آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

جواب 1013

 

أولا و قبل كل شيء

أتقدم

بالشكر الأوفى

 للعمل التنويري الرائع

الذي تقومون به

و على استضافتكم  لي

على هذه القناة التي تناضل

من أجل مستقبل أفضل

للمجتمعات الإسلامية,

بفضل الدعوة

للتشبّث بالقرآن وحده

 بدل اتباع أصحاب الاختصاص (المجتهدين في النقل)

الذين أثروا على مجريات التاريخ 

بصورة مؤسفة و محزنة

 

 

دائما أقولها و أعيدها 

القرآن كنز عظيم

و مُتعةُ تدبّرِهِ

لا توصف

و  لا مثيل لها.

 

يسعدني و يشرفني

تقديم كتابي علمانية الرسول

للمشاهدين الكرام - متابعي القناة

من جميع بقاع العالم.

 

 

 

 

 

لنسافر سويا في رحلة إستكشافية.

 

 

لقد تطرقت في مقدّمة الكتاب
لتعريفِ بعضٍٍِِِِِ
من الكلمات الاساسية في القرآن

و التي تغير معناها مع مرور الزمن

 

كالترتيل

ترتيل القرآن هو ترتيب الآيات حسب المواضيع القرآنية

و لقد شرعت في هذا الترتيل القرآني

منذ 9 سنوات, سنة 2015

بعد ملاحظتي لوجود الآيات

بخصوص موضوع ما

في أماكن مختلفة من القرآن الكريم.

قمت بترتيب هذه الآيات حسب المواضيع

 في عَشَرَاتِ الدفاتر

بدون أن أعلم معنى الترتيل الحقيقي

إلى أن إكتشفت تعريف الدكتور شحرور رحمه الله

لهذه الكلمة المحورية في القرآن

الشيء الذي دفعني

لتفعيل هذا التعريف على أرض الواقع

بإنشاء موقع ترتيل القرآن

www.tartilalquran.com

ثم بعد ذلك قناة ترتيل القرآن

الموقع يحتوي على موسوعة دينية شاملة

زيادة على ترتيب الآيات

حسب

أغلب

المواضيع القرآنية,

انسيكلوبيدية شاملة

و ضخمة جدا,

موقع سيساعد

 الباحثين و المهتمين 

على تدبّر القرآن بعقلهم,

موقع ضخم بكل المقاييس.

 

ترتيل القرآن - ترتيب الآيات حسب المواضيع القرآنية

 مكنني من إكتشاف الكنوز اللامتناهية

و الواضحة في القرآن الكريم

 

معلومات حصرية كثيرة جدا

من بينها 

- الجواب على التساؤلات الوجودية

حلّ معضلة الشّرّ

علمانية الرسول

إكتشاف أكاذيب التراث 

و من أهمّها و أفظعها و أخطرها على الإطلاق

أكذوبة أركان الإسلام الخمسة

أحد أهمّ أسباب

تخلّف المسلمين طيلة 14 قرن

حرية الإختيار

- الحيوات المتعددة

إستخدام العقل

و التحرر من ثقافة الاتباع بدون مراجعة المعلومة

إلخ من المواضيع المهمة

(مواضيع بالمئات)

 

 

من أكبر هذه الكنوز في نظري

علمانية الرسول 

 

 

لقد سمح لي ترتيل الآيات

على موقعي ترتيل القرآن

بإكتشاف علمانية الرسول على مراحل

لقد جاء الاكتشاف تدريجيا

حيث لاحظت في بداية الأمر أن دين الإسلام علماني

ثم بعد ذلك أدركت أن القرآن علماني 

و في آخر المطاف 

إقتنعت بأن الرسول الحبيب كان علمانيا بإمتياز.

معلومة كهذه لا يمكن الإحتفاظ بها للنفس

كان من الواجب عليّ تفجيرُها

للعموم

ليعلم الجميع حقيقة دينهم القرآني الواحد و الوحيد

و البعيد كلّ البعد عن

الديانات التي وجدنا عليها آباءنا

==> ديانات بعشرات الألاف

 

 

و الهدف بطبيعة الحال

هو تنوير العقول من إرثٍ

اكل الدهر عليه و شرب

 

هم رجال

و نحن رجال.

 

لنعود للكتاب مرّة أخرى 


 

بعد ذلك تطرقت لكلمة القتل

و أثبتت بالدليل و البرهان من القرآن دائما

بأنّ

 

القتل هو

منع حركة الطّرف الآخر

القتل معناه إنهآء شيء

و السياق هو الّذي يُحدِّد المراد

فهذا الشيء قد يكون ماديا كقتل النفس

أو شيء معنوي كقتل العقل المذكور في قوله تعالى

A-

إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ

فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)

ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)

(سورة : 74 - سورة المدثر, اية : 19 - 20)

لا يوجد شخص على وجه الأرض

يمكن أن يُقتل مرّتين قتلا مادّيا - جسديا 

 

B-

...........

وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)

سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)

(سورة : 47 - سورة محمد, اية : 4 - 5)

كيف سيهدي الله و يُصلح بال شخصِِ

 قُتل في سبيل الله موتا؟ 

هذا يعني أنّ الشّخص الّذي يُقتل في سبيل الله

لا يموت بالضّرورة

 

الإماتة، أو إزهاق النفس

حالة خاصة فقط

من حالات القتل!!!!

 

سيجد المهتمون و الباحثون

الترتيل الكامل لفعل قتل و مشتقاته

على موقع ترتيل القرآن

 

 

 

 

 

تطرقت أيضا لمفهوم المُلك في القرآن

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 23 - 24)  

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ

وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ

وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)

وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ

فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 23 - 24)

سنتدبّر على السريع عبارة بعبارة

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ

مفهوم الملك مرتبط بادارة شؤون الدولة

 

تذكّروا معي هذا التعريف

لأنّه سينفعنا لاحقا

 

 

وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ

وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ

وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ

لاحظوا معي ملكة سبأ

تمكنت من تدبير شؤون دولتها بإتقان

فنجحت في الحصول على

عرش عظيم ==> نظام ملك عظيم

مع العلم أنها و شعبها

كانوا يعبدون الشمس من دون الله ،

مما يدل على أن تدبير شؤون الأمم وتَقَدُّمِهم غير مرتبط بالدين

وهذا ما نلاحظه في زمننا المعاصر

حيث أن الأنظمة التي تعتمد في إدارة شؤونها على الدين

متخلفة بالمقارنة مع الدول (العلمانية).

 

 

 

لقد قمت أيضا

بالتعريف بمهام الرسول عليه السلام

المتنوعة

و التي تدل على أنه لم يكن

مهتما بالملك و لا بالسياسة

 

المهمة الأولى هي تبليغ الرسالة = القرآن

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ

بَلِّغْ

مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ

 وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

(سورة: 5 - سورة المائدة، اية: 67)

 

سأذكر لكم فقط بعض الآيات

ستجدون الترتيل الكامل على موقع ترتيل القرآن

 

التذكير بواسطة القرآن

نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ

فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ

مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ

(سورة: 50 - سورة ق، اية: 45)

 

الشهادة والتبشير والإنذار

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ

شَاهِدًا

وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا

(سورة: 33 - سورة الأحزاب, اية : 45)

 

الإتباع

فَإِذَا قَرَأْنَاهُ

فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)

(سورة: 75 - سورة القيامة, اية : 18 - 19)

لاحظوا معي

كان الرسول عليه السلام يتبع رسالة القرآن العظيمة

فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ

تاركا البيان على عاتق الله سبحانه وتعالى.

ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ

 

التبيين الذي هو إظهار ما كان مخفيا

و ليس التفسير

كما أوهمنا أصحاب الاختصاص المجتهدون في النقل

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا

يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ

وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ

قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ

(سورة: 5 - سورة المائدة، اية: 15) 

 

وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ

إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ

وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

(سورة: 16 - سورة النحل، اية: 64)

 

التشريع عن طريق اتباع القرآن

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ

الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ

يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ

وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ

فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ

وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ

أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

(سورة : 7 - سورة الأعراف, اية : 157)

 اتباع النور الذي أنزل مع الرسول الحبيب

سمح برفع كل الأغلال والقيود التي كانت تُكبّل حياة الناس

بسبب تسلط الكهنوت الديني.

 

التلاوة والتزكية والتعليم

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ

وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 164)

 

 

الرحمة

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 107) 

 

الجهاد الكبير

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا

فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)

وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)

فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ

وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)

(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 48 - 52)  

ليست من مهام الرسالة

إلا جهاد المناوئين

بالتنزيل الحكيم

جهادا كبيرا

وهذا يقطع الطريق

على كل من يربط الجهاد العسكري والسياسي

بالدين.

 

سؤال

هل كان الرسول حاكما فعلا؟

من كان يظن أن الله بعث رسله وكتبه

لإنشاء دولة باسمه

فإنه بذلك يكون قد تجنى على الله وعلى الرسالة

فكما رأينا بالتدبر والترتيل

و كما سنرى لاحقا

لا توجد آية واحدة في التنزيل الحكيم

تشير إلى أنه من خصائص النبوة أو الرسالة

المُلك أو القيادة لدولة ما

تحت راية الدين

بل رسولا حاملا رسالةََ لتبليغها

ومدافعا عن قيم الإسلام

المضمَّنة في القرآن الكريم

وما وصَلَنا في التاريخ من أن الرسول كان قائدا لشعبه

فقد كان كذلك

باختيار الناس له

بناء على بيعة سياسية بينه وبين مكونات هذا الشعب

و وُثِّقت في ما يمكن أن نطلق عليه (عقد اجتماعي) بدستور المدينة.

وقد جعل التراثيون من التفاصيل التشريعية التي تضبط بالقانون دينا

وفرضوه على العباد باسم الله

ففسد المجتمع وانهارت القيم.

