آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

لم نستطع الحفاظ على ذلك العالم المثالي الّذي خُلِقنا به أوّل مرّة

إستعمال القرآن في التبرير في بعض الحالات

يدخل في نطاق الثّقافة العامّة فقط

بالنسبة لمن لا يؤمن به.

قناعاتكم و قراراتكم

تبقى حرّيّة خاصّة لا شأن لي بها

 

مقدمة

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ

إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا

مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 30)

يسأل الملائكةُ اللهَ

مستغربين

لماذا جعلتَ في الأرض مفسدين مجرمين؟

هناك سبب وجيه يعلمه الله

خلق على إثره البشر

و هو يعلم أنّهم مفسدون و سفّاكون للدّماء

 

1- جواب فلسفي عميق

هناك 4 أنواع من الخلق !!!!

1- خلقُُ غير عاقل و غير واع

ينقسم إلى قسمين

A- الجماد

B- المخلوقات الحيّة البسيطة

(النباتات - الفطريات - الميكروبات - الفيروسات)

2- خلقُُ عاقل لكنّه غير واع بنعمة العقل

==> الحيوان

3- خلقُُ عاقل و واع بنعمة العقل

ممتلك لحرية الاختيار

متحكّم في قراراته و مصيره بنفسه

==> هذا الخلق هو الإنسان

و هو أرقى هذه الأنواع الأربعة

لأنه يمتلك حرية الاختيار !!!!

 

بعد أن علمنا أن هناك 4 أنواع من الخلق

سؤال

2- ماذا لو كان هناك

خلق خامس

خلق واع و عاقل

لكنه غير ممتلك لحرّية الإختيار

خلق مبرمج على صفات معيّنة

كالشر فقط أو الخير فقط؟؟؟؟

لنتخيّل مثلا كوكبا

يعيش فيه خلق مسيّر غير مخيّر

 كالروبوتات تماما (الرجال الآليين المبرمجين).

خلق واع و عاقل

لكنه مبرمج على الصلاح فقط.

 خلق لا يمتلك الحق في اتخاد القرارات

إلا في عمل الخير حصريا.

سأعطيكم بعض الأمثلة

ليتضح لكم الأمر

سنتصور شخصا من هذا الخلق

1-

لا يستطيع الكذب 

بإخفاء خبر مرض السرطان

عن قريب أصيب به

و تبقت له بضعة أشهر للموت

معلومة كهذه ستتسبّب في تعاسته و تدهو حالته

طيلة هذه المدة المتبقية من حياته

(تسمى كذبة بيضاء)

- ممنوع عليه الكذب بصفة نهائية

كيفما كانت الظروف

2-

لا يستطيع تجاوز

مقدار محدد من الأكل يوميا (2000 كالوري)

حتى لا يصاب بالسمنة و الأمراض

3-

لا يستطيع التوقف عن ممارسة الرياضة

التي تحافظ على جسمه 

(عدم الإعتناء بالجسم يُعتبر عملا غير صالح - عمل سيء)

4-

ممنوع عليه حبّ بعض الأشخاص

و لو عن بعد 

(قتل القلب بدل العشق الممنوع)

 

الأمثلة التي ذكرت لكم

دفعتني لطرح تساؤل مهم

ماذا لو أُعطيَ لكم حق الإختيار

بين

1-

العيش مُبَرمَجين

على الصلاح و الإحسان فقط

كما في الأمثلة السابق ذكرها ؟؟؟!!!!

و بين

2-

  العيش

 صالحين - محسنين - مسالمين (مسلمين)

عن إقتناع ؟؟؟!!!!

ماذا ستختارون ؟؟؟!!!!

 

لو أراد الله خلق ذلك الكوكب

الذي يعيش فيه الجميع

في سلام و اطمأنان

مبرمجين على الصلاح فقط

لفعل ذلك بكل سهولة,

لكن العائق الذي سيواجه

هذا النوع من الجنّة

هو عدم امتلاك

ساكنتها لحرية الاختيار المطلقة

فلا يبقى للحياة طعم!!!!

من هنا تظهر عظمة الخالق

التي ابت إلا أن

تَخلُق ما هو أفضل و أرقى !!!!!

