آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

ملخص لموضوع علمانية الرسول

فهرس الموضوع

 

مقدّمة

فعل أمر في القرآن

يعني الموعظة للمصلحة

 

القرآن

ليس بكتاب أوامر واجبة التنفيذ

ولا بكتاب يحتوي على قوانين دولة

بل كتاب مواعظ تُمكّن مُتَّبِعَها

من العيش في جنّة الأرض قبل جنّة السماء

و من إجتياز الإختبار بنجاح و بأقلّ الأضرار الممكنة

بنفضيل فيصل

 

 

300 سنة من تبني العلمانية من طرف المسيحيين

و لا تزال المسيحية هي الدّيانة رقم واحد في العالم

- الدين ينتعش في النطام العلماني

يُصبح

دينا صادقا

دينا غير مبني على الإكراه

دينا غير مولّد للنّفاق

أحمد عصيد بتصرّف

 

- من كان يظن أن الله بعث برسله وكتبه

لإنشاء دولة بإسمه

فإنّه لم يستفد من القرآن شيئا 

 

- غاية القرآن الكبرى هي العدل و العمل الصالح و المساواة و الإحسان

الّتي تسعد بها البشرية

أمّا التفاصيل التّشريعية فتُركت لتضبط بقوّة القانون الوضعي

الناتج عن نظام شورى ديموقراطي

التيار المحافظ جعل من التفاصيل التشريعية الّتي تُضبط بالقانون دينا

و فرضه على خلق الله بإسم الله

ففسد المجتع و إنهارت القيم  

 

البرلماني السوداني محمّد إبراهيم

إذا حكمني مسلم فلن يدخلني إلى الجنّة 

و إذا حكمني ملحد فلن يدخلني إلى النّار 

و إذا حكمني من يُؤَمِّنُ لي

العلم و الصّحّة و العدل و العمل و الحرّيّة و الكرامة

سأقف له إحتراما و إجلالا

و يبقى دخول الجنّة رهينا بإيماني و عملي الصالح

وظيفة الحكومة ليست إدخال الناس الجنّة

بل توفير الجنّة في الأرض

تُعينهم على دخول جنّة السماء 

 

- التيار المحافظ يرفض العلمانية

مع العلم أنّه يجهل معناها و مبادئها و أهدافها

بالنسبة له العلمانية إلحاد و كفر بالله بدون أدنى دليل

فقط لأنّ البعض أفتى له بذلك

كم ستكون صدمة التيّار المحافظ كبيرة

عندما سيكتشف

 أنّ دين الإسلام يدعو إلى العلمانية

إذا إعتمدنا على

ترتيل القرآن فقط - لا غير - حصريا

معلومة صعبة الهضم بالنسبة للتراثيين

لأنّهم يظنّون إمتلاك الحقيقة المطلقة بالوراثة

 

1- من تبنّى النظام الديكتاتوري حسب القرآن و الحديث
A- النظام الدّيكتاتوري حسب الحديث
مسلم 1847
قالَ
يَكونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ
1- لا يَهْتَدُونَ بهُدَايَ
2- وَلَا يَسْتَنُّونَ بسُنَّتِي
3- وَسَيَقُومُ فيهم رِجَالٌ
قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إنْسٍ
قالَ: قُلتُ
كيفَ أَصْنَعُ يا رَسولَ اللهِ
إنْ أَدْرَكْتُ ذلكَ؟
قالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ
وإنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ
فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.

الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : مسلم 1847 | المصدر : صحيح مسلم

 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 

يذكر لنا مسلم 

بعض الصفات لأشخاص

سيأتون بعد موت النبيّ الحبيب

1- لا يهتدون بهداه

2- لا يستنّون بالسنّة النبوية ==> لا يتبعون السنة النبوية

و لكي يحتمي الإنسان من هؤلاء الأشخاص

يتوجّب عليه السمع و الطاعة للأمير

و إن ضَرب ظهره و أَخذ ماله

هذه تسمى ديكتاتورية بالمفهوم الحالي

حديث فُصِّل خصيصا لمعالي الخليفة حتّى يتمخمخ و يتفخفخ

شيوخ السلاطين أسسوا لدين جديد لا علاقة له بالقرآن

لأنّهم أُناس دنيا لا آخرة - أطماعهم سياسية لا دينية 

شيء مؤلم  حقّا

إستهتار كبير بعقل الإنسان و فطرته الطّبيعيّة

 

B-  النظام الدّيكتاتوري من قصص القرآن

يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا

قَالَ فِرْعَوْنُ

مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ

(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 29)

فرعون يتحكّم في معتقدات الناس

و يعتبر نفسه هو الهادي و لا هادي غيره

 

فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى

(سورة : 79 - سورة النازعات, اية : 24)

يعتبر فرعون نفسه إلاها على كلّ البشر

يتحكّم فيهم

ديكتاتورية مطلقة

 

إستعمل فرعون جميع الحيل

للتأثير على شعبية موسى بين قومه

إتهمه أنّه خارج النّظام ==> إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون

لعب على وتر الدين ==> إني أخاف أن يبدل دينكم

قاد حملة إعلامية لتشويهه ==> إنّ هذا لساحر مبين

إستعمل قريش حيلة أخرى

للتأثير على شعبية الرسول الحبيب بين قومه

الإتهام بالتخابر مع منظمات أجنبية ==> إنّ هذا إلا إفك إفتراه و أعانه عليه قوم آخرون

منقول بتصرّف كبير Badr Hajri

 

 

2- تعريف العلمانية و الديموقراطية و مبادؤها

المعترف بها على الصعيد العالمي

A- تعريف الدموقراطية

تعود الديمقراطية في الأساس إلى اللغة اليونانية القدية 

وتحديداَ من كلمتين

الأولى وهي ديموس Demos وتعني الشعب

والثانية قراطس Kratos وتعني السلطة أو الحكم

وبذلك يكون تعبير الديمقراطية بمعنى

الحكم من قبل الشعب Demoskratos .

عرفها أبراهام لينكولن كما يلي

الديمقراطية هي حكم الشعب بواسطة الشعب ولأجل الشعب.

(المصدر: https://political-encyclopedia.org/)

 

B- تعريف العلمانية

العلمانية تعني الفصل بين الدولة والمنظمات الدينية.

وينتج عن هذا الفصل حياد الدولة والسلطات المحلية والخدمات العامة

وليس مستخدميها.