 

 

 

 

لقد تطرقت أيضا لدور الحديث

في شرعنة الديكتاتورية 

باسم النبي الحبيب و بإسم الإله

كذبا و زورا و بهتانا

بطبيعة الحال

مسلم 1847
قالَ
يَكونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ
1- لا يَهْتَدُونَ بهُدَايَ
2- وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِي
3- وَسَيَقُومُ فيهم رِجَالٌ
قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إنْسٍ
قالَ: قُلتُ
كيفَ أَصْنَعُ يا رَسولَ اللهِ
إنْ أَدْرَكْتُ ذلكَ؟
قالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ
وإنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ
فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.

الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : مسلم 1847 | المصدر : صحيح مسلم

 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 

حديث فُصِّل خصيصا لمعالي الخليفة حتّى يتمخمخ و يتفخفخ

شيوخ السلاطين أسسوا لدين جديد لا علاقة له بالقرآن

لأنّهم أُناس دنيا لا آخرة - أطماعهم سياسية لا دينية 

شيء مؤلم  حقّا

إستهتار كبير بعقل الإنسان و فطرته الطّبيعيّة

 

بعد ذلك ذكرت مثالا حيا من القرآن

لأحد أكبر الدكتاتوريين عبر التاريخ.

 

قَالَ فِرْعَوْنُ

مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ

(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 29)

فرعون يتحكّم في معتقدات الناس

و يعتبر نفسه هو الهادي و لا هادي غيره

 

فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى

(سورة : 79 - سورة النازعات, اية : 24)

يعتبر فرعون نفسه إلاها على كلّ البشر

يتحكّم فيهم

 

ديكتاتورية مطلقة

 

في الفصل الرابع

قمت بإعطاء تعريف واضح

مصحوب بالمصادر

للعلمانية و الدموقراطية

مع تبسيط مبادئها

 

لكن قبل ذلك يجب أن نعلم بأنّ

 

المسيحيين

 تبنوا العلمانية منذ 300 سنة

و ما تزال المسيحية

هي الدّيانة رقم واحد في العالم.

 

سأسرد عليكم

في هذا الجمع المثلِج للصدر

 مبادئ الديموقراطية و العلمانية

بعجالة

1- الدّيموقراطية

==> مبدأ الشورى في القرار

 

2- المبادئ الثلاث للعلمانية

A- المبدأ الأول

فصل الدين عن الدولة

==> لا يحقّ للدّولة فرض دين واحد بالقوّة

 

 

الدولة تملك سلطة الإكراه

والدين لا يملك هذه السلطة.

لكن عندما نقحم الدين في السياسة

يصبح الدين مالكا لسلطة الإكراه

التي نفاها القرآن عنه.

 

B- المبدأ الثاني

حماية حرية التعبير.

==> الحرّيّة الكاملة في تبنّي الأفكار  لكلّ المواطنين.

 

فلولا العلمانيّة

لما تمكّن المسلمون في الدّول (الكافرة)

من إستيراد و بيع و قراءة القرآن

و لما دُرِّست اللغة العربية في مدارس (الكفّار)

و لما كان هناك مسجد واحد في مدنهم

ولما تمكن المسلمون من الصلاة في شوارعهم

 

الدّول العلمانية تحمي أديانا

بينما الدّول الدّينية تحمي و تفرض دينا واحدا

الشيء الذي يؤدي إلى الكراهية و الإقصاء و القتل.

 

 

C- المبدأ الثالث

المساواة بين المتدينين و غير المتدينين

==> المساواة بالنسبة للجميع

كيفما كانت عقيدتهم

 

 

 

بعد ذلك قمت بمقارنة هذه المبادئ

مع معاملات نبينا الحبيب

من القرآن حصريا

 

لا أخفي عليكم 

صدمتي و ذهولي

عنما اكتشفت تطابقهما التام و الشامل

 

 

A- سابدأ بمبدأ الشورى أو الدّيموقراطية

كان سائدا في عهد النبيّ محمّد

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ

1- وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ

2- وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ

فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 159)

لم يكن نبيّنا الكريم فظّا غليظ القلب 

الشيء الذي جعله يحظى بثقة

كل الفرقاء و الإثنيات و المعتقدات المكونة لمجتمع المدينة

كان رسولا يشاور قومه حتّى يعزم على الرّأي الصّائب

ثمّ يتوكّل على الله في الفعل

نصبوه بصفته الشخصية لا الدينية

قائما على شؤونهم الساسية و الإقتصادية و العسكرية

رعم عدم إيمان فئة كبيرة منهم بصفته الدينية (كما سنرى لاحقا)

و بذلك كان ملزَما بمشاورتهم في أمورهم العظيمة

فكما أنّ الشورى كانت ملزمة له

فقد كان على أساسها يتمّ العزم في اتخاد القرارات.

في مشاورة المواطنين أسوة حسنة بنبّيّنا (على خلق عظيم) 

 

B-

فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى

1- لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)

2- وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ

3- وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)

4- وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ

5- وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ

6- وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 38)

مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى

للّذين يتشاورون فيما بينهم

و لا يفرضون الرّأي الأحادي 

 

 

 

المبدأ الاول للعلمانية

B- فصل الدين عن الدولة.