==> بشرَََا 

واعيا - عاقلا

متمتّعا بحرية الاختيار.

معضلة حرية الاختيار

التي يتمتع بها

هذا الخلق الرابع (الإنسان)

هي الخير و الشر!!!!

الإختيار الحرّ

مرتبط ارتباطا وثيقا بالخير و الشرّ

فلا يمكن فصلهما عن بعض!!!!

تَمتُّع البشر

بحرية الاختيار بين الخير و الشر

مكَّن من تقسيمه

إلى أربعة أنواع

1-

مجموعة الأخيار 

المقتنعون بعمل الخير

عمل صالح + إحسان + سلام (إسلام)

2-

مجموعة المتردّدين بين الخير و الشرّ

المذبذبين

لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء

3-

مجموعة الأشرار

تنقسم بدورها إلى ثلاثة أنواع

A-

أشرار و يفتخرون بشَرِّهم

أشرار مستكبرون و مفتخرون (كُفار - نرجسيين - Ego)

B-

أشرار

اختاروا الصلاح 

رغما عن أنفهم

خوفا من العقاب (السجن)

أو من نظرة الناس  .... إلخ

أشرار جبناء

أشرار منكرون (كُفار)

C-

أشرار يظنون أنفسهم أخيارا 

و لا يستوعبون حقيقتهم.

بالدارجة المغربية نقول

راسهوم قاسح ==> لا يعترفون أبدا بشرهم

أشرار مستكبرون معاندون (كُفار - نرجسيين - Ego).

 

عاقبة إختلاط هذه المجموعات الخمسة

سواء كانوا متأكّدين من وجود الله أم لا

هي

المصائب - الخراب (في بعض الحالات)

كما سنرى

مما استوجب فرز الأشرار

عن مجموعة الصالحين  !!!!

1- تجربة الحياة المثالية على الفئران

حيث بدأ عالم الحيوانات الأمريكي John Calhoun سنة 1970

في تنفيذ فكرة تجربة خطرت على باله

حيث وفر للفئران مساحة كبيرة

مصمّمة خصيصاً

لكي تعيش الفئران في وفرة من الطعام والماء

ومساحة معيشة كبيرة..

في البداية وضع زوجين من الفئران ذكرين وأنثتين

وبدأت الفئران تتكاثر بشكل سريع جداً

و تعدادهم يزيد أكتر واكتر..

وبعدما وصل عددهم حوالي 315

بدأ تكاثر الفئران في الانخفاض بشكل ملحوظ..!!؟

ولما وصل عددهم إلى 600 فأر

ظهر بينهم تسلسل هرمي

أو ما يُعرف بإسم "الميل للإنعزال"

وبعد ذلك ظهرت طبقة عرفت بـ "البؤساء"

وبدأت الفئران الأكبر حجما

بمهاجمة المجموعات الأصغر و الأضعف

الشيء الذي  أدى إلى (الإنهيار النفسي لكثير من الذكور )..

تخلت إناث الفئران عن دورها في حماية صغارها

و هاجمت صغار الإناث بدون اي سبب؟!

ومع مرور الوقت

وصل معدل وفيات الفئران الصغيرة إلى 100٪

وأنخفض معدل الإنجاب إلى 0٪

وظهرت المثلية الجنسية ؟؟!

وأكلت الفئران لحوم بعضها البعض

على الرغم من توافر الطعام..

بعد كل هذه المآسي

 تمت ولادة آخر فأر في التجربة

بعد مرور سنتين من بدايتها

وفي سنة 1973 ماتت كل الفئران

في تجربة اُطلق عليها إسم "universe 25"..

و تم تكرار التجربة 25 مرة

و في كل مرة كانت النتيجة واحدة..

لقد أثبتت هذه التجربة

مدى الإنهيار المجتمعي

الذي يمكن أن يحصل للأشخاص

الذين لم يمرّوا من مرحلة

إرتقاء النفس

إذا توفرت لهم كل سُبل الراحة !!!!!

 

هناك من سيقول بأن هذه التجربة

تنطبق على الحيوانات

ولا تنطبق بالضرورة على الإنسان!!!!

بطبيعة الحال هناك أدلّة أخرى

 

2- جنة ثمّ جهنم ناورو

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ

حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ

...........

