لا تكن من الّذين يظنّون أنّهم يملكون الحقيقة المطلقة
مقدّمة
1-
2-
ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر
ابن خلدون
3-
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً
(سورة : 74 - سورة المدثر, اية : 52)
يعشق الناس الأشياء الجاهزة
لا يحبّون بذل المجهود
يستهلكون التفاسير الجاهزة
بدون إستخدام العقل (خمول تامّ للعقل)
وضعوا ثقتهم ببعض البارعين في الكلام
على أساس أنّ كلامهم هو كلام الله
فإعتمدوا عليهم في فهم القرآن
حسب منظورهم - فهمهم - شهواتهم
لتحديد مصيره
- لم يصدق المؤمنون القرآن ==> لأن محمدا هو الذي أتى به
- صدقوا القرآن ==> عندما سمعوه ==> فعرفوا انه الحق…
وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ
قَالُوا آمَنَّا بِهِ
إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا
إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 53)
لكن الكفار كانوا يريدون
نسب القرآن الى رجل ذو مكانة اجتماعية مرموقة
لكي يصدقوه…
وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ
قَالُوا
1- هَذَا سِحْرٌ
2- وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30)
وَ قَالُوا
لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ
عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ
عَظِيمٍ (31)
(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 30 - 31)
الكافر يبحث عن الرجال (المظاهر)
بينما المؤمن يبحث عن الحق (إستخدام العقل).
فما يدريكم أن يكونوا أحسن من أولائك الّذين تظنّونهم أهل علم؟
A-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ
عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ
عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ
وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(سورة : 49 - سورة الحجرات, اية : 11)
B-
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ
وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ
مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ؟؟؟!!!!!!
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 81)
تأخذون الدين من ميّت عن ميّت عن ميت
ونأخذ ديننا من الحيّ الّذي لا يموت
فَأَيّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟؟؟!!!
2- يأمر الله الناس بتبيّن الخبر و ليس المُخبر
A-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
(سورة : 49 - سورة الحجرات, اية : 6)
إعتبرني فاسقا لكن تبيّن المعلومات الّتي ألقيها عليك
حتّى تكون من الّذين آمنوا
الّذين آمنوا
يتبيّنوا النبأ ومصدره و توافقه مع العقل و المنطق
و لا يرفضون النبأ فقط لأنّ صاحب النّبإ فاسق
أنتم ترفضون المعلومة جملة و تفصيلا
فقط لأنّ مصدرها شخص قرآني نكراني
متنوّر كما تسمّونه
وبهذا تضربون بنصائح الله عرض الحائط
إعتبروني فاسقا لا يهمّني
( مع العلم أنّ الفاسق هو الّذي لا يحكم بما أنزل الله)
أمركم الله بتبيّن كلامي و ليس رفضه و إتهامي بالكفر
إسمعوا لكلامي و قارنوه بالقرآن و بعد ذلك إحكموا عليه
حتى لا تصبحوا نادمين حيث لا ينفع النّدم
تبيّنوا النبأ و ليس إرفضوا النبأ
B-
الَّذِينَ
1- يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ
2- فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ
(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 18)
لكي تكون من أولي الألباب
يجب أن تتوفّر فيك الشروط الآتية
أوّلا
الإستماع لكلّ الأقوال
و ليس الإستماع للقائل
بما في ذلك القول الّذي يمكن أن يعصّبنا أو الّذي نظنّ أنّه خاطئ
ثانيا
إتباع احسن هذه الأقوال
( أحسن: يدلّ على المقارنة, و المقارنة تكون بين قولين فما أكثر )
أفكار الشخص هي التي تهمّ الإنسان و ليس الشخص
العقل الحكيم يأخد من
المستشرق و المسلم و الملحد و العالم و الحكيم
مادام على صواب
يتغاضى الناس عن الشرط الأوّل
ليقينهم بأنّ أحسن القول هو قول النبيّ الّذي يفسّر القرآن
ولا يفكّرون للحظة أنّ هذا الكلام
يمكن أن يكون إفتراءا على نبيّا
فلا يحتاجون سماع الأقوال الأخرى
القائل لا يؤثّر على مصداقية القول أو صحّة القول
يتوجّب دراسة القول
بغضّ النّظر عن قائله
C-
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
1- الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
2- وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
3- وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
4- وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
5- وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
6- وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ
7- وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
8- وَلَا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
9- وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)
10- وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
11- وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)
12- وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ
لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا
(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 63-73)
(أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)
(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 75)
إذا كنتم تريدون أن تكونوا
من عباد الرّحمان
يتوجّب عليكم أن تستخدموا عقولكم
إذا ذَكَّرَكُمْ أحد بآيات الله كيفما كانت
و لا تتّبعوا بعمى بدون أن تسألوا و تتساءلوا
و ستنالون الفوز العظيم
D-
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)
حَتَّى إِذَا جَاءُوا
قَالَ: أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي
وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا؟
أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؟ (84)
(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 83 - 84)
يُساءل الله المكذّبين بآياته
بآيات الوصيّة و آية الوضوء الحقيقي من القرآن
و آيات السلم و عدم الإكراه و التدخّل في شؤون الناس
و الآيات الّتي تنفي
الشفاعة و عذاب القبر و الناسخ و المنسوخ
إلخ من الإفك الكبير الّذي لحق بالقرآن
لماذا لم تحيطوا بها علما؟
ماذا كنتم تعملون؟
إتَّبَعوا الحديث و فقه الرّواية و الناسخ و المنسوخ
على حساب آيات القرآن الواضحة
لو كان الله هو الوحيد الّذي يعلم تأويله
لما سألهم هذا السؤال
E-
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 36)
لا تتبع ما ليس لك به علم من تفاسير و روايات ألف ليلة و ليلة
لإنّك مسؤول عن الحواسّ الّتي منحك الله إيّاها
إستخدم عقلك قبل أن تقبل أيّ شيء كيفما كان المصدر
ينصحنا الله بعدم إتباع الأشياء المجهولة المصدر و الغير المؤكّدة
لأننا مسؤولون عن العقل الّتي فضلنا به الله عن بقية المخلوقات
F-
أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ؟!!!!!!!!!
قُلْ: هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ!!!!!
(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 64)
تتّبعون أربابا مع الله!!!!!!!!
ما هي براهينكم على صدق هذه الآلهة
الّتي تتبعونها بكامل الثّقة؟
النقاش و التحقّق من المعلومة و الخبر
يكون دائما بالبرهان
وليس بالإجبار على التقبّل
لا قيمة للمُخبر أمام قوّة و منطق الخبر
3- يؤكّد القرآن بأنّ كلّ من لم يتحقّق من المعلومة
فهو معميّ مُقفل على قلبه
A-
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا
==> لَقَالُوا
1- لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ !!!!!!
2- أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ؟؟؟؟
قُلْ
هُوَ
1- لِلَّذِينَ آمَنُوا
هُدًى وَشِفَاءٌ
2- وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ
وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى
أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ
(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 44)
القرآن
1- للّذين آمنوا
هدى إلى الطّريق السّويّ و راحة نفسية كبيرة
2- أمّا الّذين لا يؤمنون
(لا يؤمنون بآيات الوصيّة و آية الوضوء الحقيقي من القرآن
و آيات السلم و عدم الإكراه و التدخّل في شؤون الناس
و الآيات الّتي تنفي الشفاعة و عذاب القبر و الناسخ و المنسوخ
إلخ من الإفك الكبير الّذي لحق بالقرآن)
فلن يستطيعوا فهمه و لا إستيعاب معانيه
(نظريّة الإنطباع المسبق هي الّتي تؤثّر على أفكارهم و قراراتهم)
(نلاحظ هذه الظاهرة عند الملحدين و متّبعي التراث - الرّوايات المعنعنة)
اللّاأدريون محايدون
B-
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ
الصُّمُّ الْبُكْمُ
الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا
لَأَسْمَعَهُمْ
وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ
لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)
(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 21 - 23)
يشبّه الله الإنسان الّذي يٌهيَّأُ له أنّه سمع و فهم
و هو لم يسمع و لم يفهم شيئا
بالدّابّة
لأنّه لم يستخدم عقله
C-
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(سورة : 62 - سورة الجمعة, اية : 5)
شبّه الله أولائك الّذين أوتوا التوراة و لم يتدبّروها
بمهنة الحمير
يحملون البضائع دون أن يعرفوا ما بداخلها
أرسل الله لنا القرآن لنتدبّره فيهدينا إلى الصراط المستقيم
و ليس لوضعه تحت الوسادة أو لتجميل صفوف المكتبات
أو في العزاء أو لمحاربة العين و الحسد
ظالم نفسه
كلّ من لا يتدبّر القرآن
فيّكذّب بآياته الواضحة
متّبعا تشريعات بشريّة
بإسم الله و رسوله و هما بريئان منها
(لا يؤمنون بآيات الوصيّة و آية الوضوء الحقيقي من القرآن
و آيات السلم و عدم الإكراه و التدخّل في شؤون الناس
و الآيات الّتي تنفي الشفاعة و عذاب القبر و الناسخ و المنسوخ
