آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

الرقية

الآية التي إعتمدوا عليها لإستخراج كلمة رقية

وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى

1- تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)

2- أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)

3- أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا

4- أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلا (92)

5- أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ

6- أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ

وَلَنْ نُؤْمِنَ

لِرُقِيِّكَ

7- حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ

قُلْ

سُبْحَانَ رَبِّي

هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 90-93)

الرقية من الإرتقاء

و لا علاقة لها بالرقية الشرعية المكذوبة على نبيّنا الحبيب

قصد الإغتناء على حساب الّذين لا يقرؤون و لا يبحثون

واضعين كل ثقتهم بتجار الدّين

ظانين أنهم وكلاء الله في أرضه

بنفضيل فيصل

 

الدّجل بإستخدام الرّقية الشرعية أو العلاج بالقرآن

إنتشرت ظاهرة العلاج بالقرآن خلال السنوات الأخيرة

حيث يرى البعض أنهم قادرون على علاج أي مريض

عن طريق قراءة آيات معينة من القرآن

بعدد معين إما مباشره على المريض

او قد تقرأ على ماء او زيت فيشرب منه المريض ويدهن به.

ولاقت تلك الأساليب رواجاً

بين أعداد هائلة من أصحاب الأمراض

الذين لجأوا إلى أقصر الطرق لإجابة مطالبهم

عن طريق هؤلاء الدّجّالين الذين استحدثوا طرقاً شتى للعلاج بالقرآن.

و حتى يتضح الأمر بجلاء

نذكر آيات الشفاء كما وردت في كتاب الله

(١) (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَاۤءَتۡكُم مَّوۡعِظَة مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَاۤء لِّمَا فِی ٱلصُّدُورِ وَهُدى وَرَحۡمَة لِّلۡمُؤۡمِنِینَ)

(2) (وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤء وَرَحۡمَة لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارا)

(3) (وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِیّا لَّقَالُوا۟ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥۤۖ ءَا۬عۡجَمِیّ وَعَرَبِیّ قُلۡ هُوَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ هُدى وَشِفَاۤء..)

1-

نلاحظ ابتداءً من الآيات السابقه

أن القرآن شفاء وليس علاج

وهذه من الاخطاء الشائعه

لأن العلاج فيه احتمال الشفاء ولا يعني الشفاء يقينا .

فهل القرآن يشفي كلّ الأمراض 100%

إنّ القرآن شفاء لما في الصّدور 

و ليس شفاء للأمراض

 

2-

لا بد أن يعي الجميع بداهة

أن القرآن الكريم ليس كتاب طب

نأخذ منه آيات معينة

لنعالج بها شلل الأطفال أو سرطان الدم أو مرض السكرى أو الكبد

وغيرها من الأمراض البدنية ذات المنشأ العضوي

والدليل على ذلك أن

هناك الكثير من علماء المسلمين من حملة القرآن الكريم

وهم أكثر حفظاً للقرآن من غيرهم

وفي نفس الوقت هم مرضى بأمراض عضوية عديدة

وكان من باب أولى أن يعالجوا أمراضهم البدنية بالقرآن الكريم .

 

3-

فالمقصود بالشفاء حسب ما هو مفهوم من دلالات الايات القرآنيه السابقه

هو الشفاء من الضلال والانحراف

وليس شفاء الابدان من الامراض .

وبلا شك الشفاء يكون لمن

آمن بالقرآن وعمل به ، واختار الهدى، واتبع الحق.

نجد حتى المفسرين القدامى يفسرون الشفاء في الآيات السابقه بأنه شفاء معنوي.

فيقول ابن كثير

(شفاء ورحمة للمؤمنين)

أي: يُذهِب ما في القلوب من أمراض، من شك ونفاق، وشرك وزيغ وميل، فالقرآن يشفي من ذلك كله(2).

 

ويقول الطبري

وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل و الضلالة

ويبصر به من العمى للمؤمنين .

 

4-

فلو افترضنا جدلا أن القرآن شفاء للأمراض المادية

فأي منهجية نستخدمها للعلاج؟

فأي آية تعالج أي مرض؟

وكيف تتم خطوات التداوي؟

ولو كان القرآن شافيًا، فلماذا نلجأ للطب؟

ولماذا لجأ النبي نفسه للأطباء ؟! .

 

5-

ايضا لم يُعرَف عن الصحابة أو التابعين

أنهم انشغلوا بمداواة الناس بالقرآن وترك أدوية الأطباء .

لم يفتح عمر ولا علي ولا ابن عباس ولا غيرهم من أهل القرآن وعلماء الأمة

عيادات لمداواة المرضى وعلاجهم بالآيات القرآنية، كما يفعل البعض اليوم.

 

6-

واذا تأملنا هذا الحديث الذي أخرجه البخاري :

«الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ»

اين الشفاء بالقرآن

لماذا لم يذكر النبي الشفاء بالقرآن ؟!!

 

7-

وأخيرا

كل من يقول أن القرآن شفاء لأمراض الأبدان

ويذهب للإستشفاء في العيادات الطبيّه

هو بذلك يناقض نفسه

ويعطي للطبيب قدرة اكبر من قدرة الله في شفاء المرض .

« القرآن كتاب هدى وليس كتاب طب»

ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِين

 

منقول بتصرّف بسيط