رأى - رءى
تدبّر هذا الموضوع الشائك
يقبل الخطأ و الصواب بطبيعة الحال
1- كان نبيّا الكريم موسى
يستمع للوحي في عقله
و لم يلتق بملاك
- لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
- فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
- وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ
- وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ
فَاسْتَمِعْ
لِمَا يُوحَى
(سورة : 20 - سورة طه, اية : 13)
الإستماع هو دخول الصوت للعقل بدون تدبّر
كان نبيّنا موسى يستمع
لما يوحى إليه !!!!
لم يلتقي بملاكِِ يُملي عليه الكتاب !!!!
صراحة لا أرى دافعا
لتغيير هذه الطريقة الناجحة !!!!
2- إذا نزل ملاك على نبيّنا محمّد
سيَنتهي الإختبار في التوِّ و اللحظة
A-
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ !!!!!!؟
وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا
لَقُضِيَ الْأَمْرُ
ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 8)
عبارة بعبارة
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ !!!!!!؟
يتساءل قوم محمّد عليه السلام
لما لا ينزل ملاك عليه !!!!!!؟
لنرى الآن الجواب الإلاهي الحقيقي
على لسان رسولنا الحبيب
وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ
ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ
لو أُنزِل ملكُُ
لتوقّف الاختبار في اللحظة و الحين
بدون مهلة (لا يُنظرون)
كان بإمكان النبيّ محمّد الحبيب
أن يجيبهم
بأنه يلتقي ملاكا بصورة منتظمة
لكنّه لم يفعل
بل أكّد لهم بأنّ نزول ملاك
يعدّ أمرا مستحيل التحقيق !!!!!!
إذا اعتبرنا بأنّ جبريل ملاك
فهذا دليل قاطع مليون بالمائة
بأنّ جبريل لم ينزل و لم يلتق بمحمّد
لو نزل ملك كيفما كان (جبريل أو غيره)
لتوقّف الإختبار و قضي الأمر
B-
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)
لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ؟ (7)
مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ
وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)
(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 6 - 8)
عبارة بعبارة
لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ؟
يتساءل قوم محمّد
لم لا تأتينا بالملائكة إن كنت صادقا؟؟
الجواب إلاهي
مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ
وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ
لا تُنَزَّل الملائكة إلاّ بالحقّ
و إذا نزلوا سوف لن يُمْهِلِ الناس ولو لحظة واحدة.
إذا اعتبرنا أنّ جبريل ملك و أنّه نزل للقاء النبيّ
فإن الاختبار سيتوقف في اللحظة و الحين.
C-
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ
1- تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ
2- أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ
3- أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا
1- لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
2- أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا
قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 158)
إذا نزلت الملائكة إنتهي الإختبار للناس
و لن ينفعهم شيء بعد ذلك مهما كان
D-
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ
فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلَائِكَةُ
وَقُضِيَ الْأَمْرُ
وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 210)
عبارة بعبارة
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ
فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلَائِكَةُ
هل ينتظرون نزول الله و الملائكة؟؟؟؟
جواب إلاهي
قُضِيَ الْأَمْرُ
وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ
إذا نزل الله و الملائكة
سينتهي الإختبار للناس في تلك اللحظة
(قُضِيَ الْأَمْرُ)
و لن ينفعهم شيء بعد ذلك مهما كان
يخبرنا الله في 4 آيات منفصلة
أنّه في حالة إنزاله لملاك
سينتهي الأمر بدون تأجيل
دون أن يذكر إستثناءات
هذا يعني أنّ نبيّنا الكريم لم يلتق وجها لوجه مع جبريل
إذا افترضنا أنّه ملاك
3- لو رأى نبيّنا محمّد جبريل حقيقة
لوصل اليقين
و لما إحتاج لأنباء الرّسل من قبله
لكي يُثَبَّتَ فؤاده
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ
مَا نُثَبِّتُ بِهِ
فُؤَادَكَ
وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 120)
سأعيد العبارة القرآنية بشكل مبسط
نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ
لنثبّت فُؤَادَكَ
1-
لو رأى نبيّنا محمّد جبريل حقيقة
لوصل اليقين
و لما إحتاج لأنباء الرّسل من قبله
لكي يُثَبَّتَ فؤادُه (إحساسه)
==>لكي يرتاح باله من الشكّ الذي يراوده
2-
سورة هود
جاءت في المرتبة 52 من النّزول
سنوات بعد نزول أول سورة
هذه المعلومة من باب الثقافة العامة
و ليست من باب اليقين
(لأنها معلومات وجدنا عليها آباءنا)
4- تنزيل القرآن على قلب نبيّنا الحبيب
(في العقل بمفهوم عصرنا الحالي)
A-
قُلْ
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ
فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ
بِإِذْنِ اللَّهِ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)
مَنْ كَانَ عَدُوًّا
لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ
فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 97 - 99)
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ
كيف نكون أعداء لكيان
لم نره ولا نعرف شكله ولا مكانه
ولا صلة لنا معه ؟
لا يعقل نهائيا!!!!
هذا يعني أن معنى جبريل
مخالف لما وجدنا عليه آباءنا!!!!