إلخ من الإفك الكبير الّذي لحق بالقرآن)
إقرؤوا القرآن بعقولكم لا بعقول الشيوخ و السلف الصالح
قبل أن يقول لكم رسولنا الكريم في حديثه الصحيح 100%
يوم يُحاسب كلّ شخص على نفسه
بدون أن يستطيع الإستشهاد بأحد
وَقَالَ الرَّسُولُ
يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي
اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 30)
هجروا تدبّر القرآن
بغنائه في المناسبات و العزاء
و حفظه
و تخبئته في السيارات و تحت الوسادة لدفع العين و السّحر
هذا هو حالنا مع كامل الأسف
4- الهدف من قصص و أمثلة القرآن هو الإستفادة و العبرة
1-
وَجَعَلْنَا
a- عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
b- وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا
وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ
فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ
وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا
(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 46)
إرادة الله في خلقه
حَجب الإدراك الحسي و العقلي
لكلّ من تذكر له الله في القرآن فقط
فيتعصّب و يتهمني بالكفر
لكن ما إن تذكر له الله مع كتب أخرى بشرية
يرتاح و يفرح مع كامل الأسف
2-
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ
قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ
يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ
وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ
إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
(سورة : 34 - سورة سبأ, اية : 43)
أتلوا عليهم آيات بيّنا واضحة و سهلة
يجيبون ساخرين مستهزئين
من أنت حتّى تُفسّر القرآن الصّعب و المبهم بهواك
تاركا تفاسير أسيادك و أصحاب الإختصاص الّذين أفنوا حياتهم في خدمة الدّين
يتّهمونني بالصدّ عمّا وجدوا عليه آباءهم
و لا يتّهمونني بالصدّ عن الحقّ الّذي هو القرآن
هكذا تكون المصيبة
عندما تكون الغاية هي ما وجدوا عليه أبآءهم
و ليست الغاية هي الحق
أمّا الّذين كفروا (المستكبرون المنكرون للتدبّر القرآني الجديد لمّا جاءهم)
فيردّدون بأنّ هذا التدبّر
ما هو إلاّ تلاعب واضح بالنّصّ القرآني
3-
a-
قَالُوا: أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا
عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا؟
وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ
وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ
(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 78)
نفس القصّة تتكرّر دائما
من أنت حتّى تتكلّم معنا في الدّين
لقد جئتنا بتأويل غريب و خاطئ
بدون أن نقرأه أو نتأكّد منه
بِنِيَّة دفعنا لترك ديننا الصحيح
الّذي وجدنا عليه آباءنا
b-
قَالُوا
أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ
وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا
فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 70)
4-
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
يَكْتُمُ إِيمَانَهُ
أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ؟
وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ؟
وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ
وَإِنْ يَكُ صَادِقًا
يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ
(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 28)
و أنا أقول لكم ربّيّ الله؟
لقد جئتكم بالبيّنات من الله ربّنا و ربّكم
فإن كنت كاذبا فسأتحمّل مسؤولية كذبي
و إن كنت صادقا ستستفيدون من بعض ما أقول لكم
إنّ الله لن يهديَني إذا كنت مسرفا كذّابا
لا تحكموا على المعلومة قبل قراءتها
خصوصا و أنّني أدعوكم إلى الله حصريا
5-
قَالَ: يَا قَوْمِ
أَرَأَيْتُمْ
إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي؟
وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ
فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ
أَنُلْزِمُكُمُوهَا !!!!!!
وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ؟
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 28)
النبيّ نوح يخاطب قومه قائلا
يا قوم هل تأكّدتم إن كنت على بيّنة من ربّي ؟
لقد أتانى الله رحمة من عنده وتغمّضت أعينكم
أنلزمكموها (أنلزمكم هاته البيّنة) و أنتم لها كارهون ؟
لم يجبر النبيّ نوح قومه على إتباعه
لأنّه لم يرى فائدة من ذلك
التاريخ يعيد نفسه مع كلّ الأقوام
في كلّ ما هو مخالف لما وجدنا عليه آباءنا
و هذا بالضّبط ما يحصل مع التنويريين
6-
قَالَ يَا قَوْمِ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي
وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا؟
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ!!!!!!
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ!!!!
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ!!!!
