عيد الأضحى
مقدّمة
1- كلمة عيد في القرآن
2- أحاديث من كتبهم (من باب الثقافة العامة)
تثبت أن الصحابة لم يذبحوا أكباشا في العيد
3- حتى و لو تقبلنا بأنّ الرسول الحبيب ذبح
فإنّ هذا الذبح سنّة مؤكّدة فقط و ليس فرضا
4- آيات تدلّ على أنّ الله لا يحتاج للحم و لا دم حتّى نتقرّب منه
5- الدين في حقيقة الأمر يضمن لنا حياة سهلة و غير معقّدة
6- الأية الّتي يتشبّث بها التيار المحافظ لذبح الخروف
7- مقال جميل للباحث Ahmed Mahmoud
مقدّمة
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً
قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا
قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 67)
السؤال الذي يفرض نفسه
هل من سنة موسى عليه السلام
ذبح بقرة؟؟
الزئبق الاحمر بتصرف بسيط
فكرة ذبح الأضحية كشعيرة تعبدية
ليست حكراً على الإسلام ولا على باقي الديانات الأخرى
بل هو طقس بدائي ارتبط ظهوره بظهور فكرة الدين أصلاً
و اتخذ أشكالاً وأقنعة مختلفة ومتنوعة.
إنه شكل من أشكال التنفيس
عن العنف الجوهري في سيكولوجية الإنسان
الذي تغذيه غريزة الموت.
Ahmed Mahmoud
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً
قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا
وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا
قُلْ
1- إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ!!!!!!!!!!
2- أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ؟؟؟!!!!!
(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 28)
كيف يحرم الله قتل النفس
ثم يدعو النبي إبراهيم لقتل إبنه
و لو من قبيل الامتحان
يحرم الشيء و يأمر به؟؟؟!!!!!
لا يعقل نهائيا
لا يوجد في كل القرآن
شيء إسمه عيد الأضحى
أو أضحية العيد
الآيات التي يتشبّث بها التراثيون
==> (الهدي و البدن حسب فهمهم لهادين الكلمتين)
متعلقة بالحج حسب فهمهم لكلمة حجّ
و ليست متعلّقة بعيد الأضحى الذي وجدنا عليه آباءنا
هل يُعقل أن يأمرنا الله
بعدم صيد الحيوانات
في الاشهر الحرم
إحتراما لراحتها البيولوجية
ثمّ يأمر الناس بذبح الأكباش في الحجّ
أعلم أنّ المجتمع لا يرحم
و حزن الأولاد يقتل
لكن هل من المعقول قتل النفس
بأخذ قرض ربوي
من أجل شراء الكبش؟؟؟
و لماذا يصمت أصحاب الاختصاص
المجتهدون في النقل و المشرعون مع الله
حين يتعلق الأمر بقروض شراء كبش العيد؟؟؟
إعطاء مقدار من المال
لمساعدة الفقير على ظروف العيش الصعبة
دراسة - دواء - خلق فرص عمل .......
أم إعطاؤه لحما سيستهلكه؟؟
في العيد
يشتد حزن الفقراء
و يموت الأموات مرةً أخرى
الغني هو المستفيد الأكبر من طقوس الإسلام
الحج - الأضحية - الزكاة ....
ذَات القِناع بتصرف كبير
الكلّ يعتقد أنّ الذبيح هو إسماعيل
لكنّ كبار الشيوخ (الكبار و العظام)
يعترفون بأنّ الذبيح هو إسحاق
مصدقين في ذلك رواية اليهود
1- كلمة عيد في القرآن
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ
يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ؟؟؟
قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)
قَالُوا نُرِيدُ أَنْ
1- نَأْكُلَ مِنْهَا
2- وَ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا
3- وَ نَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا
4- وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ
تَكُونُ لَنَا
عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا
وَآيَةً مِنْكَ
وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 112 - 114)
2- أحاديث من كتبهم (من باب الثقافة العامة)
تثبت أن الصحابة لم يذبحوا أكباشا في العيد
A-
جاء فى تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 646
(وقال ابو سريحة
"كنت جارا لأبي بكر وعمر
وكانا لا يضحيان
==> خشية ان يقتدي الناس بهما
لو كان ذبح الخروف سنة نبوية بالفعل
لاتبعها أبو بكر و عمر
أبو بكر الذي يؤكّد أنه لم يترك شيئا من سنة النبي
إلا و عمل به
حسب رواياتهم
من باب شهد شاهد من أهلها
نصّ الحديث
[عن] عروة بن الزبير؛ أن عائشة زوج النبي أخبرته
أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ رَسولِ اللهِ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسولِ اللهِ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا، ممَّا تَرَكَ رَسولُ اللهِ ممَّا أَفَاءَ اللَّهُ عليه
فَقالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إنَّ رَسولَ اللهِ قالَ: لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ.
