آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

كيف نتبع ملّة إبراهيم

 

هل تعلمون أنّ نبيَّنا الكريم

محمدًا عليه السلام

كان مأمورًا من الله سبحانه

باتباع ملة إبراهيم حنيفًا؟؟؟؟؟

 

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ

أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 123)

الآية واضحة جدا

الرسول محمد عليه السلام

يقينا

كان يتبع ملة إبراهيم حنيفا

1-

هذا يعني

أنّ سنة نبينا الحبيب محمد الحقيقية

هي ملة إبراهيم عليه السلام!!!!!!

2-

و هذا يعني أيضا

ان كل شخص لا يتبع ملة إبراهيم حنيفا

فهو بالتأكيد

لا يتبع سنة الرسول

من يزعم اتباع سنة الرسول

وهو لا يتبع ملة إبراهيم

فهو في الحقيقة بعيد عنها.

3-

بل أكثر من ذلك

من لا يتبع ملة إبراهيم حنيفا

فهو بالتأكيد

لا يتبع سنة الرسول

و لا يتبع أحسن الدين: 

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا

مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ

وَهُوَ مُحْسِنٌ

وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 125)

4-

ثم يزيد القرآن الأمر وضوحًا

حيث يصف كل من

أعرض عن ملة إبراهيم

بالسفيه (سفه نفسه):

وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ

إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 130)

خلاصة

سفه نفسه

وابتعد عن أحسن الدين

كل من يَزْعم اتباع

سنة النبي محمد عليه السلام

وهو يتجاهل ملة إبراهيم​​​​!!!!!

 

بما أن ملة إبراهيم بهذه الأهمية العظمى

لماذا أغفلها من يسمّون أنفسهم "أهل الاختصاص"

المجتهدون في النقل؟
لماذا لم يجعلوها أساس الدين

مع أن الله أمر نبيه الحبيب

باتباعها في آية قاطعة واضحة:

أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ

أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

(النحل 123).

أليست هذه شهادة قرآنية صريحة

بأن سنة النبي الحقيقية

هي ملة إبراهيم؟
فلماذا لا نتبعها

كما اتبعها رسولنا عليه السلام؟

أربعة عشر قرنًا

و هم يثقلون كاهلنا 

بأقوال تُسوّق لنا الوهم:

بأن الحديث هو الخلاص

وأنه التفسير السحري للقرآن

الذي يزعمون أنه غامض ومبهم!
لقد جعلوا من النقل دينًا

ومن الروايات سلعةً مربحة

يبيعون بها عقول الناس

ليستحوذوا على المال والسلطة والنفوذ.

إنهم لم يكلّفوا أنفسهم

حتى بالبحث عن ملة إبراهيم

لأنها ببساطة تهدم مشروعهم القائم على الاستغلال

ولأنها تحتاج إلى عقل حيّ وتدبر صادق

وهم مجتهدون في النقل لا في العقل.

فأين سنجد ملة إبراهيم

التي تشبّث بها نبينا

بما أنها مهمة لهذه الدرجة؟
هل في الأحاديث المتناقضة

والأساطير المعنعنة

وروايات ألف ليلة وليلة؟
أم في القرآن الذي وصفه الله بأنه

"تبيان لكل شيء

 

أشعر بالفخر

لكوني أول من رسم

ملامح ملة إبراهيم كاملة من القرآن !!!!

عمل لم يُجمع في التاريخ بهذا الشكل !!!!

هذه ليست مبالغة ولا تكبرًا

بل حقيقة مؤسفة

أعتز بأن الترتيل القرآني الذي بين أيديكم

يُقدّم تعريفًا متكاملاً لملة إبراهيم !!!!

وكل الفضل للكتاب المبين !!!!

==> اكتفيت بالقرآن وحده مرشدًا

لا بتراث الناس المختلفين !!!!

حاولتُ الإصغاء إلى محكم التنزيل

بلا وسائط !!!!

 

ستكتشفون بأنفسكم

المواعظ التي تزخر بها ملة إبراهيم حنيفا !!!!

و ستلمسون مدى فعالية و قوة

الترتيل القرآني 

في الكشف عن الكنوز اللامتناهية

لذلك الكتاب العظيم !!!!

و اعلموا أن ملة إبراهيم

تعدّ من أعظمِ - أعظمِ

كنوز القرآن !!!!

 

1- تعريف الملة

A- الملة لغة

الملة هي الطريقة

 و هي في الأصل إسم من أمللت الكتاب بمعنى أمليته

ومنه طريق مملول مسلوك معلوم

 

B- الملة قرآنا

وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى

حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى

وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ

بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 120)

يمنّى اليهود و النصارى

أن يتبع نبيّنا الحبيب ملّتهم

ظنا منهم

أنّ هذه الملّة هي الهدى!!!!!!

