حقيقة دولة الخلافة
إستعنت في هذا المقال بكثير من أفكار المفكّر العظيم فرج فودة
و أفكار الباحثين
أحمد عصيد - سيد القمني - سامح عسكر - سعيد الصرفندي
مقدّمة
- ما الفائدة في أن تقص على الناس
ماضي أجدادك (المزدهر)
بينما
حاضرُك مُفلس
و مستقبلك مجهول!
- توقف العرب عن كتابة التاريخ
بالسيف
عندما ظهر الرصاص
محمد حامد بتصرّف
بعض قوانين طالبان في أفغانستان
- يمنع على النساء ارتياد المنتزهات والحدائق وصالات الرياضة .
- حظر التعليم الجامعي للنساء في أفغانستان .
- منع النساء في البلاد من الذهاب إلى الأطباء الذكور
- منع عمل النساء في المراكز التجارية.
- يمنع تواجد النساء في مراكز التسوق وستغلق صالونات تصفيف الشعر النسائية.
على كلّ شخص يحلم بدولة الخلافة الاسلامية
الهجرة لافغانستان و الإستمتاع بتطبيق الشريعة هناك
جهاد البستنجي
الإسلام لا يعطي قوانين دولة
بل مواعظ
تُمكّن الإنسان من إجتياز الإختبار
بنجاح و بأقلّ الأضرار
بنفضيل فيصل
تقوم أسس الدولة الدينية
على حقوق الله
بينما الأساس الطبيعي للدولة
هو حقوق الإنسان
فالإنسان من يعيش في الدولة
و ليس الإلاه
عبد الرزاق الجبران
عجبت لمن يرفض حكم الشعب في دولة الدّيموقراطية
ويقبل حكم الفرد في دولة الخلافة
الصرفندي بتصرّف
إستعمل فرعون جميع الحيل
للتأثير على شعبية موسى بين قومه
إتهمه أنّه خارج النّظام ==> إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون
لعب على وتر الدين ==> إني أخاف أن يبدل دينكم
قاد حملة إعلامية لتشويهه ==> إنّ هذا لساحر مبين
إستعمل قريش حيلة أخرى
للتأثير على شعبية الرسول الحبيب بين قومه
الإتهام بالتخابر مع منظمات أجنبية ==> إنّ هذا إلا إفك إفتراه و أعانه عليه قوم آخرون
منقول بتصرّف كبير Badr Hajri
لو كان هناك منهج سياسي إسلامي للحكم (الخلافة)
لما ترك الصحابة نبينا الكريم
ثلاثة أيام بدون دفن
من أجل الصراع على الحكم
عبد الرحيم عز الدين بتصرف كبير
جميع تحالفات الإسلام السياسي انتهت إلى اصطدام دراماتيكي
في كل تجارب العالم منذ عشرينيات القرن 20 إلى عشرينيات القرن 21.
متى سيقف الإسلام السياسي وقفة مساءلة جذرية للذات؟
وإلى متى يصر أن يرى نفسه ملاكا والآخرين كلهم شياطين؟
سعيد ناشيد
عندما يتدين المرء لوحده
فهو يمارس الدين
لكن عندما ينادي الآخرين ليتديّنوا معه
فهو يمارس السياسة
محمد عابد الجابري
الشريعة تعكس
إرادة السلطة في دولة الخلافة
و ليس إرادة الله
ﻟﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻭ ﻧﺴﻤﻊ
ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﻣﺨﺘﺮﻉ ﻋﺜﻤﺎﻧﻲ
ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻭ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻋﺜﻤﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ 600 ﺳﻨﺔ
إذا أردت أن تتحكّم في شعب جاهل ماعليك إلاّ أن تغلّف كلّ باطل بغلاف ديني
فساد القضاء يُفضي إلى نهاية الدولة.
عندما تتحد السلطة مع الفقهاء يحلّ الخراب
التجارة بالأديان هي التّجارة الرّابحة في المجتمعات الّتي ينتشر فيها الجهل
حرقوا كتبه و قالوا عليه أنّه يحارب الإسلام فأجابهم بل أحارب جاهليتكم
إبن رشد
لا يمكن أن ننكر إتحاد المسلمين في إفتخارهم بالإسلام
لكن يتوجّب علينا الإقرار أيضا
بالإختلاف بين الإسلام الدّين و الإسلام الدّولة (الإسلام السياسي)
لكي نحافظ على أمل اللحاق بركب الحضارة
A- إسلام الدّين
أعلى العلّيين مفخرة المسلمين و هدى المتّقين
B- إسلام الدّولة
كيان سياسي إقتصادي إجتماعي
يلزمه برنامج تفصيلي يحدّد أسلوب الحكم و يحلّ مشكلات البلاد
الشيء الّذي لا نجده عند كلّ من يطالب بالدّولة الدّينية
نجد فقط شعارات فضفاضة و رنّانة
تطرب القلب و لا تسمن و لا تغني من جوع
فرج فودة
1- المتشبّثون بدولة الخلافة
الأمّة المهزومة تريد أن ترجع إلى التاريخ
لتثبت ذاتها و هويّتها
لماذا لا يريد العرب التعلّم من التاريخ؟
1-
عندما تصطدم شعوب العالم بعقبة
تقفز عليها و تمشي قدما نحو المستقبل
إلاّ الشعوب المتشبّثة بدولة الخلافة
التي تعود إلى الماضي لتبحث فيه عن حلول
2-
يندّدون الإسلام هو الحلّ
ولا يعلمون شيئا عن حقيقة الدّولة الدّينية
أو بصيغة أخرى
إستعمال و إستغلال الدّين لتكريس الإستبداد
3-
إذا سألت أيّ شخص من هذه الشعوب
ماهي الفترة الجميلة للإسلام: الماضي أم الحاضر؟
سيجيب بدون تردّد الماضي
لأنه تلقّى صورة غير حقيقية
عن هذا الماضي المؤلم الدّموي السلطوي
وضعية تَمزُّق بين
- ماض بئيس (جميل في مخيّلتهم)
- و حاضر متخلّف
- و مستقبل مشرق سبقنا له العلمانيون بسنوات ضوئية
4-
يحلمون بإقامة دولة الخلافة
و يتهافتون للعيش في الدّول الكافرة
للمطالبة بما لا تمنحه دولة الخلافة
من رعاية صحية, تعليم جيّد و مجاني
تعويض على البطالة, سكن لائق و معاملة حسنة !!!
