخذ بغتة لا يعني بالضرورة القتل

 

C-

فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ

أَهْلَكْنَاهَا

وَهِيَ ظَالِمَةٌ

1- فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

2- وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ

3- وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 45)

يُهلك الله المجتمعات الفاسدة

المجتمعات التي تعتمد على قوانين غير ديموقراطية

مجتمعات ذات مؤسسات إدارية معطلة أو بيروقراطية بلغة العثر

مجتمعات يحكمها الأغنياء الذين يعيشون في رفاهية

على حساب الشعب الذي يعاني من وبلات الفقر

 

D-

أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ

مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ

وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ

فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ

وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 6)

يُعدّ الانسان وفساده في الارض 

سببا واحدا فقط من بين

أسباب متعدّدة للكوارث الطبيعية

و ليس السبب الرئيسي.

- حفر الأراض واستخراج ما في باطنها

من مواد ومعادن وغازات لانتاج الطاقة

- و ما يحدث من قلع للاشجار بكميات هائلة

-  و تعدي على الطبيعة بإلقاء النفايات.

-  وكذلك حين يقوم الانسان بإجراء تجاربه المحرمة 

كتفجير قنابل نووية وهيدروجينية و مغناطيسية في باطن الأرض و فوقها .

تعدي على سنة الله في أرضه. 

 

6- الله لا يظلم الناس

لكنّ الناس انفسهم يظلمون

 

7- لو أراد الله التدخّل لإيقاق الظّالمين

لَفَعَل

و لكنّه يؤجّل حسابهم إلى الآخرة

لتكوين ملفّ كامل و مفصّل بالأدلّة الدّامغة

يشمل جميع حيواتهم (جمع حياة)

فلا يستطيعون إنكار حقيقتهم المرّة

و سيتقبّلون مصيرهم الّذي إختاروه بيدهم 

و لن يُطالبوا بنفس ظروف الحياة السّعيدة 

الّتي نجح الصالحون في الحصول عليها عن جدارة و إستحقاق

 

1-

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ

مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 61)

 

2-

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا

مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا

(سورة : 35 - سورة فاطر, اية : 45)

إنّ الله يرى و يعاين كلّ ما يفعل المفسدون

و يتركهم بدون حساب كبير إلى يوم الحساب

لكي يُريهم تسجيلات حياتهم الّتي تحتوي على الأدلّة الّتي لا يمكن إنكارها نهائيا

 

3-

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 42)

الله ليس بغافل عن الظّالمين

فهو يسجّل كلّ صغيرة و كبيرة عليهم

و يؤّخر الحساب ليوم الحساب

 

4-

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ

إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ؟

وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟

قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 30)

يعرف الملائكة أنّ بني آدم مجرمون فاسدون

و يتساءلون عن سبب قبول الله لإعطائهم فرصة ثانية

مع العلم أنّهم سيفسدون و سيفسكون الدّماء

بدون تفريق الصّالح عن الطّالح و الصغير عن الكبير

فأجابهم الله أنّه يعلم سببا أو أسبابا وجيهة لا يعلمونها

من بينها على ما أظنّ

- إعطاء فرصة ثانية لمن يستحقّها

- و تثبيث الخبث على المجرمين بالدّليل القاطع

 

5-

فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ

إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 81)  

إنّ الله لا يتدخّل ليصلح الفساد

و السبب معروف كما ذكرنا سابقا

 

6-

وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ

لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ

فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 137)

لو شاء الله لمنع قتل الأطفال جسديا و معنويا

لكنّه تركهم يفترون على الله الكذب

قصد إثبات التهمة عليهم بالدّليل القاطع 

 

7-

وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ

فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ

فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى

فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 35)  

لو أراد الله التدخّل

لإيقاق الظّلم و هداية الناس

لَفَعَلْ

و لكنّه يؤجّل حساب الناس  إلى الآخرة

مع ما يحمل ذلك من أضرار جانبيّة (بمنظورنا الحالي)

قصد تكوين ملفّ شامل بالأدلّة الدّامغة

يشمل تسجيلات جميع حيواة(جمع حياة واحدة) كلّ شخص

فلا يستطيع الظّالمون إنكار حقيقتهم المرّة

و سيتقبّلون مصيرهم الّذي إختاروه بيدهم

و لن يُطالبوا بنفس ظروف الحياة السّعيدة 

الّتي نجح الصالحون في الحصول عليها عن جدارة و إستحقاق

 

8- الموت بالأجل

و ليس بردّة الفعل - بالإنتقام

ضدّ ظلم الناس لأنفسهم

A-

وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى

بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا

أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا

أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا

وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا

تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ

أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ

حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ

(سورة : 13 - سورة الرعد, اية : 31)