وهكذا فإن الجمهورية العلمانية تفرض المساواة بين المواطنين

في مواجهة الإدارة والخدمة العامة

مهما كانت قناعاتهم أو معتقداتهم.

 العلمانية تعني حياد الدولة وتفرض المساواة بين الجميع أمام القانون

دون تمييز على أساس الدين أو المعتقد.

العلمانية تضمن حرية الفرد سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن

في حرية التعبير عن معتقداته أو قناعاته وإظهارها في حدود احترام النظام العام

كما أنها تضمن الحق للجميع بتبنّي دين معيّن أو تغييره أو رفضه

كما تضمن حرية ممارسة العبادة

مع عدم إجبار الأشخاص على احترام العقيدة أو التعاليم الدينية.

العلمانية ليست رأيًا واحدًا من بين آراء عديدة

بل هي الحرية في التعبير عن الرأي.

إنها ليست قناعة ولكنها تسمح بكلّ القناعات

مع مراعاة احترام النظام العام.

(المصدر: الموقع الرسمي للحكومة الفرنسية https://www.gouvernement.fr/)

بغضّ النّظر عن رأيي عن الحجاب

يُعدّ إجبار فرنسا مواطناتها المسلمات

بعدم إرتداء الحجاب في الأماكن العامة

إنتهاكا صارخا لمبادئ العلمانية

التي طالما تغنّت بها أمام العالم

 

C- مبادئ الديموقراطية و العلمانية

1- المبدأ الأوّل

الشورى أو الدّيموقراطية كما يُطلَقُ عليها في الدّول المتقدّمة (الكافرة)

==> مبدأ الشورى في القرار

2- المبدأ الثاني

فصل الدين عن الدولة

==> لا يحقّ للدّولة فرض دين واحد بالقوّة

3- المبدأ الثالث

حماية حرية التعبير.

==> الحرّيّة الكاملة في تبنّي الأفكار  لكلّ المواطنين

4- المبدأ الرابع

المساواة بين المتدينين و غير المتدينين

==> المساواة بالنسبة للجميع كيفما كانت عقيدتهم

 

3- لنرى هل كان نبيّنا الكريم علمانيا

و هل شجّع على تبنّي العلمانيّة؟

A- مبدأ الشورى أو الدّيموقراطية

1- مبدأ الشورى كان سائدا في عهد النبيّ محمّد

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ

1- وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ

2- وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ

فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 159)

لا توجد أيّ آية في القرآن تدلّ على أنّ

النبيّ كان ملكا أو حاكما أو قائدا لدولة مسلمة

بل مرسولا برسالة لنشرها

و مدافعا عن قيم الإسلام المتواجدة بالقرآن!!!!!!!

قيادته للقوم بالمدينة (يثرب) بكلّ دياناتهم

كان من باب ثقتهم به و حسن خلقه و معاملته الراقية

لأنّه لم يكن فظا و لا غليظ القلب

لا يمكن أن تنجح المشورة ==> 2

بدون مبادئ و قيم (فظّا غليظ القلب==> 

 

 

B-

فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى

1- لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)

2- وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ

3- وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)

4- وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ

5- وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ

6- وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 38)

مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى

للّذين يتشاورون فيما بينهم

 

 

C-  

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

1- أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ

2-  وَأُولِي الْأَمْرِ

مِنْكُمْ

فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ

فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ

إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 59)

طاعة الرّسول تتحقّق بإتّباع المواعظ الإلاهية في القرآن

أيّها الّذين آمنوا (أيّها الّذين تتبعون الحقّ من ربّكم)

أطيعوا الله و أطيعوا الرّسول ==> كونوا متّفقين مع المواعظ الإلاهية الّتي جاء بها الرّسول من القرآن 

أطيعوا أولي الأمر منكم (و ليس أولي الأمر عليكم)

==> أطيعوا أولي الأمر من بينكم

أولي الأمر من بين النّاس بالتراضي

 

خلاصة

نلاحظ أنّ النصّ القرآني من خلال هذه الآيات حقق الشرط الأول

وهو مبدأ عدم الانفراد بالقرار السياسي

و لا يمكن تحقيق ذلك

إلا بحكم الشعب لنفسه بنفسه

من خلال مبدء التشاور(الديمقراطية)

فلا مكان للمطلق الديني في تسيير الشؤون الدنيوية لأيّ جماعة بشرية

(إنما أمرهم شورى بينهم)

وهذا ما تجلى بشكل واضح في سلوكات نبينا الكريم محمد مع مكونات مجتمع المدينة.

 

B- فصل الدين عن الدولة.

 

العلمانيّة لا تفرّق بين الأديان أمام القانون

 

العلمانية هي فصل أصحاب الإختصاص

 عن كراسي السلطة

LINA AHMED

 

1-

لولا العلمانيّة لما تمكّنت

المسلمة المحجّبة إيمان الخطيب  

من الحصول على مقعد في الكنيست الإسرائيلي

 

2-

الدّول العلمانية تحمي أديانا

الدّول الدّينية تحمي و تفرض دينا واحدا

 

3-

 العلمانية لا تنكر الأديان

مكان رجال الدّين هو المعابد

و ليس مجالس القرار

 

4-

إن فصل الدين عن السياسة وأمور الحكم

إنما يُحقق صالح الدين وصالح السياسة معاً.

 

 

1- نبيّنا الكريم لم يفرض الدّين على الناس - فرْضُ الدّين ليس من إختصاص الدّولة

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ

فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ

فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 256)

لا يجوز الإكراه في الدّين (القانون)

نبيّنا الحبيب لم يفرض الدّين بالقوة

لا يجب أن تفرض الدّولة التشريعات الدّينية بالقوّة

الأساس في الإختبار هو حرّية الإختيار بين الخطإ و الصّواب

أمّا نتيجة هذه الإختيارات فتظهر يوم الحساب

 

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ

لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ

حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

(سورة : 10 - سورة يونس, اية : 99)

منع الله تعالى نبيّه ذي الخلق العظيم محمّد

من إكراه الناس على الإيمان

لا يحقّ للدّولة أن تفرض دينا معيّنا لى الناس

الغاية من الحياة الدّنيا هي إختبار الناس

و لهذا السبب لم يجعل كلّ الناس مؤمنين

بل تركهم أحرارا لكي يُظهِر كلّ شخصِِِ عن وجهه الحقيقي

دون إمكانية الإنكار يوم الحساب 

 

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ

وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 56)