5-
يحلمون بإقامة دولة الخلافة
لأنّهم يظنون أن الله لم يهدِ سواهم !!
a- يدعون الناس إلى الجنّة
وهم عاجزون عن دعوة يتيم إلى مائدة
b- يدعون الناس إلى الجنة
وأوطاننا مليئة بالمتسولين وماسحي الأحذية ،و الحمقى وقطّاع الطرق
c- ورثوا بيت السماء و يغمسون من مال الأرض
6-
يعيشون في بلاد الكفار
و يطالبون بدولة الإسلام و المسلمين
دولة الخلافة!!!!!!؟
7-
يرفضون حرّية الجنس في الدّولة العلمانية
يتّهمون الملحد و العلماني بإتباع الشهوات وشرب الخمر
و يؤمنون و يحلمون بحرّية الجنس
مع 4 زوجات و مع ما لا نهاية من السبايا و الجواري
في دولة الخلافة
زيادة على أنّهم يطمعون في الجنّة
لتحقيق الشهوات مع 70 حورية
مع شرب انهار من الخمر
8-
يرون دائما في العلمانية دعارة و شرب الخمر
و لكنّهم لا يرون الحرّيات و تداول السّلطة
و إحترام حقوق الإنسان و المساواة و العدل
و لا يرون أيضا في تاريخ الإسلام و دولة الخلافة
ملك اليمين و الجواري و السبي و الرّذيلة و الخمر و الغلمان
يقول القرضاوي
الدّولة الإسلامية ليست ضرورة للناس بل حماية للإسلام
لأنّه لا يملك مؤسسة دينية تحميه كالفاتيكان عند المسيحيين
يتقاتلون و يقتلون لكي يقيموا دولة تحمي دين الله
و الله يقول لنا أنه غنيّ عنّا
1- هل الله يحتاج إلى الإنسان لكي يحمي دينه !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟
إِنَّ اللَّهَ
يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
(سورة : 22 - سورة الحج, اية : 38)
الله هو الّذي يدافع عن الّذين آمنوا
و ليس العكس
2- هل أراد الله من المسلمين أن يقيموا له دولة على الأرض؟
3- لماذا تأخّر الله كلّ هذه المدّة لإنشاء دولة إسلامية؟
كان يمكن أن يقيمها
قبل حضارة الفراعنة و الآشوريين و اليونانيين و البابليين و الفينيقيين و الفرس و الروم
لا يصحّ أن نقول أنّ الله كان لا يعلم بشيء إسمه الدّولة
ثمّ قرّر خلق دولة إسلامية إقتداءا بسنّتهم
4- لماذا لم يدافع الله عن الدّول الإسلامية عبر التّاريخ
5- هل تقصد أنّ الدّولة الإسلامية الّتي أرادها الله طيلة هذا الزمن
هي ذلك التّجمّع القبلي في عهد النبيّ؟
إذا إعتبرنا أنّ هذا التّجمّع القبلي في عهد نبيّنا كان دولة إسلامية
هل الدّول التي كانت في عهد الأنبياء السابقين
كانت دولا شيطانية غير إسلامية مع العلم أنّهم كانوا مسلمين؟
6- القرآن حدّثنا عن دولة البابليين و الفراعنة و عن مُلك داوود و سليمان
فلماذا لم يطلب منّا إنشاء دولة و لو مرّة واحدة في عبارة عابرة
7- كيف يكلّفنا الله بشيء لم يشرحه لنا و لم يوضّحه لنا
هل هي جمهورية أم ملكية دستورية أو برلمانية؟
المفكّر الكبير سيد القمني رحمه الله
جواب
3- لا وجود لقوانين الدولة في القرآن
مع كامل إعجابي و إحترامي لسيّد القمني رحمه الله
أجيب أنّ القرآن أعطى المبادئ الكبرى للعلمانية لمن يتدبّره جيدا!!!
من شورى و حرّية الإختيار و عدم الإكراه في الدّين و عدم التدخّل في شؤون الآخرين
و بالتالي فإنّه لا يمكن أن تجد قوانين الدّولة في القرآن
فتركها لإتفاق الناس أو الشعب
و نُسمّيها بلغتنا الحالية القوانين الوضعية
القانون (أو الدَّيْن) الوحيد القرآني هو الإسلام (السلام - Pacfisme)
4- نلاحظ أيضا بأنّه لا وجود لقوانين الدّولة
في الحديث و الفقه
1-
لم يكلّف النبيّ أحدا بالحكم من بعد موته
و لم يتكلّم عن نظام حكم على الإطلاق
مع العلم أنّه أحسّ بقرب أجله
2-
لم يحدّد الحديث و الفقه نوع دولة الخلافة؟
هل هي دولة إسلامية شيعية أم دولة إسلامية سنّية أم دولة إسلامية علوية؟
و على أيّ مذهب بالضّبط؟
هل هو المذهب المالكي أم المذهب الشافعي أم الحنبلي؟
3-
يتناول الحديث بشكل تفصيلي و دقيق
حقوق الزّوجة و الزّوجة على الزّوجة و طريقة النّكاح و الطاعة
طريقة الوضوء و الإغتسال و الإستنجاء و الخروج إلى الخلاء
مع كيفية تنظيف المؤخّرة بالأحجار الثلاث
و طريقة التبول جالسا لأن التبوّل واقفا حرام
و طريقة شرب الماء قعودا و طريقة الجماع
إلخ من التفاصيل التفاصيل التفاصيل ثم التفاصيل
لكن لا تجد شيئا
عن الدولة و قوانين الدّولة و دستور الدّولة و نظام الحكم
و لا أيّ تفصيل يتعلّق بالسياسة و الإقتصاد و أنظمة الحكم
في الحديث و التفاسير
و السبب مختلف تماما
عن سبب
عدم وجود قوانين الدّولة في القرآن
فطرحت التساؤل
على الباحث سامح عسكر و أجابني كما يلي
و أوافقه في الرّأي
- تم تأليف الأحاديث لحل مشكلات فقهية و لدعم الأمراء السياسيين
بالتالي لم يعطوا أهمّيّة
لقصة الإدارة و القوانين
- أضيف سببا لا يقلّ أهمّية
لقد حصل الخليفة بفضل صناعة الحديث على السلطة الكاملة
الّتي تسمح له بإصدار القوانين الّتي يشاء
لكن
إذا تمّ خلق أحاديث تحتوي على قوانين الدّولة
فإنّ الخليفة سيكون مجبرا على إتباعها
لكي يضمن البقاء في عرشه
الشيء الّذي سيلغي دوره
كالمقرّر و المشرّع الوحيد في دولة الخلافة
سيكون دوره رمزيا و ليس فعليا دكتاتوريا
5- حقيقة دولة الخلافة
A- معلومات حول تاريخ دولة الخلافة
- التاريخ يعيد نفسه
في المرة الأولى كمأساة
وفي الثانية كمهزلة.