والحقيقة أن كل من ينتمي إلى ديانة معينة

يظنّ أنّ ملّته هي الهدى!!!!!!

لكن الله يردّ بوضوح

على لسان نبينا الكريم

بأنّ هدى الله هو الهدى الحقيقي

 

 

و بالتالي نستنتج التعريف القرآني للملّة

الملّة هي الطريقة

التي تؤدّي إلى الهدى

كل شخص ينتمي لديانة معينة

يظن ان ملته

هي التي تؤدي الى الهدى

 

2- أحسن الدّين إتباع ملّة إبراهيم

التي كان يتبعها نبينا الحبيب عليه السلام

A-

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ

أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 123)

 

B-

قُلْ

إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي

إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

دِينًا قِيَمًا

مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 161)

 

C-

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ

لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ

وَ هَذَا النَّبِيُّ

وَالَّذِينَ آمَنُوا

وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 68)  

حسب هذه الآيات الثلات

أوحى الله إلى نبينا الحبيب

باتباع ملة إبراهيم عليه السلام

و نحن بدورنا مَؤمورون

 باتباع نبينا الكريم

في آيات متعددة!!!!!

باستخدام القاعدة الرياضية

إذا كان

a=b   و   b=c

فإنّ

a=c

إذا

من الواجب علينا اتباع ملة ابراهيم حنيفا

أُسوة بنبينا محمد ذي الخلق العظيم

 

D-

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا

مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ

وَهُوَ مُحْسِنٌ

وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 125)

أحسن الدين اتباع

ملة ابراهيم حنيفا

حنيفا تعني الميلان

في الإتجاه الصحيح

 

E-

وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ

إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ

وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا

وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 130)

السفيه هو الذي

لا يتبع ملة إبراهيم حنيفا

 

أعيد

سفيه كل شخص لم يتبع ملة إبراهيم

بصيغة أخرى

لكي لا نكون سفهاء يتوجّب علينا 

معرفة هذه الملة

 

F-

وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى

تَهْتَدُوا

قُلْ

بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 135)

الهداية تكمن في اتباع

ملة ابراهيم

 

G-

قُلْ

صَدَقَ اللَّهُ

فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 95)

أمر واضح للجميع

باتباع ملة ابراهيم

 

هذا الموضوع متجه للأشخاص المتأكّدين 100%

و ليس 99.99%

بأنّ القرآن

تبيان لكل شيء

لم يفرط الله فيه من شيء

و لم ينسى فيه شيئا

كامل - كاف - غير ذي عوج

هو الحق -  هو الصدق - هو القول الفصل 

يحتوي على

- أحسن التفاسير

- و كل الأمثلة

- و كل التفاصيل

 

لنكتشف سويا ملة إبراهيم حنيفا

- في ذلك الكتاب العظيم

- في أحسن الحديث

- في القصص الحق

 

3- من ملّة إبراهيم عدم تكفير الآخرين

A-

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ

إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ

إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

كَفَرْنَا بِكُمْ

وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ

أَبَدًا

حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ

وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

(سورة : 60 - سورة الممتحنة, اية : 4)

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ

يجب أن نتعلم من معاملات

نبينا إبراهيم و الذين معه

إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ

إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

تبرؤوا من قومهم

و من الأصنام التي يعبدون

كَفَرْنَا بِكُمْ

لقد كَفَرَوا بِهِمْ و لم يُكَفّروهم

لم يُكَفِّر إبراهيم و الذين معه

قومهم ولا أباه

لان التكفير يُولّد العنف

أما إحترام الآراء

فهو حكمة يرجى منها السلام 

وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ

أَبَدًا

حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

==>

أَبَدًا

لن تكون بيننا العداوة و البغضاء

حتّى تؤمنوا بالله

==>

لن تكون هناك عداوة و بغضاء ابدا 

لن تكون هناك عداوة و بغضاء نهائيا

إلى غاية إيمانكم بالله

==>

لن تكون هناك عداوة و بغضاء

نهائيا

ما دمتم لم تؤمنوا بالله

 

الآية ترسم لنا بوضوح

منهج إبراهيم والذين معه:

تبرّؤوا من قومهم ومن أصنامهم

كفروا بهم ولم يُكفّروهم

لم يجعلوا من أنفسهم أوصياء على إيمان غيرهم.

هذه هي ملة إبراهيم حنيفا

السلم و السلام

و عدم التدخل في معتقدات الآخرين.

 

ويؤكد القرآن هذا المعنى في موضع آخر

حيث يصف حوار إبراهيم مع أبيه:

 

B-

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي

إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)

وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَأَدْعُو رَبِّي

عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا

(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 48)

إبراهيم عليه السلام

يوضّح الموقف الحق

أعتزلكم و ما تدعون مِنْ دُونِ اللَّهِ

ولم يقل

أكفّركم أو أجاهدكم 

لقد اختار الاعتزال عن قومه

لا تكفيرهم و محاربتهم.