الهداية ليست من إختصاص نبيّنا و لا من إختصاص الدّولة

و لكنّها من إختصاص الله 

الّذي يهدي من يشاء الهداية

بحريّة إختياره المحفوظة بالقرآن

 

لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ

وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ

وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 272)

مهمّتك أيّها النبيّ ليست هي هداية الناس و التدخّل في معتقداتهم

إنّ الله الّذي يهدي ذلك الشخص الّذي يريد و يشاء الهداية

فهذا ليس من إختصاصك

الهداية مشيئة شخصية

ولا يمكن أن يتدخل فيها أيّ مخلوق في الكون حتى ولو كان الرسول

وهذا ما تقرّه العلمانية باعتبارها الدينَ شأنا شخصيا

 

2- النبيّ الحبيب محمّد لم يكن وكيلا و لا حفيظا على النّاس

الدّولة لم تأخد وكالة من عند الله حتّى تفرض دينا معيّنا

إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ

فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ

وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 41)

ترك رسولنا الكريم الحرّيّة الكاملة للناس في معتقداتهم

لأنّ الله لم يوكّله عليهم

لم يتحمّل الرّسول مسؤلية هداية و ضلال الناس

فكيف للدّولة تحمّل هذه المسؤوليّة!!!!؟؟؟؟؟

 

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ

 أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا

(سورة : 25 - سورة الفرقان, اية : 43)

لست وكيلا أيّها النبيّ

على من يتبع هواه و تحكّم به الأنا

الدّولة لم تأخد وكالة من عند الله

لتتدخّل في معتقدات الناس

 

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ

قُلْ: لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 66)

 لم يكن يتوفّر  النبيّ محمّد الحبيب

على وكالة من عند الله

لكي يفرض عليهم عدم تكذيب الحقّ الّذي هو القرآن

فما بالك بالدّولة!!!!! 

 

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ

مَا أَشْرَكُوا

وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 107)  

 

 

 

3- الله هو الّذي يدافع عن الّذين آمنوا

و ليس الدّولة الّتي تدافع عن الّذين آمنوا

حسب دين معيّن من دون الأديان الأخرى

الله غنيّ عن العالمين

إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا

إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 38)

 

لم يكلف الله أحدا بالدفاع عنه أو عن الدين

بل تخبرنا الآية بأنّه هو الذي يدافع عن المؤمنين

وبهذا لا يمكن للشيوخ الادعاء بأنهم حملة راية الدفاع عن الدين

قولا وفعلا

أو أنهم ناطقون رسميون باسم الله

وموقعون بالنيابة عنه

لأن هذا الادعاء يخالف الآيات جملة وتفصيلا.

 

وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ

إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا

يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ

وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 176)

لم يكن نبيّا الحبيب يحزن على الأشخاص الذين إختاروا الكفر بكامل إرادتهم

و بالتالي فإنّه لم يكن يتدخّل في شؤونهم

لا يجوز أن تُدخل الدّولة الأمور الدّينيّة في السياسة 

بحجّة الدّفاع عن الله و دينه

فالله لا يحتاج لأحد أو لكيان

للدّفاع عنه أو عن الدّين

 

إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ

لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا

وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 177)

من إختار الكفر بكامل إرادته

لن يضرّ الله في شيء

و بالتالي فإنّ نبيّنا الحبيب الذي كان قرءانا يمشي فوق الأرض

لم يأبه للكافرين و لم يتدخّل ليغيّر من معتقداتهم

 لا يحقّ للدّولة فرض دين معيّن بإسم الله

لأنّه غنيّ عن الناس

و لا يحتاج لا لإيمانهم و لا لكفرهم  

 

إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ

وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ

وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 7)

لم يفرض نبيّنا ذي الخلق العظيم الدين

بحجّة الدّفاع عنه و عن الله

 لا يحقّ للدّولة فرض دين معيّن بإسم الله

فالله لا يضرّه كفر الناس لأنّه غنيّ عنهم

كلّ شخص مسؤول عن نفسه

 

 

C- كان نبيّنا ذي الخلق العظيم

يحمي حرية العقيدة و  التعبير.

- العلمانية لا تسلب منك معتقداتك

إنّما تمنعك من فرض معتقداتك على غيرك !

 

a-

 لولا العلمانيّة لما تمكّن المسلمون في الدّول الكافرة

من إستيراد و بيع و قراءة القرآن

بعكس الدّول المسلمة الّتي تمنع بيع الإنجيل

 

b- 

لولا العلمانية لما دُرِّست اللغة العربية في مدارس الكفّار

 

c-

إنّ صلاة المسلمين في شوارع مدن الكفّار (حسب فهم المعتقدات السائدة)

لا تدلّ على إيمانهم

بقدر ما تدلّ على روعة العلمانية الّتي سمحت لهم بذلك

 

d-

لولا العلمانية لما كان هناك مسجد واحد في أوروبا و أمريكا

بينما يرفض الشيوخ و الفقهاء بناء الكنائس و المعابد بأراضينا

 

1- من أكبر الأدلّة على علمانية نبيّنا الحبيب و حمايته لحرّيّة العقيدة و التّعبير

هو  طلبه من اليهود و النّصارى 

إتباع كتبهم المنزّلة

هذا رابط الموضوع كاملا

و هده مقتطفات

 

A-  إمكانية تفعيل الثوراة و الإنجيل على أرض الواقع في عهد نبيّنا الحبيب

دليل قويّ على عدم وقوع تزوير بها

 الآية 68

قُلْ: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ

حَتَّى تُقِيمُوا

1- التَّوْرَاةَ

2- وَالْإِنْجِيلَ

3- وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ

مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

طُغْيَانًا وَكُفْرًا

فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 68)

يتّجه الرسول إلى أهل الكتاب

و خصوصا اليهود و النصارى

ناصحا إياهم بإتباع التوراة و الإنجيل

لن تفلحوا و لن تكونوا في الطريق الصّحيح

ما دمتم لا تفعّلون رسالة الله الوحيدة في كل كتبه

على أرض الواقع

لم يقل لهم إتبعوا القرآن يا قوم

لم يطلب منهم الدّخول في الإسلام

كما قيل لنا طيلة 14 قرنا و نصف

بل طلب منهم إتباع كتبهم الصّحيحة 

و تفعيلها في حياتهم

من غير المنطقي أن يطلب منهم إتباع كتب محرّفة 

كثير منهم سيطغون و يستكبرون

بسبب مرض الأنا الّذي يمنعهم من تدبّر هذه الرسالة

 

خلاصة

هل يوجد في أي نظام آخر غير الإسلام

احترام للمعتقدات والأديان

إلا في العلمانية التي تتفق معه بشكل يكاد يكون متطابقا؟!

