آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 122 - 123

- ترعرع المسلمون

على تفسير وحيد للقرآن لمدّة 14 قرن

حتى ترسّخت ظاهرة الإنطباع المسبق

في أعماق أفئدتهم

هذه الظاهرة تمنع العقل

من البحث عن تأويل آخر للآيات

- قاعدة مهمّة في القرآن يجب تذكّرها دائما

1- عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

2-  إذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

فإعلم أنّك لم تتدبّر الآية جيّدا

أو أنّك لم تقرأ الآيات التي قبلها و بعدها 

هذا مثال مهمّ من القرآن

يظهر فيه مدى فعاليّة ونجاعة تأثير عامل الثقة

على عقل الإنسان

بنفضيل فيصل

 

وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً

 فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ 

لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ

وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ

وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 122 - 123)

ولى فلانا-يلي: دنا منه وقَرُبَ.

الغلظة: الحزم والثبات في الرّأي والعمل.

 

نجد دلالة هاتين الكلمتين اللتين توضحان لنا المعنى الحقيقي للآية

معنى مخالف لإرث التراثيين الذي وجدوا عليه آباءهم

الأمر الذي سمح للبعض باستعمار دول مسالمة

بحجّة محاربة الكفار مختبئين تحت راية الإسلام

وهو بطبيعة الحال بريء من كلّ هذا الظلم والقهر والإجرام

 

وبالتالي يصبح تأويل الآيتين كالآتي

 ما كان بالإمكان للمؤمنين التأهّب بكامل جنودهم

فلِما لا يَتأهّب من كلّ فرقة منهم بعض العناصر؟

 ليحاولوا معرفة (ليتفقّهوا) ماذا يتوجّب عليهم فعله (الدين)

 وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ في حالة ما إذا رَجَعُ العدو إِلَيْهِمْ 

على أمل أن يَحْذَرُوا منه.

قاتلوا الكفّار (les ingrats) الذين يقتربون منكم

وليجدوا فيكم حزما وثباتا وعزيمة

لا يجب أن يحسّوا بضعف يرتابكم