- القلب من تقليب الأفكار و هو العقل
فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ
لقد وقعت عملية تنزيل القرآن الكريم
في عقل نبيّنا الحبيب (قلبه)
و نستعمل في عصرنا الحالي هذه الكلمة
في التطبيقات على المحمول و الحواسيب
نقول : قم بتنزيل التطبيق الفلاني
B-
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)
عَلَى قَلْبِكَ
لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 192 - 195)
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ
نزل به الروح الأمين
في عقل النبيّ الحبيب
لا نجد في هذه الآية
نزل به جبريل على قلبك
إنما هي استنتاجات (السلف الصالح)
المبنية على الانطباع المسبق !!!!!
إستنتاجات غير مبنية على الدليل بتاتا !!!!!
C-
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ
يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ
وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ
وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 24)
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
هناك من يدّعي بأنّ الرسول
يفتري كلاما من غير القرآن
المنزّل على عقله (قلبه) !!!!
فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ
يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ
وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ
وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ
لكن ما لا يعرفه هؤلاء
هو أنّ الله إن شاء
لختم على عقله
ليَمحُ الباطل من إفتراءات
و يحقّ الحقّ الذي هو القرآن!!!!
و بطبيعة الحال
لم يحصل شيء من هذا القبيل
لأنّ الرسول عليه السلام
كان منضبطا و ملتزما بالأمانة الموكّلة إليه
بدون أن يضيف عليها و لو ذرّة واحدة.
5- رؤية نبيّنا كانت معنوية (البصر)
لم يذكر فيها جبريل بتاتا
بطريقتين مختلفتين حسب سياق الآيات
بطبيعة الحال لا يدرس أصحاب الإختصاص
هذه الظاهرة الفريدة من نوعها
لأنّهم خصّصوا جهدهم الكامل
للسنّة السهلة المفسّرة للقرآن حسب إعتقادهم
من بين هذه الأفعال نجد فعل رءى
فهو يُكتب كالتالي حسب الآيات : رأى - رءى
و أظنّ في المصحف الأصلي كان يكتب كالتالي
راى - رى
A- رأى (بالهمزة على الألف) راى
رؤية معنوية بالإحساس pecevoir , perception
وردت مرّتين في سورة النّجم
حسب الآيات التالية
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)
وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى؟ (12)
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) (تحتاج تدبّرا)
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)
(سورة : 53 - سورة النجم, اية : 3 - 18)
لم يذكر جبريل بتاتا!!!!
لم يذكر لا من بعيد و لا من قريب!!!!
عبارة بعبارة
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
==> (ما كذّب الفؤاد (إحساسه) ما رأى (رؤية معنوية)
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى
==> لقد رأى (رؤية معنوية) مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى
لقد رأى من آيات ربه الكبرى
بفؤاده بإحساسه
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
==> البصر هو الإدراك الحسّي التّصوّري
و ليس الرّؤية بالعين المجرّدة
لقد رأى من آيات ربه الكبرى بعين بصيرته
و لم يُهيّأ له
لا يوجد إلى ما يشير بأنّ
جبريل أوحى للنبيّ محمّد
مباشرة وجها لوجه
B- رءى أو رءا (بالهمزة على السطر) رى أو را
==> رؤية بالعين المجردة :voir avec ses propres yeux
وردت 11 مرّات في كلّ القرآن
هذه بعض الأمثلة
1-
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ
رَءَى كَوْكَبًا
قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 76)
2-
فَلَمَّا رَءَا أَيْدِيَهُمْ
لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ
نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
(هود 70)
3-
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن
رَءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
(يوسف 24)
4-
وَإِذَا رَءَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ
فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
(النحل 85)
5-
ورَءَا الْمُجْرِمُونَ النَّارَ
فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً
(الكهف 53)
6-
وَلَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ
قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً
(الأحزاب 22)
6- لا شيء يشير في القرآن
بأنّ الله أرسل ملائكة بهيئتهم الحقيقيّة
(تدبّري للقرآن عمل بشري يقبل الخطأ والصواب بطبيعة الحال)
و لا أدعي بأنه هو مراد الله من الآيات
إنما هو اجتهاد متوافق مع العقل و المنطق
حسب منظوري
A- يختار الله رسله من الملائكة و من الناس
1-
اللَّهُ يَصْطَفِي
1- مِنَ الْمَلَائِكَةِ
رُسُلًا
2- وَ مِنَ النَّاسِ
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 75)
يخبرنا الله سبحانه و تعالى
أنّه يرسل رسلا من الملائكة و من الناس
آية تبدو مناقضة لجميع الآيات الّتي ذكرت في أوّل الموضوع
لكنّ الإجابة على هذا الإشكالية نجدها في الآيتين التاليتين
a-
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى
إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
قُلْ
لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ
لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 94 - 95)
من الآية نستنتج
بأن الله يبعث
رسلا بشرا على البشر
و
رسلا ملائكة على الملائكة
b-
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ !!!!!!؟
وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا
لَقُضِيَ الْأَمْرُ
ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا
لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا
وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 8-9)
عبارة بعبارة
وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا
لَقُضِيَ الْأَمْرُ
ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ
إذا أرسل الله ملاكا
سوف يتوقّف الإختبار في اللحظة و الحين
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا
لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا
وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ
سوف يتوقّف الإختبار في اللحظة و الحين
إلّا في حالة واحدة
ألا و هي جعل هذا الملك رجلا
في هيأة بشرية قويّة
لكي يلتبس الأمر على الناس
فلا يستطيعون إدراك معجزة الملاك
الّتي تساعد الشخص على الوصول إلى اليقين
فالله عادل و لا يُحابي بعض الناس
على حساب آخرين
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ
صِدْقًا وَ عَدْلًا
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 115)
2-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا
أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(سورة : 35 - سورة فاطر, اية : 1)
المعنى الحقيقي للأجنحة في القرآن هو اللجوء
جعل الله إمكانية اللّجوء للملائكة الرّسل
مثنى و ثلات و رباع
مرّات متعدّدة إن إقتضى الحال
B- بعض الأمثلة
1-
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)
فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ؟؟؟!!! (27)
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً
قَالُوا لَا تَخَفْ
وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ؟ (31)
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)
(سورة : 51 - سورة الذاريات, اية : 24 - 32)
لو كانت هيأة الرسل مخالفة للهيأة البشرية
لأوجس خيفة منهم
في اللحظة التي دخلوا عليه فيها
و ليس بعد مدّة ليست بالقليلة
نجد في الآيات الكريمة
- ضيف إبراهيم المكرمين
- مرسلون
لم تذكر الملائكة نهائيا
بقد أرسل الله رُسلا بهيأة بشر
و ليس ملائكة بهيأتهم الحقيقيّة
2-
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى
قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ
فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ
نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً
قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74)
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)
يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا
سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 69 - 77)
نجد في الآية رسل
لم تذكر الملائكة نهائيا
أرسل الله رُسلا
و ليس ملائكة بهيأتهم الحقيقيّة
هاته الآيات اصعب درجة في التدبّر
و تحتاجا إيمانا كبيرا بكمال القرآن
و عدم إحتوائه على تناقضات
الأيدي في القرآن تعني التأييد و القوّة
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ
كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا
فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ
وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ
فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 91)
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ
إليه تعود على العجل
كما يمكن أن تعود على نبيّنا الكريم إبراهيم
في إنتظار تدبّر منسجم مع القرآن كلّه
نلاحظ نفس منطق المثال الأوّل
لو كانت هيأة الرسل
مخالفة للهيأة البشرية
لأوجس خيفة منهم لحظة دخولهم عليه
3-
وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)
قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)
قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)
قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58)
إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)
فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)
قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)
وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)
(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 51 - 64)
دائما نجد مرسلون - ضيف إبراهيم المكرمين
و لا نجد ملائكة بهيأتهم الملائكيّة
4-
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا
فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)
قَال إِنَّمَا
أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ
لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 16 - 19)
تمثّل لمريم رسول الله
في هيأة بشرية
لمساعدة أصحاب الرّسول في الحرب
هذه بعض المقولات الجميلة
و التي تدفع للتساؤل و التفكير
نجد أن الرّوايات و القصص تتحدث دائماً
عن ملائكة نزلت لتقاتل مع المؤمنين ضد الكفار
لكن لن تجد نهائياً
ملاكا واحدا فقط من هؤلاء الملائكة
نزل ليساعد أو يُطعم المشردين والفقراء واليتامى مثلاً..!!!!!!
بليد هذا المشرك الكافر الّذي رأى مَلَكََا
ثُمَّ حاربه بدل أن يؤمن بخالق هذه المعجزة !!!!!
حاولوا وضع أنفسكم مكان الآخرين
و تخيّلوا مشهد الحادثة !!!!!
القول بأن الملائكة نزلوا لقتال المشركين
هو خرق لقوانين وسنن الله في الكون
سيتسبّب في توقيف الإختبار في التوّ و اللحظة
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ؟؟!!!
قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 37)
يتساءل الناس لماذا لا يرسل الله برهانا أو معجزة لإثبات وجوده
فنكون من الصالحين
لكن أكثرهم لا يعلمون السبب
خاتمة
- العدل الإلاهي لا يسمح بتفضيل بعض البشر عن البعض الآخر!!!!
- لا يمنح الله لأحد
إمتيازات تساعده على الوصول لليقين!!!!
- إختبار يستلزم إستخدام العقل
بالنسبة للجميع بدون إستثناء
- موقع ترتيل القرآن يمنحكم جميع الأدوات اللازمة
لتتمكّنوا من تدبّر القرآن بعقولكم
لا بعقول
أمّة قد خلت من قبل
أو بعض الأشخاص ذوي السلطة و الجاه و النفوذ
إستغلّوا الدّين أبشع إستغلال
تلبية لشهواتهم الجامحة
تدبّروا بعقولكم و ساعدوا موقع ترتيل القرآن
بإقتراحاتكم و ملاحظاتكم
من أجل فَهْمِِ للقرآن
أكثر إنساجما مع المنطق و الفطرة الإنسانية