قالَ: وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسولِ اللهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ
وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا ممَّا تَرَكَ رَسولُ اللهِ مِن خَيْبَرَ، وَفَدَكٍ، وَصَدَقَتِهِ بالمَدِينَةِ
فأبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذلكَ
وَقالَ: لَسْتُ تَارِكًا شيئًا
كانَ رَسولُ اللهِ يَعْمَلُ به
إلَّا عَمِلْتُ به
إنِّي أَخْشَى إنْ تَرَكْتُ شيئًا مِن أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ،
فأمَّا صَدَقَتُهُ بالمَدِينَةِ، فَدَفَعَهَا عُمَرُ إلى عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ، فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكُ، فأمْسَكَهُما عُمَرُ
وَقالَ: هُما صَدَقَةُ رَسولِ اللهِ كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتي تَعْرُوهُ، وَنَوَائِبِهِ
وَأَمْرُهُما إلى مَن وَلِيَ الأمْرَ، قالَ: فَهُما علَى ذلكَ إلى اليَومِ.
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 1759 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (3092، 3093) مطولاً باختلاف يسير
هذا يعني أنّ الرسول الحبيب
لم يكن يضحي
B-
وجاء فى "سبل السلام" الجزء الرابع صفحة 91:
(وافعال الصحابة دالة على عدم الايجاب - ايجاب الضحية -
فأخرج البيهقى
عن أبى بكر وعمر
أنهما كانا لا يضحيان
خشية ان يقتدى بهما)
C-
وجاء فى "الاعتصام" للشاطبى الجزء الثامن صفحة 91
وكان الصحابة لا يضحون - (التفسير ==> يعنى انهم لا يلتزمون)
وهكذا.. فلو لم تسقط الأضحية عن الامة
لكان الأصحاب، وعلى رأسهم الشيخان
اولى الناس بادائها
D-
"بداية المجتهد ونهاية المقتصد"
الجزء الأول، صفحة 464
(قال عكرمة
بعثني ابن عباس بدرهمين أشتري بهما لحما
وقال: من لقيت,
==> فقل له هذه أضحية ابن عباس!!
وروي عن بلال أنه ضحَّى بديك)!!
ابن عباس كان غنيا
و روى الشاطبي نفس الرواية
E-
أما عبد الله إبن مسعود
فلم يَدَع قطُّ حُجَّةََ لمُحتج بوجوب الذبح
لا على المعوزين، ولا على الأغنياء!!
فقد روى الشاطبي في "الاعتصام"، الجزء الثاني صفحة 91
قال ابن مسعود
اني لأترك أضحيتي، وإني لمن أيسركم
مخافة أن يظن الجيران أنها واجبة!!
...
F-
اما من العلماء ففخر الدين الرازي كان يبكي يوم عيد الاضحى
اشفاقا على الاضاحي
ويقول ما هذا هو الاسلام ..