(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 53)

لقد ترك لنا الله

آيات - قرائن - Des indices

كثيرة و متنوعة

تثبت

بأن إجتماع الخير و الشرّ في مكان واحد

يُنتج الدمار الشامل,

و لو كان هذا المكان

جنة فوق الأرض

هذه الآية أو القرينة

هي جزيرة ناورو في المحيط الهادئ

حصلت على استقلالها في ستينيات القرن الماضي.

جزيرة نازرو جنة فوق الأرض

طبيعة خلابة و شواطئ فوق الخيال

زيادة على ذلك

احتياط كبير من الفوسفاط 

أسهم في رفع مستوى الدخل الفردي

إلى مستويات قياسية

بدون بذل مجهود في العمل 

فوصل البذخ بالساكنة إلى حد الجنون

5 إلى سبع سيارات لكل عائلة

من تتعطل سيارته يركنها بجانب الطريق و يشتري أخرى

بل هناك من يستعمل

الأوراق النقدية بدل الورق العادي في دورات المياه

هجروا مهنة الصيد

و بدؤوا في استيراد كل شيء من الخارج 

إلخ من مظاهر التبذير المفرط,

النتيجة الحتمية 

لهذا  الطغيان و البغي في الأرض

هي إصابتهم بالسمنة و أمراض القلب و السكري 

و السرطان بعد تلوّث الجزيرة.

مباشرة بعد نفاذ مخزون الفوسفاط

أفلست الدولة 

و تحولت جزيرة ناورو إلى جهنّم فوق الأرض

بعد أن كانت جنة.

 

هذه الآية الكريمة تصف ما حصل للجزيرة

في جملة واحدة !!!!

وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ

لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ

وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ

إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 27)

إنه مثال حيّ و معاصر

 لأولي الألباب

يُصوِّر بدقة متناهية

عواقب إعطاء الجنّة لكلّ النّاس

بدون أن يعلموا قيمتها الحقيقيّة

جنة  تحولت الى جهنم

بسبب سكانها الذين بغوا في الأرض

بسبب رزقِِِِِ بسطه الله لهم

 

3- تجربة الحرية المطلقة بدون محاسبة

للفنانة الصربية مارينا إبراموڤيتش

التي أظهرت للملأ حقيقة الناس الباطنة

قامت بعرض مسرحى تجريبى

بإسم الإيقاع صفر ( Rhythm 0 ) عام 1974.

جلست إبراموڤيتش فى هدوء وثبات

أمام جمهور 

خلف منصّة

لمدة 6 ساعات ،

من الساعة 8 مساءا حتى 2 صباحٱ.

و قد طلبت ، بل أصرت

أن لا تتم مقاطعة العرض أو إيقافه

بأى شكل من الأشكال ومهما حدث على المسرح.

بجوارها كان هناك 72 من الأشياء المتنوعة

بعضها لطيف ، مثل وردة ، صابونة ، ريشة ، مشط ومنديل وغيرها ..

وكانت هناك أيضٱ أشياء جارحة ومخيفة مثل

مقص سكين سوط مسدس سلاسل حديدية وسكاكين

ومقص وعدة أدوات أخرى..

غرابة العرض كانت تكمن فى أن للمتفرجين المندهشين

الحق بالتصرف مع الممثلة الجالسة أمامهم

وفق ما يرونه مناسبٱ

بمعنى أنهم يستطيعون لمسها وفعل أى شئ بها

من دون أن تحرك هى ساكنٱ..

كان الغرض الرئيسى الذي أرادت إبراموڤيتش تحقيقه

مع هذا النوع من الأداء التجريبى

هو الإجابة على السؤال

ماذا سيفعل الجمهور 

فى موقف يتم فيه

منحهم الحرية الكاملة

لفعل ما يريدون؟

بدأ العرض ، مرت دقائق دون حراك من ( مارينا ) ، 

وفي المقابل

ما زال الجمهور مترددا

 قبل أن يتجرأ البعض فى الحركة.

في البداية مضى الأمر بشكل جيد ،

بعضهم قدم لها وردة

أو صافحها فقط

أو قبلها على وجنتها ..

