آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

قصص القرآن و أمثلته عبرة لأولي الألباب

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

سيَفقد القرآن دوره

كأداة مهمّة من أدوات الإختبار

بتفسير و تأويل موحّدين

بنفضيل فيصل

 

لقد نزل القرآن للناس كافّة في عهد نبينا الكريم

و لأولائك الّذين جاؤوا من بعده إلى غاية يوم القيامة

المجال الزّمني

(نزول القرآن ==>  إلى غاية يوم القيامة)

 

1- لكلّ آية سياق داخل مجموعة من الآيات

يُعطي معنى خاصّ بها

هذا المعنى أُعطيَ كمثال

لا يجب حصره فقط في ذلك السياق

بل إسقاطه و تطبيقه في حياتنا ليُصبح عامّا

حتّى نتمكّن من الإستفادة منه

 

سأعطيك مثالا لتبسيط الأمور

ذهبت إلى مستشفى و لم أتعامل جيّدا مع ممرّض

الآية هي أنّني لا يجب أن أُسيئ المعاملة مع الممرّض

السياق هو المستشفى 

لكنّ هذا السياق يمكن أن يكون مطعم أو إدارة أو أيّ شيء

المهمّ هو العبرة الّتي إستفدت من الآية

و هي التعامل الجيّد مع كلّ الناس بدون إستثناء

 أينما كنت و ليس فقط في المستشفى حصريا

إذا حصرت التعامل الجيّد فقط في المستشفى

ستفتح باب التعامل السيّء مع كلّ الناس في جميع الأمكنة إلاّ المستشفى

 

السياق يمرّ من المثال المنفرد إلى العامّ

حصر الآية في السياق يَحصُر القرآن في بعض الأمثلة المحدّدة

الّتي تُفقد القرآن عظمته و الهدف المرجو منه

 

القرآن مليء بآيات في سياق محدّد

لكنّ هذه الآيات أعطيت كأمثلة

لتفعيلها في حياتنا اليومية قصد الإستفادة منها

 

2- لهذا السبب يعطي الله الأمثال

لنستفيد منها و نطبّقها في حياتنا اليوميّة

لكلّ مثل في القرآن سياق محدّد

هل سنكتفي فقط بذلك السياق؟

المثل يعطينا درسا و حكمة

قصد الإستفادة منه و تفعيله و تطبيقه في حياتنا اليومية

و ليس فقط من سياق ذلك المثل حصريا

 

3- الأمثلة و القصص في القرآن للإستفادة منها

و ليس لحصرها في ظروفها و ملابساتها

1-

لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ

لِأُولِي الْأَلْبَابِ

مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى

وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ

وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

(سورة : 12 - سورة يوسف, اية : 111)

الهدف من القصص هو أخد العبرة منها

أولوا الألباب الّذين يستمعون القول و يتّبعون أحسن القول

هم الّذين يستفيدون من العِبر التي تحتوي عليها القصص

و لا يحصرون القصّة في أسباب النّزول و ملابسات و ظروف القصّة

 

2-

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا

وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ

وَاتَّبَعَ هَوَاهُ

فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ

ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ

لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 176)

أقصص القصص

على أمل أن يستخدم الناس عقولهم بالتفكير فيها

لكنّ المكذّبين بالأدلّة الإلاهية يصرخون في وجه المتدبّرين

مهما أحضروا لهم من أدلّة و براهين

لأنّهم يتّبعون هواهم

الّذي إختار بإقتناع تامّ  أصحاب الإختصاص و السلف الصالح

بدون أدنى دراسة أو بحث أو بذل مجهود

 

3-

وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ

وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 43)

العالمون هم الّذين يستخدمون عقولهم

بالأمثلة الّتي يضربها الله لهم 

فيتعلّمون من القرآن 

 

4-

لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ

لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ

لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

(سورة : 59 - سورة الحشر, اية : 21)

يضرب الله الأمثلة للنّاس

لعلّهم يستخدمون عقولهم للتفكير بها 

 