الذي لا يعرف التاريخ محكوم عليه بتكراره.
Karl-Marx
- التاريخ
شاهد الأزمنة، نور الحقيقة، حياة الذاكرة، معلم الحياة، رسول القدم.
Marcus-Tullius-Cicero
تطمعون بدولة الخلافة و حجة تاريخ الخلافة
هشّة, مليئة بالوهم, و الوهن
1-
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ
وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ
a- أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
b- وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 3)
و لم يقل
اليوم أكملت لكم دولتكم
أو اليوم أقمت لكم دولتكم
2-
هل تعلم أنّ الخلفاء الراشدون كان لهم أبناء
و لم يمرروا لهم الخلافة
3-
هل تعلم أنّ 3 من الخلفاء الرّاشدين قُتلوا
4-
هل تعلم أنّ كبار الصّحابة (ابن الزبير و ابن عمر و ابن عباس)
رفضوا الخلافة
و قالوا لمعاوية : أردتموها قيصرية
فقدت الخلافة صفة الرّشد
بإلغاء مبدإ الشورى على يد معاوية
الّذي جعلها وراثية
5-
أوقد نار حروبِِ و قتل لا نهاية لها
6-
هل تعلم أنّ منشئ الدولة العباسية
هو أبو العباس السفاح
7-
تحلُمون بدولة تحكم بالشريعة الإسلامية
ونسيتم تجارب دول الخلافة التي استمرّت 14 قرناً
- 14 قرناً من السلب ونهب الأموال و تكديسها.
إستفاد منها الخليفة و الحاشية و أهل الحلّ و العقد و الجنود و الأعيان
فظهر العيّارون و الشُّطّار و المهمّشون و المنبوذون و الفقراء
لم يكن هناك توزيع عادل للثّروة
الشيء الّذي أدّى إلى ثورات عديدة من أشهرها
ثورة الزّنج الّتي عبّرت عن مدى التهميش و الإضطهاد الّذي أصاب المجتمع
- 14 قرنا من القمع و الفتن و الظّلم.
- 14 قرنا من القتل و الإرهاب خلّف شلالات من الدماء".
- 14 قرنا مليئة بالغلمان و اللواط و الفساد و الخمر و الليالي الملاح
- 14 قرنا من الغزو و الإستعمار و الإستغلال و السبي
- 14 قرنا من التحليل و التحريم حسب الهوى
- 14 قرنا من مخالفة كلّ قواعد الإسلام
كقطع الأيدي و سبي النساء و رجم الزّاني وقتل المرتدّ و تارك الصلاة و حبس الصائم!!
14 قرنا من الجواري و العبيد في دولة الخلافة
دولة الخلافة تطالب الكافر بالجزية
لكي تحميه ممّا ستفعله به إن لم يعطيها الجزية
a- إمّا أن يعطي الجزية
b- أو يذبحه الجيش و يسرق ممتلكاته و يغتصب زوجته و بناته
و يبيعهم بعد ذلك في الأسواق مع الأولاد
c- أو يدخل في دين جديد جاء عدلا و رحمة للعالمين
دولة الخلافة تحكم بشرائع بشرية
بغيدة كلّ البعد عن القرآن
شِأنا أم أبينا
8-
مقتنعون بدولة الخلافة و لا تعلمون أنّ العبرة بالخواتيم
لا تعلمون أنّ خاتمة كلّ الدّول الدّينية منذ ظهور الدّين
كانت كارثية بكلّ المقاييس
كان يجب أن تكون دولة الخلافة أو الدّولة الإسلامية
هي أحسن الدّول و أعظمها
دولة الله يجب أن تبقى منارة خالدة و نمودجا يقتدى به للدّول الأخرى
و ليس دولة تتفكك بمجرّد موت صاحبها و مالكها
9-
ماذا عن عرب دولة الخلافة؟
إنّ العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب
مبدأهم في الحياة
a- النّهب على حساب العمل
b- الإستعباد و الإستغلال على حساب الإنتاج
c- الإحتلال, السيطرة
d- إتباع الشهوات فكان إتجاههم دائما نحو بلاد الشقراوات
إبن خلدون
- المطالبة بإستعادة هذا التاريخ البئيس و تكراره
جريمة في حق البشرية و تعبير عن جهل صارخ
- حوادث منسوبة لتاريخنا
و أرفض أن تنسب لإسلامنا
B- نقاط ضعف دولة الخلافة
عجبت لمن يرفض حكم الشعب في دولة الدّيموقراطية
ويقبل حكم الفرد في دولة الخلافة
الصرفندي بتصرّف
يريدون - يحلمون بدولة الخلافة
و يعلمون علم اليقين
1-
أنّه لا توجد آية واحدة في القرآن
تدلّ على أنّ النبيّ كان مَلكا أو حاكما أو قائدا لدولة مسلمة
كانت مهمّة رسولنا تبليغ الرّسالة فقط
2-
دولة الخلافة رأسها خليفة
متحكم في مصير شعبه.
==> تقديس الحاكم
مع إستحالة إنتقاده
لأنّه حَكَمَ بإسم الإلاه
3-
يستعمل التيار المحافظ الدّين في الحياة السياسية
حسب أهواء الخليفة المتقلّبة
فيُقَوِّدون النصّ لمجاراتها
خوفا على حياتهم و زيادة في سلطتهم و هيبتهم و مكانتهم أمام الناس
4-
يتسامح التيار المحافظ مع المفسدين و لا يتسامح مع المفكّرين
لا يسمح بالنقاش أو النقد أو المعارضة
تقديس القوانين و عدم مناقشتها
المعارض السياسي و المحاور العقلاني
يوصف بالكافر المرتدّ و الفاسق و منكر الدّين
فيُعذّب و يهدر دمه
5-
يجعل من التهمة السياسية تهمة دينية
(أشهر تهمة سياسية هي قتل المرتدّ للتخلّص من المعارضين)
الدّولة المدنيّة تسمح بالنقاش و الحوار و تبادل الأفكار
دون أن تطير الرّؤوس من فوق الأعناق
6-
في دولة الخلافة
آخر دولة خلافة لم تدم كثيرا هي خلافة البغدادي
a- تُذبح الرّقاب أو تجلد ظهور الناس لمجرد أن تكاسلوا عن صلاة العصر
وفي حال تكاسلهم مرة أخرى يقتلون حدا أو تعزيرا
b- قضاء شرعي يكون رؤساءه هم جماعة الحل والعقد الوصية على الخليفة
c- تغلق مسارح وسينمات ويصير التمثيل تهمة تستحق الملاحقة الأمنية ..
d- لن يسمح بشرب الخمر أو التدخين
أو رؤية أي سائح سوى في التلفزيون
وستغلق المتاحف بتهمة عرض تماثيل الكفار
e- سيفرض النقاب وتمنع النساء من التسوق والسفر إلا بمِحرم.