3- حتى و لو تقبلنا بأنّ الرسول الحبيب ذبح
فإنّ هذا الذبح سنّة مؤكّدة فقط و ليس فرضا
حسب جمهور فقهاء المسلمين بما فيهم المالكية
الأضحية سنة مؤكدة و غير واجبة
و لو قدر عليها الإنسان
الأحاديث حول الأضحية (من باب الثقافة العامة)
1-
أنَّ رَسولَ اللهِ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ
وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ
فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به
فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ
ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ
فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ
ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ
ثُمَّ ضَحَّى بهِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1967 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وجه الدّلالة
ضحّى الرسول عن أمته و عن أهله
هذه التضحية تُغني عن كلّ من لم يُضحّي
سواء كان متمكّنا من الأضحية أو غير متمكّن
كتبهم تحتوي على الشيء و نقيضه
الرسول ضحى
و أبو بكر لم يضحي لأن الرسول لم يضحي
لم يترك ابو بكر عملا قام به الرسول
إلا و عمل به
حلل و ناقش
2-
مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ
فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ
فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ
ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1977 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وجه الدّلالة
عُلّقت الأضحية بالإرادة
و الواجب لا يُعلّق بالإرادة
4- آيات تدلّ على أنّ الله
لا يحتاج إلى لحم أو دم حتّى نتقرّب منه
فلا يحتاج أن نذبح من أجله شيئا
B- القربان هو الكتاب المنزّل
التقرب من الله يكون بالتقوى بواسطة الإعتماد على كتبه
و ليس بواسطة اللحوم و الدماء
1-
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا
وَلَا دِمَاؤُهَا
وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ
كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 37)
القربان في القرآن معنوي
و ليس مادّيا
2-
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ
إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا
فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا
وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ
قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 27)
هل يتقبل الله من المتقين
أم من الذين يقدمون قربانا؟
لم تصف لنا الآية قربانَيْ ابْنَيْ آدم
بالمقابل
نلاحظ أنّ
الله يتقبّل القربان من المتّقين
و ليس من الذّابحين بالسكين
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
القربان هو التقوى (الاحتماء بالله)
و ليس الذبيحة
3-
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ
سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا
وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ
وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)
الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا
أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ
حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ
قُلْ
قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ
وَبِالَّذِي قُلْتُمْ
فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 181 - 184)
لنقارن العبارات القرآنية
1- حَتَّى يَأْتِيَنَا ==> بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ
2- قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي ==> بِالْبَيِّنَاتِ + وَبِالَّذِي قُلْتُمْ
3- جَاءُوا ==> بِالْبَيِّنَاتِ + وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ
من العبارات الثلاثة تستنتج أنّ
قُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ = وَبِالَّذِي قُلْتُمْ = الزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ
و بالتالي فإنّ
القربان الذي تأكله النار
هو الزبر و الكتاب المنير
الّذي جاءت به الرّسل من قبل محمّد
من هنا نعلم أنّ
القربان
عبارة عن تشريعات سماوية تقرّبهم إلى الله
وليس حيوانات تذبح من أجل التقرّب لله
و النار
هي الفتنة الناتجة عن تشريعات بشرية
تأكل الكتب المنزلة
==> الناسخ و المنسوخ و الحديث و الفقه
إلخ من الإفك و الكذب باسم الله
ملاحظة رائعة للباحث Faouzi Chekir
C- لا يطمع الله في رزق البشر و لا طعامه
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
(سورة : 51 - سورة الذاريات, اية : 56 - 57)
يضمن لنا حياة سهلة و غير معقّدة
6- الآيتين الّتي يتشبّث بهما
التيار المحافظ لذبح الخروف
A-
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
قَالَ
يَا بُنَيَّ
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ
أَنِّي أَذْبَحُكَ
فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى
قَالَ يَا أَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ
مِنَ الصَّابِرِين (102)
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104)
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)
سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)
(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 99 - 111)
معنى الذبح
المبالغة في الشيء وبذل الجهد فيه
ذبح الشيء: أجهده وضيق عليه
ذبحته العبرة: أجهدته وشقت عليه
ذبحه: أجهده وشق عليه وإستنزف طاقته
ذَبَحَ تعني ==> أجهد - أَنْهَكَ - إستنفاذ الطاقة
الذّبح يعني ==> الإنهاك - الإجهاد - إستنفاذ الطاقة
ذبح ==> إستهلاك و استنفاذ طاقة الآخر
ملاحظات مهمة
1-
أجمع الفقهاء على ان الله سبحانه و تعالى
أمر نبيه إبراهيم بذبح ابنه
كاامتحان له
كيف يعقل أن
يأمر الله ذي الأسماء الحسنى
الكريم إبراهيم
بذبح ابنه لكي يختبره؟
2-
لا دليل على أنّ هذا الغلام ولده من صلبه
3-
يَا بُنَيَّ ==> من جذر بنى و تعني بنيان
بنى النبيّ إبراهيم الغلام
بالمواعظ و التجربة
لذلك يقول له يا بني
البُنَيّ
يمكن أن يكون صالحا
كما يمكن أن يكون العكس
حرية الإختيار هي التي تقرر
4-
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ
رأى النبي إبراهيم في منامه اكثر من مرة
لأنه قال إني أرى
وليس كما قال يوسف
يا أبتي اني رأيت احد عشر كوكبًا
5-
أجابه الغلام
إفعل ما تؤمر به
و ليس إفعل ما رأيت في منامك !!!!!!
كان نبينا الكريم إبراهيم
محسنا في هذه العملية !!!!