تأتي المصيبة بسبب الإنسان الكافر المستكبر المنكر للحقّ

و العقاب حتى يأتي وعد الله

و ليس إبان الإختبار

فالله لا يُخلف الميعاد

 

B-

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا؟

أَنْ لَوْ نَشَاءُ

أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ

وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ

فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 100)

لو أراد الله أن يصيب قوما بالهلاك

لأصابهم بالذّنوب التي يقترفونها 

قاعدة عامة في القرآن

يهلك الله القرى بواسطة ذنوبهم

ذنوب و ظلم

 يتسبب في إنهيار الإقتصاد و المجتمع

ثمّ الحكم في نهاية المطاف

و تاريخ الدّول الإسلامية و غير الإسلامية 

حافل بالأمثلة

 

C-

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ

مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ

لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 61)

هل يؤخر الله الناس الظالمين

 ليوم الحساب

أم يدمّرهم تدميرا إبان الإختبار؟؟؟؟

لو أراد الله التدخّل نتيجة ظلم الناس و فسادهم

لفعل

لكنه يؤّخرهم لأجلهم

يمكن أن يكون هذا الأجل و هذا الموت 

نتيجة كارثة طبيعية 

كما يمكن أن يكون نتيجة مرض أو حادثة

أو حتى بسبب الشيخوخة

فلا علاقة لله بالكوارث الطبيعية

 

D-

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا

مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ

فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا

(سورة : 35 - سورة فاطر, اية : 45) 

 

هل يعاقب الله الناس بما كسبوا

بتدميرهم إبان الإختبار

أم يؤخّرهم ليوم الحساب ؟؟؟؟ 

 

E-

وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ

لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا

لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ

بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا

(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 58)

آية رائعة و واضحة 

تثبت بالدليل القاطع

أنّ الله لا يعجّل العذاب قبل آوانه

و لو كان الناس يستحقون هذا العذاب بسبب ظلمهم و فسادهم

 

9- تدبّر آيات هلاك القرى

A-

1-

قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ

لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا

أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا

قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ؟؟؟؟!!!!! (88)

قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا

وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا

إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا

وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا

عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا

رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ

وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)

وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ

لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا

إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (90)

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ

فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91)

الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا

الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92)

فَتَوَلَّى عَنْهُمْ

وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ

فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ

إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ

لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)

ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ

حَتَّى عَفَوْا

وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ

فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 88 - 95)  

أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ==> ألَمَّ بِهم الإضطراب

أَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ==> فأصبحوا مثْقَلين بأفكارهم

عِبْئ أفكارهم المبنية على ما وجدوا عليه آباءهم

أثقل كاهلهم

و الدليل يأتي في الآية التي تلتها

قال لهم

لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ 

وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (رفضتم نُصحي)

 

لو ماتوا في منازلهم

كما أخبرونا في تفاسيرهم

لما تمكّن النبيّ شعيب من مخاطبتهم

لو مات أهل القرى

على إثر عقوبتهم بالبأساء و الضراء

لما تمكنوا من التضرّع

==> كيف سيتضرعون بعد موتهم ؟؟؟!!!!

الأخذ بغتة لا يعني بالضرورة القتل

 

2-

 

قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ

لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ

أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ؟؟؟

قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75)

قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا

إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76)

فَعَقَرُوا النَّاقَةَ

وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ

وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا

إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ

فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)

فَتَوَلَّى عَنْهُمْ

وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي

وَنَصَحْتُ لَكُمْ

وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 75 - 79)

أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ==> ألَمَّ بِهم الإضطراب

أَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ==> فأصبحوا مثْقَلين بأفكارهم

عِبْئ أفكارهم المبنية على ما وجدوا عليه آباءهم

أثقل كاهلهم

و الدليل يأتي في الآية التي تلتها

قال لهم

لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ 

وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (رفضتم نُصحي)

 

لو ماتوا في منازلهم

كما أخبرونا في تفاسيرهم

لما تمكّن النبيّ صالح من مخاطبتهم

 

B-

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ

عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ

فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا

وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)

فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا

وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9)

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا

فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا

قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)

(سورة : 65 - سورة الطلاق, اية : 8 - 10)

الْوَبَالُ هو سوءُ العاقبة - Les consequences

ما هو الأمر الّذي عتت عنه القرى؟؟

نجد الإجابة في الآية 10

==> لقد أنزل الله للقرى ذكرا

عتت القرى عن أمر الله المتواجد في الذّكر

ماهي نتيجة عدم إتباع الذكر ؟؟

عدم إتباع الذّكر يؤدّي إلى 

1- سوء عاقبة ما أمِرت به و لم تتبعه

على شكل حساب شديد و عذاب نُكرا (حرمان)