لا يعلمون ولا يعلمون لأنّهم لا يقرؤون ولا يقرؤون
ووضعوا ثقتهم في أشخاص ليسوا أهلا للثقة
لأنّهم بكلّ بساطة بشر لا يقرؤون ولا يقرؤون أيضا
لكن يحفظون و يردّدون ببراعة !!!
C- مقارنة نظام دولة الخلافة مع أنظمة الحكم الأخرى
يقولون الحمد لله على نعمة الخلافة
لأنّها مبنية على المبايعة و الشورى
التاريخ أثبت بالتجربة
أن نظام الخلافة مع أنظمة أخرى
أدّوا إلى تخلف الناس وتفكك الدول
1- الملكية
أي توريث الحكم أبا عن جد
ألستم تقولون بصحة خلافة الدول الأموية والعباسية والعثمانية؟
==> الخلافة نظام ملكي
2- والأوتوقراطية
يعني النظام الدكتاتوري كل شئ في سلطة رجل واحد
وألستم تقولون أن الخليفة
هو أعظم وأكبر سلطة بوصفة حارسا للدين؟
==> الخلافة نظام أوتوقراطي
3- والتوتاليتارية
يعني الدولة الشمولية التي تتدخل في أغلب نواحي الحياه الشخصية والعامة للفرد
كالنظام العسكري والشوفيني والقومي
ألستم تقولون بتطبيق الشريعة المنصوص عليها في الفقه؟
==> الخلافة نظام توتاليتاري
4- أما الثيوقراطية
أي المتحدثة باسم الرب والسماء..
الحاكم فيها هو وكيل الله على البشر..
ألستم تقولون أن الخليفة هو حارس الدين؟
..ولا يُعزل سوى بجماعة الحل والعقد
التي تمثل فقهاء الإسلام الغير منتخبين من الشعب؟
==> الخلافة نظام ثيوقراطي
B- خلاصة
نظام الخلافة
يشمل النظام الملكي زيادة على
أسوأ ما تعارف عليه البشر من أنظمة الحكم المتخلفة
نظام أوتوقراطي - نظام توتاليتاري - نظام ثيوقراطي
وتطبيقها الآن لا يكتفي فقط بإشاعة الفوضى وتفكك الدول
بل بتدمير الإنسان نفسه وتحويله إلى كائن همجي
لا يعرف سوى لغة السلاح
من أجل البقاء والسيطرة على عقول الآخرين لإجبارهم على الطّاعة
ستظل تدافع عن نفسك وخليفتك حتى تنتهي..
ولن تجد فرصة أبدأ لكي تتصور نظام خاص بك للبناء..
هذا لو نجحت في تصوره..
أما الأنظمة الأخرى الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية
بكافة فروعها وتجاربها الخاصة
هي حرام عندك
رغم أن أكثرها (نجح) في بناء حضارة .
(سامج عسكر)
لكنّ القرآن مبني على القوانين العلمانية
من شورى و حرّية الإختيار و عدم الإكراه في الدّين و عدم التدخّل في شؤون الآخرين
6- نظام الإستبداد السياسي يعرقل تقدّم الدّول
لا يمكن الإنتظار من المستفيد من تخلّف المجتمع
أن يسعى إلى تقدّمه
فنظام الخلافة يستفيد من التيار المحافظ فلا يحاول تغييره
و التيار المحافظ يستفيد من الخلافة فلا يحاول تغييرها
أحمد عصيد
- يخاف النّظام الإستبدادي من المعرفة و من الحرّيّة
لهذا السبب لم تكن دولة الخلافة دولة معرفة و لا دولة حرّيات
- يحاول النّظام الإستبدادي الحفاظ على ضعف وعي المواطن
فالمواطن الواعي ذو الحسّ النّقدي
لا يقبل الخضوع - المذلّة - الإستبداد - الإستعباد
لهذا السبب حاولت دولة الخلافة جاهدة جعل الشعب قطيعا و رعايا
- لمّا حاول القاضي إبن رشد إعمال العقل بدل النّقل
حورب من طرف التّيّار المحافظ
و عُزل من منصبه
و أُنفي إلى المغرب
و كاد أن يُقتل
- لمّا حاول القاضي إبن عرضون
إدخال فكر تقدّمي يشجّع المرأة على الدّراسة
أُقمع من طرف التيار المحافظ
بينما في نفس الفترة إنطلق الغرب الكافر في إتجاه النّهضة بدون رجعة
لأنّه إستطاع التّخلّص من هيمنة الكنيسة على السلطة
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ
(سورة : 13 - سورة الرعد, اية : 11)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ
لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(سورة : 8 - سورة الأنفال, اية : 53)
7- بحث حول قانون من قوانين الشريعة الإسلامية (البشرية)
(رحم الله المفكّر الكبير و الرّائع فرج فودة)
يتّهم التراثيون العلمانيين
بإباحة الزّنا و الفسق و الفجور في قوانينهم الوضعية
تعالوا لنفتح الكتاب سويّا
لنرى ماذا تقول قوانين الشريعة الإسلامية (البشرية!!!!!)
