آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

جواب243

موضوع في بداياته

إستعمال القرآن في التبرير في بعض الحالات

يدخل في نطاق الثّقافة العامّة فقط

بالنسبة لمن لا يؤمن به.

قناعاتكم و قراراتكم

تبقى حرّيّة خاصّة لا شأن لي بها

 

 

إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا

الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا

وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ

وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)

تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ

يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)

(سورة : 32 - سورة السجدة, اية : 15 - 16)

1- قرأت هذا الجواب في مكان ما

الخوف و الطمع

يعود على الدعاء

و ليس على الله

يدعون الله

خوفا من من عدم الإستجابة

و طمعا في تحقيق الدعاء

 

2- المعنى الحقيقي للخوف و الخشية

خاف ==> إكثرت

==>  S'inquieter - Se soucier pour

 

خشي ==> الأخد بعين الإعتبار

==> tenir en compte

 

3- جواب بالعقل

تساؤل مشروع بالطبع

هذه الثُنائية

تبدأ بالخوف من عذاب النار

والطمع بحياة النعيم في الجَنّة

لكنّها تتسع

لتشمل ثقافة وسلوك مجتمع برمّته

حيث أننا نلاحظ تداعيات هذه الثنائية المسمومة

 بعلاقات الناس ببعضهم البعض

و بالسُّلطة وبكُل شيء.

لا يُمكن لسلوك وعلاقات إنسانية

قائمة على الخوف والطمع

أن تكون طبيعية وصحية

لأنها تَصنَع مَرضَى نفسيين.

وهذا يُفسّر انتشار

الكذب والنّفاق والإزدواجية بين الناس.

 

الحقيقة أنّ هذه الثنائية

عبارة عن فهم بشري للتراث

و ليس فهم حقيقي للرّسالة الإلاهية

 

إستخدام العقل و المنطق

مع التدبّر الخالص للقرآن (من باب الثقافة العامّة)

هو الّذي سيكشف لنا كلّ الحقائق

 

أنواع الخلق

1- خلقُُ غير عاقل و غير واع

ينقسم إلى قسمين

A- الجماد

B- المخلوقات الحيّة البسيطة

(النباتات - الفطريات - الميكروبات - الفيروسات)

 

2- خلقُُ عاقل لكنّه غير واع بنعمة العقل

==> الحيوان بلغة البشر

 

3- خلقُُ عاقل و واع بنعمة العقل

ممتلك لحرية الاختيار

متحكّم في قراراته و مصيره بنفسه

==> هذا الخلق هو الإنسان

و  ربما ربما

 الذّكاء الإصطناعي في المستقبل

 

السؤال الّذي يطرح نفسه بقوّة

ماهو النوع الأرقى خلقا بين هذه الإقتراحات الثلاثة؟

بطبيعة الحال هو الإنسان 

قمّة الإبداع في الخلق

 

أيّ إنسان تودّ أن تكون؟

- إنسانا صالحا و محسنا عن إقتناع

- أم إنسانا مبرمجا على الصلاح و الإحسان ؟؟؟!!!!

بنفضيل فيصل

 

الغنى عن العالمين يتناقض مع

الفرض الواجب التنفيذ

و العقوبة و العفو عن العقوبة

موقع ترتيل القرآن يُقدّم بحثا جديرا بالإهتمام

لحلّ هذه المعضلة الشّائكة

الله الغنيّ عن كلّ البشر و الّذي لا يحتاجنا

1- لا يمكن أن يعاقبنا على عدم الإمتثال لأوامره

الواجبة التنفيذ حسب المفهوم التراثي

2- و لا يليق به إستعطافنا 

بتقديم رشوة تدفعنا للإمتثال لأوامره

الواجبة التنفيذ حسب المفهوم التراثي

3- لا يعطينا أوامر واجبة التنفيذ

بل أوامر عبارة عن مواعظ للمصلحة

4- و لا يطبّق علينا عقوبات

لعدم إمتثالنا لهذه الأوامر

 

الجنّة و النار نتائج لأفعالنا

 

A- الدّخول إلى الجنّة

ما هو في الحقيقة إلّا تدارك

لذلك الخطأ الفادح الّذي وقع فيه الإنسان 

بمشاركته في الحرب أو الخلاف أو ما شابه ذلك

متغاظيا عن الأوامر الإلاهية

 

1- و يكون بالإستحقاق

جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ

عَطَاءً حِسَابًا

(سورة : 78 - سورة النبأ, اية : 36) 