 

 

 

F-  تحتوي الكتب المنزلة على حُكم الله

و بالتالي لا بحتاجون لحكم النبيّ بالقرآن

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ؟

وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ

ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 43)

لماذا يحكموك أيّها النبيّ

و عندهم كتاب التوراة الّذي يحتوي على الهدى و النور ؟؟؟!!!!

لا يمكن أن ينصح الله اليهود بإستعمال التوراة

إذا كانت مزوّرة أو وقع بها تحريف 

 

2-

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ

بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 47)

أمر واضح يثبت بالدليل القاطع

أنّ الإنجيل لم يكن مزوّرا في عهد نبيّنا الكريم

 

خلاصة

كان نبيّا الحبيب يحمي أهل الكتاب و معتقداتهم

بل كلفهم بتفعيلها على أرض الواقع

و لم يطالبهم نهائيا بتغيير دينهم للإسلام

فهم مسلمون أصلا

 

2- لم يتدخّل نبيّنا الكريم في حياة الناس

ضمن لهم حرّية التعبير - المعتقد - الأعمال)

وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ

فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ

- نَفَقًا فِي الْأَرْضِ

أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ

فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى

فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 35)

بنص القرآن جاهل من يتدخل في عقائد الناس حتى ولو كان نبيا

جاهل من أراد أن يكون الناس على نفس المعتقد حتى ولو كان نبيا

جاهل من اعتقد أنه بالإمكان جمع الناس على الهدى حتى ولو كان نبيا

هذا النبي، فما بالك بجُهّال اليوم والأمس

الذين يريدون تأسيس دولة على العقيدة والدين

وجمع الناس

خلافا للفطرة الإلهية

التي لم تشأ أن يجتمعوا على الهدى (نفس الدين والعقيدة)!

مقولة جميلة للباحث و المفكّر الكبير رشيد أيلال

 

قُلْ

كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ

فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا

(سورة : 17 - سورة الإسراء, اية : 84)

أخبر النبيّ الحبيب قومه

بالعمل على الشكل الذي يرونه صحيحا

بفكرهم و بحريّة إختيارهم

لم يتدخّل نهائيا في المعتقدات و لا الأعمال

لأنّ الله هو الوحيد الّذي يعلم من المهتدي ولا أحد غيره

الحرّيّة التامّة في الأفكار و الأعمال 

 

قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)

فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ

قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ

أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)

(سورة : 39 - سورة الزمر, اية : 14 - 15)

يخبر رسولنا الحبيب الناس بأنّه هو سيعبد الله بإخلاص  

و يعطيهم الحرّيّة الكاملة لعبادة ما يشاؤون من دونه !!!!

دين الإسلام يعطي حرّيّة العبادة للناس

 

وَقُلِ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ

فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ

وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ

إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا

وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ

بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا

(سورة : 18 - سورة الكهف, اية : 29)

أعطى الله عن طريق النبيّ الحبيب

للناس الحقّ بالإيمان أو الكفر

دون أن يؤذى في الدّنيا

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ

لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ

إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 105)

فكّروا بأنفسكم

و لا يضرّكم ذلك الشخص الذي تظنونه كافرا

لا تتدخّلوا في معتقدات الآخرين

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)

لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)

وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

(سورة : 109 - سورة الكافرون, اية : 1-6)

لم يتدخّل نبيّنا الحبيب بفرض دينه على الآخرين

في دين الإسلام لا يجوز التدخّل في دين الآخرين و معتقدات الآخر

 

 

3- إذا لم يعجبك تهكّم الناس على الدّين

ما عليك إلّا تجاهلهم و ليس مقاتلتهم

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا

 فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ

فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 68)

 

 وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ

 أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا

 فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ

حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ  

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 140)  

أمر إلهي واضح للرسول عليه السلام

بالإعراض عن كلّ شخص يعبّر عن آرائه بكلّ حرية

حتى في نقد المعتقد الديني

بل يعطي لهذا الشخص الحق

في الخوض في آيات الله

ولا يحق للرسول التدخّل لمنع أي شخص

ينتقد الدين أو يكفر به أويستهزء به

أو ليست هذه هي العلمانية؟ !!

 

4- السلام للجميع كيفما كانت عقيدتهم

A-

وَقِيلِهِ

يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88)

فَاصْفَحْ عَنْهُمْ

وَقُلْ سَلَامٌ

فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89) 

(سورة : 43 - سورة الزخرف, اية : 88 - 89)

أمر الله النبيّ ذي الأخلاق الرفيعة

بالصفح عن القوم الغير المؤمنين

و مواعدتهم بالسلام

لأنّهم سيعلمون الحقيقة يوم الحساب

يحثّ الإسلام على السلام مع الجميع

بدون إستثناء

بما في ذلك الّادينيين و الملحدين

دور الدّولة هو تأمين السلام لجميع رعاياها

مهما كانت عقائدهم و أفكارهم

مادامت تتصف يالسلم

 

B-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً

وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 208)

ياأيها الّذين تتبعون الحقّ 

أدخلوا في السلم جميعا

 

 

F-
و هذا حديث من باب الثقافة العامّة فقط 
يؤكّد مبدأ السلم في التعامل مع الجميع
قال رسولُ اللهِ  في حجَّةِ الوداعِ
ألَا أُخبِرُكم
1- بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم
2- والمسلمُ
مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه
3- والمجاهدُ: مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ
4- والمهاجرُ: مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ

الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان

الصفحة أو الرقم: 4862 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

حديث يوافق القرآن مليار في المائة

لكن مع ذلك لا أستطيع الجزم بأنّ نبيّنا قاله فعلا

 

 

5- لقد أعطى الله الحرّيّة الكاملة

في تبني الأفكار و إتخاد القرارات

فكيف لدولة أو كيان أو شخص

أن يحرم الآخرين من هذا الحقّ !!!!!!؟؟؟؟؟؟

 

 

D- تبنى نبيّنا الحبيب مبدأ  المساواة بين الناس

كيفما كانت عقيدتهم.