في دولة الخلافة حول هذا الموضوع
A- يتطلّب معاينة 4 شهود لواقعة الزّنا
كان ذلك ممكنا في ذلك الوقت
لأنّ الخيام مصنوعة من الثوب
الّذي يحرّك بفعل الرّياح و التدخّل البشري
لكن تحقيق هذا الشرط في عصرنا الحالي
1-
يجب أن يشاهد الشهود واقعة الزّنا من ثقب الباب واحدا تلو الآخر
لكن هذا يسمّى تجسسا في الشريعة الإسلامية و المتجسّس لا شهادة له
2-
أن يحضر الشهود الأربعة واقعة الزّنا مباشرة
لكن الشاهد في هذه الحالة يسمّى ديوثا في الفقه الإسلامي و الدّيوث لا شهادة له
3-
هناك حالة زنى لا تحتاج إلى 4 شهود و لكن الشريعة ترفضها رفضا تاما
إذا حملت المرأة بعد غياب زوجها لمدّة 3 أو 4 سنوات
فلا تُعتبر زانية و ينسب الطّفل للاب الغائب
لأنّ الحمل يدوم 4 سنين بناء على إجماع الأئمة الأربعة
B- ما لا يدخل في عقوبة الزّنا في قوانين الشريعة الإسلامية التي يطالبون بها
1-
القبلات
المعاكسة و العنف الجسدي في الشارع
(المرأة هي المسؤولة لأنّها أظهرت شعرها فتثار غرائز الرّجل)
3-
الجنس الفموي لأنّ القضيب او المرود لم يدخل المكحلة
4-
العلاقة الشاذة بين الرّجل و المرأة لأنّ المرود أخطأ المدخلة
5-
إدخال المرود في المكحلة
في أيّ مكان في العالم
لا يوجد فيه 4 شهود لا يعتبر زنا
6-
زواج المتعة لا يعاقب عليه في قوانين الشريعة الإسلامية (البشرية) بإجماع الفقهاء
زواج المتعة كان مباحا في حياة الرّسول (حسب كتبهم)
تقول السنة أن الرسول حرّمه قبل موته
و يقول الشيعة أن عمر هو الّذي حرمه
زواج المتعة هو عقد شفاهي بين الرجل و المرأة لأجل مسمّى مقابل قدر مالي
فإذا وصل الأجل يقع الطلاق أوتوماتيكيا
إجماع الفقهاء يبيح زواج المتعة
إذا تحقّق شرط الأربعة شهود المعجزة لإثبات واقعة الزّنا
و شهد الرّجل و المراة أنّهما متزوّجان زواج المتعة فلا حدّ عليهما
C- عقوبة الزّنا في قوانين الشريعة الإسلامية (البشرية)
- عقوبة الزّاني و الزّاية هي الرّجم حتى الموت حسب حديث البخاري
مع العلم أنّ هذا الحكم لا يوجد في القرآن
نسخ حديث الرّجم حتى الموت المكذوب على رسول الله آية الجلد الواضحة جدّا
- عقوبة الآمة هي نصف عقوبة الحرّة
a- نصف 100 جلدة هي 50 جلدة
b- نصف الرّجم حتّى الموت هو نصف الرّجم حتّى نصف الموت
D- تطبيق قانون حدّ الزّنا يتطلّب توفير الظّروف الّتي كانت في عهد ما بعد موت نبيّنا الكريم
المنطق و العقل
يطالبان بنفس ظروف معيشة السلف الصالح
للقبول بقوانينهم
1-
سوق للجواري المتنوّعة من جميع بقاع العالم
مع إمكانية تملّك ما لا نهاية من النساء
2-
مساعدة النّاس مادّيا
للتزوج من 4 نساء
E- مقارنة بين القانون الوضعي البشري (الشورى) و قواني الشريعة الإسلامية (البشري)
a-
يُعاقب القانون الوضعي الإغتصاب و الخيانة الزّوجية
الشّيء الّذي لا يفعله قانون الشريعة الإسلامي (البشري) لأنّه لا يعتبره زنا
b-
القانون الوضعي يمكن تغييره
القانون الإسلامي (البشري الّذي يظنّ الناس أنّه إلاهي مقدّس)
لا يُمكن تغييره فيصبح سيفا على رقاب الناس
8- مغالطات منطقية مشهورة يفتخرون بها
حول دولة الخلافة مع الأجوبة الشافية
1- نفتخر بالتقدّم الحضاري و العسكري الكبير للدّول الإسلامية عبر التاريخ - دولة الخلافة
A- لا يصحّ ربط التقدّم الحضاري بالدّين
- هل سبق وسمعت حضارة تربط اسمها بالدين ؟
كأن يقال حضارة مسيحية او يهودية او بوذية، او او....
الحضارة الوحيدة التي تنسب نفسها الى دين
هي ما يسمى بالحضارة الإسلامية !!
- الحضارات القديمة
عادة ما تكون اهم آثارها
في مكانِ منشأها، او قريبة جدا منه،
لو كانت للعرب حضارة عظيمة كما يزعمون
لأسسوا لها في بلدانهم الأصلية في شبه الجزيرة العربية
فأين آثار الحضارة الإسلامية هناك؟
بينما في الحقيقة لا توجد عمارة إسلامية هناك
هل هي الحجر الأسود والمكعب الذي يحتضنه؟
لكن ستجدها في الشام و مصر و العراق
الفراعنة فنوا قبل عشرات القرون
لكن الأهرام ما تزال قائمة كشاهد عليهم
ونفس الشيء ينطبق على الروم والإغريق والصينيين والمايا،
فأين هي آثار المسلمين؟
وأين آثار هذه الحضارة اليوم؟؟
المسلمون العرب هم الوحيدون
الّذين يتباهون بحضارة
لا توجد في بلدانهم الأصلية
فرج فودة
B- لا يصحّ ربط التقدّم الحضاري بالقوّة العسكريّة
- لو كانت القوّة العسكرية من مظاهر الإزدهار
لكان المغول و التتار من أعظم الأقوام
- ليس من مظاهر الإزدهار و لا يُشرّف فرنسا أبدا
أن تكون قوّتها العسكريّة
قتلت مئات الآلاف من المغاربة و الجزائريين
لعقود طويلة بطرق بشعة
أحمد عصيد
C- لا يجب ربط التقدّم الحضاري بالعقيدة
بل يتوجّب ربطه بأسباب التقدّم
a- العقيدة
مسألة خاصّة بين الفرد و ربه سيحاسب عليها يوم الحساب
بدون مساعدة وتدخّل دولة الخلافة و التيار المحافظ
العقيدة و الإيمان غير كافيان للإنتصار
خير مثال لإثبات ذلك هو حرب أُحُد
فلولا الأخد بأسباب الإنتصار لما فاز المسلمون في الحرب
b- أسباب التّقدّم
1- كانت مجتمعة في عصر العباسيين
- عصر العباسيين كان عصر إزدهار الفكر الإسلامي و الحضارة الإسلامية
و لكنّه لم يكن أكثر العصور وَرَعََََا و تديُّنا
الإزدهار المادّي للدّولة العبّاسية
نتج عن نفس الشّروط (أسباب التقدّم) الّتي أنتجت حضارات عظيمة سابقة
- تراكم الرّساميل
- إزدهار طرق القوافل التّجارية
- نقلوا طريقة التدبير من الرّوم و الفرس.
- إختلاط أجناس بشرية جديدة (أمازيغ - روم - فرس)
- ترجمة الكتب إلى اللّغة العربية و زادوا عليها
- وصلت الدولة العباسية أوجها
في عهد المامون
لأنّه أخد بأسباب تقدّم الحضارة
زيادة على أنّه شجّع المعتزلة الّذين لا يعترفون بالحديث
و يا لها من صدفة أن تتقدّم الحضارة في عهدهم !!!!!