 

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

.........

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 256)

 

 

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ

لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ

حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 99)

 

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ

وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 56)

 

 

لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ

وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

............

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 272)

 

 

و آيات كثيرة أخرى

ستجدونها على موقع ترتيل اقلرآن

 

 

2- النبيّ الحبيب محمّد لم يكن وكيلا و لا حفيظا على النّاس

إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ

فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ

وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 41)

 

 

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ

 أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا

(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 43)

 

 

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ

مَا أَشْرَكُوا

وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 107)

 

 

إلخ من الآيات المتنوعة 

 

 

 

3- الله هو الّذي يدافع عن الّذين آمنوا

و ليس الدّولة الّتي تدافع عن الّذين آمنوا

حسب دين معيّن من دون الأديان الأخرى

 

إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا

إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 38)

لم يكلف الله أحدا بالدفاع عنه أو عن الدين

بل تخبرنا الآية بأنّه هو الذي يدافع عن المؤمنين

وبهذا لا يمكن للشيوخ الادعاء

بأنهم حملة راية الدفاع عن الدين

قولا وفعلا

أو أنهم ناطقون رسميون باسم الله

وموقعون بالنيابة عنه

لأن هذا الادعاء يخالف الآيات جملة وتفصيلا.

 

 

 

المبدأ الثاني للعلمانية

C- كان نبيّنا ذي الخلق العظيم

يحمي حرية العقيدة و  التعبير.

 

1- من أكبر الأدلّة على علمانية نبيّنا الحبيب و حمايته لحرّيّة العقيدة و التّعبير

هو  طلبه من اليهود و النّصارى 

إتباع كتبهم المنزّلة

هذا رابط الموضوع كاملا

 

هذا ملخّص

A- نفس الرسالة

مَا يُقَالُ لَكَ

إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ

....

(سورة : 41 - سورة فصلت, اية : 43)

لم يتغيّر مضمون الرّسالة مع تغيّر الرّسل

المهمّ هو إتباع أحد الكتب الإلاهية 

 

..........

هَذَا

ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ

وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي

بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ

 فَهُمْ مُعْرِضُونَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 24)

 

 

B- أصلا كان أهل الكتاب مسلمين

من قبل مجيء نبيّنا الحبيب

وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ !!!!! (51)

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

مِنْ قَبْلِهِ

هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)

وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ

قَالُوا: آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)

.....

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 51 - 54)

 

 

C- القرآن يصدّق الكتب التي جاءت قبله

1-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا

مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ

..............

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 47)

 

 

D- أمر نبيّنا الحبيب أهل الكتاب 

بتفعيل كتبهم على أرض الواقع

و ليس اتباع القرآن

 

قُلْ: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ

حَتَّى تُقِيمُوا

1- التَّوْرَاةَ

2- وَالْإِنْجِيلَ

3- وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ

مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

طُغْيَانًا وَكُفْرًا

فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 68)

لم يقل لهم إتبعوا القرآن يا قوم

لم يطلب منهم الدّخول في الإسلام

كما قيل لنا طيلة 14 قرنا و نصف

بل طلب منهم إتباع كتبهم الصّحيحة 

و تفعيلها في حياتهم

 

 

E- أمر النبيّ الحبيب أهل الكتاب بعدم الإضافة و التغيير في بدينهم

و لم يأمرهم بالإسلام لأنّهم مسلمون أصلا (مسالمون)

قُلْ: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ

وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ

قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ

وَأَضَلُّوا كَثِيرًا

وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 77)

لم يأمرهم بتاتا

بدخول الإسلام وإتباع القرآن

طلب منهم فقط الإنضباط في التعامل

مع كتبهم

 

F- أمر النبي الحبيب أهل الكتاب بالإعتماد على كتبهم في أحكامهم

و ليس على القرآن

 لا بحتاجون لحكم النبيّ بالقرآن

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ؟

وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ

ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 43)

لماذا يحكمونك أيّها النبيّ

و عندهم كتاب التوراة الّذي يحتوي على الهدى و النور ؟؟؟!!!!

 

 

2-

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ

بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 47)

أمر واضح يثبت بالدليل القاطع

أنّ الإنجيل لم يكن مزوّرا في عهد نبيّنا الكريم

 

خلاصة

كان نبيّا الحبيب يحمي أهل الكتاب و معتقداتهم

بل كلفهم بتفعيلها على أرض الواقع

و لم يطالبهم نهائيا بتغيير دينهم للإسلام

فهم مسلمون أصلا

 

 

فهل يوجد في أي نظام آخر غير الإسلام

احترام للمعتقدات والأديان

إلا في العلمانية التي تتفق معه

بشكل يكاد يكون متطابقا؟!