 

 

a-

العلمانية تحترم التراضي

ولا تجبر الزوجة على مضاجعة زوجها بالقوّة و إغتصابها

حتّى لا تلعنها الملائكة طوال الليل

بل تُدخل هذا الزّوج إلى السّجن

إذا تجرّأ على هذه الفعل الإجرامي

 

b-

 لولا العلمانية لما عامل بعض الكفّارُ

المسلمينَ

معاملة الإسلام الحقيقية

 

A-

1- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

2- وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا

==> أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

3- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا

==> مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ

حَتَّى يُهَاجِرُوا

وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ

فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ

إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ

وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 72)

لا ولاء للمؤمنين بسبب إيمانهم

إنما الولاء لهم

إذا هاجروا إلى (الدولة) فأصبحوا جزءا من مواطنيها

فالولاء للوطن سابق على الولاء للدين

و احترام المواثيق و المعاهدات سابق على الولاء للدين

وهذا ما تؤيّد فيه العلمانية الإسلام و يؤيدها فيه.

ملاحظة جميلة للمفكّر رشيد أيلال

 

B-

لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ

وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

(سورة : 60 - سورة الممتحنة, اية : 8)

كان نبيّنا ذي الخلق العظيم

يتعامل معاملة مثالية مع أيّ شخص مسالم كيفما كانت عقيدته

عليكم معاملة من لم يقاتلك و لم يعتدي عليك

معاملة جيّدة مهما كانت عقيدته

يساوي دين الإسلام

في المعاملة بين الجميع

 

 

C-

فَلِذَلِكَ فَادْعُ

وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ

وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ

اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ

لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ

لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ

اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 15)

أمر الله الرّسول الكريم بالعدل بين الناس 

مهما كانت عقيدتهم

فالمسؤول الحصري عن الحساب هو الله سبحانه و تعالى

يضمن الإسلام المساواة بين الناس

مهما كانت ديانتهم و أفكارهم

مادامت تتصف يالسلم

وهذا ما يجب أن تقوم به الدّولة

 

D-

 

يَا أَيُّهَا النَّاسُ

إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ

لِتَعَارَفُوا

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

(سورة : 49 - سورة الحجرات, اية : 13)

لقد خلقنا الله للتعارف و الكرم و الحبّ و السلم

و ليس للحرب و الإكراه 

 

E-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا

 وَلَا تَقُولُوا

لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ

لَسْتَ مُؤْمِنًا

تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ

كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ.

فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 94)

تضرب هذه الآية عصفورين بحجر واحد

حيث أنّها تنهى عن التوسعات والغزوات بدافع ديني

من أجل عرض الحياة الدنيا من مغانم متنوعة ومختلفة

وعن التمييز بين الناس باسم الدين

لأن الفيصل هو السلام الذي يؤثر على استقرار المجتمعات.

 

 

B- مثال رائع من القرآن عن علمانية النبيّ الحبيب موسى

1-

قَالَ: بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ

فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا

وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)

قَالَ: فَاذْهَبْ

فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ

وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ

وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) 

(سورة : 20 - سورة طه, اية : 96 - 97)

هنا يحكي لنا القرآن كيف أنّ النبيّ الكريم موسى

لم يتدخل في معتقدات السامري

 لم يجبره على تغيير رأيه

وفي نبذه للقبضة من أثر الرسول

ولم يؤذه

  لم يعاقبه على فعلته هذه

لأنّ العقاب من إختصاص الله

بل أكثر من ذلك

وعده بالأمان على نفسه في حياته (لا يمكن لأحد أن يمُسّه بسوء) 

سيعلم  كلّ شخص نتيجة إختباره 

يوم الحساب

 

 

5- دستور المدينة العلماني

قمت بإضافة هذا الفصل بمشورة من الأستاذ الفاضل رشيد أيلال مشكورا

باعتبار ما لأهمية صحيفة المدينة في تكريس مبدأ العلمانية في الدولة المدنية

التي وضع النبي محمد أُسُسَها الأولى في تراثنا التاريخي.

تعتبر صحيفة المدينة -إن صحّت بطبيعة الحال والتي تتضمن 47 بندا-

خير دليل على علمانية مجتمع المدينة بعد الهجرة النبوية

فقد كانت بمثابة

دستور علماني يجمع اليهود والمشركين والمسلمين

على أساس حق المواطنة

وليس على أساس الديانة

في إطار وحدة الأمة(المواطنة)

فهي وثيقة تنظم العلاقات بين مختلف القبائل بالمدينة (يثرب)

وتعترف بالتعددية واحترام الحقوق والواجبات للجميع

بغض النظر عن ديانتهم

حيث أنّ الرسول ذي الخلق العظيم

وصفهم بالأمة الواحدة المرتبطة بميثاق لا يخص باقي الأمم الأخرى خارج المدينة.

ومن أهمّ بنودها النصح والنصيحة ونصر المظلومين والدفاع عن الحقّ

بالنسبة للجميع وبدون استثناءات

والدفاع المشترك في وجه كلّ من خولت له نفسه إيقاع الأذى بأهل هذه الوثيقة

مع وجوب المشاركة الاقتصادية والعسكرية

في الدفاع عن حوزة المدينة.

المصدر : الموقع الإلكتروني لجامعة مينيسوتا http://hrlibrary.umn.edu/arab/IS-1.html

 

نصّ الوثيقة اسفله

 

خلاصة

لقد عاينا بالدليل والبرهان وبما لا يَدَعُ مجالا للشكّ

أنّ النظام الذي تبناه محمد عليه السلام

كان نظاما شوريا متفِقا مع مبادئ العلمانية

لكنه سرعان ما اندثر بعد وفاته مباشرة

بوضع أحكام تشريعية باسم الدين

فُرِضت سياسيا على الشعب

كبتر يد السارق وجلد شارب الخمر ورجم الزاني والزانية المحصنين وقتل المرتدّ

و تشريع التوسعات الاستعمارية تحت شعار الفتوحات الإسلامية

وفرض الجزية (الإتاوة) على الذميين (أهل الكتاب)

مستغلين في ذلك تأويلا ملبيا لشهواتهم وأطماعهم التوسعية

والمخالفة للمواعظ الإلهية في التنزيل الحكيم كما سنرى.