في الحياة الدّنيا

2- و الخسر و العذاب الشديد

في الآخرة

 

أمثلة لتوضيح الأمر

1-

أمرك الطبيب بالإقلاع عن التدخين

 و هو أمر عبارة عن موعظة للمصلحة

==> عدم الإقلاع عن التدخين يؤدّي في غالب الأحيان إلى المرض ثم الموت 

 

سوء عاقبة ما أمِرت به (الإقلاع عن التدخين)

و لم تتبعه

هو الحساب الشديد و عذاب نُكرا

في الحياة الدّنيا

- عقوبة الحساب و العذاب (الحرمان) لا تعني نهائيا

بأنّ الأمر بالإقلاع عن التدخين

هو أمر واجب التنفيذ

الحساب و العذاب نتيجة حتمية لقواعد و لوغاريتمات

مكتوبة منذ بداية الخلق

لا تتغيّر و لن تتغيّر

 

2-

يأمر الله سبحانه و تعالى المجتمعات

 بالتشبّت بالسلم و الإستعداد الدّائم للحرب تحسّبا لأيّ طارئ

و هو أمر عبارة عن موعظة للمصلحة

==> عدم الإمتثال لهذين الأمرين

يؤدّى بالمجتمع

a- إلى الإستعمار

إذا لم يكن مستعدّا لمواجهة الأعداء

و بالتالي التخلّف و الفساد

b- إلى مواجهة المقاومة العنيفة

إذا قام هو بالهجوم على مجتمع مسالم

الشيء الذي سيؤدّي إلى تدهور الجميع 

 

سوء عاقبة عدم الإمتثال لما أمِرت به المجتمعات (السلم مع الإستعداد الدائم للحرب)

و لم تتبعه

هو الحساب الشديد و عذاب نُكرا (حرمان)

في الحياة الدّنيا

وهذا ما لاحظناه طيلة 15 قرن

من عدم إتباع الدّول للمواعظ الإلاهية في الكتب المنزّلة

تخلّف و تدهور إقتصادي - فكري - إجتماعي (تدهور على جميع المستويات)

 

- عقوبة الحساب و العذاب (حرمان) لا تعني نهائيا

بأنّ الأمر بالسلم و الإستعداد الدّائم للحرب تحسّبا لأيّ طارئ

هو أمر واجب التنفيذ

الحساب و العذاب نتيجة حتمية لقواعد و لوغاريتمات

مكتوبة منذ بداية الخلق

لا تتغيّر و لن تتغيّر

إلخ من الأمثلة.........

 

إتّقوا الله يا أولي الألباب الّذين تستمعون الأقوال ثمّ تتبعون أحسنها

الله يُذكّركم بأنّ أحسن القول هو القرآن

كلّما رأيت قرية أو قوما متخلّفين إقتصاديا إجتماعيا

فإعلم أنّ سبب عذابهم الشّديد هو عدم إتباع الذّكر بما فيه من

تهميش الذّكر (القيم الإلاهية الموجودة في كتبه)

يؤدّي بالبلدان إلى الهاوية

 

C-

فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ

أَهْلَكْنَاهَا

وَهِيَ ظَالِمَةٌ

1- فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

2- وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ

3- وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 45)

- يُهلك الله المجتمعات الفاسدة

- القوانين الكونية التي وضعها الله

هي التي تهلك القرى

فأهلها لم يتبعوا هذه القوانين

و إتبعوا ما تهوى الأنفس من فساد و رشوة و سرقة

الشيء الذي أدّى لتدميرهم

 

وَمَا كَانَ رَبُّكَ

لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ

وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ

(سورة : 11 - سورة هود, اية : 117)

لا يظلم الله القرى

- يهلك الله القرى لأنّهم مذنبون

بواسطة القوانين الكونية التي وضعها 

فلم يتبعوها و إتبعوا شهواتهم

- فلو كانوا صالحين لما أهلكوا

لأنّ إدارتهم لأمور القرية أو الدّولة

متوافقة مع هذه القوانين الكونية

 

10- آيات تحتوي على معلومات مهمّة 

1-

وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا

فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ

قَالَ: رَبِّ لَوْ شِئْتَ

أَهْلَكْتَهُمْ

مِنْ قَبْلُ

وَإِيَّايَ

أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا؟

جواب ==> إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ (إختبار)

تُضِلُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ

وَتَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا

وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 155)

خاطب موسى اللهَ قائلا

لو شئت لأهلكتنا جميعا

من قبلِ

كلّ تلك الأعمال الّتي عمل السفهاء منّا

و إنتهى الأمر!!!

1- لماذا هذه الحياة و هذا الوقت الّذي نمضيه بحلوه و مرّه؟

2- لماذا تهلكنا (العذاب و الموت في بعض الحالات)  جميعا 

 بما فعله البعض منّا؟

3- لماذا تهلكنا بعد أن ظهرت و تسجّلت أعمال السفهاء !!!