كان السلوك لطيفٱ ومؤدبٱ عمومٱ

خلال الساعتين الأوليتين ..

ثم بدأ الجنون ..

قام أحدهم فجأة بصفعها ..

وهذه الصفعة كانت كأنها الشرارة

التى حررت الشر الكامن فى نفوس الحضور ،

فقام شخص أخر بضربها ،

وآخر بدأ يتلمسها ،

ثم تحول الأمر إلى تحرش جنسى،

ولاحقٱ خرج الأمر عن السيطرة

إذ حاول أحدهم إغتصابها

وهناك من إستعمل المقص وشفرات الحلاقة

لتقطيع كل ثيابها

ثم إلتقطوا صورٱ لها

والصقوها على رأسها.

ثم بدأت نفس الشفرات الحادة

تستكشف وتجرح بشرتها

وقام أحدهم بحز عنقها  من اجل شخص ما ليمص دمها

وأخرون أحدثوا جروحٱ مختلفة على جسدها.

رغم كل هذا ظلت إبراموڤيتش ملتزمة جدٱ بعرضها

لدرجة أنها لم تقاوم الإغتصاب أو القتل ..

وحتى عندما وضع أحدهم مسدسٱ فى يدها

وصوبه نحو رقبتها

ووضع إصبعها على الزناد

لم تقاوم ولا تحركت من مكانها! ..

لكنها لم تستطع مقاومة دموعها فبكت ..

وبمجرد أن إنتهى العرض

بدأت بالتحرك

همَّ المتجمهرون بالفرار .

هذة التجربة أثبتت لمارينا

أن البشر الذين نتعامل معهم يومياً

مهما إختلف عرقهم وسنهم وخلفياتهم

قادرون على إرتكاب أفعال شنيعة

إذا ما أتيحت لهم الفرصة

يجب فقط إعطاءهم فرصة الاختيار

بدون قيود و بحرية مطلقة

ليُظهروا العجب العجاب .

 

هذا العرض الغريب

كشف عن الجانب الخفى من النفس البشرية

عندما تكون الحدود غير موجودة

على المستوى الإجتماعي

حرية مطلقة.

عندما يُسمح للبشر بفعل ما يريدون

دون وجود قانون أو رادع فإن الأمور تسوء

بغض النظر عن مقدار إلتزام المجتمع أو تعليمه أو ثقافته ..

 

هذه التجارب أثبتت لنا بأنّ

حرية الاختيار المطلقة

مرتبطة ارتباطا وثيقا

بالخير و الشرّ

 و بالفوضى

 

 

لكن إذا قام الله

الذي يعلم حقيقتهم

بفصلهم منذ البداية

تفاديا للمصائب,

لاعترضت المجموعتين B و C

بحجة انعدام الدليل

فالمجموعة B ستُنكر حقيقتها 

نظرا ليقينها بعدم وجود دليل يؤكّد شرها

و المجموعة C سترفض بكل استكبار

نظرا ليقينها بصلاحها !!!!

زيادة على أنّه لا يمكن تقرير مصير

مجموعة المتردّدين الذين لم يتخذوا قرارا واضحا

بدون دليل واضح و عادل

 

ما الحلّ إذن؟؟؟؟؟

بقي حلّ وحيد

يسمح بعزلهم  !!!!

هذه الوصفة السحرية

هي التدخّل الغير المباشر

بواسطة اختبار

يُظهر حقيقة المجموعات الثلاث

بالدليل و البرهان

و بدون أي إمكانية للإنكار في آخر المطاف!!!

إختبار سيمكن أيضا من حسم موقف 

أولائك المتردّدين

 