إذا فقدت شيئا ثمينا نتيجة خطإ ما

فيجب عليك أن تستحقّ إسترجاعه

بالفعل و الدّليل و ليس بالكلام

 و ليس بالطمع

بواسطة تأديّة طقوس مظهريّة

عبارة عن رشوة لله

الّذي هو في الحقيقة غنيّ عنها

 

وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ

يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ

وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ

أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ

لَمْ يَدْخُلُوهَا

وَهُمْ يَطْمَعُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 46)

لم يدخل أصحاب الجنّة للجنّة

و هم يطمعون

لقد دخلوها بجدارة و إستحقاق

لأنّهم أشخاص صالحون و محسنون 

 

2- إستحقاق الجنّة شرط ضروري

لكنّه غير كاف

(يتوجّب على المستحقّ أن يحافظ عليها إقتناعا و ليس مرغما)

خلق الله الإختبار 

لتقييم و عرض و إشهار طبيعة الإنسان الحقيقية

أمام نفسه و أمام الجميع

و هو ممتلك لحرّيّة الإختيار الّتي تميّزه عن الإنسان الآلي

و ليس لتقييم  مدى إنصياعه للأوامر  و التّحريمات

فالله غنيّ عن العالمين

هذا الإختبار الّذي نمرّ منه

سيمكّننا من إدراك قيمة الحياة المثاليّة

إذا نجحنا في الوصول إليها

- الحياة في الأرض على شكل

إختبار أو عملية تصفية

خطوة و مرحلة ضروريّة

لإنجاح ذلك العالم المثالي

الّذي يحلم به الجميع

- يصعب الحفاظ

على حياة آمنة و سعيدة

في تلك الجنّة الّتي نحلم بها

مع إمتلاكنا لحرّيّة الإختيار 

إذا لم نُدرك قيمتها الحقيقيّة

بنفضيل فيصل

 

و لهذا السبب فإنّ كلّ شخص

- مؤمن (بعد بذل مجهود في البحث)

- و صالحِِ إقتناعا

سيتمكّن من

a- الرّجوع بإستحقاق إلى حياة النعيم

الّتي كان يعيشها في مكانه الأصلي ==> الجنّة

b- و سيُحافظ عليها

إقتناعا

و ليس مرغما

 

B- الدّخول إلى جهنّم

مع تحفّظي على معنى هذه الكلمة

و على فكرة العذاب الأبدي

كما وصفه التراث لنا في تفسيراتهم

النار لها علاقة بالفتنة

اللهب يُعتبر نوعا فقط من أنواع النار

! العذاب معنوي له علاقة بالفتنة

 

 

1-

جَزَاءً وِفَاقًا

(سورة : 78 - سورة النبأ, اية : 26) 

الدّخول إلى جهنّم وِفاقا ==> بنفس القدر

ما هو إلاّ

نتيجة طبيعية و مستحقّة

بعد فرصة أولى في الجنّة

و فرصة ثانية في الحياة الدّنيا 

على شكل إختبار أو عملية تصفية

منحهما الله سبحانه و تعالى

لشخص مجرم - ظالم نفسه - منافق - معتد

و تحصيل حاصل للفرص الكثيرة

الّتي أُعطيت له

في حيواته الكثيرة لتدارك الخطأ و إصلاح النّفس

ممتلكا حرّية الإختيار محفوظة و كاملة

بعد أن يعترف على نفسه بأنّه مجرم و فاسد 

نظرا لإستحالة إمكانية إنكاره

للتسجيلات الدقيقة لكلّ حيواته

 

2-

قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)

فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ

 قُلْ

إِنَّ الْخَاسِرِينَ

الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ

وَأَهْلِيهِمْ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ 

أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 14 - 15)

عقوبة جهنّم

ما هي إلا خسارة الجنّة و اهلها

الّذين كنّا معهم في الحياة الأولى

الخسارة الحقيقية هي خسارة تلك الحياة المثالية الّتي كنّا ننعم بها

و النّجاح عبارة عن الرّجوع إلى الأصل

عن جدارة و إستحقاق

 

3-

إعلم  أنّ الدّيانات البشريّة

هي الّتي تعتمد على

الخوف و الطّمع و تشجيع العبادات المظهرية

قصد التحكّم في الناس

بينما الدّين الإلاهي

 يُعطي الأولويّة للمواعظ و النصائح للمصلحة

بغية إجتياز الإختبار بأقلّ الأضرار الممكنة

إعلم أيضا بأنّ

الله لا يحتاجنا فهو غنيّ عن العالمين

 

زيادة على أنّه يخبرنا بأنّه لم يخلق الكون للتسلية

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ

وَمَا بَيْنَهُمَا

لَاعِبِينَ (16)

لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا

لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا

إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ

فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ

وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 16 - 18)

لم يخلق الله هذا الإختبار للّعب و التسلية

لو أراد خلق كون آخر للتسلية لفعل.