 

فهم بعد ذلك بأن الحياة الدّنيا

عبارة عن إختبار (فتنة)

للتمييز بين من يشاء الهداية

و ذلك الّذي إختار بكامل قواه العقلية الإتجاه نحو الضلال

 

أهلك الله موسى و قومه مع العلم أنّ موسى من المؤمنين 

هلاك القرى لا يفرّق بين الصالح و الطالح

لكن سببه يكون دائما هو الإبتعاد عن المواعظ الإلاهية

 

لكي يكون الإختبار ذا مصداقية

يجب أن يكون منطقيا

بحيث لا يكون به تدخّل خارجي

 فلا يفضّل و لا يفرّق بين الصالح و المجرم

لأنّ ذلك سيثير إنتباه المجرمين

و يكون سببا في رجوعهم عن إجرامهم

مُجْبَرين و ليس عن إقتناع

يجب أن لا تكون تحيّزات لطرف ما في الإختبار

حتى يكون واقعيا و ناجحا

الإنحياز للأطفال أو الشيوخ أو المحسنين

سيَدلّ على وجود قوة خارجيّة تتحكّم بمجريات الأمور

الشيء الّذي سيدفع الكلّ للإيمان بهذه القوّة بدون إستثناء

و بالتالي سيفقد الإختبار مشروعيته و لن تبقى له معنى 

 

2-

وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ

لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ

فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 137)

لو شاء الله لمنع قتل الأطفال جسديا و معنويا

لكنّه تركهم يفترون على الله الكذب

قصد إثبات التهمة عليهم بالدّليل القاطع 

 

3-

وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ

فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ

فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى

فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 35)  

لو أراد الله التدخّل

لإيقاق الظّلم و هداية الناس

لَفَعَلْ

و لكنّه يؤجّل حساب الناس  إلى الآخرة

مع ما يحمل ذلك من أضرار جانبيّة (بمنظورنا الحالي)

قصد تكوين ملفّ شامل بالأدلّة الدّامغة

يشمل تسجيلات جميع حيواة(جمع حياة واحدة) كلّ شخص

فلا يستطيع الظّالمون إنكار حقيقتهم المرّة

و سيتقبّلون مصيرهم الّذي إختاروه بيدهم

و لن يُطالبوا بنفس ظروف الحياة السّعيدة 

الّتي نجح الصالحون في الحصول عليها عن جدارة و إستحقاق

 

4-

وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا

أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 95)  

ممنوع على قرية أهلكناها أن لا يرجعون

==> واجب على قرية أهلكناها الرّجوع

قاعدة في الرّياضيات يعلمها الجميع 

 ناقص *  ناقص = زائد    ==>     - * - = +

يتوجّب عليهم الرجوع لإختبار آخر 

وهذا القانون أكثر عدلا من قانون الموتة الواحدة

الّذي لا يعطي فرصة للأطفال البريئين و الشباب

 لإثبات جدارتهم أو إجرامهم 

زيادة على أنّ طريقة موتهم ليست بالعادية (هناك من يموت معذّبا بألم شديد)

يمكن أن نجد بأن الشّخص

لم يكن محظوظا في حياته

أو في طريقة موته في حياة واحدة

لكن ما إن نشاهد و نربط بين كلّ التسجيلات

لأعمال نفس واحدة لكلّ الحيوات (جمع حياة)

سنجد أنّ هناك عدل إلاهي لا محالة

ابن قتيبة وابن سيده جمعا حياة على حيوات

القياس يسمح به، فهو كجمع صلاة على صلوات، فتاة على فتيات، فلاة على فلوات، قناة على قنوات

 

11- لا يمكن أن نحكم على شخص ما

بناء على حياة واحدة عاشها

تعدّد الحيوات (جمع حياة) 

يسمح بالعدل في آخر المطاف

يجب أن ننظر إلى حيوات 

هذا الطّفل أو هذا الشيخ أو أصحاب هذه القرية

قبل هذه الميتة القاسية و بعدها 

 

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ

صِدْقًا وَعَدْلًا

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 115)

في آخر المطاف

ستتمّ خطّة الله بالعدل الشامل

لكلّ الناس بدون إستثناء  

 

 

12خلق الله الإختبار

لتقييم و عرض و إشهار طبيعة الإنسان الحقيقية

أمام نفسه و أمام الجميع

و هو ممتلك لحرّيّة الإختيار الّتي تميّزه عن الإنسان الآلي

و ليس لتقييم  مدى إنصياعه للأوامر  و التّحريمات

فالله غنيّ عن العالمين

 

كلّي آذان صاغية لسيناريو أفضل من هذا

يحقّق العدل الشامل في نهاية المطاف