- هل كان أكثر الخلفاء ورعا و تديّنا و إيمانا؟
- هل حدث التقدّم العلمي و الحضارة العلمية
في عهد عمر بن عبد العزيز الذي عرف بالتدين و الورع؟
- الشيء الوحيد الّذي تطوّر أيضا لكن ساهم في تدهور الدّولة
هو الإجتهادات الفقهية
2- تخلّف الدّول يأتي نتيجة عدم الأخد بأسباب التقدّم
نحن الآن في أسفل الحضارة و قاعها
لكنّنا لا يجب أن نربط هذا بالإسلام
و يتوجّب علينا ربط هذا التراجع بعدم الأخد بأسباب التقدّم الحضاري
نحن لسنا متخلّفين لأننا مسلمون
نحن متخلّفون لأننا لم نأخد بأسباب التقدّم
- أمريكا متقدّمة ليس لأنّ عقيدتها صحيحة
بل لأنّها أخدت بأسباب التقدّم ككل الدّول المتقدّمة
هل آسيا تغزو العالم بفضل البودية أم بفضل أخدها بأسباب التقدّم
- لن نتقدّم خطوة إلى الأمام
ما لم نتخلّص من محاسبة الناس على عباداتهم المظهرية
و وجّهنا كلّ طاقاتنا إلى العلم و البحث والعمل و العدل
حساب الناس في عقائدهم
مهمّة الله
و ليس مهمّة الدّولة
2- حكم الدّولة يكون بما أنزل الله: الشريعة
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ
يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ
فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 44)
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ
النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ
فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 45)
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 47)
مغالطة منطقية تنطلي على عقول الناس بسهولة
لأنّهم مقتنعون أنّ ما أنزل الله
هو الشريعة البشرية الّتي حرّرها الفقهاء
لا يستطيعون تقبّل أنّ ما أنزل الله
هو القرآن و الكتب الإلاهية الأخرى فقط
تبدو في الوهلة الأولى
خلطا للدين بالسياسة
a-
هل 3 آيات من سورة المائدة (مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)
هي التي ستؤسس لدولة ؟
لا وجود لقوانين الدّولة في القرآن نهائيا !!!!!
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة
من يمتلك صلاحية الحكم بما أنزل الله؟؟؟
الجهاز السياسي أم الجهاز القضائي؟؟؟
جواب
A- تعريف السياسة و القانون و الفرق بينهما
a- تعريف السياسة
توزيع النفوذ والقوة مع تدبير رعاية و معالجو شؤون الدّولة أو نظام معيّن
في الداخل و في علاقتها مع الخارج
عن طريق اتخاد قرارات ملزمة لكل المجتمع
تتناول قيما مادية ومعنوية.
عرفها ديفيد إيستون بأنّها تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة.
b- تعريف القانون أو فن العدالة
مجموعة من القواعد التي وضعت عن طريق السلطة التشريعية
لتنظيم سلوك الأفراد في المجتمع تنظيما ملزما
وتعاقب مخالفها عند الإقتضاء
كفالة لاحترامها.
c- أهمّ فرق بين السياسة و القانون
- في السياسة تُتّخد قرارات
إما بالتشاور و تسمى ديموقراطية
أو بالإكراه و تسمى ديكتاتورية
- في القانون تَصدُر أحكام
و هناك فرق شاسع بين الإثنين!!!!!
B- آيات الشورى في القرارات السيادية و السياسية
A-
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
1- وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
2- وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 159)
B-
فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى
1- لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)
2- وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
3- وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)
4- وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
5- وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ
6- وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 38)
C- ما هي الأشياء التي يطبّق فيها الحكم بما أنزل الله حسب القرآن؟؟؟؟؟
1-
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 65)
يحكم نبيّنا الكريم في الشجار الذي وقع بينهم
2-
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ
فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ
وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ
بَغْيًا بَيْنَهُمْ
فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 213)
الحكم بين الناس بالكتاب
في الإختلاف
3-
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ
فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 10)
حكم ما إِختُلف فيه إلى الله
في كتابه الذي أنزل
4-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ
وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 59 - 60)
بما أنّ
و هي مسألة شخصية بين العبد مع خالقه
فإنّ الردّ في النزاع يكون أيضا بما أنزل الله لرسوله
من الآيات الأربع يظهر جليا
أنّ الحكم بما أنزل الله
يقتصر فقط على
الشجارات و الخلافات و النزاعات
من يمتلك إذن صلاحيات الحكم بما أنزل الله فيها؟
الجهاز القضائي أم السياسي؟
لنرى الآن كيف يتمّ الحكم
بما أنزل الله
D- ماهي طبيعة الحكم بما أنزل الله
من القرآن؟؟؟؟؟
1-
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ
a- أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
b- وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا
إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 58)
الحكم بالعدل
أمر = موعظة أنزلها الله في القرآن
و من لم يحكم بما أنزل الله = و من لم يحكم بالعدل
فهو فاسق - ظالم - كافر (مستكبر - منكر)
2-
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)
فَلِذَلِكَ فَادْعُ
وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
مِنْ كِتَابٍ
وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ
اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ
لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)
(سورة : 42 - سورة الشورى, اية : 14 - 15)
أمر الله سبحانه و تعالى نبيّنا الحبيب
بالإستقامة و العدل بين الناس
مع حفظ حرّيتهم في تصرّفاتهم و أعمالهم و إعتقاداتهم
فلكل إنسان حجّته المقتنع بها
و لا يجب أن يفرضها على الآخرين
سنعلم من الصائب يوم الحساب
و ليس في الحياة الدّنيا
على يد أشخاص متأكّدين
من هدايتهم
و من إمتلاكهم وكالة حصرية من عند الله
الإستقامة تدفع للعدل بين الناس
العدل في القضاء
و حرّيّة الإختيار في الحياة اليومية
3-
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ
أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ
فَإِنْ جَاءُوكَ
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا
وَإِنْ حَكَمْتَ
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42)
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 41 - 42)
أمر الله سبحانه و تعالى نبيّنا الحبيب
بالقسط في الحكم
القسط في الحكم
و حرّيّة الإختيار في الحياة اليومية
رابط لترتيل كلمتي العدل و القسط
1- الحكم بالقسط هو الحكم بين الناس بإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه
لتفادي وقوع المشكل أو الإختلاف
l'équité / l'impartialité
a- إعطاء حقوق الناس كاملة غير منقوصة
حتّى لا يحصل المشكل من الأصل
يعتبر قسطا من طرف إلى آخر
b- فعل الشيء كي لا يحصل مشكل يتوجّب العدل فيه
إسداء الإحسان و تقديم المساعدة
فالبائع يجب أن يقسط في الميزان و لا يغش في الميزان
جمع قسط ==> مقسطون
2- الحكم بالعدل يكون بعد وقوع الإختلاف
La justice
هو إيجاد حلّ بعد حصول المشكل
العدل يكون بين الطّرفين
بعدم الميل لأيّ طرف على حساب الآخر
عدلت بين زيد و عمر
لا أميل لزيد و لا لعمر
4-
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا
(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 105)
الحكم في هذه الآية
يكون بالحقّ و عدم الإنحياز للخائنين
الحكم بما أنزل الله من القرآن
هو الحكم بالعدل و القسط والإستقامة و الحقّ
بدون الإنحياز للخائنين !!!!!!!!