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
كيف يصف الله النبي إبراهيم بالمحسن
و هو حاول قتل إبنه؟؟؟؟
6-
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين
كيف سيصبر على ذبح إبنه بالسكين؟؟؟
لا يعقل نهائيا
7-
لقد قام النبي إبراهيم بالمشاورة مع غلامه
من ملة إبراهيم المشاورة و عدم التسرع
8-
فسر الشيوخ و الفقهاء
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
كالتالي
وَفَدَيْنَاهُ بِكبش عَظِيمٍ
من أين جاء الكبش؟؟؟؟
من أساطير الأولين بطبيعة الحال
فهم لا يصدقون الله سبحانه و تعالى
الذي أكّد لنا بأن
1- تدبّر لFaouzi Chekir و ذَات القِناع بتصرّف كبير
يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى
المنام هو مصدر التّفكير والتّدبر ونموّ الأفكار حسب فوزي شاكر دائما
(لست متأكّدا من هذا التأويل بعد!!!!)
عرض النبي إبراهيم على الغلام
أفكارا جالت بخاطره لإقامة بيت الله
و هي قواعد الدّعوة إلى الله
حيث يكون الغلام شريكا فيها
فيتعرّض لشقائها ومخاطرها من النّاس
عرض عليه فكرة القيام بالدّعوة إلى دين الله!!!
لهذا طلب رأي الغلام في الأمر (المشاورة و طلب النصيحة).
أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ.
فأسلم الغلام للفكرة مع إبراهيم
قَالَ يَا أَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
هل هي يا أبتِ أو يا أبتْ؟
أَبَت وجذرها بـَـتَّ .
بتّ في الأمر ==> حسم الأمر وأخذ قراره دون رجعة
والـ ـ أَبَتْ ==> هو الأقدر والأولى بأخذ القرار وله الرّأي الأوّل .
مثلا رئيس الدّولة هو الأبتّ في إتّخاذ قرار الحرب .
فالغلام ترك أخذ القرار لإبراهيم
وكأنّ الغلام قال لإبراهيم
أنت الأقدر والأولى والأبتّ على أخذ القرار
نفّذ ما أُمرت به
فرأيي من رأيك
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين
وستجدني من الصّابرين على الذّبح
ستجدني صابرا على الأتعاب و المشقّة .
لم يقل له
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الطائعين!!!!
الصبر يكون على المشقة
لَمَّا أَسْلَمَا
وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ
a- أَسْلَمَا
أسلم للفكرة مع إبراهيم
( أسلما - من السلم - لم يعترضا و وافقا )
b- تَلَّهُ
1-
معجم المعاني
تَلَّ الماء ==> جرى و صبّ
2-
تَلَّ الرّجل للأمر ==> تهيّأ له
c- لِلْجَبِينِ
- جَبُنَ الرَّجُلُ : ضَعُفَتْ قُدُرَاتُهُ، خَافَ، هَابَ، كَانَ جَبَاناً
الجبان هو الّذي يتخوّف من الخوض في أمر فيه صلاح له أو لمحيطه
و" الجبين" مصدر الخوف .
رأى رجل جاره مثلا يستغيث من الغرق
هذا الرّجل له القدرة على السّباحة ولكنّه يخاف .
هذا الرّجل " جبان " وما يجعله جبان هو الخوف من الغرق .
فنقول أنّ خوفه من الغرق هو الجبين ( الجبن بلغتنا الحالية).
إبراهيم كان متردّدا من إشراك الغلام فيما هو عازم عليه من أمر الدّعوى
وسَبَبُ جبينه (جبنه) هو خوفه من إقحام الغلام
في أمرٍ يرى إبراهيم أنّه أكبر من طاقته
الشيء الذي تسبب له في الأرق و التردّد
ذبح إبراهيم للغلام أو إجهاد الغلام هو الجبين
لمّا طرح إبراهيم الموضوع على الغلام
كان ذلك دافعا جعل إبراهيم يطمإن ويتخلّص من " الجبين " .