ومن هنا نفهم أن الذي يكفّر الناس

بدل أن يكفر بالباطل

قد أعرض عن ملة إبراهيم

والقرآن يسميه صراحة سفيه:

وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ

إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ

وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا

وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 130)

و الحساب عند صاحب الحساب

 

4- من ملّة إبراهيم عدم الشرك

A- نبيّا إبراهيم لم يكن من المشركين

1-

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا

وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 67)

لم يكن نبينا الكريم إبراهيم

مشركا بالله سبحانه و تعالى

متبعا ديانات معتمدة على تشريعات بشرية

بل كان حنيفا مسلما

أذكركم

الدين واحد في كل الكتب المنزلة

بينما نجد عشرات الآلاف من الديانات البشرية

 

2-

فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً

قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ

فَلَمَّا أَفَلَتْ

قَالَ يَا قَوْمِ

إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ

لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

حَنِيفًا

وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ

قَالَ

أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ

وَ لَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ

إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا

وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ؟ (80)

وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ

وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ

مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا

فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟ (81)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 78 - 81)

سؤالي موجه

لمن يتبع التشريعات البشرية

بدل التشريعات الإلاهية!!!!!

اي الفريقين 

 أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟؟؟؟

 

B- أُمِر نبيّنا الكريم محمّد بعدم الشرك بالله

أسوة بنبينا إبراهيم  عليه السلام

الّذي لم يكن بدوره مشركا

1-

ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ

أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 16 - سورة النحل, اية : 123)

 

لم يقتصر الأمر على نبيّنا إبراهيم

في اجتناب الشرك

بل جاء الأمر نفسه

إلى نبيّنا الكريم محمد

اتباعًا لملة إبراهيم حنيفًا.

 

2-

قُلْ

إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي

إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

دِينًا قِيَمًا

مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 161)

 

3-

وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى

تَهْتَدُوا

قُلْ

بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 135)

لم يكن نبينا ابراهيم مشركا

==>

لم يتبع تشريعات غيره

و لم يؤلف تشريعات من عنده

كذلك الشأن بالنسبة لنبينا الحبيب

 

C- إتبع النبيّ يوسف ملّة إبراهيم أيضا

بعدم الشرك

ولم يكن نبيّنا محمد وحده

من سار على ملة إبراهيم

باجتناب الشرك

بل نرى النبي يوسف عليه السلام

يعلن ذلك بوضوح

حين قال:

قَالَ

لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا

ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي

إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)

وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي

إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ

وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)

(سورة : 12 - سورة يوسف, اية : 37 - 38)

 

 

هكذا يتضح أن ملة إبراهيم

هي الصراط المستقيم الذي سلكه جميع الأنبياء:

توحيد خالص

لا شرك فيه ولا انحراف.

 

5- من ملّة إبراهيم الإبتعاد عن عبادة الأصنام

A-

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ

1- رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا

2- وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ

أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ(35)

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ

فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي

وَمَنْ عَصَانِي

فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 35-36)

لم تكن الأصنام في زمن إبراهيم

مجرد حجارة تُنحت

بل كانت رمزًا لكل ما يُضلّ الناس

ويصرفهم عن تشريعات الله.

ولهذا فملته هي الابتعاد عن كل صنم

سواء كان حجرًا يُعبد

أو بشرًا يُتَّبع بلا سلطان من الله.

ويؤكد القرآن هذا الموقف الجذري في موضع آخر:

 

B-

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)

إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي

فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)

(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 26 - 27)

 

6- من ملّة إبراهيم

عبادة الله ==> إتباع تشريعاته

من ملّة إبراهيم

تفادي عبادة الأوثان==> الإبتعاد عن الإعتقادات الفاسدة

المخالفة لكتاب الله

من ملّة إبراهيم

عدم إختلاق الإفك ==> إختلاق أكاذيب لا علاقة لها بما أنزل الله

من ملّة إبراهيم

تقوى الله ==> الإحتماء به

من ملّة إبراهيم

العمل الجادّ من أجل الرّزق بالإعتماد على الله

من ملّة إبراهيم

الشكر لله

A-

وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ

1- اعْبُدُوا اللَّهَ

2- وَاتَّقُوهُ

ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)

إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا

إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا

3- فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ

4- وَاعْبُدُوهُ

5- وَاشْكُرُوا لَهُ

إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 16 - 17)

وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ

1- اعْبُدُوا اللَّهَ ==> اتبعوا تشريعاته

2- وَاتَّقُوهُ ==> احتموا به

ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

خير لكم التشبث بكتاب الله 

إن كنتم تعلمون

إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا

وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا

إنما تتبعون مع الله إعتقادات فاسدة

 مخالفة لكتاب الله

لبشر مخلوقين مثلكم

و تختلقون تشريعات

ما أنزل الله بها من سلطان

إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا

إن الذين تتبعون تشريعاتهم

لن يمكنوكم من الحصول على الرزق

3- فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ

4- وَاعْبُدُوهُ

5- وَاشْكُرُوا لَهُ

إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

إعملوا للحصول على الرزق الإلاهي

باتباع مواعظه في كتبه المنزلة:

إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ذلك الرزق

بالدراسة و العمل و المثابرة و العزيمة و الصبر

أما من يجلس في القهوة

يندب حالته المزرية و حال المجتمع،

و لا يعترف بأخطائه و عجزه،

يعتبر نفسه هو الضحية

و أنّ الآخر هو السبب في كل مآسيه

يؤمن بالعين و الحسد و قلة الحظ

و أنّ العالم يتآمر عليه،

فلن ينال من رزق الله شيئًا.

 

 

B-

وَقَالَ

إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا

مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ

وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا

وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 24 - 25)

لاحظوا معي

يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ

وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا

لأنهم اتبعوا الأوثان

العقائد الفاسدة التي ألفها تجار الدين

من أجل إرضاء شهواتهم

 

7- من ملّة إبراهيم البحث عن وجود الله

بالشكّ و إستخدام العقل

حتى الوصول لليقين

لأنه لم يقبل أن يرث إيمانًا أعمى

بل سلك طريق التساؤل والبحث

وجعل الشك وسيلةً للوصول إلى اليقين.
ملة إبراهيم إذن مبنية على التساؤل والحجة

إلى أن يصل الإنسان إلى الإيمان عن اقتناع

لا عن تقليد أو وراثة.

لكن المفارقة المؤسفة

أن كثيرًا من المسلمين اليوم

يعتبرون هذا الطريق بداية الكفر والإلحاد

بينما القرآن يبيّنه كطريق إلى اليقين.

قال الله تعالى:

A-

وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ

مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 75)

اليقين إذن لا يأتي من الحفظ والنقل

بل من النظر والتأمل والعمل.

ويحكي القرآن لحظة بحث إبراهيم:

 

B-

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا

قَالَ هَذَا رَبِّي

فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)

فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي

فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)

فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ

فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ

لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

حَنِيفًا

وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 76 - 79)

إنه طريق التجربة والسؤال

طريق الانتقال من الشك إلى اليقين.

 

وتكشف آيات أخرى من سورة الصافات

أن إبراهيم لم يتوقف عن طرح الأسئلة على قومه

بل حاصرهم بالحجة والمنطق:

C-

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)

إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ؟ (85)

أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟ (86)

فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ؟ (87)

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)

فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)

فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)

فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ

أَلَا تَأْكُلُونَ؟ (91)

مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ؟ (92)

فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)

فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)

قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ؟ (95)

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)

قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)

فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)

وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 83 - 99)

لقد واجه أصنامهم مباشرة ليسقط زيفها.

خلاصة

يظهر جليّا من خلال هذه الآيات البيّنات

إستخدام الني الحبيب إبراهيم

لعقله 

بطرح مجموعة من التساؤلات

أَلَا تَأْكُلُونَ؟

مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ؟

الشكّ هو بداية اليقين

والعقل هو السبيل إلى الإيمان الحق.

 

D-

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ

1- أَزِرْ

2- أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً؟

3- إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 74)

سينتبه البعض بأنني كتبت

أزِر بدل آزر

آزر ليس إسم أب النبي إبراهيم عليه السلام

إنما هو فعل أمر لفعل زرّ

نقول

زَرَّ الرَّجُلُ : عَقَلَ بَعْدَ حُمْقٍ

زَرَّ الرّجُلُ : نما عقلُه وزادت تجارِبُه

أَزِرْ فعل أمر لفعل زَرَّ

 و يعني إستخدم عقلك

نصح إبراهيم أباه بالرّجوع إلى العقل

باي منطق تتخذ الأصنام الحجرية أصناما 

و ينبهه بأنه في ضلال مبين هو و قومه

الإقتناع بأنّ القرآن كامل و مفصّل و تبيان لكلّ شيء

عامل أساسي لفهم هذه الآية

كلّ من يؤمن بالرّوايات و أساطير الأولين

و لو قليلا

لن يتمكن من فهم هذه الآية

يرجع الفضل في إكتشاف معنى أَزِر للباحث محمّد بشارة

 

8- من ملّة إبراهيم

إستخدام  الحجّة في النقاش

ملة إبراهيم ليست خضوعًا أعمى

بل منهج تفكير حرّ

قائم على السؤال والبرهان.
إبراهيم عليه السلام

واجه قومه بالمنطق لا بالقوة

بالحجة لا بالإكراه

بالاستفسار لا بالفرض.

