آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

سورة : 47 - سورة محمد, اية : 4

- ترعرع المسلمون

على تفسير وحيد للقرآن لمدّة 14 قرن

حتى ترسّخت ظاهرة الإنطباع المسبق

في أعماق أفئدتهم

هذه الظاهرة تمنع العقل

من البحث عن تأويل آخر للآيات

- قاعدة مهمّة في القرآن يجب تذكّرها دائما

1- عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

2-  إذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

فإعلم أنّك لم تتدبّر الآية جيّدا

أو أنّك لم تقرأ الآيات التي قبلها و بعدها 

هذا مثال مهمّ من القرآن

يظهر فيه مدى فعاليّة ونجاعة تأثير عامل الثقة

على عقل الإنسان

بنفضيل فيصل

 

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا

فَضَرْبَ الرِّقَابِ

حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ

1- فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ

2- وَإِمَّا فِدَاءً

حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا

ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ

وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ

وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ

(سورة : 47 - سورة محمد, اية : 4)

 

A- ملاحظات

1-

هل من الضروري قطع الرؤوس

عند مقابلة الذين كفروا في ساحة المعركة؟!

وماذا سيحدث إذا لم أقطع الرؤوس

وقتلت بطرق مختلفة غير هذه؟

هل سأكون بذلك قد خالفت كتاب الله؟

أم أن لضرب الرقاب معنى اخر من كتاب الله؟

2-

إذا كان معنى الإثخان هو الاكثار في القتل كما قيل لنا

فكيف أشد الوثاق بعد الاثخان؟!

ولماذا سأشد الوثاق

إذا قطعت رأسه

بل ما جدوى إثخانه وقد فارق الحياة؟!

هل سيهرب القتيل مثلا؟!

3-

إذا لقيتم

وليس إذا غزوتم

أو إذا قرّرتم الحرب من جانب واحد

 

B- تحليل الآية

1- ضَرْبَ الرِّقَابِ

a- معنى فعل ضرب

b- معنى رقبة - رقاب

 الّذين يرتقبون إنتهاء الأزمة

كالأسرى الذين يرتقبون فرج إطلاق سراحهم

 

A-

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا

فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ

مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 3)

تحرير و إنهاء ذلك الترقب الذي يسود 

كالأسير مثلا

 

B-

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ

وَفِي الرِّقَابِ

وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 60)

الصدقات في الأشخاص

الذين ينتظرون إنتهاء أزمة محيطة بهم

 

 

ضَرْبَ الرِّقَابِ (جمع الجموع لرقبة) و تعني 

- عزل لأكبر عدد ممكن من الأشخاص

الذين يرتقبون و ينتظرون إطلاق سراحهم

- الحصول على أكبر عدد من الأسرى

 

2- حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ ==> حتّى إذا سيطرتم عليهم

اثخنتموهم

  ثخن السائل غلظ قوامه واحكمت وثقلت حركته ==> التضييق . 

ضيّقتم عليهم في الحرب فإستسلموا

السيطرة و الإحكام

 

3- فَشُدُّوا الْوَثَاقَ

تشديد الإحكام أو تشديد السيطرة

لكي لا يهربوا

شدوا

تقوية الفعل

جذرها شدد ومنها الشد

والشد هو العقد القوى

يقال شددت الشئ اذا قويت عقده

الوثاق

الإحكام 

جذرها وثق

ووثقت الشيء: أحكمته.

 

4- إمّا منّا : إطلاق السّراح دون مقابل 

 

5- إمّا فداء : إطلاق السّراح بمقابل

 

تدبّر الآية

فإذا لقيتم الكافرين (المستكبرين المنكرين)

فقوموا بعزل أكبر عدد من الأسرى ==> حاولوا الحصول على أكبر عدد من الأسرى

حتى إذا سيطرتم على مجريات المعركة

قوموا بإحكام السيطرة لكي لا يتمكّنوا من الهرب

ثم أطلقوا سراح هؤلاء الأسرى 

بدون مقابل إذا أمنتم لهم

أو مقابل فدية بعد إنتهاء الحرب