 

2- لم يتدخّل نبيّنا الكريم في حياة الناس

ضمن لهم حرّية التعبير - المعتقد - الأعمال)

وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ

فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ

- نَفَقًا فِي الْأَرْضِ

أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ

فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى

فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 35)

بنص القرآن جاهل من يتدخل في عقائد الناس حتى ولو كان نبيا

جاهل من أراد أن يكون الناس على نفس المعتقد حتى ولو كان نبيا

جاهل من اعتقد أنه بالإمكان جمع الناس على الهدى حتى ولو كان نبيا

هذا النبي، فما بالك بجُهّال اليوم والأمس

الذين يريدون تأسيس دولة على العقيدة والدين

وجمع الناس

خلافا للفطرة الإلهية

التي لم تشأ أن يجتمعوا على الهدى (نفس الدين والعقيدة)!

هذه المقولة الجميلة للكاتب رشيد أيلال

 

قُلْ

كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ

فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 84)

 

 

قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)

فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ

............

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 14 - 15)

 

 

وَقُلِ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ

فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ

وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ

............

(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 29)

أعطى الله عن طريق النبيّ الحبيب

للناس الحقّ بالإيمان أو الكفر

دون أن يؤذى في الدّنيا

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ

لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ

إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 105)

فكّروا بأنفسكم

و لا يضرّكم ذلك الشخص الذي تظنونه كافرا

لا تتدخّلوا في معتقدات الآخرين

 

.............

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

(سورة : 109 - سورة الكافرون, اية : 1-6)

ترك النبيّ الحبيب الحرّيّة الكاملة لقومه

في العقيدة و التصرّفات

 

 

3- بل أكثر من ذلك

تجاهل من يزدري الأديان و ليس ترهيبه

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا

 فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ

فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 68)

 

 وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ

 أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا

 فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ

حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ  

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 140)  

أمر إلهي واضح للرسول عليه السلام

بالإعراض عن كلّ شخص يعبّر عن آرائه بكلّ حرية

حتى في نقد المعتقد الديني

بل يعطي لهذا الشخص الحق في الخوض في آيات الله

ولا يحق للرسول التدخّل لمنع أي شخص ينتقد الدين أو يكفر به أويستهزء به

أو ليست هذه هي العلمانية؟ !!

 

4- السلام للجميع كيفما كانت عقيدتهم

 

وَقِيلِهِ

يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88)

فَاصْفَحْ عَنْهُمْ

وَقُلْ سَلَامٌ

فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89) 

(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 88 - 89)

 

 

المبدأ الثالث للعلمانية

D- تبنى نبيّنا الحبيب مبدأ  المساواة بين الناس

كيفما كانت عقيدتهم.

 

A-

- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا

==> أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا

==> مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ

حَتَّى يُهَاجِرُوا

وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ

فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ

إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ

وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 72)

 

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا

==> أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

أقرت الآية بالولاء بين مكونات هذه (الدولة)

بغض النظر عن معتقداتها (بعضهم أولياء بعض)

 

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا

==> مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ

حَتَّى يُهَاجِرُوا

لا ولاء للمؤمنين بسبب إيمانهم

إنما الولاء لهم إذا هاجروا إلى (الدولة)

فأصبحوا جزءا من مواطنيها

فالولاء للوطن سابق على الولاء للدين

وهذا ما تؤيّد فيه العلمانية الإسلام و يؤيدها فيه.

 

 

B-

لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ

وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

(سورة : 60 - سورة الممتحنة, اية : 8)

يساوي دين الإسلام

في المعاملة بين الجميع

 

 

C-

فَلِذَلِكَ فَادْعُ

وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ

وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ

اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ

لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ

لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ

اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 15)

أمر الله الرّسول الكريم بالعدل بين الناس 

مهما كانت عقيدتهم

 


 

يرفض التراثيون العلمانية

 

لأنّهم يظنّون إمتلاك الحقيقة المطلقة

بالوراثة.

مع العلم أنهم يجهلون معناها و مبادئها و أهدافها.

بالنسبة لهم العلمانية إلحاد و كفر بالله

بدون أدنى دليل

فقط لأنّ البعض أفتى لهم بذلك

كم ستكون صدمتهم كبيرة

عندما سيكتشفون

 أنّ رسولنا محمد عليه السلام

كان علمانيا بامتياز

 بإعتمادنا على 

القرآن فقط - لا غير - حصريا

 

 

لم أنس باق الأنبياء بطبيعة الحال.

لقد كانوا علمانيين ايضا.

 

 

قمت بإضافة فصل

دستور المدينة العلماني (وثيقة المدينة)

باعتبار ما لأهمية هذه الصحيفة

في تكريس مبدأ العلمانية في الدولة المدنية

التي وضع النبي محمد عليه السلام

أُسُسَها الأولى في تراثنا التاريخي.

تُعتبر صحيفة المدينة

-إن صحّت بطبيعة الحال والتي تتضمن 47 بندا-

خير دليل على علمانية مجتمع المدينة بعد الهجرة النبوية

فقد كانت بمثابة دستور علماني

يجمع اليهود والمشركين والمسلمين

على أساس حق المواطنة

وليس على أساس الديانة

في إطار وحدة الأمة(المواطنة)

فهي وثيقة تنظم العلاقات

بين مختلف القبائل بالمدينة (يثرب)

وتعترف بالتعددية واحترام الحقوق والواجبات للجميع

بغض النظر عن ديانتهم

حيث أنّ الرسول ذي الخلق العظيم

وصفهم بالأمة الواحدة المرتبطة بميثاق

لا يخص باقي الأمم الأخرى خارج المدينة.