2- هناك 3 سيناريوهات

لمن سيقول أليس من السهل على إلاهكم و علينا

أن يخلق عالما مثاليا بدون إختبار ؟

جواب

أي سيناريو هو القابل للتطبيق؟؟؟

a- خلق عالم لا يوجد فيه ظلم و لا شرّ و لا كذب و لا طمع و لا حسد

في هذه الحالة لا يمكن أن أطلق إسم إختبار

على  هذه الطّريقة من الخلق

زيادة على أنّ الإنسان سيُحرم من حرّية الإختيار 

سيصبح كالرّجل الآلي مبرمج على الخير فقط ي

عيش في عالم مثالي

 

b- خلق عالم مشابه لعالمنا و لكن بشرط 

لا تقع فيه حوادث مميتة للأطفال و لا زلازل و لا حرائق إلخ

لا تصيب الكارثة و الفاجعة إلاّ الأشرار فقط 

فيُحسّ النّاس بالعدل الإلاهي

في هذه الحالة سيُحسّ المجرمون بأنّ هناك تدخّلا خارجيا من الفضاء 

يتحكّم في مجريات الإختبار

من البلادة أن لا يؤمن هؤلاء بهذا المتدخّل الخارجي

و سيُصبحون من الأخيار

مجبرين مرغمين بدون إقتناع  

 

 

هذا سيناريو عقيم و لا جدوى منه

لأنه لا يسمح بفضح حقيقة الأشرار

 

c- خلق العالم الّذي نعيش فيه بمحاسنه و مساوئه

في ظروف عشوائية و غير مبرمجة سلفا

هذا النّوع من الخلق

يسمح بإجتياز البشر للإختبار

في ظروف مثالية

لحرّيّة الإختيار.

هذا الإختبار

يمَكِّن من عزل الصالحين المحسنين المسالمين

عن أولائك المجرمين الفاسدين 

الذين لم يتمكنوا من ترقية أنفسهم

إبان كل تلك الحيوات التي عاشوها .

 

أتمنى بعد هذا التسلسل المنطقي للمعطيات

التي ذكرتها لكم

أن تكونوا قد إقتنعتم بأنّه

لا يوجد حلّ من غير هذا الحل

==> الإختبار الذي نمرّ منه

مرحلة ضرورية

و نتيجة حتمية

 

 

3- إعلم أنّنا كنّا نعيش

في تلك الحياة المثالية الّتي تتحدّث عنها

و لم نحافظ عليها

هذا ما قام به الله بالفعل ذات يوم

لقد خلقنا

في هذا العالم المثالي الّذي تتحدّث عنه

و الّذي تتساءل عن عدم وجودنا فيه

لكنّ الواقع فرض نفسه

صعب و صعب جدّا على الإنسان

أن يُدرك قيمة الحياة المثاليّة الّتي بين يديه 

ما لم يبذل مجهودا

للوصول إليها عن جدارة و إستحقاق

 

وهب لنا حرّيّة الإختيار في هذه الجنّة

( أرقى ما يمكن أن يصل له العلم)

بدليل أنّه نهانا عن الإقتراب من الشّجرة

(دليل من مصدر لا تعترف به

لكنّه يبقى الرّابط الوحيد بيننا و بين الله)

 

لكنّنا لم نكن

- عند حسن ظنّه

- و على  المستوى المطلوب و المنتظر

بحيث أننا

دخلنا في إشتباكات نهانا عنها (الشجرة)

 

4- أعطانا الله فرصة ثانية لتدارك الأمر

كان بالإمكان له أن يعاقبنا مباشرة 

لكنّه لم يفعل (الرّحمان)

و أعطانا فرصة ثانية (الرّحيم)

 بخلقه لهذا  الإختبار 

a-  لإمتحان قدرة الإنسان على الحفاظ على ماآتاه الله

b- لتقييم و عرض و إشهار الطبيعة الحقيقية لكلّ إنسان

أمام نفسه و أمام الجميع 

((((بما فيهم أولائك الّذين بقوا في الجنّة

نظرا  لعدم دخولهم في إشتباكات مُفسدة للعيش الكريم و الآمن))))

و

هو ممتلك لحرّيّة الإختيار الّتي تميّزه عن الإنسان الآلي

و  

c- ليس لتقييم  مدى إنصياعه للأوامر  و التّحريمات

 

 

فالله غنيّ عن العالمين

 

خَلْقُ الله لعالمِِ مثاليّ

أمر مستحيل التطبيق

بدون المرور من مرحلة الإختبار

لا بديل لحل الاختبار نهائيا

و إذا اكتشف أحد

حلّا آخر 

غير ظالم للمجموعات الأربع

فليتفضّل مشكورا

 

في وصف دقيق ومُبهر عن الخير والشر

وحقيقة الإنسان..