قال تعالى:

A-

وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ

قَالَ: أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ

وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ

إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا

وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ؟ (80)

وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ

وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ

مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا

فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟ (81)

الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ

أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا

آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ

نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 80 - 83)

قَالَ: أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا

آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ

فالحجة إذن جزء أصيل من ملة إبراهيم

بها أقام الدليل

وبها دافع عن يقينه

في نقاشه مع قبيلته.

لم يتبع آباءه (les ancetres) صما و عميانا

 

وكان يخاطب أباه بالمنطق:

B-

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ

إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ

يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ

وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)

يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ

فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)

يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ

إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)

يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ

فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)

(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 41 - 50)

يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ

وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا؟؟؟؟

النقاش بالحجة

و ليس بفرض الراي

 

C-

وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ

وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

 مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ؟ (52)

قَالُوا: وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)

قَالَ

لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54)

قَالُوا: أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55)

قَالَ

 بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ

وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56)

وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)

فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا

إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)

قَالُوا: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ؟ (59)

قَالُوا: سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)

قَالُوا: فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)

قَالُوا: أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ؟ (62)

قَالَ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا

فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)

فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا

إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)

ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ

لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)

قَالَ

أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ؟؟؟ (66)

أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 51 - 67)

لاحظوا معي

كيف كان النبي ابراهيم يُحاج قومه

يناقشهم بالمنطق

 مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ؟

-

قَالُوا: أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ؟ 

قَالَ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا

فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ.

-

قَالَ

أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ؟؟؟

-

أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

أَفَلَا تَعْقِلُونَ

 

D-

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

مَا تَعْبُدُونَ ؟ (70)

قَالُوا: نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)

قَالَ

هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ؟ (72)

أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ؟ (73)

قَالُوا: بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)

قَالَ

أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)

 أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)

وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)

وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)

وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)

يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 69 - 89)

قَالَ عن الاصنام

هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ؟

أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ؟

 

E-

 

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)

إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

مَاذَا تَعْبُدُونَ؟ (85)

أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟ (86)

فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ؟ (87)

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)

فَقَالَ

إِنِّي سَقِيمٌ (89)

فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)

فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ

أَلَا تَأْكُلُونَ؟ (91)

مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ؟ (92)

فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)

فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)

قَالَ

أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ؟ (95)

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 79 - 96)

طريقة راقية في الحوار

لا إكراه و لا عنف

مَاذَا تَعْبُدُونَ؟

أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟ 

فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ؟ 

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ 

فَقَالَ

إِنِّي سَقِيمٌ

-

فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ

أَلَا تَأْكُلُونَ؟

مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ؟

-

قَالَ

أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ؟

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ

 

F-

وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ

اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ

ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)

إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا

وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا

إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا

فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)

وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ

وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)

أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ

إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ؟؟؟؟؟ (19)

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 16 - 19)

 

G-

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ

أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ

إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ

رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ

قَالَ

أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ

قَالَ إِبْرَاهِيمُ

فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ

فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ

فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ

وَ اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 258)

 

ملة ابراهيم مَنهج ، استراتيجية تفكير، فكر حر ، بحث وتقص وتأمل

اختبار واختيار وتقييم وتساؤل وأخذ ورد

ومحاججة ونقد واقناع واقتناع ...

منهج التجدد لا منهج الركود

اتباع ملة ابراهيم تفيد الالتزام بما هو نظري

ثم المرور لما هو تطبيقي حتى تتوضح الرؤى والأفكار.

عندما نتبع ملة ابراهيم فهذا يعني

أن تتعود عقولنا على هبوب العواصف الفكرية

التي ستنفض عنا كل غبار وستزيح كل ترسب.

التساؤل أو الشك باب من أبواب الجهاد

ولا علاقة له بتراثنا البشري المزروع في ديننا

لأن الجدال والنقاش المتعلق بالعنعنة هو خوض لا نفع منه.

هكذا كان استفسار و شك ابراهيم

شك هادفُُُ و واعي

هذه الكلمات الجميلة للباحثة Maarià Hamìd

 

9-  من ملّة إبراهيم

اللجوء لله

بهدف الفوز بهدايته

A-

وَقَالَ 

إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي

سَيَهْدِينِ

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 99)

الخطوة الأولى من عند المخلوق

==> إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي

الخطوة الثانية من عند الخالق

==> سَيَهْدِينِ

فالهداية لا تُمنح لمن جلس ساكنًا

بل لمن تحرك باحثًا

وسعى بقلبه

وعقله نحو الله.