ومن أهمّ بنودها النصح والنصيحة

ونصر المظلومين والدفاع عن الحقّ

بالنسبة للجميع وبدون استثناءات

والدفاع المشترك في وجه كلّ من خولت له نفسه

إيقاع الأذى بأهل هذه الوثيقة

مع وجوب المشاركة الاقتصادية والعسكرية

في الدفاع عن حوزة المدينة.

 

 

 

 

 

لم أُدرِج في الطبعة الأولى لكتابي

هذه الملاحظة التي سأشاركها معكم

 

6- لا وجود لقوانين الدّولة

في الحديث و الفقه

1- 

لم يكلّف النبيّ أحدا بالحكم

  بعد موته

و لم يتكلّم عن نظام حكم على الإطلاق 

مع العلم أنّه أحسّ بقرب أجله

 

2-

لم يحدّد الحديث و الفقه نوع دولة الخلافة؟

هل هي دولة إسلامية شيعية

أم دولة إسلامية سنّية

أم دولة إسلامية علوية؟

و على أيّ مذهب بالضّبط؟

هل هو المذهب المالكي أم المذهب الشافعي أم الحنبلي؟

 

3-

يتناول الحديث بشكل تفصيلي و دقيق

حقوق الزّوجة و الزّوج على الزّوجة و طريقة النّكاح و الطاعة

طريقة الوضوء و الإغتسال و الإستنجاء و الخروج إلى الخلاء

مع كيفية تنظيف المؤخّرة بالأحجار الثلاث

و طريقة التبول جالسا لأن التبوّل واقفا حرام

و طريقة شرب الماء قعودا و طريقة الجماع

إلخ من  التفاصيل ثم التفاصيل

لكن لا تجد شيئا

في الحديث و التفاسير 

عن الدولة و قوانين الدّولة و دستور الدّولة و نظام الحكم

و لا أيّ تفصيل يتعلّق بالسياسة و الإقتصاد و أنظمة الحكم

و السبب وراء ذلك

هو أنّ الدين ثابت

و القوانين متغيرة

فلا يمكن ربط الثابت بالمتغير.

لقد حصل الخليفة بفضل صناعة الحديث

على السلطة الكاملة

الّتي تسمح له بإصدار القوانين الّتي يشاء

 لكن

إذا تمّ تأليف أحاديث

تحتوي على قوانين لتسيير الدّولة 

فإنها ستكون ثابتة و غير قابلة للتغيير

و سيكون الخليفة مجبرا على إتباعها

لكي يضمن كرسي العرش

الشيء الّذي سيلغي دوره

كمقرّر و مشرّع وحيد في دولة الخلافة

سيكون دوره رمزيا

و ليس فعليا دكتاتوريا.

 

 

 

بقد تطرقت في آخر الكتاب

للمغالطات المنطقية التي يتشبّث بها (أصحاب الإختصاص)

المجتهدون في النقل

بهدف دمج الدين بالسياسة

1- المغالطة الأولى

 كان نبيّنا الكريم يحكم بين الناس بما أنزل الله

و هذا يحطّم مبدأ علمانية الرسول

مغالطة أثرث على مجريات التاريخ

لأنها سمحت لبعض الانتهازيين

للوصول للحكم باسم الدين

لكن بالرجوع إلى آيات القرآن الكريم

ذلك الكنز العظيم

اكتشفت العكس 

 

الآيات التي يستغلها تجار الدين للتحكم بعقول الناس

 

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)

.....

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)

.....

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ

 فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ

...............

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 44 - 48)

تبدو في الوهلة الأولى

خلطا للدين بالسياسة

 

آيات أُخرجت عن سياقها

بهدف إقامة دولة دينية

التشريعات البشرية الدّينية قد تصيب و قد تخطئ!

لكنّ خطرها يكمن في تقديسها

 

جواب

A- ما هي الأشياء التي يطبّق فيها الحكم بما أنزل الله حسب القرآن؟؟؟؟؟

1-

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ

حَتَّى يُحَكِّمُوكَ

فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

............

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 65)

يحكم نبيّنا الكريم في الشجار 

 

2-

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً

فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ

وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ

لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ

فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ

...............

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 213)

الحكم بين الناس بالكتاب 

في الإختلاف

 

3-

وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ

فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ

...............

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 10)

حكم ما إِختُلف فيه إلى الله

 

 

4-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ

فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ

فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ

............

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 59 - 60)

بما أنّ

طاعة الله و الرسول

تتمّ بإتباع الرسالة

فإنّ الردّ في النزاع يكون

أيضا بما أنزل الله لرسوله

ردّوه إلى الله و الرسول )

 

من الآيات الأربع يظهر جليا

أنّ الحكم بما أنزل الله

يقتصر فقط على

الشجارات و الخلافات و المنازعات

 

لنرى الحكم عند باقي الأنبياء

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ

.............