لا أستطيع أن أقول عن إنسان أنّه طيب

إلا إذا كان لديه القدرة على فعل الشر ولم يفعل.

يجب أن يكون لديك الخيارات لتعرف حقًا من أنت.

الكاتب البرتغالي أفونسو كروش

 

لطالما ضحكتُ من الضعفاءِ

الذين يظنون أنفسهم أخيار

لأن ليس لديهم مخالب.

ويقول فريدريك نيتشه

 

ستيفن واينبرج Steven Weinberg

من أروع المقولات

التي صادفت في مسيرتي البحثية

يقول

هناك دائما أخيار يصنعون خيرا !!!

و هناك دائما أشرار يصنعون شرا !!!

لكن لِكي يَصْنَعَ

الأخيارُ الشَّرَّ

==> هذا يحتاج إلى دين.

لكنني قمت بإدخال تعديل على مقولته

لأنّ الأخيار لا يقومون بالشرّ

إلا إذا كانوا مرغمين عليه

فأصبحت كالتالي

هناك دائما أخيار يصنعون خيرا !!!

و هناك دائما أشرار يصنعون شرا !!!

لكن

لِكي يَصْنَعَ

الشرَّ

1- التائهونَ - المتذبذبونَ - المتردّدونَ

أو

2- أولائك الذين يخافون من العقاب و من نظرات الناس !!!!!! 

أو

3- أولائك الذين يَظُنّون أَنْفُسَهم أَخيارَََََا  !!!!!! 

==> هذا يحتاج إلى ديانات.

Benfdil Faiçal

 

5- الهدف من الإختبار (عمليّة الفرز)

هو إدراك الإنسان

لمدى قدرته على الحفاظ على مكتسباته

لن يستحقّ الجنّة (الحياة المثالية)

 إلاّ ذلك الشخص

الّذي يعلم قيمتها الحقيقيّة

الشيء الّذي سيدفعه

للحفاظ عليها من كلّ سوء

 

كلّ من نجح في هذا الإختبار (عمليّة الفرز)

سيستحقّ الرّجوع

إلى ذلك العالم المثالي

الذي وصفتَه لي في سؤالك !!!!

سيكون عقله مقتنعا بالحفاظ

على تلك الجنّة الّتي يعيش بها 

و لن يُفسد فيها مرّة ثانية

 

كلّ شخص لم يستطع النّجاح في الإختبار (عمليّة الفرز)

بعد عدّة محاولات (حيوات)

سيستوعب في الأخير

بأنّه يستحقّ الحياة في الفتنة

و سيقتنع عن طيب خاطر

بإستحالة إمكانيّة رجوعه

إلى مكان سيُفسده حتما

بنفضيل فيصل

 

- الحياة في الأرض على شكل إختبار

خطوة و مرحلة ضروريّة

لإنجاح ذلك العالم المثالي الّذي تحلم به

- يصعب الحفاظ

على حياة آمنة و سعيدة

في تلك الجنّة الّتي نحلم بها

مع إمتلاكنا لحرّيّة الإختيار 

إذا لم نُدرك قيمتها الحقيقيّة

بنفضيل فيصل

 

الحياة جسر عبور إلى نوع أرقى

- كما يرى نيتشه

- و كما تراهن مشاريع تحسين النوع البشري اليوم

- و ربما كما تخطط الحياة!؟

سعيد ناشيد

 

مع العلم أنّ الله أخبرنا بأنّ

الرسالة واحدة و لم تتغيّر

مَا يُقَالُ لَكَ

إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ

لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ

إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ

(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 43)

 

6- يجتاز كلّ البشر إختبارا ليعلم الكلّ

من إختار السلام و الصلاح و من إختار الإجرام و الفساد

و هم مزوّدين بكلّ الأدوات اللّازمة و من أهمّها حرّيّة الإختيار

A-

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

1- وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

2- وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 93)

لم يشأ الله خلق البشر صالحين

بدل ذلك قرّر

1- وضع إختبار للتمييز بين الصالح و الطّالح

بمساعدة منه عند طلبها

2- مع تحديد المسؤووليات عند نهاية الإختبار

 

B-

تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ

وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ

مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ

وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا

فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ

وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا

وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 253)

لو شاء الله لما إندلعت الحروب و إقتتل الناس فيما بينهم و ظهرت المآسي بعد موت الرُّسُل 

لكنّ الله يفعل ما يريد

هذه الظّروف هي إختبار البشر

فمنهم من يؤمن و منهم من يصبح مجرما فاسدا

 و تركهم يظهرون حقيقتهم تحت عيون الكاميرات

 

C-

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ

لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ

شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا؟؟؟؟؟؟؟؟؟(سؤال)

وَلَوْ شَاءَ اللَّهََََََََ(كلُُّ مِنْكُمْ)

لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً !!!!!!!!!!!

وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ !!!!!!!!!!!

فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ!!!!!!!!!!!

إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا

فَيُنَبِّئُكُمْ

بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 48)

هل تظنّون حقيقة أنّ الله جعل لكلِّ فرقة منكم شِرعة و منهاجا؟؟؟؟؟ 

لو أراد الله لجعلكم أمّة واحدة تتبعون منهاجا واحدا

لكنه يريد إظهار حقيقتكم 

بترك الأغلال و الإفتراءات و الإفك الذي تفترونه

بعد موت كلّ نبيّ

لكن عندما سترجعون إليه 

سينبؤكم بما كنتم تختلفون فيه من شرائع و مناهج

لم ينزّل بها الله من سلطان

هناك تشكيل آخر مخالف للتشكيل الذي وجدنا عليه آباءنا

لمن يريد الإطلاع على تدبّر آخر (تدبّر لبشارة محمد)

 

وَلَوْ شَاءَ اللَّهََََََََ(كلُُّ مِنْكُمْ)

لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً !!!!!!!!!!!

لو شاءت و أرادت كلّ هذه الفرق اللهَََََََ

لجمعها كأمّة واحدة

و لكن لم تجتمعوا كأمّة واحدة

لكي تُمتَحَنوا في ما آتاكم من نِعَمِِِ

لكن عندما سترجعون إليه 

سينبؤكم بما كنتم تختلفون فيه من شرائع و مناهج

لم ينزّل بها الله من سلطان

 

D-

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ

وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا

ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)

أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ؟

أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 27 - 28)

هذا الإختبار ليس للتسلية كما يظنّ

المستكبرون المنكرون (الكفار مسلمين و من غير المسلمين)

بل للتمييز و العزل بين الصالحين و المفسدين

 

E-

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ

أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ

هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي

لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ

وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 40)

 

F-

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ

لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ

(سورة : 11 - سورة هود, اية : 7)

 

G-

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ

لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ

إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 165)  

 

H-

هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ

وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 30)

يوم الحساب يُمتَحَن الشّخص على ما قدّمت أيديه 

 

I-

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا

وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى

(سورة : 53 - سورة النجم, اية : 31)

ليجزي الّذين أساءوا و الّذين أحسنوا بالدّليل

 

J-

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ

وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 8)

لو أراد الله لجمع الناس على الهدى 

لكنّه ترك الإختبار

لمساعدة من يشاء الهداية

و تثبيت التهمة على الظّالمين 

 

K-

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 93)

لم يُرد الله هداية الناس جميعا بجعلهم أمّة و احدة

و لكنّه يضلّ الله من يشاء الضلال 

و يهدي من يشاء الهداية بعزيمته و إرادته و مجهوده في البحث

 

L-

وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ

وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ

وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

(سورة : 45 - سورة الجاثية, اية : 22)

لا يوجد ظلم في هذا الإختبار

لأنّ كلّ شخص سيجزى بأفعاله

 

M-

وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ

وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا

(سورة : 20 - سورة طه, اية : 111)

 

6- إظهار حقيقة كلّ شخص

يحتاج إلى أدلّة دّامغة يستحيل إنكارها

تسجيل دقيق شامل و دائم

وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ

فَإِنْ تَوَلَّوْا

فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ

أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ

وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 49)

يريد الله أن يسجّل و يثبت على الناس

حقيقتهم بذنوبهم و إجرامهم 

فلا يجدوا مجالا للإنكار

 

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ

لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ

بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا

وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)

1- لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ

2- وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 38 - 39)