متشبّثا بكل أسمائه الحسنى

 

B-

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ

لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

حَنِيفًا

وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية :79)

 

C-

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)

إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي

فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)

(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 26 - 27)

 

D-

قُلْ

إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي

إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

دِينًا قِيَمًا

مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 161)

 

ملة إبراهيم إذن هي

أن يبدأ الإنسان بخطوة صادقة إلى الله

فيتولى الله بعد ذلك

هدايته إلى الصراط المستقيم.

 

10- من ملّة إبراهيم الإسلام ==> السلام

A-

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا

وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا

وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 67)

لم يكن نبينا الكريم إبراهيم

مشركا بالله سبحانه و تعالى

متبعا ديانات معتمدة على تشريعات بشرية

ولا منحازًا لطقوس مصطنعة

بل كان حنيفا مسلما

أي مسالمًا مع الخالق والخلق.

 

B-

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ

وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ

مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ

هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ

مِنْ قَبْلُ

وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ

وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ

فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ

وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ

فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 78)

 الإسلام الذي هو السلام

لم يبدأ مع نبينا الحبيب محمد

 بل هو قديم قِدم ملة إبراهيم

دين واحد ممتد عبر الأنبياء جميعًا.

 

C-

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ

وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ

وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا

إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ

1- يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ

2- وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

3- وَيُزَكِّيهِمْ

إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)

وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ

وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا

وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)

إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ ==> أَسْلِمْ

قَالَ ==> أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ

يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ

فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)

أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ

إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ

مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي

قَالُوا

نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ

إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ

إِلَهًا وَاحِدًا

وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 124 - 133)

 

ونلمس إسلام إبراهيم

الذي هو السلام

في معاملاته اليومية مع أبيه وقومه

لم يدخل في صراع ولا جدال عقيم

بل اختار لغة الاعتزال:

D-

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ

سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي

إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)

وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَأَدْعُو رَبِّي

عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا

(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 48)

فهذا هو جوهر ملّة إبراهيم

تفادي المشاكل

اختيار السلم

والاعتماد على الله.

 

E-

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ

إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ

1- إِنَّا بُرَآءُ

a- مِنْكُمْ

b- وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

2- كَفَرْنَا بِكُمْ

وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ

أَبَدًا

حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ

وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

(سورة : 60 - سورة الممتحنة, اية : 4)

1- إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ

2- كَفَرْنَا بِكُمْ

3- وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

==> أَبَدًا لن تكون بيننا العداوة و البغضاء حتّى تؤمنوا بالله

 

F-

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ

رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا

وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 35 - 41)

 

جميع معاملات نبينا إبراهيم

تحمل في طياتها السلم (الإسلام)

 

11- من ملّة إبراهيم

المجيء إلى الله بقلب سليم

هذه الملّة لا تقوم فقط على المظاهر والشعائر

بل على صفاء الداخل ونقاء القلب.
فالله وصف إبراهيم بقوله:

A-

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)

إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 83 - 84)

القلب السليم

هو القلب الخالي من

الشرك والغل والحقد

قلبٌ عامر بالصدق

مطمئن بالتوحيد

ممتلئ بالسلام.

ويؤكد القرآن أن هذا

هو رأس مال الإنسان

يوم القيامة:

B-

وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)

يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 69 - 89)

 

ومن القلب السليم

تنبثق الأخلاق العظيمة

التي ميّزت إبراهيم عليه السلام.

12- فمن ملّة إبراهيم أن تكون

حليما - أوّاها - منيبا - محسنا - مؤمنا - صدّيقا - صالحا

A-

إِنَّ إِبْرَاهِيمَ

لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ

(سورة : 11 - سورة هود, اية : 75)

 

B-

قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا

إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 105)

 

D-

سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)

كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)

إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 109 - 111)

 

E-

الَّذِينَ آمَنُوا

وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ

أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ

وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ

نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 74 - 83)

الإيمان مع عدم لبس هذا الإيمان بظلم

 

F-

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ

إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا

نَبِيًّا

(سورة : 19 - سورة مريم, اية : 41)

 

G-

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا

وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 83 - 84)

 

 

13- من ملّة إبراهيم

فعل الخيرات و إقامة الصلاة إيتاء الزكاة

ملة إبراهيم ليست مجرد

عقيدة قلبية أو صفات أخلاقية

بل هي منهج عملي

يُفعِّل المواعظ الإلهية في كتبه

إحسانًا وعملًا صالحًا!!!!!

مَنهجُُُُ

يقود إلى الزكاة

أي تزكية النفس وتطويرها.

A-

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ

عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ

رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ

وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ

لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 37) 

 

B-

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ

وَمِنْ ذُرِّيَّتِي

رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 40)

إبراهيم عليه السلام

لم يطلب مجرد أداء طقوس

بل دعا ربه أن يجعله من المقيمين للصلاة

أي من المفعلين الدائمين للمواعظ الإلهية

التي أوحيت إليه

هو وذريته من بعده.