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 78)

 

إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ

 قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ

فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ

......

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 22)

حكم الملوك في الخصومات والمنازعات

ولم يرد أبدا في القرآن أنّهم حكموا في أمور السياسة.

 

كان الرسول الحبيب

والرسل من قبله

يحكمون بما أنزل الله

في الشجارات والخلافات والمنازعات والخصومات فقط

وليس في أمور السياسة

 

 

لم ينتبه أحد طيلة 15 قرن

لهذه الجزئية التي أثرت على مجريات التاريخ

 

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة

من يمتلك صلاحية الحكم بما أنزل الله؟؟؟

هل هو الجهاز السياسي أم الجهاز القضائي؟؟؟

 

لنكتشف سويا حقيقة الحكم بما أنزل الله

المخفية بعناية منذ قرون !

 

B- تعريف السياسة و القانون و الفرق بينهما

a- تعريف السياسة

عرّفها ديفيد إيستون

بأنّها تقسيم الموارد في المجتمع

عن طريق السلطة.

 

b- تعريف القضاء

يعرفه السيد الخوئي

بانه فصل الخصومة بين المتخاصمين

 

 

c- أهمّ فرق بين السياسة و القضاء

 - في السياسة تُتّخد قرارات

إما بالتشاور و تسمى ديموقراطية

أو بالإكراه و تسمى ديكتاتورية

 

أما في القضاء فتَصدُر أحكام 

 

و هناك فرق شاسع بين الإثنين!!!!!

 

 

 

لنرى الآن كيف يتمّ الحكم

بما أنزل الله

 

C- ماهي طبيعة الحكم بما أنزل الله

من القرآن؟؟؟؟؟

1-

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ

a-  أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا

b- وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ

أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

......

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 58)

الحكم بالعدل

 

 

2-

...............

وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

مِنْ كِتَابٍ

وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ

اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ

لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ

لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ

اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 14 - 15)

أمر الله سبحانه و تعالى نبيّنا الحبيب

بالإستقامة و العدل بين الناس

مع حفظ حرّيتهم في تصرّفاتهم و أعمالهم و إعتقاداتهم

 

 

3-

..............

وَإِنْ حَكَمْتَ

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 41 - 42)

أمر الله سبحانه و تعالى نبيّنا الحبيب

بالقسط في الحكم

 

 

 

 

4-

إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ

لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ

وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 105)

لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بالحقّ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ

و ليس

لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بالحقّ بِمَا تَراهُ أنت مُناسبا

 

 

بما أَرَاكَ اللَّهُ ==> في الكتاب بالطبع

 

 

.....

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ

..............

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 48)

الحكم بالحقّ 

 

يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ

فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ

.......

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 26)

تخبرنا هذه الآيات البينات

بأن الرسل عليهم السلام

كانوا يحكمون بين الناس بالقسط والحقّ.

 

 

الحكم بما أنزل الله من القرآن

هو الحكم بالعدل و القسط والإستقامة و الحقّ

بدون الإنحياز !!!!!!!!

هل يتناقض العدل و القسط و الحقّ

مع العلمانية ؟؟؟؟؟؟

 

D-  أمر الله أهل التوراة والانجيل بالحكم بما أنزل الله في كتبهم

بدون أن تكون لهم دولة خاصة بهم

1-

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ؟

وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ

ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 43)

 

2-

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ

بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 47)

كان أهل الكتاب جزءا من الوطن

وليس كلّ الوطن.

 

هناك فرق شاسع بين الحكم و الملك

تذكّروا معي آية الملك

1-

............

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً

تَمْلِكُهُمْ

وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ

وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 22 - 23)  

 

2-

........

وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ

ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)

.........

وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ

.........

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 17 - 20)  

عدم التمييز بين الحكم و الملك في التنزيل الحكيم

تسبب في خلق دين جديد (شريعة شيوخ السلاطين)

مواز لدين الإسلام في القرآن!!!!!

تزوير نعاني من تبعاته إلى غاية اللحظة.

 

خلاصة

1-

لقد تم استغلال آيات الحكم بما أنزل الله

للاستدلال على وجوب

وجود الدولة الدينية

مع أن الحكم في كلّ الآيات

يُراد به القضاء فقط

 

2-

كان نبينا الحبيب

- يتخد قرارات سياسية مع قومه بالتشاور كما رأينا سابقا

و يحكم في الخلافات و النزاعات بما أنزل الله

بالعدل و القسط و الحقّ و الإستقامة

مع عدم الإنحياز للخائنين

الفطرة السليمة

تمكن أيضا بالحكم بنفس الصفات و المميزات الحميدة

تماما كما أنزل الله

 

فهل من تعارض بين

الحكم بما أنزل الله مع العلمانية؟؟؟؟

 

 

 

2- المغالطة الثانية

كان النّبي يهجم على الكفار المشركين لنشر الدّعوة (الغزو)

مستغلين في ذلك تفاسير السلف (الصالح)

و شيوخ السلاطين

A-

الإسلام دين سلام

لا توجد و لو آية واحدة في كلّ القرآن

تدعو للقتل أو الإستعمار

من أجل بسط السيطرة السياسية و الإقتصادية و الدّينية

كلّ حروب نبيّنا الحبيب كانت دفاعية

لصدّ ضرر الكفار عليه و على قومه.