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 88)
الرسول شعيب يخاطب قومه قائلا
هل تحقّقتم من أقوالي
لا أريد مخالفتكم في ما أنهاكم عنه
(لا أريد تصادما في الكلام و الأفكار)
ما يدريك أنّه رزق حسن من عند الله
لا أريد خلافا بل إصلاحا فقط ما إستطعت
و الله هو معينه الوحيد الّذي يتوكّل عليه و يسمع كلامه
التاريخ يعيد نفسه مع كلّ الأقوام
في كلّ ما هو مخالف لما وجدنا عليه آباءنا
و هذا بالضّبط ما يحصل مع التنويريين
7-
قَالُوا يَا صَالِحُ
قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا
أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا؟
وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ
مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ !!!! (62)
قَالَ يَا قَوْمِ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي
وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً
فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ
فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)
(سورة : 11 - سورة هود, اية : 62 - 63)
الرّسول صالح يخاطب قومه قائلا
يا قوم لن تخسروا شيئا إن تحقّقتم من البيّنات الّتي بين يديّ
من يدري !!! ربّما هذه رحمة من عند الله !!!!!
لن ينصرني من الله أيّ شخص
إن عصيته بعدم إتباع مواعظه
التاريخ يعيد نفسه مع كلّ الأقوام
في كلّ ما هو مخالف لما وجدنا عليه آباءنا
و هذا بالضّبط ما يحصل مع التنويريين
لن تخسروا شيئا إن تحقّقتم من البيّنات الّتي بين يديّ
إطّلعوا عليها و إقرؤوها
من يدري !!! ربّما هذه رحمة من عند الله !!!!!
لن ينصرني من الله أيّ شخص
و لو كان صاحب الإختصاص
إن عصيته
بعدم إتباع مواعظه في القرآن
8-
تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ
وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ
وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ
(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 42)
يدعو صاحب الإختصاص الناس
لإتباع كتب بشريّة
شريكة مع القرآن في التشريع
و التنويريون يدعونكم
لإتباع القرآن حصريا بدون شرك!!!
9-
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ !!!!
وَلَا تَخَافُونَ
أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ
مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا؟
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟
(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 81)
كيف أخاف من عدم إتباع البخاري و مسلم و كلّ المحدّثين
و لا يخاف أصحاب الإختصاص
أنّهم أشركوا هذه المؤلّفات الّتي لم يُنزّل بها الله من سلطان
مع الكتب الإلاهية
إن كنتم تعلمون حقيقةَََََ
==> فإنّ الجواب واضح
أيّ الفريقين أَأْمن؟
الدّين عندهم هو فهم الموتى الذين هم أنفسهم أباحوا الرق والعبودية والقتل
وبرروا الظلم والاعتداء
وانشغلوا بتحريم الحنفية والقهوة والبارود و المطبعة..
فقهاءنا وشيوخنا الموتى كانوا رجالا لا آلهة
وكلماتهم ترتبط بأزمنتهم وثقافتهم وعقولهم
وأن فضلهم كان لزمانهم إجتهدوا فأصابوا و أخطأوا كما نفعل نحن نصيب و نخطئ
وأننا سبقناهم بحكم الزمن تطورا وفهما وإنسانية.
إن شعباً يحكمه الأموات
لا يمكن أن يعرف معنى الحرية..!
5- هناك من سيقول أنّ إتباع القرآن
يكون بإتباع تفاسير القرآن و أسباب النزول
هناك فرق كبير بين قول الله تعالى في القرآن
و تفسير البشر للقرآن
لأنّهم يصيبون و يخطؤون كباقي البشر
أمرنا الله بالتدبّر + أسباب النزول و تفسير القرآن
جميع التفاسير عبارة عن أقوال
و مهمّتنا تدبّر القرآن بإستخدام عقولنا
لنختار ونتبع أحسن الأقوال
بغضّ النّظر عن قائلها
الأقوال الأكثر عدلا و رحمة و رأفة و أقلّها ظلما و بغيا
الأقوال التي توافق أسماء الله الحسنى
6- آيات تدفع للتفكير و التساؤل
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ
إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)
فَقَدْ كَذَّبُوا
فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ
مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)
(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 5 - 6)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ
وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ
إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)
(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 1 - 3)
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ؟ (62)
قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا
أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا
تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ
مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63)
(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 62 - 63)
من هم هؤلا الّذين أَغوينا؟
وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا
كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ؟ (62)
أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا؟
أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ؟ (63)
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)
قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65)
(سورة : 38 - سورة ص, اية : 62 - 65)
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)
فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ؟
إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ!!!! (24)
أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا؟
بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ!!!! (25)
سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ!!!!! (26)
(سورة : 54 - سورة القمر, اية : 22 - 26)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ
أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا
وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً
فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا
كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ
وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 165 - 167)
الظالمون في القرآن هم الظّالمون أنفسهم في أغلب الحالات
خاتمة
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقَالَ
يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي
وَنَصَحْتُ لَكُمْ
وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ
(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 79)
لا تُحبون الناصحين بالدليل
لكن تُحبون و تُقدّسون بارعي الكلام بدون دليل
مع كامل الأسف