 

C-

 وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا

وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ

1- فِعْلَ الْخَيْرَاتِ

2- وَإِقَامَ الصَّلَاةِ

3- وَ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ

وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) 

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 72 - 73)

 

إقامة الصلاة

تُحَوِّل الوحي إلى حياة.

 

14- من ملّة إبراهيم السعي من أجل

أن نكون من  أولي الأيد و الأبصار

و أن نكون من الأخيار

وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

أُولِي الْأَيْدِي وَ الْأَبْصَارِ (45)

إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)

وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)

وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ

وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48)

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 45 - 48)

 

15- من ملّة إبراهيم أن لانقنط من رحمة الله

قَالَ: أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)

قَالُوا: بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ

فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)

قَالَ

وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ

إِلَّا الضَّالُّونَ (56)

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 51 - 56)

 

16- من ملّة إبراهيم إتخاذُ اللهِ خليلا لنا

A-

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا

مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ

وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا

وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 125)

التشكيل المتعارف عليه يُضعف المعنى

لأنه لا يعقل أن يتخذ الله بجلالة قدره و عظمته

نبينا ابراهيم خليلا!!!!

فالصواب أن تُقرأ العبارة القرآنية هكذا:

وَاتَّخَذَ اللَّهَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلًا

وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيمُ اللَّهَ خَلِيلًا

أي: أن إبراهيم

هو الذي اتخذ اللهَ خليلًا له.

وهذا المعنى تؤكده آية أخرى:

وَإِذِ ابْتَلَى

إِبْرَاهِيمَ

رَبُّهُ

بِكَلِمَاتٍ

فَأَتَمَّهُنَّ

قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا

قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي

قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 124)  

ملة إبراهيم هي أن تجعل الله خليلَك أنت

أن تختاره بكامل وعيك وإرادتك

ليكون أقرب صديق إلى قلبك.
لكن غياب التدبر

جعل كثيرين لا ينتبهون

لهذا الكنز القرآني المدهش.

 

B- وكعادته

يفاجئنا القرآن بسحره وعمق معانيه:
كيف اتخذ إبراهيمُ اللهَ خليلًا؟

الجواب نراه في كلماته الخالدة:

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ

مَا تَعْبُدُونَ ؟ (70)

قَالُوا: نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)

قَالَ

هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ؟ (72)

أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ؟ (73)

قَالُوا: بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)

قَالَ

أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)

 أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي

إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)

وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)

وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)

وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)

يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

(سورة : 26 - سورة الشعراء, اية : 69 - 89)

هنا نفهم السر:
إبراهيم عليه السلام

تبرأ من كل شيء

واتخذ الله وحده سندًا وخليلًا:

خالقه، هاديه، رازقه، شافيه، محييه، غافر ذنبه.

ولهذا صار قلبه مملوءًا بالسلام

مرتبطًا بالله وحدهبلا شريك ولا وسيط.
 

صراحة

لا يمكن وصف المتعة و النشوة

التي أشعر بها

عند تدبّر القرآن !!!!!

خصوصًا حين يَفتحُ الله عليَّ

بسرّ من أسراره!!!!!

سرُُُُّ واضح للعيان !!!!!

ومع ذلك غَفِل عنه الناس قرونًا طويلة!!!!!

لتشبّثهم بالقيل والقال البشري

الذي أعماهم عن هذا الكنز القرآني المذهل!!!!!

 

17- من ملّة إبراهيم الوثوق

بأنّ ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين

وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ

وَمَا عَلَى الرَّسُولِ

إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 18)

 

18- من ملّة إبراهيم تطهير البيت (constitution)

 لِلطَّائِفِينَ وَ الْعَاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ

وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ

أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ

لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 125)

 

19- من ملّة إبراهيم قول ربنا و تقبل دعاء

بدل آمين

A-

إبراهيم عليه السلام عندما دعا ربه قال:

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ

وَمِنْ ذُرِّيَّتِي

رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ

(سورة : 14 - سورة إبراهيم, اية : 40)

إذن

الخاتمة القرآنية للدعاء

ليست كلمة دخيلة مثل

"آمين"

بل هي:
"ربنا وتقبل دعاء".

فمن أراد أن يتبع ملة إبراهيم الحنيفية

وأن يلتزم أحسن الدين

فليختم دعاءه كما علّمنا القرآن.
أما من أعرض عن ذلك

واستبدله بعادة بشرية موروثة،

فقد حاد عن مِلَّة إبراهيم

وعن أحسن الدين

والقرآن يصفه بأنه

سفه نفسه

(البقرة 130).