حكم لا يتناقض
مع العلمانية ؟؟؟؟؟؟
D- يحكم كلّ قوم من أهل الكتاب بكتابهم و لا يحكمون بالقرآن
و بما أنّ الرسالة واحدة و الذكر واحد
فإنّ أهل الكتاب سيحكمون بالعدل أيضا
كيفما كان كتابهم
1-
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ؟
وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ
ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 43)
2-
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)
(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 47)
لقد تم استغلال آيات الحكم بما أنزل الله
للاستدلال على وجوب
وجود الدولة
مع أن الحكم في هذه الآيات
يُراد به القضاء فقط
فقد طلب الله من أهل الانجيل
ان يحكموا بما أنزل الله
دون أن تكون لهم دولة.
خلاصة
كان نبينا الحبيب
- يتخد قرارات سياسية مع قومه بالتشاور كما رأينا سابقا
- و يحكم في الخلافات و النزاعات بما أنزل الله
بالعدل و القسط و الحقّ و الإستقامة
مع عدم الإنحياز للخائنين
الفطرة السليمة تمكن أيضا بالحكم بنفس الصفات و المميزات الحميدة
تماما كما أنزل الله
a-
إن الربط بين الدين والدولة
لم يؤد فقط إلى شلالات الدماء في الجمل وصفين
وغيرها من مسلسلات اغتيال الحكام
بل إلى استعمال العصا والجزرة مع العلماء
لصناعة دين مواز لدين الله.
لم تسفك الدماء وتدمر البلاد
إلا تحت شعار وجوب إقامة دولة تحكم بما انزل الله
وان الاسلام لا وجود له إلا بدولة
سعيد الصرفندي
b-
آيات أخرجت عن سياقها بهدف إقامة دولة دينية
لكنّها في الحقيقة تطالب الناس
بالإحتكام إلى الكتب السماوية
الّتي تحتوي على المبادئ و القيم و الإحسان و العمل الصالح
و ليس قوانين دولة
التشريعات البشرية الدّينية قد تصيب و قد تخطئ!
لكنّ خطرها يكمن في تقديسها
c-
لقد أثبت لنا التاريخ
أنّ دولة الخلافة
لا تستعمل القرآن بتاتا (ما انزل الله)
في الحكم
حقيقة يستحيل إنكارها
3- حقيقة تخلّفنا هو إبتعادنا عن الإسلام و عن الشريعة
- هل تقدّم الصين و أمريكا و أوروبا و روسيا
هو تشبّثهم بالشريعة الإسلامية؟
- لو كانت شريعة دولة الخلافة صحيحة
لما تغلغلت فيها شريعة الكفار
و فرضت أفكارها مع الوقت
فتقبّلها المسلمون
4- الدولة الدينية ليست حلماً بل حقيقة ممكنة
و سوف ننجح لأنّ الله معنا
- أعطني مثالا واحدا لدولة دينية
تطبّق الشريعة
ووصلت إلى المجد
هل هي إيران؟ أم السودان؟ أم ليبيا أو سوريا؟ أم أفغانستان ؟ أم ماذا؟
أريد فقط مثالا واحدا !!!!!
- إن الإسلام دين
بينما الدولة كيان سياسي واجتماعي واقتصادي
يحتاج إلى برنامج تفصيلي لأسلوب الحكم
والإسلاميون لا يقدمون برنامجاً سياسياً مفصّلا.
5- لو كانت الدّولة الدّينية فاشلة
لإنتهت و إختفت من على وجه الأرض
لقد إختفت دولة الخلافة بالفعل
لكن الدّولة الدّينية بقيت قائمة ليس لأنّها غير فاشلة
فقد بقيت لأنّها إنغلقت على نفسها
كالنّعامة التي تُخبّئ رأسها في الرّمل
قوّة الحضارة في قابلية إنفتاحها و تبادلها مع الحضارات الأخرى
عندما إنغلق المسلمون على أنفسهم
و هيمنت المدارس الدّينية النّظامية
دخل المسلمون في عصور الإنحطاط لأزيد من 1000 سنة
6- الحرّيّات الفردية تفسد المجتمع
مجتمعات الخلافة بعيدة كلّ البعد عن الحرّيات الفردية
مجتمعات الخلافة مليئة بالقيود على التعليم و الجنس و التعبير و الصيام ....
و التاريخ أظهر لنا أنّ دول الخلافة كانت فاسدة بإمتياز
من يظنّ أنّ الحرّيات الفردية تفسد المجتمع
فهو حتما يعتبر نفسه
يعيش في مجتمع من أصلح المجتمعات
9- السياسة و الدّين
1-
عندما تفلس الأحزاب ويفلس السياسيون ..
فإنهم يرفعون الشعارات الدينية
لأنها تعتبر المدخل السريع للعقول عن طريق المشاعر
2-
عندما يتديّن المرء لوحده فهو يمارس الدين
و عندما ينادي الآخرين ليتديّنوا معه فهو يمارس السياسة !!
وهذا الخلط بين الدين والسياسة هو الخطر.
3-
الإيمان حبّ بين الشخص و خالقه
لا دخل للنّظام و السياسة فيه
فرض هذا الإيمان على الناس يعتبر عدوانا سافرا
4-
هل سنتقدّم بإطالة اللحية و قس الشارب و إستعمال السواك
أو بإدارة ظهرنا للحضارة و التقدّم و العلم؟
5-
مصلحة الإنسان تضمنها الدّولة المدنية
دين الإنسان يضمنه قوّة إيمانه
فلا تستطيع أي دولة أن تمنعه منه
سواء كانت مدنية أم دينية
الدين في النفس والعقل..