فالغلام " تلّ إبراهيم للجبين "
==> هيّأ و دفع الغلامُ إبراهيمَ وبعث فيه الطّمأنينة
للإقبال على تنفيذ الأمر الّذي رآه في منامه
ولم يعد " الجبين " ( موضوعُ ذبحِ وإرهاقِ الغلام ) يُساوره
خلاصة
فلمّا أسلم إبراهيم وأسلم الغلام للأمر
واتّفقا الإثنان عليه
وبعد أن تلَّ الغلامُ إبراهيمَ للجبين
و تعنى هيأ الغلامُ إبراهيمَ حتى تمكن من التخلّص
من الخوف و التردّد المُلِمَّان به( الجبين)
وهو ذبح الغلام بالشّقاء والتّعب
بسبب تبليغ الرسالة لبشر
يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم
(الإستكبار - الأنا و اليقين بامتلاك الحقيقة المطلقة)
وليس ذبحه بسكّين
أو حسب @sameer_Al-silwi
تَلَّهُ
تله بالشيء أو تله للشيء : أقبل وأقام عليه ولم يفارقه
تلهى عن الشيء : أنشغل وأعرض عنه
تله العاشق: إنشغل عقله بالعشق
لِلْجَبِينِ
وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ
نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا
أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا
يُجْبَى إِلَيْهِ
ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا؟؟!!!!
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 57)
جبَى يَجبي ، اجْبِ ، جَبْيًا وجِبايةً ، فهو جابٍ ، والمفعول مَجْبِيّ
جبَى الضَّرائبَ ونحوَها : جمعها من المكلَّفين، حصَّلها، استوفاها
جَبَى الْمَاءَ : جَمَعَهُ فِي الحَوْضِ
خلاصة
عندما أسلما، أي أسلما أمرهما لله رب العالمين
حيث قال الله لإبراهيم أسلم
وإبراهيم بدوره وصى إسماعيل بذلك.
حيث نجد إن كلاً من إبراهيم وإسماعيل قد سألا ربهما
وقالا ربنا وإجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة
وأرنا مناسكنا وتب علينا.
بعد أن أسلما لله
وأقبل إسماعيل للجبين ==> وقام عليه بجهد ومشقة
جبى الشيء: جمعه أو حصله أو أستوفاه
فعندما قام إسماعيل وإبراهيم على جبي الثمرات والرزق بجد ومشقة
وقاموا برفع قواعد البيت وطهروا البيت للطائفين والقائمين والركع السجود.
عندها نادى الله إبراهيم بإنك قد صدقت الرؤيا بالحق
صدقت الرؤيا: أي أنها تحققت
وصدقت عليها وبذلك نجزي المحسنين.
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا
إبراهيم صدّق الرؤيا
1-
صدقت الرؤيا: أي بالفعل الذي فعلته
قد صدقت على الرؤيا التي رأيتها مسبقاً
أي قد تحققت الرؤيا وصدقت عليها
2-
إبراهيم درس وسطّر ماكان يراه صالحا
للقيام بالدّعوة إلى دين الله
هنا نادته الملائكة ==> وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ <== .
نفس النّداء لزكريّا
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى
مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 39)
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ
بلّغت الملائكة إبراهيم
أنّ الله يبارك ما خطّطه وأنّ فكرته سليمة
" إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ" .
ثناء الله على إبراهيم جزاء منه
لحسن التّدبير
و البلاء البيّن الّذي أبلاه إبراهيم في وضع الخطّة
والبلاء ليس ما أوهمنا به الموروث
وقال إنّه إختبار للنّفس بوضعها في مطبّات
البلاء هو الشّيء أو العمل الّذي يتفانى فيه الإنسان ،
ونقول : إبلى فلان البلاء الحسن في صنع كذا وكذا.
البلوا: العطاء الغزير الوفير والظفر بالشيء
هذا العطاء الغزير والوفير
مكن الله لهم حرماً آمناً يجبى اليه
من كل الثمرات والطيبات من الرزق رزقاً من لدنه.
وفديناه بذبح عظيم.
1-
في فديناه تعود على البلاء المبين
و ليس على إسحاق ولا على إسماعيل
أي وفدينا البلاء المبين بذبح عظيم.
لمّا بارك الله تخطيط إبراهيم لمراحل الدّعوى
جاءه الإذن من ربّه بالتّنفيذ وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ .
- أعطينا إبراهيم مقابل البلاء ==> ذبحاً عظيما - إنهاكا عظيما و كبيرا
بدّل الله هواجس إبراهيم في التحضير والدراسة (الرؤيا ==> بلاء)
بشقاء أعظم منه وهو الدّعوى إلى الله بين النّاس .