 

6- لا وجود لقوانين الدّولة

في الحديث و الفقه

1- 

لم يكلّف النبيّ أحدا بالحكم  بعد موته

و لم يتكلّم عن نظام حكم على الإطلاق 

مع العلم أنّه أحسّ بقرب أجله

 

2-

لم يحدّد الحديث و الفقه نوع دولة الخلافة؟

هل هي دولة إسلامية شيعية أم دولة إسلامية سنّية أم دولة إسلامية علوية؟

و على أيّ مذهب بالضّبط؟

هل هو المذهب المالكي أم المذهب الشافعي أم الحنبلي؟

 

3-

يتناول الحديث بشكل تفصيلي و دقيق

حقوق الزّوجة و الزّوجة على الزّوجة و طريقة النّكاح و الطاعة

طريقة الوضوء و الإغتسال و الإستنجاء و الخروج إلى الخلاء

مع كيفية تنظيف المؤخّرة بالأحجار الثلاث

و طريقة التبول جالسا لأن التبوّل واقفا حرام

و طريقة شرب الماء قعودا و طريقة الجماع

إلخ من التفاصيل التفاصيل التفاصيل ثم التفاصيل

 

لكن لا تجد شيئا

عن الدولة و قوانين الدّولة و دستور الدّولة و نظام الحكم

و لا أيّ تفصيل يتعلّق بالسياسة و الإقتصاد و أنظمة الحكم

في الحديث و التفاسير

 

و السبب مختلف تماما

عن سبب

عدم وجود قوانين الدّولة في القرآن

فطرحت التساؤل

على الباحث سامح عسكر و أجابني كما يلي

و أوافقه في الرّأي

- تم تأليف الأحاديث لحل مشكلات فقهية و لدعم الأمراء السياسيين

بالتالي لم يعطوا أهمّيّة

لقصة الإدارة و القوانين

 

- أضيف سببا لا يقلّ أهمّية

لقد حصل الخليفة بفضل صناعة الحديث على السلطة الكاملة

الّتي تسمح له بإصدار القوانين الّتي يشاء

 لكن 

إذا تمّ خلق أحاديث تحتوي على قوانين الدّولة

فإنّ الخليفة سيكون مجبرا على إتباعها

لكي يضمن البقاء في عرشه

الشيء الّذي سيلغي دوره

كالمقرّر و المشرّع الوحيد في دولة الخلافة

سيكون دوره رمزيا و ليس فعليا دكتاتوريا

 

7- مغالطات منطقية يتشبّث بها أصحاب الإختصاص لدمج الدين بالسياسة

1- المغالطة الأولىكان نبيّنا الكريم يحكم بين الناس بما أنزل الله

و هذا يحطّم مبدأ علمانية الرسول

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)

.....

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)

.....

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ

 فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ

لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ

فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 44 - 48)

 

تبدو في الوهلة الأولى

خلطا للدين بالسياسة

 

آيات أُخرجت عن سياقها

بهدف إقامة دولة دينية

التشريعات البشرية الدّينية قد تصيب و قد تخطئ!

لكنّ خطرها يكمن في تقديسها

 

جواب

A- ما هي الأشياء التي يطبّق فيها الحكم بما أنزل الله حسب القرآن؟؟؟؟؟

1-

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ

حَتَّى يُحَكِّمُوكَ

فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ

وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 65)

يحكم نبيّنا الكريم في الشجار الذي وقع بينهم 

 

2-

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً

فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ

وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ

لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ

فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ

وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ

مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ

بَغْيًا بَيْنَهُمْ

فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ

وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 213)

الحكم بين الناس بالكتاب 

في الإختلاف

 

3-

وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ

فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ

ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي

عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 10)

حكم ما إِختُلف فيه إلى الله

في كتابه الذي أنزل 

 

4-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ

فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ

فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ

إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ

يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ

وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ

وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 59 - 60)

بما أنّ

طاعة الله و الرسول

تتمّ بإتباع الرسالة

و هي مسألة شخصية بين العبد مع خالقه

فإنّ الردّ في النزاع يكون أيضا بما أنزل الله لرسوله

ردّوه إلى الله و الرسول )

 

من الآيات الأربع يظهر جليا

أنّ الحكم بما أنزل الله

يقتصر فقط على

الشجارات و الخلافات و المنازعات

 

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ

 إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 78)

 

إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ

 قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ

فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ

وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 22)

لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب

والعبرة الملفتة للانتباه في هذين المثالين

أنّ الملوك حكموا في الخصومات والمنازعات

ولم يرد أبدا في القرآن أنّهم حكموا في أمور السياسة.

لم ينتبه أحد طيلة 15 قرن

كان الرسول الحبيب والرسل من قبله

يحكمون بما أنزل الله في الشجارات والخلافات والمنازعات والخصومات فقط

وليس في أمور السياسة التي تُتّخذ فيها قرارات بالشورى.

فمن يمتلك إذن صلاحيات الحكم بما أنزل الله فيها؟

هل هو الجهاز القضائي المستقلّ بقوة القانون أم الجهاز السياسي؟

لنكتشف سويا حقيقة الحكم بما أنزل الله المخفية بعناية منذ قرون !

 

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة

من يمتلك صلاحية الحكم بما أنزل الله؟؟؟

الجهاز السياسي أم الجهاز القضائي؟؟؟

 

c- أهمّ فرق بين السياسة و القضاء

 - في السياسة تُتّخد قرارات

إما بالتشاور و تسمى ديموقراطية

أو بالإكراه و تسمى ديكتاتورية

في القضاء تَصدُر أحكام 

و هناك فرق شاسع بين الإثنين!!!!!

كما أن السلطة القضائية

مستقلة عن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية

وتؤكد مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان على ذلك في 7 بنود:

1-

تكفل الدولة استقلال السلطة القضائية

وينص عليه دستور البلد أو قوانينه.

ومن واجب جميع المؤسسات الحكومية وغيرها من المؤسسات

احترام ومراعاة استقلال السلطة القضائية.

2-

 تفضل السلطة القضائية في المسائل المعروضة عليها دون تحيز

على أساس الوقائع ووفقا للقانون

ودون أية تقييدات أو تأثيرات غير سليمة أو أية إغراءات أو ضغوط أو تهديدات

أو تدخلات مباشرة كانت أو غير مباشرة

من أي جهة أو لأي سبب.

3-

تكون للسلطة القضائية الولاية على جميع المسائل ذات الطابع القضائي

كما تنفرد بسلطة البت فيما إذا كانت أية مسألة معروضة عليها للفصل فيها

تدخل في نطاق اختصاصها حسب التعريف الوارد في القانون.

4-

لا يجوز أن تحدث أية تدخلات غير لائقة، أو لا مبرر لها

في الإجراءات القضائية

ولا تخضع الأحكام القضائية التي تصدرها المحاكم لإعادة النظر.