ملاحظة جميلة للمتابعة الكريمة

@nadiamahmoud4496

بتصرف كبير جدا

 

 

B-

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا

إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 127)

إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام

قالا ربنا تقبل منا

لم يقولا اللهم آمين

 

 

20- من ملّة إبراهيم المشاورة

طلب النصيحة و عدم التهوّر

القرآن يقدّم لنا مشهدًا فريدًا

من أرقى معاني ملة إبراهيم،
مشهد الأب وهو يشاور ابنه

في رؤيا رآها:

فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ

قَالَ

يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ

أَنِّي أَذْبَحُكَ

فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى

قَالَ يَا أَبَتِ

افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ

سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين

فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)

وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104)

قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا

إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)

وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)

سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109)

كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)

إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)

(سورة : 37 - سورة الصافات, اية : 103 - 111)

إبراهيم لم يتصرف بتهور

ولم يفرض وصايته على ابنه

بل طلب رأيه:
"فَانظُرْ مَاذَا تَرَى".

والابن يجيبه مطمئنًا:

"يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ

سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".

من ملة إبراهيم

أن تقوم العلاقة بين الأب والابن

على الحوار لا الإكراه

وعلى المشاورة لا التهور.

أما التفسيرات الدموية التي ورثناها عن آبائنا

فليست من القرآن في شيء

بل من بقايا همجية

بعيدة كل البعد عن مقاصد الرحمة والسلام.

(ذبح إبراهيم لإبنه - موضوع يلزمه تركيز كبير)

 

21- من ملّة إبراهيم

إتمام المهمة

والوفاء بالمسؤولية الفردية

ملة إبراهيم تقوم على مبدأ عظيم:

أن يؤدي الإنسان مهمته كاملة غير منقوصة

وأن يفي بمسؤولياته أمام الله

دون أن يحمل وزر غيره.

وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ

فَأَتَمَّهُنَّ

قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا

قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي

قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 124)  

إبراهيم لم يترك مهمته ناقصة

بل أتم الكلمات التي ابتُلي بها

فأصبح قدوة في الوفاء بالعهد.

ويؤكد القرآن نفس المعنى في موضع آخر:

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)

أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)  

(سورة : 53 - سورة النجم, اية : 36 - 38)

خلاصة

من ملة إبراهيم أن تفي بمهمتك

كما أتمها هو

وألّا تَحْمِل وِزْرَ غَيْرِك

ولا تُُُحَمِّل غَيْرَكَ وِزْرَكْ.

المسؤولية فردية

والوفاء تمام.

(إلاّ في نشر أساطير الأولين)

 

 

خاتمة

إن أردتم اتباع سنة نبينا الحبيب،

فما عليكم إلا أن تتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا

كما جاء وصفها في القرآن الكريم.

ملة إبراهيم

ليست شعارات ولا روايات

بل منهج حياة واضح المعالم:

1- عدم تكفير الآخرين.

2- عدم الشرك.

3- الابتعاد عن عبادة الأصنام المادية والبشرية.

4- عبادة الله وحده ==> أي اتباع تشريعاته.

5- الابتعاد عن الأوثان==> أي ترك الاعتقادات الفاسدة المخالفة لكتاب الله.

6- عدم اختلاق الإفك ==> أي الكذب على الله بما لم ينزل به سلطانًا.

7- تقوى الله ==> الاحتماء به.

8- العمل الجاد من أجل الرزق بالاعتماد على الله.

9- الشكر لله.

10- البحث عن وجوده ==> بالشكّ واستخدام العقل

حتى الوصول إلى اليقين.

11- استخدام الحجة في النقاش لا الإكراه.

12- اللجوء إلى الله ==> بهدف الفوز بهدايته.

13- الإسلام ==> أي السلام.

14- المجيء إلى الله بقلب سليم.

15- أن تكون حليمًا، أوّاهًا، منيبًا، محسنًا، مؤمنًا، صدّيقًا، صالحًا.

16- فعل الخيرات، إقامة الصلاة (تفعيل كتب الله)، إيتاء الزكاة (تطوير النفس).

17- السعي لتكون من أولي الأيد والأبصار ومن الأخيار.

18- ألّا تقنط من رحمة الله.

19- أن تتخذ الله خليلًا لك.

20- أن توقن بأن ما على الرسول إلا البلاغ المبين.

21- تطهير البيت (الدستور الإلهي)

للطائفين والعاكفين والركع السجود.

​​​​​​​22- قول ربنا و تقبل دعاء بدل آمين

​​​​​​​23- اعتماد المشاورة، والابتعاد عن التهور.

24- إتمام المهمة والوفاء بالمسؤولية الفردية.

هذه هي السنة الحقيقية

سنة إبراهيم التي اتبعها محمد عليه السلام!!!!!

فتمسّكوا بالقرآن

ولا شيء غير القرآن

فهو الكتاب الذي لم يُفرَّط فيه من شيء

وهو وحدَه الهدى!!!!!