أما الحكومة في الخارج والمادة
10- دور الدّولة
1-
إقصاء هوية العقيدة لأنّها تؤدّي إلى التطرّف و العنف
و تشجيع هوية المواطنة تؤدّي إلى التآخي و المؤازة مهما كانت العقيدة
مهمّة الدّولة
تكوين أجيال تفتخر بهويّة المواطنة
ولا تتعامل بهويّة العقيدة
2-
تشجيع المرأة و العلم و العقل و دولة المؤسسات
مع فصل الدّين و القوّة العسكرية عن الدّولة
و إحترام القانون حاكمين و محكومين
3-
الدّولة ليست فتاوي و صلاة و دعاء و تخشّع
الدّولة مؤسسات و بنية تعليمية و علمية و صحية
و عدلية
مع تداول السلطة
4-
الدّولة ليست قمعا و تحريما
الدّولة قانون و حرّيات
الدّولة نظام و معارضة
5-
الدّولة ليست راع و قطيع
الدّولة دورها خدمة المواطن
6-
ليس دور الدّولة قياس إيمانك أو كفرك
الدّولة مهمتها تكوين أناس
يستطيعون العيش في رخاء
7-
ليست مهمة الدّولة تكوين أناس يذهبون إلى الجنّة أو النار
الدولة ليست مؤمنة أو كافرة
الدّولة إمّا فاشلة أو ناجحة
11- إيجابيات الدّولة الحديثة
مفهوم الإيمان و الكفر و التكفير والخلافة
في الدّولة الحديثة لم يبقى له معنى
لأنّها (الدّولة الحديثة) قائمة على قوانين بشرية وضعية
لا تميّز بين المؤمن و غير المؤمن
بحيث أنّهم يمتلكون نفس الحقوق و الواجبات
يمتلكون البطاقة الوطنية
و لا يُسألون عن عقيدتهم في الإدارات العمومية
الأشخاص المكفّرون لا ينتمون لهذه الدّولة الحديثة
و يعيشون في الماضي
و يحتاجون إلى مجهود للتعايش في عصرنا
لكي لا يبقوا في الهامش
التكفير عمل مؤذي و مسيء للغير
يعبّر عن إنتقام اللاّوعي
لعدم قدرته هدم الدّولة الحديثة و الرّجوع إلى الخلافة
الّتي أثبثت فشلها بشهادة التاريخ
فيتّجهون إلى العنف اللّفظي
من هنا يأتي دور المفكّر
الّذي يشرح مفهوم الحرّية العلمانية
المساواة العدل العقلانية الحقّ
و يقرّبها للناس لكي يستوعبوا
أنّ الدّين مكانه الطّبيعي هو الحياة الشخصية
بين الشخص كيفما كانت ديانته و خالقه
عندما يظهر الدّين في المجال العامّ
يصبح نظاما عامّا
و بالتالي قهريا سلطويا قمعيا
و كردّ فعل طبيعي
يبدأ الناس بمقاومة القمع
فيقاومون الدّين بطريقة غير مباشرة
أحسن مثال على هذا
ظهور أشخاص يطالبون بحق الإفطار العلني في رمضان
لأنّهم يعتبرون هذا تدخّلا في حياتهم الخاصّة
لا يمكن أن نطلب من كلّ الناس
أن يكونوا مثلنا و يراعوا مزاجك المتقلّب
إخراج الدّين من إطاره الشّخصي
إلى المجال العامّ
تأسيس للقمع
الدّول الإسكندنافية متديّنة بشكل كبير (بروتيستانت في أغلبيتهم)
سعيدون في حياتهم لأنّهم يحترمون الآخرين
كانوا متديّنين بدين آخر أم لا دينيين
و يتعايشون معهم في أمان و سلام
و جعلوا الدّين شأنا خاصا مع الله مباشرة
العلمانية هي الإطار الوحيد الّذي تتعايش فيه الأديان في سلام
لكن التيار المحافظ يعتقد أنّه شعب الله المختار و أنّ دينه هو الصّحيح
و واجبه إدخال كلّ النّاس إجبارا و إكراها في تياره
فهو لا يريد الأديان و لا يريد التعايش
بل يريد الوصاية و التحكّم بواسطة السلطة و القهر
يعشق القوّة و يحبّها حبّا جمّا
بدون القوّة لا يستطيع فعل شيء
مما يدلّ على ضعفه , ضعف حجّته و إقناعه
أحسن حلّ لإطفاء فتيل الحرب و النزاعات
في الدّول المشتعلة هو العلمانية
لأنّها تمنع أن تسيطر فرقة على أخرى
حسب معتقدها الدّيني
و تشجّع وصول الكفاءات إلى الحكم
(أحمد عصيد)
خاتمة
1-
تريدون تفعيل و تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية (البشرية)
مرحبا بكم
ولكنّكم مُلزمون بإظهارها على الملأ
لكلّ الناس بدون إستثناء
حتّى يكتشفوا الحقيقة الّتي تخفونها
و يتمكّنوا من الإختيار بكلّ حرّيّة
2-
الدّين ليس بخيمة واهية تنفخ عليها فتنهار
دين الإسلام الّذي أفتخر به
قويّ لا يخاف من الحرّية و العلمانية
3-
الدّين لا يصنع حضارة
بل هو جزء من الحضارة
4-
إن فصل الدين عن السياسة وأمور الحكم
إنما يُحقق صالح الدين وصالح السياسة معاً.
5-
أقبل أن تهان أفكار سياسية كالشيوعية و الإشتراكية و الليبرالية
لكنني أرفض أن يهان الإسلام
لربطه بالإرهاب, الدّم, التفرقة, المطامح و المطامع
6-
دورنا تنزيه و تطهير الإسلام
عن ممارسات السياسة
دورنا إبقاء الإسلام أعلى العلّيين
7-
حيثما يطبّق
العدل والمساواة والرّحمة
والحثّ على التقدّم
توجد دولة الإسلام
متى ينصلح حال المسلمين....
حين يطبعون كل كتب إبن رشد المحروقه من جديد ويستبدلونها
في المكتبات بكتب التراث .
وحين يكون عدد المغنيين وعازفي الموسيقى والرياضيين اكثر من رجال الدين.
وحين تجد عدد الجامعات والمدارس الجميله والحديثه في المدينه اكثر من عدد المساجد والجوامع والكناس.
وحين يكون كِتاب رب العالمين وآياته هو المرجع والدين ولا قدسية لسواه.
وحين يكون القاضي والمحامي والسياسي والتجار
محترمين لا متدينين .
وحين نشاهد كتب المفكرين والباحثين مدرجة في مناهج التعليم.
وحين يتوقف الخطباء والفقهاء عن سرد امجاد ومعارك وغزوات وحكايات الاولين..
وحين يكون الدين لله والوطن للجميع..
وحين تكون المرأة والرجل في الحقوق والواجبات متساوين ..
بقلم/عبدربه الجوفي