 

5-

وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ

مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ

وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ

الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى

لِلْمُؤْمِنِينَ

(سورة : 11 - سورة هود, اية : 120)

 

6-

إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ

أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 76)

قصّ علينا الله في قرآنه ما إختلف فيه بنو إسرائيل

حتّى نستفيد من أخطائهم

و ليس للحكم عليهم

و تعميم السياق هو السبيل الوحيد للإستفادة من هذه القصص

 

4- يعشق الناس الجدال حول الأمثلة

و أكثرهم يرفضون أخد العبرة منها

1-

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ

وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)

وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ

1- إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ

2- أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)

(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 54 - 55)

يعشق الناس الجدل

متشبّثين بروايات و أساطير السلف الصالح

 

2-

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ

 فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 89)

يستكبرون و يُنكرون العِبر من الأمثلة 

متشبّثين بأسباب النّزول و الظروف و الملابسات 

 

3-

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا

وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 41)

ينفرون من التدبّر العقلاني للقرآن

و يتشبّثون صمّا و عميانا بأسباب النّزول و أساطير الأوّلين

 

4-

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ

وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ

لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا 

إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ

(سورة : 30 - سورة الروم, اية : 58)

الّذين كفروا (منكرون مستكبرون)

يتّهمون بالتحريف و الباطل

كلّ متدبّر أتى بأدلّة جديدة مختلفة

عمّا وجدوا عليها آباءهم

مع العلم أنّ الله أعطاهم جميع الأمثلة 

لكي يستخدموا عقولهم 

لكنّهم يعشقون التراث عشقا و يأكلونه أكلا لمّا

 

 5- لا يوجد شيء إسمه أسباب النّزول

أسباب النّزول قتلت القرآن

بربط الآية بظروف معيّنة و سياق معيّن

معطيات ثابتة

مكان معيّن للحدث - زمان معيّن للحدث - مُجْريات معيّنة للحدث  إلخ...

مما أدّى إلى تقييد المعنى و الفائدة المرجُوَّة منها

بالأغلال

 

6- معنى كلمة آية هو البرهان و الدّليل La preuve

فالآية عبارة عن برهان

1- يَستفيد منه أولوا الألباب و  المتدبّرون

2- و قصّة كباقي قصص القرآن

بالنسبة لمن لا يريد إستخدام عقله

 

و البرهان يمكن أن يُستعمل منفردا

كما يمكن أن يُستعمل مع مجموعة من الأدلّة

 

 

7- (ترتيل - ترتيب) الآيات حسب المواضيع و إخراجها من سياقها المحدّد

هو الّذي سمح بإكتشاف كنوز كبيرة في القرآن

الإكتفاء بترك الآيات في أماكنها مع سياقها

يُفقد القرآن كلّ قوّته و عظمته و سحره

 

8- يعتبر المستكبرون (وما أكثرهم) قصص القرآن كأساطير الأوّلين فقط

1-

إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ

فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ

قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)

لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ

قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 22 - 24)

إلاه واحد هو الله

و ليس البخاري أو مسلم أو الأئمة الأربعة أو إبن تيمية

الّذين لا يؤمنون (ne sont pas rassuré) بالآخرة

قلوبهم منكرة بكلّ إستكبار

لعدم وجود عذاب القبر و الشفاعة و حبل الصراط

و تقول لهم لقد أنزل الله لنا الآيات كموعظة لنستفيد منها

لكنّهم مع كامل الأسف يُجيبون

لا يجوز الخروج عن سياق هذه الآيات

الموجود في أسباب النّزول

لكنّها في الحقيقة أساطير الأوّلين

 

2-

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ

فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ

وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 33)  

نعلم أنّك تحزن على ما يقولون

إنّهم ظالمون لأنفسهم

لأنّهم يجحدون بالآيات الواضحة المليئة بالعبر و المواعظ

و متشبّثون بأسباب النّزول و تفاسير السلف الصالح

 في الحقيقة إعلم أنّهم لا يكذّبونك