لقد قمت بتدبّر عقلاني لكل هذه الآيات

بدون أن أدّعي بأن هذا التدبّر

موافق لمراد الله من تلك الآيات يقينا

لكنّه على الأقل متوافق مع أسمائه الحسنى

و يؤكّد علمانية رسولنا الحبيب

 

B-

لقد ترعرع المسلمون

على تفاسير القرآن المخالفة والصادمة

للعقل الذي دعانا الله لاستعماله

تفاسير مبنية على إسرائيليات

وآراء بشر يصيبون ويخطئون

كما نصيب نحن ونخطئ,

تفاسير غير منسجمة

مع مقتضيات القرآن نفسه وسياقاته المعرفية

لكنهم قدسوها أيما تقديس

واعتبروها المرجع الأسمى في فهم الآيات

فترسّخت ظاهرة الانطباع المسبق في أعماق أفئدتنا

ومنعت عقولنا من البحث عن تأويل آخر للآيات.

 

من أهمّ قواعد تدبّر القرآن

عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

او قراءتِها بانطباع مسبق

فإذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

يجب أن يعلم المتدبّر بأنه  لم يتدبّر الآية جيّدا

أو أنّه لم يقرأ الآيات التي جاءت قبلها وبعدها.

بالطبع هناك آيات 

تبدو في الوهلة الأولى  في ظاهرها

محرّضة على العنف و الكراهية و القتل بأبشع الطرق

و السلب و النهب و نشر الدّين بالقوّة

لكن بالمقابل لا يجب أن ننسى

بأنّ القرآن سيف ذو حدّين!!!!

من يتدبّر القرآن بتوافق مع أسماء الله الحسنى

فإنّه يزداد إيمانا و يقينا بعظمة ذلك الكتاب

و خلوّه من كلّ تلك الإتهامات

و من يقرؤه بسطحية و بإنطباع مسبق

فإنّه يزيد في ظلمِ و خسارةِ

 نفسه.

 

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ

1- مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ

2- وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 82)

 

ستجدون تدبّر كل تلك الآيات في المتاب

أو على موقع ترتيل القرآن

 

 

 

 

 

 

خاتمة

 لا يتدبّرون القرآن ليعلموا

بأنّ الدّولة الإسلامية الّتي يطالبون بها

هي نفسها الدولة العلمانية الّتي يكرهونها 

و أنّ نبيّنا الحبيب كان علمانيا قُحّا

 

 القرآن

ليس بكتاب أوامر واجبة التنفيذ

ولا بكتاب يحتوي على قوانين دولة

بل كتاب مواعظ

تُمكّن مُتَّبِعَها

من العيش في جنّة الأرض قبل جنّة السماء

و من إجتياز الإختبار بنجاح و بأقلّ الأضرار الممكنة

 

 

a-

من إتبعها 

==> سيستقيم ثمّ سينجح في الإختبار

b-

و من ظلم نفسه بتجاهلها أو بتأويلها

بغية تحقيق مصالحه و شهواته

==> فإنّه سيدفع الثمن غاليا في نهاية المطاف

c-

و هناك من هو مستقيم بفطرته

==> فلا يحتاج القرآن أصلا لكي ينجح في الإختبار

 

هذه المواعظ الإسلامية في القرآن (الدّين)

أنزلها الله متوافقة مع الفكر العلماني

 

 

و في الأخير أقول لكم

شكرا على حسن إصغائكم

وأتمنى أن يحظى هذا البحث

الذي قدمته لكم باهتمامكم

و تفاعلكم

 

أذكركم

القرآن كنز عظيم

و مُتعةُ تدبّرِهِ

لا توصف

و  لا مثيل لها.

 

6- نكره العلمانية لأنّها تحارب الإسلام

 

7- العلمانية نظام كافر و فاشل لأنّه

يسمح بشرب الخمر

و يسمح بالزّنا و اللواط

و يسمح بالإجهاض؟

 

 

8- تناول الخمور في الدولة العلمانية

يتسبّب في أضرار مادّية و معنوية جسيمة

 

9- العلمانية لا تسمح بتوريث الأبناء إلا أذا ترك المتوفى وصية

هناك قوانين تعطي الأحقية في الإرث للولد الكبير

 

10- العلمانية نظام فاشل

لأنها لا تنجح في بعض الدول

 

11- الدول العلمانية سيطرت على العالم

قامت باستعمار الدول الفقيرة و استغلال مواردها

 

12- الحرّيّات الفردية تفسد المجتمع

 

13- قانون تجريم العلاقات الرضائية

هو الذي سيحمينا من فساد المجتمع