ولا يخل هذا المبدأ بإعادة النظر القضائية أو بقيام السلطات المختصة

وفقا للقانون

بتخفيف أو تعديل الأحكام التي تصدرها السلطة القضائية.

5-

 لكل فرد الحق في أن يحاكم أمام المحاكم العادية

أو الهيئات القضائية التي تطبق الإجراءات القانونية المقررة.

ولا يجوز إنشاء هيئات قضائية

لا تطبق الإجراءات القانونية المقررة حسب الأصول والخاصة بالتدابير القضائية

لتنتزع الولاية القضائية التي تتمتع بها المحاكم العادية أو الهيئات القضائية.

6-

يكفل مبدأ استقلال السلطة القضائية لهذه السلطة

ويتطلب منها أن تضمن سير الإجراءات القضائية بعدالة

واحترام حقوق الأطراف.

7-

من واجب كل دولة عضو أن توفر الموارد الكافية

لتمكين السلطة القضائية من أداء مهامها بطريقة سليمة.

 

المصدر: الموقع الإلكتروني لمفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان:

https://www.ohchr.org/ar/instruments-mechanisms/instruments/basic-principles-independence-judiciary

 

 

لنرى الآن كيف يتمّ الحكم

بما أنزل الله

 

C- ماهي طبيعة الحكم بما أنزل الله

من القرآن؟؟؟؟؟

1-

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ

a-  أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا

b- وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ

أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا

يَعِظُكُمْ بِهِ

إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 58)

الحكم بالعدل

أمر = موعظة أنزلها الله في القرآن

و من لم يحكم بما أنزل الله = و من لم يحكم بالعدل

فهو فاسق - ظالم - كافر (مستكبر - منكر)

 

2-

وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ

وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)

فَلِذَلِكَ فَادْعُ

وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

مِنْ كِتَابٍ

وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ

اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ

لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ

لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ

اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)

(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 14 - 15)

أمر الله سبحانه و تعالى نبيّنا الحبيب

بالإستقامة و العدل بين الناس

مع حفظ حرّيتهم في تصرّفاتهم و أعمالهم و إعتقاداتهم

فلكل إنسان حجّته المقتنع بها

و لا يجب أن يفرضها على الآخرين

سنعلم من الصائب يوم الحساب

و ليس في الحياة الدّنيا

على يد أشخاص متأكّدين

من هدايتهم

و من إمتلاكهم وكالة حصرية من عند الله

الإستقامة تدفع للعدل بين الناس

العدل في القضاء

و حرّيّة الإختيار في الحياة اليومية

 

3-

سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ

أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ

فَإِنْ جَاءُوكَ

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ

وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا

وَإِنْ حَكَمْتَ

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 41 - 42)

أمر الله سبحانه و تعالى نبيّنا الحبيب

بالقسط في الحكم

القسط في الحكم

و حرّيّة الإختيار في الحياة اليومية

 

رابط لترتيل كلمتي العدل و القسط

1- الحكم بالقسط هو الحكم بين الناس بإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه

 لتفادي وقوع المشكل أو الإختلاف

l'équité / l'impartialité

a-  إعطاء حقوق الناس كاملة غير منقوصة

حتّى لا يحصل المشكل من الأصل

يتوجّب العدل فيه

 

2- الحكم بالعدل يكون بعد وقوع الإختلاف

La justice

هو إيجاد حلّ بعد حصول المشكل 

العدل يكون بين الطّرفين 

بعدم الميل لأيّ طرف على حساب الآخر

عدلت بين زيد و عمر

لا أميل لزيد و لا لعمر

 

4-

وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ

فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ

لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ

فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 48)

 

الحكم بالحقّ و عدم الإنحياز 

 

يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ

فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ

وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 26)

تخبرنا هذه الآيات البينات

بأن الرسل عليهم السلام

كانوا يحكمون بين الناس بالقسط والحقّ.

 

 

الحكم بما أنزل الله من القرآن

هو الحكم بالعدل و القسط والإستقامة و الحقّ

بدون الإنحياز !!!!!!!!

هل يتناقض العدل و القسط و الحقّ

مع العلمانية ؟؟؟؟؟؟

 

D- يحكم كلّ قوم من أهل الكتاب بكتابهم و لا يحكمون بالقرآن

و بما أنّ الرسالة واحدة و الذكر واحد

فإنّ أهل الكتاب سيحكمون بالعدل أيضا

كيفما كان كتابهم

1-

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ؟

وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ

ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 43)

 

2-

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ

بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 47)

 أمر الله أهل التوراة والانجيل بالحكم بما أنزل الله في كتبهم

بدون أن تكون لهم دولة خاصة بهم

 

 

لقد أمر الله من أهل الانجيل

ان يحكموا بما أنزل الله

دون أن تكون لهم دولة

فهم كانوا جزءا من الوطن

وليس كلّ الوطن.

 

خلاصة

1-

لقد تم استغلال آيات الحكم بما أنزل الله

للاستدلال على وجوب

وجود الدولة الدينية

مع أن الحكم في كلّ الآيات

يُراد به القضاء فقط

 

2-

 

عدم التمييز بين الحكم و الملك في التنزيل الحكيم

تسبب في خلق دين جديد (شريعة شيوخ السلاطين)

مواز لدين الإسلام في القرآن!!!!!

تزوير نعاني من تبعاته إلى غاية اللحظة.

فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ

فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ

وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً

تَمْلِكُهُمْ

وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ

وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)

(سورة : 27 - سورة النمل, اية : 22 - 23)  

 

4-

الدين وسيلة لتخليق المجتمع 

و من بين آلياتها

التحكيم و الحكم بما أنزل الله

في القضاء المستقلّ عن السياسة 

حكم مبني على كل القيم الإنسانية و الكونية

من عدل و قسك و استقامة و حقّ .. إلخ

فهل من تعارض بين

الحكم بما أنزل الله مع العلمانية؟؟؟؟

 

2- المغالطة الثانية: كان النّبي يهجم على الكفار المشركين لنشر الدّعوة

A-

الإسلام دين سلام

لا توجد و لو آية واحدة في كلّ القرآن

تدعو للقتل أو الإستعمار

من أجل بسط السيطرة السياسية و الإقتصادية و الدّينية

كلّ حروب نبيّنا الحبيب كانت دفاعية

لصدّ ضرر الكفار عليه و على قومه.