ليبيّن بالدّليل

1- للناس فيما كانوا يختلفون

2- للكافرين أنّهم كانوا كاذبين

 

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ

وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)

لِيُمَيِّزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ

وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ

فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ

أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)

(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 36 - 37)

يميّز الله الخبيث من الطّيّب ليعلم الناس حقيقة كلّ شخص

و ليس لأنّه لا يعرف من المجرم و من الصّالح

 

إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ

وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ

وَلِيُعَلِّمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ

وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 140)

تسمح التسجيلات بإثبات التهمة على المجرمين

و تسمح أيضا بتأكيد إيمان الناس

 

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ؟ (2)

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم

 فَلَيُعلِّمنّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا

وَلَيُعَلِّمنَّ الْكَاذِبِينَ (3) 

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 2 - 3)

كما إختبر الأوّلون سيُختبر التابعون إلى نهاية العالم

حتّة يُعرف الصادق من الكاذب

 

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ

حَتَّى نُعلِّمَ

 الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ

وَنَبْلُوَ  أَخْبَارَكُمْ

(سورة : 47 - سورة محمد, اية : 31)

 

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ

فَاتَّبَعُوهُ

إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ

إِلَّا لِنُعَلِّمَ 

مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ

مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ

وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) 

(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 20 - 21)

الشيطان أداة مهمّة في الإختبار 

فهو من أهمّ العوامل الّذي ستظهر حقيقة كلّ شخص يوم الحساب 

من هو في شكّ من هذا الإختبار و هذه الفرصة الآخرة

و من هو متأكّد و مؤمن بهذه الفرصة الّتي أعطاها الله له

و يفعل كلّ ما عليه لإجتياز الإختبار بنجاح

 

وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا

فَقُلْ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ

كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ

ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)

وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ

وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 55)

حسب رأيي الشخصي الّذي يقبل الصواب و الخطأ

فصّل الله آياته ليستبين سبيل المجرمين 

ليصبح واضحا معدنهم الإجرامي فلا يستطيعون نكرانه يوم الحساب

 

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)

لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ

فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ

وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 16 - 18)

لم يخلق الله هذا الإختبار للّعب و التسلية

لو أراد خلق كون آخر للتسلية لفعل.

لكنّه إختبار لإظهار حقيقة كلّ شخص بالدّليل القاطع

 

 إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ

إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ

ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 159)

لست مسؤولا عن المشركين يا محمّد

بلّغهم وأنذرهم ثم أتركهم في دنياهم يفعلون ما يشاؤون 

سيتكفّل بهم الله يوم الحساب 

 

وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ

إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ

فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

(سورة : 31 - سورة لقمان, اية : 23)

لا يحزنك من كفر يا محمّد

لزوم الإختبار تستدعي تسجيل إجرام الكافرين 

ثمّ يوم الحساب سيجد كلّ شخص الأدلّة القاطعة الذتي لا يمكن إنكارها

 

وَإِنْ جَادَلُوكَ!!!

فَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)

اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 68 - 69)

يا محمّد لا تدخل في جدال مع الناس

و قل لهم أنّ الله أعلم بما يعملون

و سوف يحكم الله

في أيّ إختلاف بينهم في الآراء

يوم الحساب 

 

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ

فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 56)

 

وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ

إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا

يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ

وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 176)

لا تحزن على الكافرين يا محمّد

سيلقى الكافرون (المتكبّرون - les ingrats) مصيرهم الحتمي

الإختبار عابر و ليس دائم

 

قَالَ: بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ

فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ

فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)

قَالَ: فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ

أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ

وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ

وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)

(سورة : 20 - سورة طه, اية : 96 - 97)

أشرك السامري الله بالرسول 

لكنّ موسى لم يعاقبه على فعلته هذه

لأنّ العقاب من إختصاص الله

بل أكثر من ذلك, لقد وعده بالأمان على نفسه في حياته 

يوم الحساب كلّ شخص سوف يعلم نتيجة إختباره 

 

خاتمة

الاختبار مرحلة ضرورية و حتمية

لأنّه هو الحلّ الوحيد

الذي يضمن

العدل الشامل للجميع بدون استثناء

و في نفس الوقت

يّمكن من المحافظة على تلك الجنة

التي يحلم بها أغلب الناس