وهو ذبح عظيم فعلا وأجر
الفداء هو إعطاء شيء مقابل شيء آخر
ومقابل ذبح إبراهيم لإسماعيل
أي مقابل الجهد والمشقة الذي بذلها إسماعيل
وهو في غلام في بداية عمره
وأجهده وجعله يستنزف طاقته
أثناء قيامه مع إبراهيم
على تطهير البيت ورفع قواعده
أعطاه الله مقابل ذلك الذبح ذبح عظيم
عطاء غزيرا و وفيرا
كان بأن مكن الله لهم
حرماً آمناً يجبى اليه من كل الثمرات والطيبات من الرزق.
وكذلك جعل الله البيت الذي قام عليه إبراهيم
وأسس قواعده هو وإسماعيل
قائماً على أمور الناس وأمناً لهم
وجعل من إبراهيم إماماً للناس.
فهل الكبش أو الشاة يطلق عليها ذبح عظيم!!!؟؟
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ
ترك آخر الناس في قومه
لأنه حاولوا التآمر عليه
لأنّه يتكلّم بكتاب الله بالمواعظ الإلاهية
و أرادوا به كيدا
إشتكى إلى الله
فأعانه بالغلام الحليم
يرسل الله للمؤمنين الصالحين
من يدعمهم و يساندهم في إحسانهم
تدبّر في بداياته
سيظهر التأويل الأصحّ
مع الوقت بإذن الله
B-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
(سورة : 108 - سورة الكوثر, اية : 1 - 3)
1- معنى النّحر في المعجم الجامع
نَحَرَ الْمُصَلِّي فِي الصَّلاَةِ ==> اِنْتَصَبَ وَأَخْرَجَ صَدْرَهُ
2- تأويل السلف الصالح
a-
قالوا عن الكوثر
أنّه نهر في الجنّة - حوض النبيّ
b-
الطّبري
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا حماد بن سلمة
عن عاصم الجحدري، عن عقبة بن ظبيان عن أبيه،
عن علي
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَـــــــــرْ
قال
وضع اليد على اليد في الصلاة.
ابن كثير
الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَانْحَرْ﴾
وَضْعُ الْيَدِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى تَحْتَ النَّحْرِ.
يُرْوَى هَذَا عَنْ عَلِيٍّ، وَلَا يَصِحُّ.
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلَهُ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ
وَانْحَــــــــــرْ يَعْنِي: ارْفَعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى النَّبِيِّ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْـــــــــــحَرْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
"يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ النَّحِيرَةُ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي؟
" فَقَالَ
لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ
وَلَكِنَّهُ يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلَاةِ
ارْفَعْ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ وَإِذَا رَكَعْتَ
، وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ
وَإِذَا سَجَدْتَ
فَإِنَّهَا صَلَاتُنَا وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ
وَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زِينَةً
وَزِينَةُ الصَّلَاةِ رَفَعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
ابن قيم الجوزية
قالَ عَلِيٌّ في قَوْله تَعالى
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ﴾
إنّهُ وضْعُ اليَمِينِ عَلى الشِّمالِ في الصَّلاةِ تَحْتَ صَدْرِهِ .
هناك من أوّل عبارة
فصلّ لربّك و إنحر
كالتالي
صلِّ صلاة العيد و إذبح الكبش
إذا قال فطاحل التفسير هذا الكلام في النّحر
فمن أين لكم ذبح الكبش العظيم ؟
من أين أتوا بهذا التفسير؟؟؟؟
الله وحده يعلم
(ستكون التسجيلات خير دليل عليهم يوم الحساب)
3- تأويل معاصر
الكوثر هو جمع الجموع لكثرة
إنحر تعني واجه
شانئ تعني الخصم
أبتر تعني أقلّ حظّا
و بالتالي يصبح المعنى كالتالي
إنّا أعطيناك قمّة الكثرة (القرآن)
فحافظ على صلتك باللّه
و واجه خصمك الّذي لا يمتلك الحظّ الذّي تمتلكه (واجه بالقرآن)
تدبّر للباحث محمّد بشارة
الكوثر
فوعل من الكثرة (جمع الجموع)
النوفل من النفل و الجوهر من الجهر
تسمي العرب كل شيء كثير في القدر و الخطر كوثرا
قال سفيان , قيل لعجوز وجع إبنها من السفر : بما آب إبنك؟ قالت بكوثر أي بمال كثير
و الكوثر من الرجال تعني السيد الكثير الخير
خاتمة
أتمنى أن يقتنع البعض
بأنّ ذبح الكبش عبارة عن عادة
وجدنا عليها آباءنا
و ليست دينا
و من يريد التقرّب من الله
ما عليه إلا يتسلّح بالتقوى
==> الاحتماء بالله
بواسطة إتباع مواعظه
المتواجدة في كتابه العظيم
5- مقال جميل للباحث Ahmed Mahmoud
فكرة ذبح الأضحية كشعيرة تعبدية
ليست حكراً على الإسلام ولا على الأديان الإبراهيمية الأخرى
بل هو طقس بدائي ارتبط ظهوره بظهور فكرة الدين أصلاً.