 

B-

لقد ترعرع المسلمون على تفاسير القرآن المخالفة والصادمة

للعقل الذي دعانا الله لاستعماله

تفاسير مبنية على إسرائيليات وآراء بشر يصيبون ويخطئون كما نصيب نحن ونخطئ

تفاسير غير منسجمة مع مقتضيات القرآن نفسه وسياقاته المعرفية

لكنهم قدسوها أيما تقديس واعتبروها المرجع الأسمى في فهم الآيات

فترسّخت ظاهرة الانطباع المسبق في أعماق أفئدتنا

ومنعت عقولنا من البحث عن تأويل آخر للآيات.

لقد مكنتني تجربتي المتواضعة في تدبّر القرآن

من تطوير منهجية خاصّة بي تجدونها في هذا الرابط

ومن أهمّ قواعدها

عدم التسرّع في الحكم على آية من القراءة الأولى

او قراءتها بانطباع مسبق

فإذا كان المعنى مخالفا لأسماء الله الحسنى

فاعلمي عزيزتي القارئة واعلم عزيزي القارئ

أنّكم لم تتدبّروا الآية جيّدا

أو أنّكم لم تقرأوا الآيات التي جاءت قبلها وبعدها.

بالطبع هناك آيات 

تبدو في الوهلة الأولى  في ظاهرها

محرّضة على العنف و الكراهية و القتل بأبشع الطرق

و السلب و النهب و نشر الدّين بالقوّة

لكن بالمقابل لا يجب أن ننسى

بأنّ القرآن سيف ذو حدّين!!!!

من يتدبّر القرآن بتوافق مع أسماء الله الحسنى

فإنّه يزيده إيمانا و يقينا بعظمة ذلك الكتاب و خلوّه من كلّ تلك الإتهامات

و من يقرؤه بسطحية و بإنطباع مسبق

فإنّه يزيد في ظلم و خسارة نفسه.

لا يوجد وسيلة أروع و لا أفضل من الديانات

لإظهار حقيقة الأشخص الباطنة

فلا يستطيع الظالم نفسه

إنكار طبيعته السيئة

نظرا لتوفّر أدلّة قوية متمثلة في تسجيلات حياته

و بالتالي فإنّ هذه الحجّة واهية أيضا

 

3- المغالطة الثالثة: الحدود السبعة في الفقه الإسلامي

 حد السرقة ، وحد الزنا ، وحد القذف ، وحد البغي ، وحد الحرابة ، وحد الردة ، وحد الشرب

عبارة عن قوانين دينية تثبت بالملموس بأنّ النبي لم يكن علمانيا كما تدّعي

يرجع الفضل في تنبيهي لهذا التساؤل

 للأخ هشام نوستيك مشكورا

في الحوار المباشر الذي جمعني به

حيث أنني لم اتمكّن من تمرير الإجابة الوافية و الصحيحة 

لهذه المغالطة المهمّة و التي اثرث على مجريات التاريخ

رابط للحلقة كاملة بعنوان علمانية الرسول

حوار مباشر مع الأخ هشام

 

ستجدون الجواب كاملا في هذا الرابط

حدود الله بين القرآن و الفقه البشري

 

4- المغالطة الرابعة: ينصر الله الذين يتمكّنون في الأرض

فيفرضون الصلاة و الزكاة و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر (يتدخّلون في شؤون الناس)

و هذا مناف للعلمانية جملة و تفصيلا

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ

إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ

وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ

لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا

وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ

إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)

الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ

1- أَقَامُوا الصَّلَاةَ

2- وَآتَوُا الزَّكَاةَ

3- وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ

وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)

(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 40 - 41)

عندما نقيم الصلاة

بتفعيل الصلة الوحيدة بيننا و بين الله سبحانه و تعالى

التي هي كتبه المنزّلة

فإنّنا نؤتي الزكاة

بمعنى نحقّق النموّ - التطوّر - الإصلاح و التقدّم

و فيما يخصّ

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

فله شروط حدّدها القرآن

ستجدونها في هذا الرابط

شروط متوافقة مع العلمانية توافقا تاما

 

خاتمة

الدّين (ما يتوجّب فعله - الدَّيْن)

عبارة عن مجموعة من المواعظ في القرآن

a- من إتبعها سيستقيم ثمّ سينجح في الإختبار

b- و من ظلم نفسه بتجاهلها أو بتأويلها

بغية تحقيق مصالحه و شهواته

فإنّه سيدفع الثمن غاليا في نهاية المطاف

c- و هناك من هو مستقيم بفطرته

فلا يحتاج القرآن أصلا كي ينجح في الإختبار

 

هذه المواعظ الإسلامية في القرآن (الدّين)

أنزلها الله متوافقة مع الفكر العلماني

 

 لا يتدبّرون القرآن لكي يعلموا

بأنّ الدّولة الإسلامية الّتي يطالبون بها

هي نفسها الدولة العلمانية الّتي يكرهونها 

و أنّ نبيّنا الحبيب كان علمانيا قُحّا

 

- يتجلّى الغِنى عن العالمين

حينما نتحدّث عن المواعظ و النصائح

و ينتهي عندما نبدأ بالحديث عن الأركان و الفروض

بنفضيل فيصل


 

 

صحيفة المدينة

هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله)

بين المؤمنين والمسلمين من قريش

وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.
إنهم أمة واحدة من دون الناس
.
المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو الحارس (من الخزرج) على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو سعادة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبني الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
وأن لا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين

وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم

وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
وأنه من تبعنا من يهود

فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضاً.
وأن المؤمنين يبئ بعضهم عن بعض بما نال دماؤهم في سبيل الله.
وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاًَ عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول (بالعقل)

وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه.
وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه

وأنه من نصره أو أراه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
وأنكم مهما اختلفتم فيه من شئ فإن مرده إلى الله وإلى محمد.

* * *

وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بن الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني الأوس مثل ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وأن جفته بطن من ثعلبة كأنفسهم.
وأن لبنى الشطبية مثل ما ليهود بني عوف وأن البر دون الإثم.
وأن موالى ثعلبة كأنفسهم.
وأن بطانة يهود كأنفسهم.
وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد.
وأنه لا ينحجز على ثأر جرح،

وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا.
وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم،

وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة

وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
وأنه لا يأثم أمره بحليفه وأن النصر للمظلوم.
وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين
.
وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
وأن لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده

فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله

وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
وأن لا تجار قريش ولا من نصرها.
وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه

، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.
على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة

وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم

وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم

وأن الله جار لمن بر واتقى

 ومحمد رسول الله
_______________________