لكنّه إختبار لإظهار حقيقة كلّ شخص بالدّليل القاطع

 

 

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ

وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا

ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)

أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ؟

أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 27 - 28)

هذا الإختبار ليس للتسلية

كما يظنّ الكافرون ==> المستكبرون المنكرون (الكفار مسلمين و من غير المسلمين)

بل للتمييز و العزل بين الصالحين و المفسدين

 

 

تساؤل مهم جدّا

كيف يمكن الحديث عن عدم النرجسية

و هو سيعاقب و يُعذِّب من لا يمثتل لأوامره بجهنّم؟؟؟؟

 

A- العقاب

العقاب في القرآن

مرتبط بالحياة الدّنيا

إبان الإختبار

و هو النتيجة الوخيمة

للذنب أو السيئة التي يقترفها الإنسان

و يكون حسب القوانين التي كتبها الله لنا

و هو ما نسمّه بلغة العصر

KARMA

 

عقوبة الدّخول إلى جهنّم التي تنتظر

من لم يمثتل للأوامر الإلاهية

عبارة عن نتيجة متوافقة

مع قدر إجرام المعاقَب

 

جَزَاءً وِفَاقًا

(سورة : 78 - سورة النبأ, اية : 26) 

جهنّم وِفاقا ==> بنفس القدر

ما هو إلاّ

نتيجة طبيعية و مستحقّة

بعد فرصة أولى في الجنّة

و فرصة ثانية في الحياة الدّنيا 

على شكل إختبار أو عملية تصفية

منحهما الله سبحانه و تعالى

لشخص مجرم - ظالم نفسه - منافق - معتد

و تحصيل حاصل للفرص الكثيرة

الّتي أُعطيت له

في حيواته الكثيرة لتدارك الخطأ و إصلاح النّفس

ممتلكا حرّية الإختيار محفوظة و كاملة

بعد أن يعترف على نفسه بأنّه مجرم و فاسد 

نظرا لإستحالة إمكانية إنكاره

للتسجيلات الدقيقة لكلّ حيواته

 

B- العذاب  هو الحرمان

وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ

قُلْ

فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ ==> بِذُنُوبِكُمْ !!؟؟

بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ

وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 18)

 

يعذّب الله الناس بذنوبهم الّتي إرتكبوا

و يغفر لمن يشاء ان يغفر له

بالتوبة و الإيمان و العمل الصالح ثمّ الهداية

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ

1- تَابَ 

2- وَ آمَنَ

3- وَ عَمِلَ صَالِحًا

4- ثُمَّ اهْتَدَى

(سورة : 20 - سورة طه, اية : 82)

 

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ

وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ

وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا

(سورة : 48 - سورة الفتح, اية : 14)

من يشاء العذاب يرتكب ذنوبا

فيعذّبه الله بقوانينه 

و من يشاء المغفرة ما عليه إلا أن يتبع المراحل التالية

التوبة و الإيمان و العمل الصالح ثمّ الهداية

فيغفر له

 

ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ

وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)

ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ

وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 9 - 10)

عذاب الشخص نتيجة حتمية

لأفعاله في الحياة الدنيا

بنفضيل فيصل

 

خاتمة

 

الإختبار في الحياة الدّنيا

يُمكّن من تصفية البشر و تنقيتهم

و هم ممتلكين حرّيّة الإختيار

لتفادي وقوع نفس شِجار (نزاع) الحياة الأولى

الجنة

مكان يعود إليه و يجتمع فيه

الصالحون الّذين علِموا بقيمة السلام

من تجربة الحياة الأولى و الإختبار 

بعد عملية التصفية

الشيء الّذي سيُمكّنهم من الحفاظ عليها

 

جهنّم

مكان يجتمع فيه المجرمون

الّذين إختاروا الفساد

في كلّ حياة عاشوها إبان الإختبار

 

الجنّة عالم السلام و الحرّية و الطّمأنينة

جهنّم عالم عدم الإستقرار

نتائج طبيعية لقرارات الإنسان و إختياراته

بنفضيل فيصل

 

الحياة جسر عبور إلى نوع أرقى

- كما يرى نيتشه

- و كما تراهن مشاريع تحسين النوع البشري اليوم

- و ربما كما تخطط الحياة

سعيد ناشيد