عُرِفَ مثلاً عن شعوب المايا أنهم قاموا بتقديم القرابين البشرية لنيل مرضاة الآلهة
حيث كانت الأضحية تقتل بشق صدرها بسكين حاد من حجر الصوان لينتزع القلب فيقدم كقربان
وكانت بعض القبائل المكسيكية تقدم القرابين والذبائح من دماء أسراها.
فكانوا يصطفون أحد أسراهم، ويعبدونه ستة أشهر من السنة، ثم يذبحونه ويأكلونه
ثم يصنعون من جلده ثياباً لأسيرٍ جديد
يصبح بدوره إلهاً يعبد ثم يذبح ليأخذ معه كل الآلام والشرور والعلل.
ولم تتوارى ظاهرة تقديم القرابين مع بروز المدنيات الكبرى
بل اتخذت لها أشكالاً وأقنعة مختلفة ومتمايزة...
فقد عُرِف عن المصريين القدامى تقديم القرابين المختلفة (قد تكون بشرية) للآلهة
حتى تمنع عنهم غَضَب نهر النيل المُتمثّل في الفيضان.
والبابليون كانوا يتقربون من الآلهة بتقديم "قربان التكفير" الذي يحل فيه الحمل مكان الإنسان.
كما نجد فكرة التضحية قائمة في الميثولوجيا اليونانية كشكل تطهيري
عبر التقرب بخنزير أو كلب أو ديك أو الاغتسال في ماء البحر
وفي الدين الروماني كان تقديم القرابين يتم بأيدي جماعة الكهنة
لأغراض التطهر وتجنب شرور الآلهة واستجلاب رضاها وبركتها.
واستمرت طقوس تقديم الذبائح والقرابين للآلهة إلى أن وصلنا إلى الديانة اليهودية
التي قدمت سرديات الخطيئة الأولى لآدم وحواء
وخطيئة قايين ( قابيل في الديانة الإسلامية )
وقصة إبراهيم المعروفة مع ولده إسحاق ( إسماعيل في الديانة الإسلامية )
وما تستلزمه كل هذه الحكايات من تقديم الذبائح والأضحيات لنيل رضا الإله..
إلى أن نصل إلى خروف الفصح الذي قدمه شعب إسرائيل الخارج من أرض مصر قربانا لتحرره.
وفي المسيحية، فإن فكرة الذبيحة تجسَّدت في المسيحِ المصلوب
فالتكفير عن الذنوب والخطايا والتقرّب من الرب وطلب الغُفران
لا يتأتّى من خلالِ تقديمِ أضحيةٍ حيوانية
وإنما هي مُجَسَّدة في يسوع الذي يَفْتَدي أتباعه بدمه، ويتحمَّل عنهم خطاياهم.
الذبيحة في الأديان البدائية والإبراهيمية في رأيي خطة مُحكمة البناء من اللاشعور الجمعي
تقتضي صب فائض العُنف المنتشر في المجموعة على " كبش "
بهذا يكون سلوك التضحية مخرجاً لتصريف النزوع البشري إلى العنف تجاه الذات والآخر.
هكذا تنتقل وظيفة القربان إلى شرعنة للعنف في زمان ومكان وتجاه موضوع محدد.
إنه شكل من أشكال التنفيس عن العنف الجوهري في سيكولوجية الإنسان الذي تغذيه غريزة الموت.
4- مقال جميل للباحث Zajjal Elalaoui
هل تعلم ان الصحابة كانوا يحيون عيد الاضحى دون ذبح الاضاحي، يصلون صلاة العيد ويتصدقون بثمن الاضحية، لانهم فهموا النبي لما نحر الاضحية وقال "هذا عن امتي" اي قد انتهى زمن التقرب الى الله بالقرابين الحيوانية، فحرصوا على عدم نحر اي حيوان يوم عيد الاضحى حتى لا يخلط الناس بين العبادة واداء النسك، وان دين الله اعظم من اختزاله في ذبح حيوان و هذا ما حدث فيما بعد، اختلط العيد بالتجارة بالمضاربة فضاع المقصد الرباني منه و صار اكلا وشربا وشواء يثقل كاهل المواطن البسيط (هناك من يقترض من اجل شراء الكبش)
لا احد من الصحابة كان يذبح يوم عيد الاضحى، فقط الحجاج منهم هم من يذبحون يوم النحر -الذين يقومون بشعيرة الحج- أما أغلب الصحابة فيتصدقون بثمن الأضحية...جاء فى تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 646 (وقال ابو سريحة "كنت جارا لأبي بكر وعمر وكانا لا يضحيان خشية ان يقتدي الناس بهما) وجاء فى "سبل السلام" الجزء الرابع صفحة 91: (وافعال الصحابة دالة على عدم الايجاب - ايجاب الضحية - فأخرج البيهقى عن أبى بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان خشية ان يقتدى بهما) وجاء فى "الاعتصام" للشاطبى الجزء الثامن صفحة 91 (وكان الصحابة رضى الله عنهم لا يضحون - يعنى انهم لا يلتزمون) وهكذا.. فلو لم تسقط الأضحية عن الامة لكان الأصحاب، وعلى رأسهم الشيخان، اولى الناس بادائها، أورد "بداية المجتهد ونهاية المقتصد"، الجزء الأول، صفحة 464: (قال عكرمة: بعثني ابن عباس بدرهمين أشتري بهما لحما، وقال: من لقيت فقل له هذه أضحية ابن عباس!! وروي عن بلال أنه ضحي بديك)!!
أما عبد الله إبن مسعود فلم يدع قط حجة لمحتج بوجوبها، لا على المعوزين، ولا على الموسرين!! فقد روى الشاطبي في "الاعتصام"، الجزء الثاني صفحة 91: (و قال ابن مسعود: اني لأترك أضحيتي، وإني لمن أيسركم، مخافة أن يظن الجيران أنها واجبة)!! ... اما من العلماء ففخر الدين الرازي كان يبكي يوم عيد الاضحى اشفاقا على الاضاحي ويقول ما هذا هو الاسلام ..
أعلم أن هذا الكلام لن يعجب الكثير من الناس خاصة الناس التي تتاجر في الخرفان ومن عندهم علاقة بهذه التجارة والناس الذين اعتادت أكل الشواء وحمل السكاكين في الشوارع وشي الرؤوس فالطرقات... لكن هذا ليس له علاقة بتعظيم شعائر الله التي نعظمها جميعا وندعو لتعظيمها... لهؤلاء الناس أقول أنكم لستم أكثر ورعا وتعظيما لشعائر من أبي بكر وعمر ولا من ابن عباس فرغم استطاعتهم كانو يتركونها ورعا وحتى لا يحدث ما حدث في زماننا... ذبح الأضحية هو للناس الذين يقومون بشعائر الحج وقد تبعهم في ذلك عامة الناس فصارو يذبحون خارج الحج رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح عن أمته وقال هذا عن أمتي...
إن لم يعجبك هذا الكلام رغم أنه من واقعنا وتراثنا ومذكور بمصادره فعلى الأقل إن ذبحت أضحية فتصدق بثلثها وما تكبرش كرشك عليها....
ذبح الأضحية سنة وقد تركها بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم خوفا من أن يظن الناس أنها فرض... وقد ظن الناس ذلك فعلا... لا تصريحا باللسان... فالأولى بصلحاء الأمة وعلمائها اتباع منهج الصحابة في تصحيح الفهم في المسألة وهو الترك... سنة الخلفاء الراشدين في ترك السنة سنة في حد ذاتها قد أسميها توضيحا "سنة مؤجلة" وهي عين الفهم الصحيح الذي يتعامل مع الواقع جلبا للمنفعة ودرءا للمفسدة... وهو المقصد من الامر كله...
ولو انكم تركتم لهم خرفانهم لتسمن بأعلافهم لاخدتموها مجانا
ومن أراد منكم أن يتقبل الله منه أضحيته فليذبح جشعه وعادته الجارفة وذهنيته الرعوية التي ترعى بين قطيع التقليد قبل أن يفكر في ذبح كبش يرعى بين قطيع الاكباش
من رأى منكم منكرا فليغيره... ومن هذا الباب تكلمت ومن هذا الباب نطقت... وبه وجب الإعلام... والسلام